الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الخروج الآمن للمذيعات المحجبات من «الجزيرة» الملعونة

الخروج الآمن للمذيعات المحجبات من «الجزيرة» الملعونة
الخروج الآمن للمذيعات المحجبات من «الجزيرة» الملعونة


ضربة جديدة لقناة الجزيرة القطرية، ولكن هذه المرة من أبنائها والعاملين داخلها، فالحياد الغائب على شاشتها دفع البعض إلى تقديم استقالته احتجاجاً على افتقاد إدارتها المهنية فى الأخبار التى ترصد الأوضاع فى الشارع المصرى منذ 30 يونيو الماضى.. آخر فصول الهروب الكبير من الجزيرة الملعونة بعد انسحاب المراسلين، رغم الأجور العالية بالمقارنة بالقنوات الفضائية المصرية هو الخروج الآمن للمذيعات المحجبات من «عبث» القائمين عليه، حيث إن «المبدأ» وميثاق الشرف الإعلامى دفعهن لتقديم استقالاتهن قبل غرق الجزيرة الكامل فى قاع التاريخ.
 
المذيعة «نوران سلام» هى أحدث المذيعات المحجبات اللاتى تقدمن باستقالاتهن من الجزيرة القطرية مؤخراً، والتى تأخرت فى تقديمها كما قالت لروزاليوسف، بعد تعرضها لضغوط كبيرة من إدارة القناة، وبدأت بعد قيام الثورة 30 يونيو وخروج هذا الحشد فى هذا اليوم الذى لم يكن متوقعاً، وكانت ردود أفعال المكتب الإعلامى فى قطر ما بين التخبط والاندهاش من هذا المشهد، وفى ذلك الوقت كان هناك تشويش ذهنى عما يحدث فى مصر، وبالنسبة لى - أضافت - نوران: تأكدت من الأكاذيب التى تبثها القناة.
 
وعلى الرغم من حرصى الدائم على عدم نقل صورة مغلوطة والالتزام بالحيادية فإننى دائما ما كان يوجه لى نقد لاذع وإجبارى على الالتزام بقراءة الورق الذى يتم إرساله من فريق الإعداد، كنت أصاب بدهشة لما يوجد به من معلومات مغلوطة، واستمر هذا الصراع أكثر من شهرين حتى كانت هناك محاولات ابتزاز أتعرض لها سواء من الناحية المادية بمنع مستحقاتى المالية أو بزيادة مرتبى إذا وافقت على إذاعة هذه الأخبار والموافقة على سياسة القناة دون إبداء أى اعتراض. وأضافت المذيعة: ولكننى لم أرد إلى أن جاء وقت وجهت لى بعض الإملاءات بنشر بعض الأخبار الكاذبة عن مصر، مثل القاء القبض على بعض العناصر المؤيدة لنظام الإخوان وتعذيبهم والإلقاء بجثثهم فى النيل، بالإضافة إلى نشر صور كاذبة عن مسيرات لجماعة الإخوان المسلمين فى إحدى المناطق، تنديداً بالإنقلاب العسكرى وكنت أفاجأ أن هذه الفيديوهات قديمة وتم نشرها من قبل، وبعد كل هذا رفضت «سلام» أن تستمر فى هذه الكذبة وتقدمت باستقالتها، الغريب هو رد فعل القناة التى بررت استقالتها بمقولة غريبة جداً «الفلوس تجيب أحسن منك» ولكن فى آخر ظهور لى على القناة تقدمت باستقالتى على الهواء، رافضة أى محاولات لتشويه صورة مصر، رافعة علامة النصر.
 
نوران سلام ليست الأولى فى تقديم استقالتها احتجاجاً على عدم حياد القناة، وبالطبع لن تكون الأخيرة حيث سبقتها فى ذلك المذيعة «فاطمة نبيل» والتى كانت تعمل بقناة مصر 25 التابعة لنظام الإخوان وحينما شكلت الحكومة أراد وزير الإعلام الإخوانى السابق «صلاح عبدالمقصود» تجنيدها فى قطاع ماسبيرو لتكون أول محجبة تظهر على شاشة التليفزيون المصرى.
 
