الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

البدائل المصرية للخيام الرمضانية: اللَّمة.. فى البلكونة!

دخل شهر رمضان المبارك، لكن بحال ليس كما هو المعتاد، حيث فرضت جائحة كورونا سيطرتها على جميع أنحاء الكرة الأرضية، وسرقت بهجة الشهر الكريم، واختفى معها عدد من العادات والمظاهر التى اعتاد عليها المصريون فى ظل الإجراءات الحكومية لمنع تفشى الفيروس القاتل، وأصبحت بعض المظاهر فى خبر كان ومن بينها: صلاة التراويح، السحور على عربية الفول، اللمة فى الخيام الرمضانية والسهرات.. وغيرها.



 

 

ومع استمرار تنفيذ قرار تعليق صلاة الجمعة والجماعة وغلق المساجد وحظر التجول لا مجال لصلاة التراويح فى المساجد، خاصة بعد أن أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن ما ينطبق على صلاة التراويح هو ما ينطبق على سائر صلاة الجمع والجماعة وعودتها مبنية على زوال علة تعليقها، وأوضح أنه لا مجال لصلاة الجمع والجماعات أو التراويح بالمساجد أو محيطها ما لم تزل علة غلق المساجد وتعليق الجمع والجماعات بها.

 

 

التجمعات خطر

 

 

كما أن التجمعات فى ظل الفيروس أصبحت تشكل خطورة على أرواح الجميع، حيث حرمت قوانين «كوفيد 19» المصريين من طقس آخر فى رمضان هذا العام، وهو الإفطار والسحور فى الخيام والموائد الرمضانية، بعد أن  قررت وزارتا التنمية المحلية والأوقاف والمحافظون منع الموائد سواء فى ساحات المساجد أو فى الشوارع، كما قررت بعض الخيام الرمضانية المشهورة بتقديم  فقرات الإنشاد والتنورة والفقرات فنية أخرى التوقف بشكل نهائى والبحث عن بدائل فى حالة طلب المواطنين التجمع فى الخيام الرمضانية.

 

بعض الخيام الرمضانية حاولت جس نبض المترددين عليها عن طريق صفحتها على فيس بوك بإطلاق تصويت واستطلاع لجمهورها بالرغبة فى إقامة خيامة رمضانية أو لا هذا العام، وبالتواصل مع عدد من الخيام التى أعدت استطلاعًا، أكدت أنها محاولة لمعرفة مدى استجابة جمهورها للأمر، ولكن يظل تحت الدراسة، تحسبًا من مخالفة القوانين الخاصة بمنع التجمعات وحفاظًا على حياة المواطنين.

 

أما المراكب النيلية «الفلوكة» وهى واحدة من أهم الخيام الرمضانية الموجودة فى وسط النيل، والتى شهدت العام الماضى إقبالاً كبيرًا من قبل المصريين، خاصة الشباب فاعتذرت عن وجود خيمة رمضان هذا العام ضمن إجراءات الوقاية من انتشار فيروس كورونا، وأنه لن يكون هناك بدائل عن الخيام الرمضانية غير مكوث الجميع فى المنزل.

 

 

خيام أونلاين

 

 

على صعيد آخر أعلنت بعض خيام شارع المعز عن إقامة خيامة رمضانية «أون لاين»، ليستمر التواصل بين الجمهور والخيامة وستشمل إنشاد وغناء الفرق الموسيقية المفضلة لدى جمهورهم عبر صفحتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، من خلال برنامج إنشاد دينى شامل روحانيات رمضانية، ولكن بدون تواصل مباشر بين المواطنين.

 

وأوضح عدد من القائمين على الخيام الرمضانية فى المعز، أن ذلك يأتى تنفيذًا للقرارات الحكومية وللتخفيف على المواطنين  ساعات الحظر بعد الصيام فى المنزل خاصة أن رمضان هذا العام ممنوع من كل طقس، وأن الأمر لن يكون به جانب ربحى على الإطلاق وإنما محاولة للتواصل مع المصريين وتخفيف ما يحدث عليهم.

 

محمود عطالله، صاحب إحدى الخيام الرمضانية فى منطقة المعادى، قال إن القرار الخاص بمنع الخيام، كلفنا خسائر كبيرة من الناحية المادية، خاصة أنه كان بالفعل تم التعاقد مع المحلات الخاصة بـالفراشة الرمضانية، ومن ثم صدر القرار ولا بديل عن ذلك، لافتًا أن شهر رمضان يعد واحدًا من أهم المواسم التى يعمل فيها المطعم ويعتمد بشكل أساسى على الخيام طوال الـ 30 يومًا.

