الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
يا ترامب: إللى يخاف من الصينى الأصفر تطلَع  له الهندية السمراء

يا ترامب: إللى يخاف من الصينى الأصفر تطلَع له الهندية السمراء

وكأنه إعلانٌ واضحٌ وصريحٌ عن فوز «بايدن» وخسارة «ترامب».. على ترامب أن يَلمَّ أوراقه و(هدومه) ويغادر البيت الأبيض الآن، الآن وليس فى نوفمبر المقبل. 



نعم.. لم يكن زلزالًا ذاك الذى فجّر الأرضَ الأميركية بقوة ريختر الرهيب يوم الثلاثاء الماضى لحظة أن أعلن المرشح الرئاسى الأمريكى المحتمل «جو بايدن» عن اختياره «كوما- لوس أنجليس هاريس» عضوة الكونجرس اليسارية السمراء نائبةً له فى حال فوزه بالرئاسة..  

لم يكن زلزالًا بل كان أحدَ الاهتزازات الارتجاجية المتتالية التى باتت تضرب القاع الأمريكى وتقلب حجارته المتكلسة منذ مقتل المواطن الأسود أيقونة الثورة والحرية «جورج فلويد» خنقًا على يد أحد أفراد الشرطة البيض. 

•• لماذا كان اختيار «كوما- لا هاريس» أحد توابع زلزال جورج فلويد الكبرى؟

- موت جورج فلويد لم يُعِدْ حقوق السود الأمريكان المهدورة والمغتصبة فقط لأصحابها، بل أعاد للهندى صاحب الأرض عرشه القديم الذى سلبه منه الكاوبوى.. وما اختيار «كوما لا» إلّا إثبات ذلك.. أأقدار تلك أمْ مع سبق الإصرار والترصد؟؟.. مجرد سؤال. 

 نعود إلى «بايدن» المتهم بقِصَر النظر وقلة الحيلة والكلام ها هو  يُخيّب ظنّ الجميع ويختار أكثر نساء أمريكا قوة ونزاهة وشعبية.. وكانوا قد توقعوا له أن يتجه يمينًا صوب «سوزان رايس» فإذا به يتجه يسارًا صوب هندية- هناك دلالة عبقرية فى اختيار هندية-  سمراء وعضوة مجلس شيوخ وعملت كمُدعى عام بولاية كاليفورنيا وتفوقت على عَشرة مرشحين للمنصب.. 

« كوما لا»  مواطنة أميركية من أب جامايكى وأم هندية وُلدت فى أوكلاند / كاليفورنيا، وكانت تنافس على انتخابات الرئاسة حين التقاها «بايدن» فى مناظرة ويبدو أنه قرر ضمنًا وسرّا اختيارها هى بالذات.. وهكذا يثبت «بايدن» أنه لا يخاف من النساء القويات!!.. غالبًا الشخص الضعيف يختار الأضعف منه كَى تَسهل السيطرة عليه ولا يحاول أو يحلم  بالتفوق أو بسرقة المنصب.. لكن «بايدن» يبدو الآن  قويّا  بل لغزًا لم يتم حلّه بعد، فقد كسّر كل التوقعات وبدّد كل المعلومات القديمة المغلوطة عنه .. بل على «ترامب» الآن أن يرتجف، وهو ما حدث بالفعل إثر سماعه الخبر.. فكتب تويتة تقول إن «كوما -لا» امرأة مقرفة ومرعبة..  

كان ترامب يحارب فى جبهة صينية فإذا بجبهة أخرى هندية تفتح نيرانها عليه.. دخل ترامب حرب تاريخ وسياسة واقتصاد وأعصاب وأخلاق مع الصين كى يكسب انتخابات الرئاسة المقبلة، فإذا بـ«بايدن»- والله أعلم-  يطيح به أرضًا ويلتقطها منه ولسوف تنوب عنه امرأة شديدة القوة والبأس والعزم والمراس..  ومَن يدرى ربما تزيح «بايدن» من طريقها وتحكم أمريكا.. أمريكا: البلاد التى يصعب التكهّن لا بشكل صباحها القادم ولا بزلزالها القادم.. إذ حاولت النيوزويك فى افتتاحيتها  صباح الأربعاء أن تشكك فى جنسية «كوما لا» فإذ بالردود القاسية من المواطنين للصحيفة تدافع عنها مؤكدة أنها مواطنة أمريكية خالصة وتتهم الصحيفة بالغباء والخبث.. 

وكانت لوس أنجليس تايمز قد تساءلت فى افتتاحيتها صباح الأربعاء الماضى قائلة: لماذا كان اختيار «كوما لا هاريس» أسوأ كوابيس دونالد ترامب على الإطلاق ؟؟ 

Why Comma - LA Harris is Donald Trump‘s  worst nightmare??

- ربما نستشف الإجابة من توابع زلزال «جورج فلويد» العظيمة فى نقطتين محددتين:

 أولًا: وضع جورج فلويد السود الأمريكان فى مواجهة الشرطة وانتصر السود.. وتستطيع القول إن السود حصلوا على بعض حقوقهم حتى الآن ليس أولها تحطيم تماثيل رموز الكونفيدرالية وليس آخرها تغيير قوانين القبض على المتهمين وكذلك سَحب بعض الولايات الديمقراطية  تمويلها لكثير من مراكز الشرطة مما اضطر بعضهم للاستقالة.

ثانيًا: وضع جورج فلويد الهنود الحمر.. سكان أمريكا الأصليين فى مواجهة الكاوبوى  أو  المحتل الأوروبى للأرض الهندية الأمريكية Amerindians.. كانت أمريكا الشمالية أرضًا هندية قبل أن يستعمرهم الأوروبيون فى القرن الخامس عشر الميلادى.. يعنى.. هذا يعنى أن تهديدات ترامب للمهاجرين بطردهم خارج الولايات ستنقلب عليه وعلى أهله وربما يأتى يوم تقول فيه «هوما لا هاريس» لسيد البيت الأبيض السابق ترامب:غادر بلادنا.. 

هنا أيضًا علينا أن نرقب ونسجل الفرحة والحفاوة التى تم بها استقبال خبر اختيار السيناتور «كوما لا هاريس» نائبة للرئيس الأمريكى المحتمل «بايدن»- حتى هيلارى كلينتون التى لا تحب أحدًا توّتت بتهنئتها وتهنئة أمريكا-  سنجدها فرحة عارمة شملت البيض والسود.. الساسة والمواطنين.. الجمهوريين والديمقراطيين.. 

أىُّ قدر هذا الذى أوقع الأسودَ  «جورج فلويد» ميتًا أسفل رُكبة شرطى أبيض فَشَقلب الأرضَ وأعاد ترتيب خرائطها السياسية من جديد.. وهو ترتيب لخرائط العالم كله.