الأحد 10 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شبح الفقر يهدد الغرب بسبب موجة التضخم الاستغناء من أجل البقاء لم يعد مجرد شعار

يعيش العالمُ أزمةً اقتصادية طاحنة، حتى إن الشعوب فى الغرب أصبحت تخاف من «الفقر» ولجأت إلى تقليل الاستهلاك؛ خصوصًا فى السلع الأساسية مثل الزيت والدقيق، الأمر الذى لم يعد خيارًا فى هذه الفترة؛ بل واجب على كل الأسَر.



ومع غموض الوضع الاقتصادى العالمى، تحاول الشعوب تجاوز الأزمة بمختلف الطرُق؛ إما عن طريق ترشيد الاستهلاك أو الاستغناء تمامًا عن الرفاهيات. ورُغم أن موجة الغلاء والتضخم تجتاح العالم فى الوقت الراهن؛ فإن تداعياتها لم تتجلَّ بعد وستظهر خلال الأيام المقبلة.

 الأمريكان

ارتفاع التضخم فى الولايات المتحدة دفع الأسَر الأمريكية إلى مزيد من خفض الإنفاق فى بعض بنود الحياة التى تعد أساسية.

ووفقًا لشبكة «سى إن بى سى» الأمريكية؛ فقد قالت وزارة العمل الأمريكية إن مؤشر أسعار المستهلك، الذى يقيس تكلفة مجموعة من العناصر اليومية، ارتفع بنسبة 8.5 ٪ على أساس سنوى فى الشهر الأخير.

وقالت الشبكة إنه بعد ارتفاع التضخم لمستويات قياسية بالعالم؛ فإن نحو 55 % من الأمريكان توقفوا عن الأكل بالمطاعم، و39 % قللوا من التنقل بالسيارة، و32 % أوقفوا الاشتراكات الشهرية، و29 % ألغوا خططهم للسفر بالصيف، وفقًا لاستفتاء لشبكة CNBC وجامعة چون هبكونز.

وأوضح التقرير أن أعلى معدل تضخم منذ ديسمبر 1981، وبينما ارتفعت الأجور للعديد من العمال، ولكنها عمومًا لا تناسب معدلات التضخم.

ووفقًا لاستطلاع قامت به CNBC الأمريكية بالاشتراك مع «+ Acorns Invest in You»، فإنه إذا استمر ضغط الأسعار، أكد أكثر من %50 من البالغين أنهم سيقلصون الإنفاق على تناول الطعام بالخارج وسيفكرون فى تقليل ذلك أكثر.

وتم إجراء الاستطلاع عبر الإنترنت لنحو 4000 شخص بالغ، وأظهر الاستطلاع أن الناس يقللون أيضًا من القيادة والاشتراكات بل ويلغون الإجازات لمواكبة التضخم.

وينفق العديد من الأمريكيين الآن أكثر على الضروريات، مما يجعل ميزانياتهم أكثر ضيقًا دون أى تغيير فى العادات، فقد قال ما يقرب من نصف جميع البالغين إنهم يفكرون فى ارتفاع الأسعار طوال الوقت، فى حين أن 55 ٪ من أولئك الذين لديهم دخل سنوى للأسَر يصل إلى 50000 دولار أو أقل يفحصون التكاليف باستمرار، وفقًا لاستطلاع CNBC.

ومن جهتها، قالت سوزان چرينهالج، المستشارة المالية المعتمدة التى تدير مؤسّسة Mind Your Money in Hope، «إن تركيز فكرك على إنفاقك هو دائمًا استراتيچية جيدة، لا يمكنك حقًا فهم ما يحدث بأموالك إلا إذا كنت تفكر فيها حقًا وتقيسها».

وقالت إن «تتبع ما تنفقه يمكن أن يساعدك أيضًا فى تخصيص الأماكن التى يمكنك تقليصها؛ حيث يؤثر التضخم على الجميع بشكل مختلف إذا كنت شخصًا لا يأكل كثيرًا فى الخارج ولكنك تنهار بسبب أسعار الوقود فى محطة البنزين، فمن المحتمل أن يساعد تقليل القيادة على ميزانيتك أكثر من تخطى بضع وجبات عَشاء فى مطعم».

وأضافت إنه «من المهم أيضًا أن تراقب وتقارن إنفاقك شهرًا بشهر لأن الأسعار ترتفع بسرعة كبيرة. قد تضطر إلى التكيف بشكل متكرر أكثر مما كان عليك فى الماضى».

 ووجد الاستطلاع أن أكثر من 75 ٪ من البالغين قالوا إنهم قلقون من أن الأسعار المرتفعة ستجبرهم على إعادة التفكير فى خياراتهم المالية.

وقالت براون إن «التأثير سيكون الأشد على ذوى الدخل المنخفض والذين قد يتم دفعهم إلى وضع البقاء على قيد الحياة بالنسبة لأولئك الذين يكافحون من أجل خفض الإنفاق أكثر، قالت أيضًا إنها تتواصل مع الدائنين والمقرضين لمعرفة ما إذا كان بإمكانك تأجيل المدفوعات».

وأضافت براون إن «بعض الأشخاص قد يكونون مؤهلين أيضًا للحصول على برامج للمساعدة فى فواتير الخدمات، والتى يمكن أن تساعد فى التكاليف الشهرية، وقد يكون الوقت قد حان أيضًا للانغماس فى مدخرات الطوارئ لتغطية تكاليفك الأساسية، إذا كنت بحاجة إلى ذلك».