 

وأضاف أن الأزمة تسببت فى خسائر ووقف حال كبير للعديد من المهن المرتبطة بالخيام الرمضانية كمحلات الفراشة التى تحملت نفقات كبيرة خاصة بالتجهيزات الرمضانية ومن ثم توقفت، مشيرًا إلى أنهم يقدرون أن القرار إجراء إلزامى للحفاظ علينا جميعًا، ولكن لا بديل للأسف عن هذه الخسارة الكبيرة.

 

بدائل المواطنين

 

عدد من المواطنين رفض الاستسلام للأمر الواقع واختفاء مظاهر الشهر الكريم، فقرر إحضار الأجواء الرمضانية من الشوارع إلى المنزل، وهو ما فعله عمرو جعفر: «بعد أن تم مد الحظر توقعت أن تُلغى كل التجمعات فى رمضان ومن بينها بالتأكيد الموائد والخيام الرمضانية، ولأننى كنت معتادًا على اصطحاب أسرتى الصغيرة للإفطار فى الخيام الرمضانية ومعايشة الأجواء الخاصة بالإنشاد، والمكوث حتى السحور، قررت أن أقوم بعمل خيمة رمضانية صغيرة فى المنزل تشمل أسرتى فقط».

 

وأضاف: «قمت بشراء الخيامية بالفوانيس والأضواء التى يتم استخدامها فى الخيام الخارجية، واستطعت تغيير ديكور إحدى الغرف وتحويلها لجلسات عربية مزينة وبها  صوانى نحاس وغيرها، حتى أهون على أسرتى ونفسى الأمر لأنه بكل تأكيد سيكون صعبًا على الجميع».

 

عدد كبير من الأسر اتبع نهج جعفر، خاصة فيما يخص الزينة الرمضانية المنزلية، للشعور بالأجواء الرمضانية قدر الإمكان، فى ظل انتشار الأخبار المتداولة عن فيروس كورونا المستجد بشكل مستمر، مع توقف كل مظاهر الاحتفالات  من خلال التجمعات.

 

«صفا على» ربة منزل تقول: «لن أجعل فرحة رمضان تضيع هذا العام، لذلك حاولت قدر الإمكان إدخال بهجة شهر رمضان على أسرتى، من خلال التزين بمشاركة الأولاد وأطفال العائلة، ولن نمتنع عن الأكلات والحلويات الشهيرة فى الشهر الكريم».

 

وتضيف: «قررت أنا وزوجى صلاة التراويح فى المنزل معًا»، لافتة إلى أن رمضان هذا العام مختلف، وهناك وباء قاتل يخشاه العالم كله، إلا أننا حريصون على نقل كل الطقوس الخارجية فى الشوارع والخيام إلى المنزل حتى لا يصاب الأطفال بالاكتئاب أو يشعرون بثقل فى الشهر الفضيل.

 

رمضان فى البلكونة

 

ومن جانب آخر اتبع عدد كبير من المصريين  نمط الخيام الرمضانية فى البلكونة، حيث قرر البعض فى المناطق المختلفة سواء كانت شعبية أو راقية القيام بتزيين البلكونات متخذة طابع الخيامة الرمضانية يتوسطها فانوس ضخم بداخله لمبة ومحاط بالأضواء من كل الجوانب، وعلى الأرض تم الاعتماد على السجاد العربى  والمخدات البدوية، لتكون مقصدهم بعد الإفطار وفى السحور تعويضًا عن إلغاء الخيام والسهرات الرمضانية.

 

وأطلقت بعض الصفحات الخاصة بالتصوير مسابقة، لتشجيع المواطنين على تزيين البلكونات لتأخذ الطابع الرمضانى، ومن ثم تصويرها وإرسال الصور للصفحة وأكثر صورة تحصل على إعجاب المواطنين لها جائزة، كمحاولة لنشر الصور الإيجابية للحظر فى رمضان، وحتى يتبع الجميع النمط ذاته فتعبر كل الشوارع والبلكونات عن رمضان وليس بالضرورة أن تكون هناك خيام أو ليالٍ رمضانية خارج المنزل.