الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. دموع شارون ستون وباراك أوباما

عكس الاتجاه.. دموع شارون ستون وباراك أوباما

لم تكن دموع «شارون ستون» التى انهمرت من عينيها الجميلتين هى الخبر الأهم فى التقارير الاقتصادية أو الفنية إثر صدمتها من خسارة نصف ثروتها التى تقول أنها تبلغ 60 مليون دولار قد خسرتها فى ثانية مع سقوط بنك (سيليكون فالى) الأمريكى.



لا، بل كان الخبر الأهم هو البحث عن أسماء أشهر فنانى هوليوود - ناهيك عن أسماء أشهر اقتصاديين- الذين خسروا ثرواتهم الطائلة بإغلاق البنك بالضبة والمفتاح.. لا، بل كان الخبر الأهم هو ما ورد على استحياء وخوف حين نشرت صحف الغرب أسماء بعض قادة ورؤساء العالم الذين هم أيضًا قد فقدوا ثرواتهم داخل حيطان البنك المنهار.

لا، بل كان الخبر الأهم هو السؤال: هل فقدت أمريكا (فلوس) ممولى حروبها، تُجّار السلاح؟ وتجار العبيد والمخدرات وتجار الرقيق الأبيض وتجار الدواء وأصحاب السوشيال ميديا ونجوم الفن؟.. لا، بل يصبح السؤال المُلِحُ: ماذا يعنى ذلك؟ هل فقدت أمريكا مركزها وهيبتها فى زلزال كارثى غير طبيعى، أكبر من 7 ريختر قد ضرب تركيا وسوريا الشهر الماضى؟

يوم 17 من مارس هذا الشهر، وعلى قناتها الخاصة خرجت أيقونة الجمال والسينما « شارون ستون»- بطلة فيلم (غريزة أساسية) - فى بث حيّ تخبر متابعيها بأن انهيار بنك (سيليكون فالى) هو انهيار لثروتها التى كانت تودعها البنك، هل كانت «شارون ستون » تودع ثروتها فى بنك واحد؟، سؤال، وثمة سؤال آخر: هل ستترك الفنانة أموالها فى البنوك الأمريكية المنهارة أم ستهربها خارج الحدود فى بلادٍ أكثر أمانًا واستقرارًا؟ وهُنا تحديدًا قد فُتِحَ عُنوةٌ باب جهنم الموصد بالضبة والمفتاح والقفل والترباس على أسرار أمريكا ورجالاتها النافذين، الرجال الكبار الذين انهار كثيرهم مع انهيار البنك إياه.

أما لماذا انهار البنك الكبير؟ فتلك قصة أخرى، قصة صارت معروفة، وهى القصة الأكثر تناولًا وتداولًا فى الميديا الآن.

بعد دموع عينى «شارون ستون» توالت دموع الجميع: «ترامب» و«أوباما» و«أوبرا وينفرى» و«ليوناردودى كابريو» و«أنجلينا جولى» و«جورج كلونى» و«هالى بيرى» و«نيكولاس كيدج» وورثة «مايكل جاكسون» و«كيم باسينج» والقائمة تطال مئات من مشاهير هوليوود ومئات من مشاهير العرب. ناهيك عن أسماء أكثر رجال ونساء العالم ثراءً أصحاب الشركات المالتى ناشونال؛ بعضهم من مؤسسى (سيليكون فالى) الذين انهارت ثرواتهم على أدمغتهم فجأة مثل سقوط سقف منزل متهالك قديم على ساكنيه، وليس أكبر بنك فى الوجود! شخصيات مثل «مارك زوكربيرج» و«إلون ماسك»،و«باراك وميشيل أوباما» اللذين وضعا كل أموال شركتهما الإنتاجية التليفزيونية والسينمائية 890 مليون دولار من الإنتاج فى (نيتفليكس)، أودعاها فى (سيليكون فالى)، ولديهما من الأموال الطائلة التى أودعاها فى بنوك مختلفة داخل أمريكا، ثم ماذا عن دموع «أوبرا وينفرى» الإعلامية الأكبر وصاحبة المؤسسات الخيرية والممثلة والمنتجة والتى لها حصة إيداع فى (سيليكون فالى) قيمتها 2 ونصف بليون دولار؟

دموع «شارون ستون» التى فتحت نافذة على التاريخ لنعرف منها أسماء وقيمة ثروات أغنى أغنياء التاريخ مثل ملك الذهب إمبراطور مالى الراحل منذ ما يقرب من 700 عام والذى مات ولم يعرف أحد قيمة ثروته حيث لم يودعها سيليكون فالى ولا البنك الصناعى والتجارى الصينى؟.. لقد تفوق بعض المودعين وفاقت ثروتهم ما كان يمتلكه ذات يوم ملك (مالى) سيد أغنياء الكوكب وقتها والمُلقب بـ«مانسا موسى» والذى قد قدرت (فوربس) عام 2019 ثروته بما يساوى الآن 131 بليون دولار! الثروة الطائلة التى جاءت من تجارة العبيد والذهب والملح.. الملك المؤمن الذى ذهب ذات مرة إلى مكة للحج ومعه 60000 مرافق و12000 عبد! وماذا عن «جيف بيزوس» أكبر ممولى (أمازون) والذى تقدر أمواله فى سيليكون فالى بـ 131 بليون دولار، وهى نفس قيمة ثروة ما يُلقّب الآن بأغنى أغنياء الكوكب منذ نشأته، الإمبراطور حاكم مالى القديم؟

هناك بعض الأسماء مقارنةً بالأسماء السابقة ستجد أن مدخراتهم فى سيليكون فالى هى (مجرد شوية فكة على ما قُسُم)، مثلًا قد أودع «نيكولاس كيدج» 40 مليون دولار، و«كيم باسينجر» 20 مليونًا.

السؤال الأهم فى كل ما سبق هو: متى ستنهار أمريكا، وقد بدأت أكبر وأعتى بنوكها ورجالاتها فى الانهيار؟