أمّا چرينهالج فقالت إن أصحاب الدخول المرتفعة سيضطرون أيضًا إلى التكيف؛ خصوصًا إذا كانوا يريدون الاستمرار فى الادخار بنفس المعدل الذى كانوا عليه قبل ارتفاع التضخم.

 البريطانيون

من جانبهم حذّر الاقتصاديون الأسَر فى المملكة المتحدة، للاستعداد لأكبر ارتفاع سنوى فى تكلفة المعيشة منذ أوائل الثمانينيات بعد قفزة أكبر من المتوقع فى معدل التضخم الرسمى قد تصل إلى 9 ٪ وسط قفزة قياسية فى فواتير الطاقة وارتفاع تكلفة المواد الغذائية.

وتعجز العائلات عن تحمُّل التكاليف المتزايدة والارتفاع الجنونى للأسعار، مشيرة إلى اضطرارها لتغيير نمط حياتها وأحيانًا إلى الاختيار بين التدفئة أو تحمُّل تكاليف الطعام.

وتتفاقم أوضاع الأسَر التى تعتمد على الزيت لتدفئة منازلها، بسبب ارتباط سعر الوقود الوثيق بتكلفة النفط الخام الذى ارتفعت أسعاره بشكل كبير بعد الحرب الروسية فى أوكرانيا؛ إذ أصابت أسعار زيت التدفئة الخاص بالمنازل (كيروسين فى الغالب) التى ارتفعت بنسبة 50 % ما يزيد على مليون أسرة فى المملكة المتحدة، فيما يخشى عدد من العائلات مواصلة الأسعار الصعود.

ويُستخدم زيت تدفئة المنازل فى جميع أنحاء بريطانيا العظمى، وبشكل كبير فى أيرلندا الشمالية التى يعمل ثلثا أنظمة التدفئة المركزية به، ويُستخدم فى مناطق ريفية عديدة فى البلاد، كما يستخدمه نحو 8 % من المنازل فى ويلز، وفقًا لمكتب الإحصاء الوطنى.

وحذّر محافظ بنك إنجلترا المركزى، أندرو بيلى، من أن البريطانيين يواجهون «صدمة تاريخية للدخل الحقيقى»، مع ارتفاع أسعار الطاقة هذا العام أكثر من أى عام خلال السبعينيات.

وقال فى تصريحات، إن التأثير الكارثى الذى ستحدثه هذه الأزمة على سُبل عيش الناس واضح، وإن 600 ألف شخص قد يواجهون الفقر بينما سيعانى الملايين من تحمُّل التكاليف الضرورية.

فى المقابل، يحاول البريطانيون توفير ما أمكن من التكاليف حتى لجأ العديد منهم إلى استخدام وسائل النقل العام والدراجات الهوائية والسير على الأقدام؛ بدلًا من استخدام سياراتهم الخاصة لتقليص استخدامهم للبنزين الذى ارتفعت أسعاره أيضًا بشكل كبير.

وحذرت جمعيات خيرية من أن الوضع سيزداد سوءًا مع ارتفاع تكلفة المعيشة. فاليوم يعود ما يعرف بمعدل فقر الأطفال فى الأسَر الكبيرة التى لديها ثلاثة أطفال أو أكثر إلى ما كان عليه عام 1996/1997 أى 47 % بعدما تمكنت الحكومة من إحراز تقدّم عبر خفض هذا المعدّل إلى 33 % حتى عام 2012/2013، وذلك وفق بيانات تقرير الفقر فى المملكة المتحدة لعام 2022، الذى يحدد اتجاهات وآثار الفقر فى جميع أنحاء المملكة المتحدة.

وتوقفت أسَر بريطانية عن شراء أى ملابس جديدة، وراحت تجول السوبر ماركت فى أوقات محدّدة بحثًا عن المواد الغذائية التى تحظى بأسعار مخفضة.

أمّا التدفئة فتحاول الأسَر- قدر المستطاع- تفاديها وتقوم بارتداء المعاطف داخل المنزل وتستخدم قوارير المياه البلاستيكية الساخنة للشعور بالدفء.

وتشير بيانات صادرة عن منظمة «تراسل تراست» الخيرية إلى تزايُد حالات اللجوء لبنك الطعام؛ خصوصًا من جانب الأشخاص الذين يعانون حالات صحية مزمنة.

وأشارت صحيفة «الإندبندنت» عن مخاوف أطباء الصحة النفسية من أن تتسبب حالة التقشف الزائدة فى ضغوط نفسية إضافية.

 الألمان

تقوم الحكومة الألمانية بتهيئة عدة شوارع ومحاور رئيسية لركوب الدراجات، وقامت بتخصيص عدة محاور لتصبح مخصصة للدراجات فقط ولن يسمح فيها بدخول السيارات.

ومن جانبها، طالبت نانسى فيزر، وزيرة الداخلية الألمانية، المواطنين بضرورة الاحتفاظ بمخزون من الطعام والأدوية خلال الفترة المقبلة؛ تحسبًا لوقوع أى أزمة خلال الأيام المقبلة.

فيما أضاف وزير الاقتصاد والعمل المناخى الألمانى روبرت هابيك، إن اقتصاد ألمانيا يتعرض لضغوط شديدة. مشيرًا إلى أن الحكومة لن تستطيع استيعاب ارتفاع أسعار الطاقة. وصرّح قائلًا: «الحقيقة الصعبة أننا لن نستطيع دعم تكاليف الطاقة الجديدة على المواطنين».