السبت 7 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الشيــوخ الكلمة للشعب

بدأ العد التنازلى لإجراء انتخابات مجلس الشيوخ، المقرر لها يومى 8 و9 أغسطس للمصريين بالخارج، و11 و12 من الشهر ذاته فى الداخل، الأمر الذى استدعى رفع حالة الطوارئ داخل الأحزاب، فخلال الأسابيع الماضية عكف الجميع على اختيار مرشحيه الذين سيخوضون الماراثون الانتخابى سواء على القوائم أو المقاعد الفردية.



 

 

شهدت تحالفات الأحزاب الانتخابية تشكيل قائمة واحدة «القائمة الوطنية من أجل مصر»، فيما فشلت أحزاب الحركة المدنية فى تشكيل قائمتها فى حين أعلن عدد من الأحزاب خوضهم الانتخابات على المقاعد الفردية فقط.

 

ووفقًا لقانون مجلس الشيوخ يشكّل المجلس من 300 عضو، ويُنتخب ثلثا أعضائه بالاقتراع العام السرى المباشر بواقع 100 عضو بنظام القائمة المغلقة، و100 عضو بالنظام الفردى، ويعيّن رئيس الجمهورية الثلث الباقى (100 عضو)، وبالنسبة إلى نظام الانتخاب بالقوائم تم تقسيم الجمهورية إلى (4 دوائر)، دائرتين كبيرتين كل منهما (35 عضوًا) شمال وجنوب، ودائرتين صغيرتين كل منهما (15عضوًا) شرق وغرب، فيما خصّصت للنظام الفردى 27 دائرة على مستوى الجمهورية.

 

شيوخ «من أجل مصر»: هدية للشعب

 

قبل 4 شهور، بدأ تشكيل القائمة الوطنية من أجل مصر من خلال عقد جلسات الحوار المجتمعى للأحزاب السياسية التى قادها حزب مستقبل وطن؛ لتخرج إلى النور رسميًا، الأربعاء الماضى، بإعلان تشكيل التحالف الانتخابى الذى يضم 11 حزبًا، مستقبل وطن، الشعب الجمهورى، حماة الوطن، الوفد، الحركة الوطنية، المؤتمر، الحرية المصرى، التجمع، المصرى الديمقراطى الاجتماعى، الإصلاح والتنمية، ومصر الحديثة.

 

وبرغم اختلاف أيديولوجيات أحزاب التحالف، إلاّ أنهم اجتمعوا جميعًا على إعلاء المصلحة الوطنية؛ للخروج بقائمة تمثل إضافة حقيقية للغرفة التشريعية الثانية، ورغم الصعوبات التى واجهت تشكيل القائمة خلال الأسبوع الماضى بإعلان عدد من الأحزاب عدم رضاها عن عدد المقاعد المخصصة لها بالقائمة، إلاّ أنه سرعان ما تم تدارك الأمر، بالتوافق مع تلك الأحزاب إما بزيادة بعض المقاعد أو التنسيق لعدد إضافى من المرشحين على المقاعد الفردية.

 

حزب مستقبل وطن يعد صاحب نصيب الأسد فى القائمة بما يقارب 40 مقعدًا، كما علمت «روزاليوسف» من مصادر داخل الحزب، أنه سيستهدف حصد 80 % من المقاعد الفردية، وخلال الاجتماع الذى عقد لإعلان القائمة الوطنية، قال المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس الحزب، إن القائمة ستُحدث نقلة نوعية فى الأداء والحياة الحزبية والوطنية خلال الفترة المقبلة، خاصة أن جميع المشاركين تجردوا من المصلحة الشخصية من أجل إعلاء المصلحة العامة للدولة، فيما أكد أشرف رشاد، نائب رئيس الحزب، أن التحالف انتخابيًا وليس سياسيًا، وأن كل حزب سيمارس آراءه السياسية تحت القبة، وأنه تم رفض نظام المحاصصة فى القائمة؛ لخلق كوادر حقيقية قادرة على أن تكون إضافة حقيقية بالغرفة التشريعية الثانية والعمل الحزبى: «مرشحو القائمة سيكونوا هدية للمجتمع المصرى».