وقبل فاطمة نبيل ونوران سلام كانت المذيعة «منى سلمان»، والتى استقالت أيضاً من الجزيرة رغم أنها كتبت حينها على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»: «أكن كل الاحترام والتقدير لمن عملت معهم داخل الجزيرة، وحققت نجاحات كثيرة فى مشواره المهنى» رغم التكتم على السبب الرئيسى للاستقالة إلا أن البعض يشير إلى رفض منى سليمان للانحياز الواضح لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يتطابق مع ما تقدمه الآن على شاشة قناة دريم الفضائية من إيمان كامل بثورة 30 يونيو وليس انقلابًا كما تسمية قنوات الجزيرة.
 
الأمر لم يقتصر على المذيعين فقط ولكنه امتد أيضاً إلى بعض المراسلين «وسام فاضل» مراسل «الجزيرة» فى «الأقصر»، والذى كان يتخيل أن هناك هجومًا غير مبرر على القناة، تأكد بعد ذلك أن كل ما كان يقال عن القناة صحيح بعد إذاعة القناة يوم الجمعة من شهر يوليو تظاهرات مؤيدة للإخوان، بثتها القناة بعبارة «بث مباشر من الأقصر» على الرغم أن الشوارع فى الواقع خالية من أى مظاهرات، وعلق «وسام» على ذلك أن عمله مع الجزيرة توقف ولن يفكر فى العودة بعد اكتشافه لهذا التزييف ويتمنى أن تستمر الاستقالات وبالأخص من المصريين، حتى نتبرأ من هذا الإعلام المضلل.
 
«ولاء الصاوى» هى إحدى الصحفيات اللاتى تقدمن باستقالتهن من الموقع الإلكترونى للقناة قائلة: أغلب الأخبار- التى كانت تنشر على الموقع- بها قدر كبير من المعلومات المغلوطة، سواء تلك المتعلقة بوزارة الداخلية أو المتعلقة بالأحداث التى تجرى فى الشوارع المصرية بوجه خاص، خاصة أن أخبار الاشتباكات كانت تأخذ روايات مغايرة، حيث يصور أهالى المنطقة التى يحدث فيها التظاهر بأنهم قتلة ومجرمون، ومن المسيرة التى كانت تحمل فى بعض الأحيان ألعابًا نارية بأنهم مظلومون ومجنى عليهم.
 
إذا كان يرى البعض أن تجاوزات قناة الجزيرة تقتصر فقط على توجيه الإملاءات لبعض المذيعين والمذيعات بشأن 306 ووصفه بأنه انقلاب عسكرى ونشر فيديوهات وصور مزيفة عن مذابح دموية يفتعلها الجيش، فهناك ما هو أنكر من ذلك حسب مصدر ــ رفض ذكر اسمه لحساسية منصبه بالقناة قائلا: عملت بالقناة نحو عامين ونصف العام، وكان هناك ترحيب كبير من داخل القناة بوصول جماعة الإخوان للحكم، وكنا بالفعل نغطى أى حدث خاص بهم، سواء ندوات أو مؤتمرات خاصة بالحزب «الحرية والعدالة» أو عن التنظيم نفسه، وحول التخبطات التى شهدتها الجماعة بعد تولى «محمد مرسى» للرئاسة، وبالأخص فى شهر يناير الماضى كان هناك اجتماع أسبوعى يتم بين إدارة القناة وبين عدد من قادة الجماعة على رأسهم «خيرت الشاطر» و«محمد البلتاجى وأحيانا كان يحضر وزير الإعلام السابق «صلاح عبدالمقصود» الذى حضر ما يقارب 6 اجتماعات منفصلة، وكان يتم التنسيق فى هذه الاجتماعات على طرح سبل جديدة من وسائل التغطية، تكون فيها الجزيرة والتليفزيون المصرى متعاونين على رفع وتصحيح صورة النظام، فى حين يقوم قادة الجماعة بالتنسيق مع القنوات الدينية الأخرى «الناس» و«الحافظ» و«الحكمة» و«مصر 25» بتوجيه ضربة قاتلة للقنوات الفضائية الأخرى «النهار»، «السى بى سى»، «دريم»، «الحياة».
 
