المهرجان الوطنى الكويتى بين مسرح «السياسة» و«سياسة» المسرح

روزاليوسف الأسبوعية
بين أجواء يملؤها الحب والأمل فى غد مسرحى أفضل إطارها مهرجان المسرح الوطنى الكويتى وبين أجواء يملؤها التفاؤل بغد سياسى أفضل يعم منطقتنا العربية بعد سيل التوترات والمشاحنات والأحداث التى تعرضت لها فى الثلاث سنوات الماضية إطارها الدورة الرابعة والثلاثون لمؤتمر القمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية انطلقت الدورة الرابعة عشرة للمهرجان والتى افتتحها يوم الثلاثاء الماضى بمسرح (الدسمة) المهندس (على اليوحة) أمين عام المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب بحضور (محمد العسعوسى) أمين عام مساعد المجلس لقطاع المسرح و(صالح الحمر) رئيس المهرجان.
الجو المشوب بالحذر كان يسود اليومين الأولين للمهرجان بسبب انعقاد مؤتمر القمة الخليجى فى نفس التوقيت، والأكثر من ذلك أن ضيوف الحدثين كانوا يقيمون فى فندق واحد وتحت حراسة مشددة لتأمين المقر.
انتهاء مؤتمر القمة ومغادرة ضيوفه من الوزراء والشخصيات المهمة الفندق أعاد لضيوف المهرجان - الذى يستمر من 10-20 ديسمبر - هدوءهم وشعروا بارتياحية كبيرة أشبه بالتحرر من قيود الإجراءات التأمينية الشديدة.
مهرجان المسرح الوطنى الكويتى هو بمثابة تنشيط الساحة المسرحية وتفعيل روح المنافسة بين العروض المشاركة ودعم التجارب المسرحية الشبابية، إلى جانب التأكيد على ضرورة التواصل بين جيل الرواد من المسرحيين وجيل الشباب عن طريق الحوار المتبادل بينهما خلال فعاليات المهرجان.
دورة هذا العام تحمل اسم (فؤاد الشطى) وهو أحد رموز المسرح الكويتى والعربى والذى ساهم مساهمة فعالة فى بناء النهضة المسرحية الكويتية.
يشارك فى هذه الدورة أكثر من 100 ضيف من أنحاء الوطن العربى ما بين ناقد وصحفى وعضو لجنة تحكيم ومعقب وباحث ومدير جلسة، فمن مصر يشارك د.(خالد جلال) كعضو لجنة تحكيم والناقد المسرحى د.(حسن عطية) ود.(هانى سلام) مدرس المسرح بجامعة الإسكندرية، ومن بقية الوطن العربى يشارك (غانم السليطى)، د.(حسن رشيد) من قطر، (يوسف الحمدان) من البحرين، (مريم الغامدى)، (بشير العمورى)، (على السعيد (من السعودية)، (عمر غباش) من الإمارات، (حاتم السيد)، (عبد الكريم الجراح) من الأردن، (عزيز خيون) من العراق، (زهرة منصور) من تونس، (محمد النهارى) من سلطنة عمان، كما تشارك فى المسابقة الرسمية 10 عروض مسرحية هى: (امرأة لاتريد أن تموت) من تأليف (سليمان الحزامى) وإخراج (ناصر الدوب)، (تهوم) من تأليف (أسامة الشطى) وإخراج (أحمد الشطى)، (بروباجندا) من تأليف وإخراج (انتصار الحداد)، (عتيج الصوف) من تأليف وإخراج (نصار النصار)، (معزوفة الذاكرة) من تأليف (فيصل العبيد) وإخراج (فيصل العميرى)،(عنق الزجاجة) تأليف د.(سليمان أرتى) وإخراج د.(موسى أرتى)، (من فيهم هو) من تأليف (أحمد العوضى) وإخراج (خالد أمين)، (راديكاليا) من تأليف وإخراج (على البلوشى) اللافت أن معظم العروض المسرحية تعزف على أوتار الحب والكراهية، وكيف أن الإنسان الذى يزرع الحب أبدا أبدا لايموت، كذلك من يزرع الكراهية، ولكن شتان بين لا موت هذا ولاموت ذاك فى المعنى والأثر، كما يتناول بعضها موروث الماضى، وكيف أن هذا الموروث يمثل معنى جميلا لمن يحرص على المحافظة عليه وتطويره، بل لابد من العزف على ذاكرة الماضى لنستعد فى الحاضر على عزف نوتة المستقبل التى ستكون بدورها معزوفة ذاكرتنا الخالدة، كما تبحر عروض أخرى داخل الإنسانية المستباحة وتبحث فيها بين ركام الصراعات البشرية عن نافذة لخلاص الإنسان من عذاباته التى تعيقه عن بناء وطنه.
المهرجان يكرم هذا العام 9 من نجوم المسرح العربى والخليجى هم (داوود حسين)، (عبد الإمام عبدالله)، د.(خالد عبداللطيف)، (حمد ناصر)، (عبد الرحمن عقل)، (أحمد السلمان)، (انتصار الشراح)، (جمال الردهان)، (طارق العلى).
على هامش المهرجان تقام ندوة فكرية تحت عنوان: (الكوميديا والمسرح) وتتم مناقشتها على محورين وعلى يومين.. المحور الأول (نشأة الكوميديا.. لمحة تاريخية أنواعها ومدارسها)، المحور الثانى (الكوميديا فى مسرح دول مجلس التعاون الخليجى العربى).
ليس من حقكم أن تقتحموا أحلامى أو تفتشوا عن محبرتى لتفكيك رموزى.. وحدى أنا من يحق له أن يزرع الشوك فى مقبرة أفكارى.. ووحدى من تدمى قدماه وهو يسير عليها.. وحين أبكى لن أطلب منكم البكاء معى.. ببساطة إنها (الراديكالية) المفترسة التى لا تعرف الرحمة فاحذروها. هذا هو المعنى الذى حاول كثير من المسرحيين الشبان المشاركين فى الدورة الرابعة عشرة لمهرجان المسرح الوطنى الكويتى توصيله للمتلقى.∎