الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه: «الإمام القِس».. خطأ فى الترجمة!

عكس الاتجاه: «الإمام القِس».. خطأ فى الترجمة!

الخبر المُربك الذى بثته CNN International عن اختيار «بايدن» للإمام المسلم «محمد ياسر خان» - ووصفته فى عنوانها والمتن بـ«الشيخ القسيس» - سيتم تعيينه موظفًا دينيّا فى برلمان ولاية كاليفورنيا فى الإدارة الأمريكية المقبلة، والذى بدا خطأً فادحًا حين نترجمه للعربية وصحيحًا صائبًا لو تركناه بلغته الأصلية، هو فى الحقيقة يعكس سطح وعمق الهوّة التى بيننا وبينهم: هوّة المعنى والإدراك والاستيعاب والفهم، اللبس والوضوح، والتواصل والاندماج، تلك المعانى المخاتلة التى تسمى الخضوع سلامًا، والحروب مجرد مناوشات، ليس ذلك فقط؛ بل يعكس كل القلق والخوف والتوجُّسات المصيرية فى المعنى ما بين إدارة «ترامب» وإدارة «بايدن» فيما بخص علاقة أميركا بالشرق الأوسط، هل هناك فرق؟ بمعنى هل يجب أن يرتاب أو يرتعب أو يقلق البعض من خبر اختيار «بايدن» لشيخ مسلم وللمَرّة الأولى فى هذا المنصب الذى كان حكرًا على القساوسة؟ هل يثير ذلك الاختيار المفاجئ كثيرًا من المخاوف والشكوك حول استخدام الرئيس «بايدن» للإخوان؟ كما حدث فى ولاية الرئيس أوباما / هيلارى مثلًا يعنى؟ 



جاء الخبر- بالأمريكية - هكذا: California has appointed its first ever Muslim Chaplain to the state legislature 

لفظة «chaplain» التى تعنى بالإنجليزية «قسيس»، لكن تعنى بالأمريكية الطيّب أو الخيّر، فى هذا النص الصحفى!

هذا الخطأ الصواب فتح النوافذ والأبواب فدخلت علينا رياحٌ تحتمل الضّدَّيْنِ معًا، رياحٌ عاتية خفيفة، مُربكة مُطمئنة، وصريحة مُلغّزة عن وضوح وغموض مُجمل الأسماء التى اختاراها «بايدن/ كمالا» معًا كمساعدين لهما فى الإدارة الأمريكية المقبلة.

هل يبدو «بايدن» كأوباما حين اختار مسلمًا كمُشرّع فى برلمان كاليفورنيا، وكان «أوباما» قد وظّف شخصيات تنتمى لجماعة الإخوان داخل البيت الأبيض؟ وما تلاه من تدمير معظم بلادنا بجندى وبسلاح أمريكى؟ سنعرف الإجابات كلها من الأيام والأحداث التى ستردنا فيما بعد لو عِشْنا.  

لكن ما نعرفه ونراه الآن أن الرئيس القادم ونائبته اختارا مساعدين «إنترناشيونال» - من كل لون يا بطيستا- من كل حدب وصوب من كل جنس ودين ولغة، بيض وسُمر وسُود وصُفر اللون، من فلسطين والهند وبلاد أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا وأوروبا، مالا أكثر صوب المهمشين والمقهورين والمهزومين، اختارا 46 فى المائة من إدارتهما ملوّنين، و52 فى المائة نساءً، يبدو الأمر مختلفًا كثيرًا، ليس فقط فى التنوع الذى لم تحظ بمثله أىّ من إدارات الحزبَين من قبل؛، بل؛ لأن الرئيس المنتخب جاء بعد ثورة السُّود فى 2019 التى أعقبت قَتْل أربعة رجال شرطة لرجُل أسود، والتى خمدت قليلًا إلى حين، وجاء بعد- ومع- جائحة «كورونا» شديدة الهَول والبأس والدمار، بل وجاء بعد «ترامب». ثمّة نقلة نوعية فى أسماء وجنسيات وألوان كثير من العاملين فى الإدارة الجديدة كوزارة الدفاع - ميشيل فلورونوى- والخارجية - أنتونى بلينكن - ولوزارة الأمن الوطنى اختارا «أليساندرو مايوركا» أول مهاجر من أصول لاتينية يتم تعيينه فى هذا المنصب،  ثم كان اختيار سيدَتين لإدارة مكتب الشئون الخارجية- إحداهما فلسطينية من الخليل اسمها «ريما دورين»- وأخرى لاتينية تدعى «جولى تشافيز» ابنة المناضل الحقوقى المدنى «سيزار تشافيز».

هل كل ما فات هنا يوضح شيئًا أو يشرحه ويفسّره؟ مختلفًا عن حُكم ترامب أو أوباما أو بوش؟ أمْ أننا لا بُد أن نرتكن لحقيقة ووضع وتمركز «كمالا هاريس» فى البيت الأبيض وحقيقة تلك الخلطة العجيبة فى المائدة الأمريكية الجديدة والسؤال حول مدى صلاحيتها: طيبها وسُميَّتها واختلافها عن موائد سابقة؟

فى البداية، وأولًا؛ فلنعترف بأنها إدارة لم تأتِ علشان خاطر عيوننا، لكنها إدارة جاءت لصالح المواطن الأمريكى وتم استدعاؤها وتشكيلها على هذا النحو العظيم بسبب طلب وإرادة هذا المواطن، ثانيًا وأكيد «سينوبنا» من الحب جانب، أو من البغض والكره والحرب جوانب كثيرة. 