روزاليوسف تنشر تغطيات الصحف ووكالات الأنباء لحرب أكتوبر!

رشدي الدقن
كلمات المخرف الإسرائيلى أفيخاى هادرعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى حول أن حرب أكتوبر انتهت بنصر الدولة العبرية أكدت على ضرورة أن نتحدث بالوثائق والاعترافات الدولية لمواجهة أكاذيب هؤلاء الصهاينة.فبعض الإسرائيليين يدعون أنهم الطرف المنتصر فى تلك الحرب بناء على بعض الأوهام التى نسجها لهم قادتهم من أجل تبرير ما حدث من انكسار للهيبة الإسرائيلية، وروزاليوسف تستعين فى هذه المساحة بتغطيات الصحف الدولية ووكالات الأنباء العالمية خلال الحرب لفضح الصهاينة!
صحيفة الديلى تلجراف البريطانية يوم 7 أكتوبر 1973 هارولد ستيف مراسل الصحيفة بالقاهرة قال: «لقد غيرت حرب أكتوبر مجرى التاريخ بالنسبة لمصر وبالنسبة للشرق الأوسط بأسره عندما اقتحم الجيش المصرى قناة السويس، واجتاح خط بارليف»، وصحيفة واشنطن بوست الأمريكية قالت: المصريون والسوريون يبدون كفاءة عالية وتنظيما وشجاعة، حقق العرب نصرا نفسيا ستكون له آثاره النفسية، وإن احتفاظ المصريين بالضفة الشرقية للقناة يعد نصرا ضخما لا مثيل له تحطمت معه أوهام الإسرائيليين بأن العرب لايصلحون للحرب.. ومراسل رويتر فى اليوم الثالث فى الحرب: تحدثنا أكثر من اللازم قبل أكتوبر ,1973 وكان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا.. فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم.. كانوا صبورين كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا، كانوا يعلنون الحقائق تماما حتى بدأ العالم الخارجى يثق فى أقوالهم وبياناتهم فى يوم 11 أكتوبر .1973
صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية: الأسبوع الماضى كان أسبوع تأديب وتعذيب لإسرائيل، ومن الواضح أن الجيوش العربية تقاتل بقوة وشجاعة وعزم، كما أن الإسرائيليين تملكهم الحزن والاكتئاب عندما وجدوا أن الحرب كلفتهم خسائر باهضة وأن المصريين والسوريين ليس كما قيل لهم غير قادرين على القتال.. وصحيفة التايمز البريطانية: 11 أكتوبر 1973: واضح أن العرب يقاتلون ببسالة ليس لها مثل ومن المؤكد أن عنف قتالهم له دور كبير فى انتصاراتهم وفى نفس الوقت ينتاب الإسرائيليين إحساس عام بالاكتئاب لدى اكتشافهم الأليم الذى كلفهم كثيرا أن المصريين والسوريين ليسوا فى الحقيقة جنودا لا حول لهم ولا قوة، وتشير الدلائل إلى أن الإسرائيليين كانوا يتقهقرون على طول الخط أمام القوات المصرية والسورية المتقدمة.
وقالت وكالة رويتر بعد أسبوع من الحرب فى تل أبيب: وضح تماما أن الإسرائيليين فقدوا المبادرة فى هذه الحرب واعترف بذلك قادتهم ومنهم الجنرال شلومو جونين قائد الجبهة الجنوبية فى سيناء عندما قال: هذه أصعب حرب تخوضها إسرائيل منذ قيامها فى ,1948 ويشيد الإسرائيليون بقوة الجيوش العربية وشجاعة المقاتل العربى ويقولون إن هذه الجيوش مدججة بأحدث وأخطر أنواع الأسلحة، لم يحدث فى تاريخ العرب أن حملوا واستخدموا مثل هذه الأسلحة، وصحيفة ديلى صن البريطانية قالت يوم 12 أكتوبر: اتضح أن القوات الإسرائيلية ليست مكونة كما كانوا يحسبون من رجال لا يقهرون، وأن الثقة الإسرائيلية بعد عام 1967 بلغت حد الغطرسة الكريهة التى لا تميل إلى الحلول الوسط، وأن هذه الغطرسة قد تبخرت فى حرب أكتوبر، وأن ذلك يتضح من التصريحات التى أدلى بها المسئولون الإسرائيليون بما فيهم موشيه ديان نفسه. وفى نفس اليوم قالت صحيفة ديلى تلجراف البريطانية: إن نظرية الحدود الآمنة التى تبنتها إسرائيل منذ إنشائها حتى الآن بغرض التوسع قد انهارت تماما، وأنه لابد للعقلية العسكرية الإسرائيلية أن تتغير فى ضوء حرب أكتوبر، إن أسطورة نفسية قد تحطمت هذه المرة ويجب على إسرائيل من الآن أن تتخلى عن فكرة أن أمنها يتحقق بمجرد احتلال الأراضى.