وعلى الرغم من محاولات قناة الجزيرة المستميتة فى ذلك فإن الأمر لم ينجح بالشكل المطلوب، وقامت ثورة 30 لتخلف كل التوقعات، وكان من المفترض تغطية الأحداث إلا أنه قوبل بالرفض، واستدراجا للموقف تم نزول 3 كاميرات إلى ميدان التحرير ولكن كراهية الشعب المصرى لما تبثه قناة الجزيرة أدى إلى تدمير هذه الكاميرات والاعتداء على المراسلين ومن ثم قامت الجزيرة باستضافة المراسلين، داخل الاستديو، وهم بملابس مشقوقة وجروح كثيرة بالوجه والأذرع محاولة من القناة بأن الجيش المصرى أمر أنصاره بالتعدى على حرية الصحافة ومحاولة من فلول النظام السابق بقمع الرأى والرأى الآخر، وظلت القناة تبث هذا المشهد أكثر من يومين محاولة إرسال رسالة إلى القنوات الأجنبية بأن هناك تعنتًا واضحًا وصريحًا يحدث لقناة الجزيرة بالقاهرة.
 
وأضاف المصدر: إلى الآن مشاهد فض اعتصام رابعة شهدت الكثير من المعلومات المغلوطة، بنشر صور مفبركة أغلبها بمجازر تحدث فى سوريا ولبنان، أى ليست لها علاقة بمصر، بالإضافة إلى تسجيل بعض الفيديوهات من قبل أنصار المعزول «محمد مرسى» يوجد شاب لديه طلقة برأسه أو صدره وجميعها «شغل سينما» وتركيبها على الأحداث وكأن هناك بالفعل قتلى وجرحى داخل الميدان.
 
أما عما يحدث الآن وبالأخص فى الدعوات الخاصة بأنصار جماعة الإخوان المسلمين التى تحدث يوم الجمعة من كل أسبوع دفاعا عن الشرعية، فإذا كانت هناك ما يسمى مسيرات بمدينة نصر، الهرم، يتم تسليط الضوء على هذه المسيرات ثم يتم تقطيعها إلى 3 مشاهد دون إبداء لأى ملامح خاصة بالمنطقة والتركيز على الأشخاص فقط ويبدأ البث على القناة «بنى سويف» الآن «الإسكندرية» الآن «المنوفية» الآن وهكذا حتى يتم تأكيد البث والتركيز على أن المسيرات منتشرة بجميع المحافظات، بالإضافة إلى التنسيق مع كل من قناتى «القدس» و«فلسطين» بنشر هذا البث للمسيرات نقلا عن قناة الجزيرة مقابل 100 ألف جنيه شهريا فى الساعة.
 
وأضاف المصدر إن الاستقالات المتكررة التى شهدتها قناة الجزيرة تعود فى المقام الأول إلى تخفيض أجور المراسلين والصحفيين، إلى أن وصلت إلى المذيعين والمذيعات كفترة مؤقتة من الممكن أن تعود إلى وضعها الطبيعى ومن المفترض أن يكون أكثر.
 
وأكد المصدر أن زوجة «خيرت الشاطر» تترد كثيرا على مكتب الجزيرة بالقاهرة، ومن المفترض إجراء اجتماع معها يوم الاثنين المقبل كنوع من التعارف واستكمال مسيرة زوجها «خيرت الشاطر».