الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أغنيات وأزمات

فى عام 2018 أصدر الفنان «تامر حسنى» واحدة من أشهر أغانيه عبر مشواره الفنى، ألا وهى (عيش بشوقك)، من ألحان «بلال سرور»، وتوزيع «هانى محروس» و«بلال سرور»، وكلمات «مصطفى حسن»، وصاحبها إصدار «فيديو كليب» من إخراج «هادى الباجورى»، ومنذ أيام قليلة استطاعت هذه الأغنية أن تصل إلى أكثر من 130 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب.



أتذكر جيدًا حينما صدرت هذه الأغنية، كتبت عنها وعن الألبوم بأكمله، وكنت سعيدًا للغاية بسبب تقديم «تامر حسنى» لأغنية يبتعد فى كلماتها عن الهجر والغزل والفراق، واعتبرت هذا تجديدًا فى طريقة تناوله للأغانى.

بعض الصفحات الجماهيرية التابعة لـ«تامر حسنى»، احتفلت بوصول مشاهدات الأغنية إلى 130 مليون مشاهدة، وتفاعل صُنّاعها مع هذا الاحتفال، ثم وجدنا بعدها تصريحات من الفنان «حمادة هلال» خلال برنامج تليفزيونى يقول فيها: إن الأغنية أغنيته فى الأساس، حيث عمل على الأغنية مع الشاعر والملحن لستة أشهر كاملة، ولكنه وقت مرض والدته الراحلة انشغل معها ليكتشف بعدها أن الثنائى ذهبا بالأغنية لـ«تامر حسنى» وأنهيا كل الأمور معه، وهو ما أصابه بالحزن والضيق، وخاصة أن مجهودًا كبيرًا بذله فى الأغنية، وأن ربنا عوضه بعد ذلك بأغنية (اشرب شاي)، والتى تحدثت عن نجاحها على هذه الصفحات، وكانت فكرة وكتابة وتلحين «أوكا وأورتيجا»، مثل (عيش بشوقك) التى هى فكرة «بلال سرور».

ثم بعد ذلك رد الملحن «بلال سرور» ليقول: إن الأغنية بالفعل عرضت على «حمادة هلال»، ووضع صوته عليها كتجربة، ثم اختفى بعدها كثيرًا، وحاول فريق العمل الوصول إليه ولكنهم فشلوا، فعرضوا نفس الأغنية على المنتج «هانى محروس» الذى كان يحضر لعمل مع «تامر حسنى»، ووصلت الأغنية إلى «تامر» الذى أعجب بها ثم قام بتسجيلها.

ولعلنا نتذكر أن العام الماضى وقعت أيضًا أزمة مشابهة بين «رامى صبرى» و«عمرو دياب» بسبب أغنية (زى ما انتى)، حيث قال «رامى صبرى» إن الأغنية أغنيته، بعد نجاحها المدوى مع «عمرو دياب»، وبعدها اشتعلت التصريحات بين صناع الأغنية «تامر حسين وعزيز الشافعى» مع «رامى صبرى»، بينما لم يعلق «عمرو دياب» على الأمر، وهو أيضًا ما فعله «تامر حسنى» فى أزمة أغنية (عيش بشوقك).

ولكن الشاهد من هذه الوقائع أن الأزمة الحقيقية ليست فى طريقة «بيع وشراء» الأغانى بين الصناع والمغنين.

الأزمة الحقيقية فى طريقة صناعة الأغنية من الأساس، حيث كل الشواهد والوقائع تؤكد أن المغنين لم يصبح لديهم «منهج» غنائى يبحثون عنه ليقدموه للجمهور، وأصبحت مهمة المغنى قاصرة على فتح «الوتساب» ليستمع إلى الأغانى المرسلة إليه من قبل الشعراء والملحنين، وإذا أعجب بأغنية يرد بـ«تمام.. دى معايا»، ثم يقوم مدير أعماله، بشراء الأغنيات، ومن ثم يضع عليها صوته، وإذا كان لهذا الفنان مشروع موسيقى، فكل ما يتدخل فيه وقتها هو كيفية تنفيذ الأغنية موسيقيًا مع الموزع الذى يحمل أفكار المغنى.

فكل الأغانى أصبحت تصلح لكل المغنين، ولذلك عندما ينجح شاعر أو ملحن فى أغنية من الأغانى، نجده يعمل تقريبًا مع كل مطربى الوطن العربى، وتصبح شخصية «الصانع» طاغية على كل المغنين، مع أن من المفترض أن يكون العكس هو الصحيح، فمن المفترض أن يكون لكل مغنٍ «هوية»، أو «شخصية» فنية مستقلة، وهذا لم يعد موجودًا، ولذلك ربما الجمهور أصبح لا ينجذب للأغانى العاطفية، وهذا ما تؤكده الأرقام، عكس أغانى الراب والمهرجانات والتى تعتبر أغانى «ذاتية»، حيث يقوم المطربون بالاشتراك مع الصناع فى الكتابة والتلحين والتوزيع، ولذلك نجد أن لكل واحد منهم «شخصية فنية» مستقلة عن الآخر.