وذكرت أيضا فى نفس اليوم صحيفة ديلى ميل البريطانية أن هذه الحرب محت شعور الهوان عند العرب وجرحت كبرياء إسرائيل، وقالت صحيفة لومانتيه الفرنسية يوم 17 أكتوبر: حرب أكتوبر قد أطاحت بنظرية الحدود الآمنة كما يفهمها حكام تل أبيب، فقد أثبتت أن أمن إسرائيل لا يمكن أن يكفل بالدبابات والصواريخ، وإنما بتسوية سلمية عادلة توافق عليها الدول العربية وقالت صحيفة تسايتونج الألمانية يوم 19 أكتوبر: الكفاح الذى يخوضه العرب ضد إسرائيل كفاح عادل، وإن العرب يقاتلون دفاعا عن حقوقهم، وإذا حارب المرء دفاعا عن أرضه ضد معتد فإنه يخوض حربا تحريرية، أما الحرب من أجل الاستمرار فى احتلال أرض الغير فإنها عدوان سافر. وذكرت صحيفة الأوبزرفر البريطانية أن مصر قد لحقت بإسرائيل وسبقتها تكنولوجيا فى ميدان الصواريخ والإليكترونيات. وقالت صحيفة أنا بيللا الإيطالية يوم 30 أكتوبر: فر الجنود الإسرائيليون من خط بارليف وهم يلتقطون أنفاسهم وقد علت القذارة أبدانهم وشحبت وجوههم، وفرت فلولهم من الجحيم الذى فتحه عليهم الهجوم المصرى الكاسح. كما قالت صحيفة التايمز البريطانية يوم 31 أكتوبر: كانت الفردان شرق قناة السويس من أول المواقع التى استولت عليها القوات المصرية وعندها حقق المصريون أعظم انتصاراتهم واستعادوا أراضيهم منذ اليوم الأول وكست وجوههم إمارات الزهو والانتصار على خط بارليف الذى انهار أمامهم، وهكذا ذهب خط بارليف الإسرائيلى إلى غير رجعة.
وقالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية يوم 2 نوفمبر 1973 أوجدت حرب أكتوبر مفهوما يبدو أننا لم نعرفه من قبل منهكى الحرب، ونعنى به أولئك الذين عانوا من الصدمات النفسية والمنتشرين الآن فى المستشفيات ودور النقاهة يعالجون من أجل تخليصهم من الآثار التى خلفتها الحرب الضارية لقد عرف الجنود الإسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة فى حياتهم تجربة الحصار والعزلة أثناء القتال وعار الأسر والخوف من نفاد الذخيرة. وقالت مجلة دير شبيجل الألمانية يوم 5 نوفمبر: أعلن الجنرال إسحاق رابين القائد الإسرائيلى البارز وقت الحرب أن لدى بلاده خططا عسكرية لمواجهة جميع الاحتمالات بما فى ذلك احتلال القطب الشمالى، ولكن يبدو أن احتمال الهجوم المصرى الكاسح ظهيرة السادس من أكتوبر لم يكن واردا فى احتمالات الإسرائيليين ولهذا دفعوا ثمنا غاليا، وقالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية يوم 8 نوفمبر: إننا حتى يوم وقف إطلاق النار على جبهة سيناء لم نكن قد استطعنا إلحاق الضرر بالجيش المصرى، وأنه من المؤكد أنه حتى بدون التوصل إلى وقف القتال لم نكن سننجح فى وقف أو تدمير الجيش المصرى، وبهذا يمكن القول أننا خلال حربنا الرابعة مع العرب لم نحقق شيئا.
الخبير العسكرى الشهير إدجار أوبلانس فى أكتوبر 1975 قال: تركت حرب أكتوبر 1973 آثارا عميقة ليس على الشرق الأوسط فحسب.. حيث بددت عددا من الأساطير والأوهام حرب أكتوبر تركت آثارها ليس على الاستراتيجية العربية والاستراتيجية الإسرائيلية والنظريات والتكنيكات العسكرية فحسب، وإنما تركتها أيضا على عوامل أخرى مثل الروح المعنوية واستخدام أسلحة معينة فى ميدان القتال وعلى سباق التسلح فى الشرق الأوسط وعلى صعيد استخدام الأجهزة الإليكترونية.