 

«الشعب الجمهورى»: الأداء يهزم العدد

 

حزب الشعب الجمهورى، الذى فاجأ الجميع بحصوله على ثانى أكبر عدد مقاعد بالقائمة، خصّص له 10 مقاعد فى القائمة ضمت قائمته كلا من أحمد أبوهشيمة، محمد عمارة، محمد فهمى صالح، حسانين توفيق، إيهاب لبيب، ريهام عفيفى، باهر غازى، فيبى فوزى، أحمد عبدالماجد، سامية أنسى، فيما تم التنسيق لخوض الانتخابات على المقاعد الفردية بـ 7 مرشحين.

 

وقال المهندس حازم عمر، رئيس الحزب، إن الحزب سعى خلال اجتماعاته مع الأحزاب السياسية الموجودة فى التحالف الانتخابى، إلى التوافق والتفاهم ولم يختلف على عدد المقاعد المخصصة له داخل القائمة الوطنية الموحدة، وإنما كان يستهدف إعلاء المصلحة العامة، والوصول إلى نقطة تلاقى مشتركة، مضيفًا أن الهدف ليس كم المقاعد، بقدر أداء الأعضاء، «فالأداء يهزم العدد». 

 

يأتى الدور على حزب حُماة الوطن، الذى أحدث حالة من الارتباك فى القائمة الأسبوع الماضى، بإعلانه الانسحاب اعتراضًا على تخصيص 8 مقاعد له بالقائمة، إلاّ أنه عاد للقائمة بعد ساعات من إعلان الانسحاب، لتقول مصادر من داخل الحزب إنه تم التوافق على زيادة مقاعده فى القائمة لتصبح 10 مقاعد، وسيدفع بأكبر عدد من المرشحين على المقاعد الفردي؛ حتى يحقق النسبة التى تليق بالحزب وتأثيره السياسى.

استياء فى «بيت الأمة»

 

 

حزب الوفد هو الآخر شهد العديد من التحركات خلال الأيام الماضية، لمحاولة زيادة مقاعده بالقائمة بعد تخصيص 6 مقاعد، فقط، وهو الأمر الذى أثار استياء البعض داخل بيت الأمة، بأن ذلك لا يتناسب مع تاريخ ومكانة الحزب السياسية والشعبية، ويحاول الوفد التأكيد على أنه لايزال من أقوى الأحزاب على الساحة السياسية، فأعلن رئيسه المستشار بهاء الدين أبوشقة أن الحزب قرر خوض الانتخابات على جميع المقاعد الفردية بمحافظات الجمهورية، مؤكدًا أن الوفد لاعب قوى ورئيسى على الساحة السياسية، ويمثل عمود الخيمة فى أى بناء ديمقراطى، وتم إعلان مرشحى الحزب بالقائمة وهم: ياسر الهضيبى، طارق تهامى، حازم الجندى، أمل رمزى، محمد ضيف الله، وطارق عبدالعزيز.

 

أما بالنسبة لحزب المؤتمر، فلم يبد قياداته أى اعتراض على تمثيلهم بالقائمة، مؤكدين أن الهدف منها التجرد من المصلحة الشخصية لصالح الوطن، وقال الربان عمر المختار صميدة إنه تم تخصيص 4 مقاعد فى القائمة، وسينافس الحزب على 15 مقعدًا من مقاعد الفردى.

 

وفى حزب الحرية، يبدو أن تبعات استقالة الدكتور صلاح حسب الله، من رئاسة الحزب ظهرت على سطح انتخابات مجلس الشيوخ، فارتباك المشهد داخل الحزب خلال الأيام الماضية كان واضحًا، فالحزب انضم للقائمة الوطنية فى اللحظات الأخيرة، وبالتالى لم يتح له سوى مقعد واحد فقط بالقائمة، تمثله الدكتورة دينا الهلالى، على دائرة غرب الدلتا.

 

من ناحيته، قال أحمد مهنى الأمين العام للحزب: «بالتأكيد مقعد واحد بالقائمة غير مرضٍ لنا، ولا يعبر عن قوة وحجم الحزب بالشارع، لكننا انضممنا متأخرًا، لذا ارتضينا بما هو متاح»، مضيفًا لـ«روز اليوسف» أن الحزب لن يدفع بمرشحين على المقاعد الفردية، مكتفيًا بمقعد القائمة مع الاستعداد بقوة لانتخابات النواب والمحليات.

 

فيما حصلت أحزاب: الإصلاح والتنمية على 3 مقاعد، التجمع 3 مقاعد، مصر الحديثة 3 مقاعد، المصرى الديمقراطى 3 مقاعد، والحركة الوطنية 3 مقاعد، كما حصلت تنسيقية شباب الأحزاب على 5 مقاعد بالقائمة، ومرشحيها هم: محمد عزمى محمود فيصل، عمرو عزت، محمد السباعى، ومحمد عمارة.

 

«النور» فردى فى المحافظات

 

قررت بعض الأحزاب خوض الانتخابات على المقاعد الفردية فقط، بعد انسحاب بعضها من القائمة الوطنية؛ اعتراضًا على نسبة تمثيلها مثل أحزاب المصريين الأحرار، الغد، العدل، والبعض الآخر لم يجد له مكانا بالقائمة كحزب النور، بعد إعلان قيادات القائمة رفضهم انضمام الحزب.

 

حزب المصريين الأحرار، أبرز الأحزاب التى أثار غيابها عن القائمة الوطنية استياء أعضائه فالحزب الذى حقق المركز الأول فى انتخابات برلمان 2015، اعتبر أن تخصيص 4 مقاعد له بالقائمة انتقاصًا من حجمه السياسى، فأعلن انسحابه من القائمة ولم يعلن بشكل نهائى موقفه من المقاعد الفردية، وقالت مصادر لـ«روزاليوسف» إن المكتب السياسى للحزب فوّض رئيسه الدكتور عصام خليل باتخاذ القرار الذى يراه مناسبًا بما يحقق المصلحة الوطنية والسياسية للحزب.

 

الأمر كان مختلفا لدى حزب النور، الذى لم يجد له مكانًا وسط القائمة الوطنية من أجل مصر، بعدما أعلن أعضائها بوضوح أن «النور» لن يكون جزءًا من تحالفهم الانتخابى، وبطبيعة الحال هو ليس ضمن أحزاب الحركة المدنية (التى فشلت فى تشكيل قائمة)، فقرر خوض الانتخابات على المقاعد الفردية فقط، لتؤكد مصادر داخل الحزب أنه سيتم الدفع بمرشحين فى 8 محافظات من أبرزهم: صلاح عبدالمعبود، صلاح أبوبكر، عبدالرسول طبلية، محمود غلاب، وجيه الشيمى، إسلام المغربى، زارع منيسى، ومحمود المزين، مؤكدا أن الحزب سيسعى للمنافسة بقوة لحصد مقاعد تناسب تواجده بالشارع.

 

شلل فى «الحركة المدنية» !

 

فشلت الحركة المدنية فى تشكيل قائمة تخوض من خلالها انتخابات الشيوخ، مبررين ذلك بضيق الوقت وتركت حرية الاختيار لأعضاء الحركة من الأحزاب وفق ما يتضح لهم.

 

الحركة التى تأسست عام 2017 وضمت أحزاب (المحافظين، الكرامة، الدستور، الناصرى، التحالف الشعبى، المصرى الديمقراطى الاجتماعى، العدل، والإصلاح والتنمية، بجانب عدد من الشخصيات كشفت استعدادات الانتخابات مدى ضعفها، الأمر الذى دفع عدة أحزاب من داخلها مثل الإصلاح والتنمية والمصرى الديمقراطى لخوض الاستحقاق الانتخابى ضمن قائمة «من أجل مصر».