الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد إصلاح ما أفسده حكم الجماعة الإرهابية: مصر درة التاج الإفريقى

أنقذت ثورة «30 يونيو» مصر وإفريقيا من مسلسل الفوضى، وغياب الأمن وانهيار مؤسّسات الدولة. ويرتبط الأمن القومى الإفريقى ارتباطا وثيقًا بالأمن القومى المصرى، وكثيرًا ما يؤكد الرئيس المصرى، عبدالفتاح السيسى، على أهمية العمق الإفريقى فى سياسة مصر الخارجية التى ترتكز مَحاورها فى ضرورة الحفاظ على وحدة وتماسُك الدول الإفريقية.



وحرصت مصرُ خلال الفترة الماضية من بَعد ثورة «30 يونيو» على تحقيق التعاون والبناء كنهج استراتيچى راسخ لسياستها، فى إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنيات الصادقة، مع تركيز الجهود لتحقيق الخير والسلام والتنمية لعموم شعوب المنطقة، وكذلك التكاتف لدرء المَخاطر عن سائر الدول الإفريقية وصون أمنها القومى.

وأكد دبلوماسيون أنه منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الرئاسة كان هناك اهتمامٌ بالأمن القومى المصرى وربطه بالأمن القومى الإفريقيى، وأن الرئيس أكد أن الأمن والاستقرار هما مفتاح التنمية التى تُعَد سلاحًا مُهمًا ورئيسيًا فى مواجهة الإرهاب عربيًا وإفريقيًا.

 لحظات خطرة

لم يكن فى عام حُكم الإخوان توازن مطلوب، أو إعلاء المصالح المشتركة والتنمية، وخسرت مصرُ الكثيرَ من نفوذها الدولى والإقليمى، ولولا قيام ثورة «30 يونيو» لم يكن أحد يتخيل كيف ستكون العلاقات «المصرية- الإفريقية»، وكيف سيكون الوجود المصرى فى عمقه الإفريقى، خصوصًا فى المجال الحيوى القريب كمثال ليبيا، التى سيدعم الإخوان وجود الميليشيات فيها لتكون ذراعهم، التى يهددون بها كل دول المنطقة، أو عبر دعمهم لتنظيمات ميليشياوية إسلاموية، مثل «القاعدة وداعش» لتنعم بالوجود فى مسرح عمليات كبير، وهنا ستفقد مصرُ دورَها، وبدلًا من أنها رمانة ميزان لمحيطها، والدولة الأكثر منطقية وتمسكًا بالحلول السياسية لأزمات المنطقة؛ ستصبح دولة الميليشيات التى تهدّد الأمن والاستقرار والسلام لكل الشعوب.

نجاح ثورة «30 يونيو» أفشل السيناريو الذى كانت تخطط له جماعة الإخوان المسلمين من تحالف مع تركيا وإيران لتكون القاهرة محطة لميليشيات متنوعة، تفرض أچندتها التخريبية وهيمنتها على العالم العربى كله، وهنا سنكون على موعد من الخراب فى سوريا ولبنان وليبيا والصومال وشمال إفريقيا واليمن، وغيرها، ويستهدف الإرهابيون والتنظيمات المدعومة إخوانيًا الأقباط، وتشتعل الحرب الطائفية فى دولة لم تَعرف ذلك مسبقًا فى تاريخها، ولا شك أن السيناريوهات ستكون مرعبة، فدولة بحجم مصر لن يَقبل شعبُها جماعات مثل «طلاب الشريعة»، «حازمون»، «القاعدة»، وغيرها، وكان من المتوقع أن تدور حرب مع تلك الميليشيات فى الشوارع؛ لتعم الفوضى، وتنهار الدولة ومن ثم المنطقة بالكامل.

اللحظة الأكثر خطورة على الأمن القومى العربى كانت عندما أُسقط النظام السياسى فى مصر واختطفت جماعة الإخوان السُّلطة السياسية، خطورة المشهد تطلبت تعامُلًا حذرًا.

 الاندماج العربى والإفريقى

نجحت قيادة الجمهورية الجديدة، فى تبديد كثير من الغيوم المحيطة بالقضية الليبية، ومساعدة الجارة الشقيقة من مؤسّسات وحكومة ومجلس رئاسى وبرلمان وقوات مسلحة وشعب فى استعادة اندماجهم فى الأسرة العربية والإفريقية والدولية لكى ينعم الليبيون بمعيشة مستقرة آمنة.

عززت القيادة المصرية دورها الإقليمى؛ ليشمل القارة الإفريقية، عن طريق تحسين العلاقات مع مختلف دول القارة السمراء. وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على الاهتمام بالأمن القومى المصرى، وربطه بالأمن القومى العربى والإفريقى؛ انطلاقًا من قناعته وإيمانه بأن الأمن والاستقرار هما مفتاح التنمية.. وفى هذا الصدد؛ فإن كل ما اتخذته القيادة ومؤسّسات الدولة من تدابير وإجراءات ومواقف على مدى التسعة أعوام الماضية، كان يصب فى خانة تعزيز الأمن القومى المصرى والعربى.

وفيما يتعلق بالوضع فى منطقة البحر الأحمر، اهتمت مصر بإقامة نظام إقليمى للدول المطلة على البحر الأحمر، وكذلك إنشاء واستضافة منظمة للدول المنتجة للغاز فى شرق البحر المتوسط، وهذه الثروات تتطلب حماية.

وفى السودان؛ تطورت العلاقات بين البَلدين ونقلت لآفاق أوسع بكثير مما كانت عليه من قبل، وقامت مصر بدعم السودان فى المرحلة الانتقالية، والتنسيق معه فى كل ما يتعلق بقضايا الأمن القومى السودانى؛ لأن هناك تداخلاً كبيرًا بين الكيان العربى والإفريقى.

وامتد الإرهاب لكل أرجاء القارة الإفريقية شمالا وجنوبًا وشرقًا وغربًا وفى الوسط، وبالتالى نجحت مصر فى إشاعة ثقافة أولوية الأمن القومى لديها، وبالتنسيق والتعاون مع الدول العربية استطاعت أن تعلى من هذه القيمة وتسهم مع أشقائنا فى نشر هذه الثقافة، وأيضًا على المستوى الإفريقى.

وخلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى كان التركيز على إسكات البنادق، والتركيز على قضايا التنمية؛ خصوصًا بعد توقيع اتفاق إنشاء منطقة تجارة حُرة داخل القارة الإفريقية ومنح الأولوية للاستثمار فى البنية التحتية، وجذب الاستثمارات الخارجية، وذلك مرتبط بأمن إفريقيا القومى وجهودها فى مكافحة الإرهاب؛ لأن الإرهاب يستغل حالة الفقر وغياب وجود فرص عمل لجذب الشباب وتجنيدهم، وهم يشكلون 70 % من سكان القارة الإفريقية.

وعاد الدور الاستراتيچى والمحورى الذى تقوم به مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حماية الأمن القومى العربى والدفاع عن قضايا الأمّة العربية، وكذلك جهود مصر ومساعيها الدؤوبة فى سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على الصعيد الإقليمى. بما يلبى تطلعاتنا لتحقيق التقدم فى مختلف المجالات، وبما يخدم أهداف ومصالح مصر والدول والشعوب العربية، وكذا الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية.