الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

السينما التى أحبت مانديـــــــلا

السينما التى أحبت مانديـــــــلا
السينما التى أحبت مانديـــــــلا



أحدث فيلم عن حياته.. عرض  قبل أيام من وفاته: السينما التى أحبت مانديـــــــلا
 
لأن السيرة أطول من العمر، فإن سيرة المناضل الأفريقى الأهم فى القرن العشرين «نيلسون مانديلا»، الذى رحل منذ أيام ليتصدر الأحداث الأبرز عالميا فى عام 2013 - حتى كتابة هذه السطور. سوف تكون سيرة «مانديلا» دائما أطول من العمر الطويل الذى عاشه، حيث اقتنصت السينما فى عشرات من الأفلام فصولا من حياته كواحد من أهم المناضلين وأكثرهم إلهاما لأجيال تلو أجيال. عرفت من خلاله معنى وقيمة المبادئ والصمود والإصرار والتسامح، وحتى يوم وفاته كانت قاعات العرض السينمائى تشهد عرض أحدث فيلم عن حياته.
 
 
 
والغريب أنه الفيلم الوحيد من بين أفلام عديدة قدمت عنه، مأخوذ عن مذكرات «مانديلا» التى كتبها بنفسه.
 
  الفيلم حمل ذات عنوان المذكرات التى صدرت فى عام .1994 «مانديلا : مسيرة طويلة للحرية». كانت قاعة أوديون فى لندن تشهد عرضا خاصا بحضور دوق ودوقة كيمبردج الأمير «ويليام» وزوجته «كيت ميدلتون»، وكذلك بحضور ابنتى «مانديلا» «زنانى» و«زندزى» واللتين جاءهما خبر موت والدهما بعد دقائق من بدء عرض الفيلم. فانسحبتا بسرعة من العرض. طالبتين ألا يتم إعلان النبأ إلا بعد انتهاء الفيلم. وهذا بالفعل ما حدث وإن كان الخبر وصل للأمير ويليام وزوجته قبل انتهاء الفيلم بدقائق.. وقبل هذا العرض بأيام استضاف البيت الأبيض عرضا خاصا للفيلم بحضور الرئيس أوباما، وابنتى «مانديلا»، أبطال وصناع الفيلم وباقة من السياسيين.
 
 
 فيلم «مانديلا : مسيرة طويلة للحرية» من إخراج «جاستين شادويك» ومن بطولة «إدريس البا» و«ناعومى هاريس». الفيلم يتناول حياة «مانديلا» منذ الطفولة وحتى توليه رئاسة جنوب أفريقيا، ومن المتوقع أن ينافس على جوائز الأوسكار وإن كانت هناك تعليقات سلبية من بعض النقاد على أن الفيلم أقل من المتوقع. فيما يخص حياة حافلة مثل حياة «مانديلا». وبالطبع الأزمة الكبرى التى صاحبت كل الأفلام التى جاءت عن «مانديلا» فى عدم إظهار أى إخفاقات أو سلبيات تجعل المشاهد يشعر أنه يتابع حياة كائن بشرى يرتكب الأخطاء.. فسينما «مانديلا» لا نرى من خلالها سوى تجسيد لحياة بطل ومناضل وشخصية أقرب وربما أفضل من القديسيين، وعلى الرغم من ذلك فإن العديد من الأقلام رأت كيف قدم الفيلم معانى نبيلة عن التسامح وعن القيادة الحقة من خلال النموذج الأفضل «نيلسون مانديلا».
 
 
 منذ عام ?1966 و«مانديلا» يلفت انتباه الفنانين وصناع السينما فى العالم.. البداية كانت من خلال الفيلم الألمانى «عملية ريفونيا» من إخراج «يورجن جوسلر» وبطولة الممثل الجنوب أفريقى الراحل «سيمون سابيلا» فى دور «مانديلا». ويوضح عنوان الفيلم أنه جاء فقط حول محاكمة ريفونيا التى أقيمت فى عام 1963 واتهم فيها «مانديلا» ورفاقه بالتخريب والتآمر للإطاحة بالحكومة باستعمال العنف. كانت هناك مطالبة بتوقيع عقوبة الإعدام، ولكن القضية أسقطت لعدم كفاية الأدلة، مما دفع المدعى لإعادة صياغة التهم، وتقديم القضية مجددا فى عام .1964 ليعترف «مانديلا» والمتهمون الآخرون بتهمة التخريب، ولكنهم نفوا أى موافقة على إشعال حرب عصابات ضد الحكومة. واستخدموا المحاكمة لتسليط الضوء على قضيتهم السياسية. جلبت المحاكمة الاهتمام الدولى، مع دعوات لإطلاق سراح المتهمين، ولكن تجاهلت حكومة جنوب أفريقيا كل ذلك معتبرة المتهمين محرضين شيوعيين، وفى نفس العام اعتبر القاضى كلا من «مانديلا» واثنين من المتهمين مذنبين فى جميع التهم الموجهة إليهم، وحكم عليهم بالسجن مدى الحياة بدلا من الإعدام.
 
 
 وتوالت الأعمال بعد ذلك، وبعد أن أصبح «مانديلا» أيقونة للكفاح ضد العنصرية والنضال من أجل الحصول على حقوق المساواة وتعايش البيض والسود فى جنوب أفريقيا. فبدأ التليفزيون الأمريكى فى عام 1981 بتقديم حلقة عن «مانديلا» من خلال حلقات «سجناء الوعى» قام ببطولتها «جورج هاريس». وفى عام 1987 يقدم التليفزيون أيضا أول فيلم عن سيرة «مانديلا». يحمل اسم «مانديلا» ويؤدى دور الزعيم الراحل النجم «دانى جلوفر». كان «مانديلا» وقت عرض الفيلم فى سجن «بولسمور». الفيلم أثار الكثير من الجدل - حتى قبل عرضه - من قبل المحافظين اليمينيين الذين رأوا أن الفيلم مجرد «دعاية شيوعية» وأن «مانديلا» ما هو إلا «مؤيد للإرهاب»، وهددت هذه الجهات بدعوة أنصارها لمقاطعة شبكة HBO الجهة المنتجة للفيلم، ولكن هذه التهديدات لم تمنع الظهور التليفزيونى من جديد لشخصية «نيلسون مانديلا» فى خمس حلقات منفصلة من حلقات مسلسل «صورة طبق الأصل» وذلك منذ عام 1990 وحتى عام .1996 
 
وفى العام التالى 1997 يقدم النجم الأسود الذى يعد واحدا من أهم النجوم السود فى هوليوود «سيدنى بواتيه» الفيلم التليفزيونى «مانديلا ودى كليرك» إخراج «جوزيف سيرجنت». الفيلم يتناول العلاقة بين «مانديلا» والرئيس الجنوب أفريقى «دى كليرك» والذى أدى دوره فى الفيلم النجم «مايكل كين». «دى كليرك» حاول لسنوات التفاوض مع «مانديلا» للوصول إلى حلول تنهى العنصرية. وبالفعل يستطيع الاثنان أن يصلا إلى بداية نهاية العنصرية من خلال منح السود حق التصويت. وتشكيل حكومة من البيض والسود. «دى كليرك» كان آخر رئيس أبيض لجنوب أفريقيا وتولى الرئاسة بعده «نيلسون مانديلا» ليصبح «دى كليرك» نائبا له. وقد حصل الاثنان فى عام 1993 على جائزة نوبل للسلام. 
لقاء آخر ولكنه ذو طبيعة مختلفة، جاء فى عام 2007 من خلال فيلم «وداعا بافانا» من إخراج «بيل أوجست» وبطولة «دنيس هايسبرت» و«رالف فينس». الفيلم يتناول اللقاء الذى دام لعشرين عاما بين «مانديلا» وسجانه الأبيض «جيمس جريجورى»، الذى كتب مذكراته وتم أخذ هذا الفيلم عنها. العلاقة التى بدأت بسجان شديد العنصرية وسجين استطاع بتسامحه وصلابته وأخلاقه أن يغير فى النهاية من طبيعة السجان القاسية، ويجبره على احترامه وتقدير كفاحه وتصوره للحياة الأفضل التى يسعى إليها من أجل الجميع.
أما النجم «مورجان فريمان» والذى علق على وفاة «مانديلا» قائلا: «اليوم فقد العالم واحدا من عمالقة القرن الماضى.. كان نيلسون مانديلا رجل الشرف الذى لا يضاهى، والقوة التى لا تقهر، والعزيمة التى لا تلين». «فريمان» قدم شخصية «نيلسون مانديلا» فى عام 2009 من خلال فيلم «غير المقهور» من إخراج «كلينت إيستود» وشارك فى البطولة «مات دايمون». الفيلم تناول الفترة الأولى لتولى «مانديلا» رئاسة جنوب أفريقيا وتحول كفاحه من مناهضة العنصرية ومحاولة القضاء عليها، إلى محاولة التقدم ببلاده والبداية الجديدة لجنوب أفريقيا والتى بنيت على التسامح. كانت الرياضة وسيلة للتقريب بين البيض والسود. حاول «مانديلا» استغلال ذلك أثناء استضافة جنوب أفريقيا لبطولة كرة «الراكبى». «فريمان» كان من أفضل من قدموا «مانديلا» على الشاشة فلديه نفس الوداعة والهدوء والقدرة على الاحتواء، بالإضافة إلى روحه المرحة، وهذا ما قاده إلى الترشح لجائزة أوسكار أفضل ممثل عن هذا الدور فى عام .2010
«مانديلا» لم يظهر فقط كبطل لهذه الأفلام، بل ظهر فى أدوار ثانية أو ظهر طيفه فى أفلام أخرى تناولت قصص الكفاح ضد العنصرية كان من أهمها: «صرخة الحرية» عام 1987 «عالم منفصل» 1988 ، «موسم أبيض جاف» 1989 و«الحى التاسع» 2009 بالإضافة إلى فيلم «وينى» عام 2011 والذى تناول حياة زوجة «مانديلا» الثانية «وينى مانديلا»، وقام «تيرانس هوارد» بتقديم شخصية «مانديلا».∎