الأحد 7 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عندما ينشر «النور» غسيله القذر

عندما ينشر «النور» غسيله القذر
عندما ينشر «النور» غسيله القذر


صدم البعض رغم أننا حذرنا من ذلك، واعتبرنا آخرون نبالغ.. نتحدث عن موقف حزب النور وحزب المرشح الرئاسى السابق «عبدالمنعم أبوالفتوح» «مصر القوية» الذى يعتمد على وضع الشروط والابتزاز وفرض الرأى على القوى الثورية ومؤسسات الدولة المصرية فى المرحلة الانتقالية الجديدة، التى يحاولون إفشالها كما فعل الإخوان فى المرحلة الانتقالية الأولى ليضعوا على مصر ثورة ثانية، أمر يدعو إلى أقصى درجات الدهشة عندما نجد أن من رفضوا المشاركة فى 30 يونيو ومن رفضوا التعليق أو التعقيب على سياسات الإخوان التى استفزت وأدمت الشارع المصرى على مدار العام الماضى، يعرقلون كل صغيرة وكبيرة فى خارطة الطريق المصرية، فحزب النور رفض اختيار البرادعى لرئاسة الوزراء، ثم رفض اختيار الدكتور زياد بهاء الدين أيضا، بل وعرضوا أن يقوم واحد من حزبهم برئاسة الوزراء مقابل ألا يكون لهم مرشح فى الانتخابات الرئاسية القادمة!
 
 
 
 
النور يصدر أكاذيب الإسلاميين من أن د.البرادعى سوف يحول مصر لدولة علمانية، والسبب الحقيقى هو خوفهم، وخوف من يحركونهم كالعرائس من شخص قوى وثورى كالبرادعى، وهم رفضوا د. زياد بهاء الدين بحجة أنه متحزب، رغم أنهم رشحوا رئيس حزبهم، كما رشحوا د. عبدالمنعم أبوالفتوح الذى يرأس هو الآخر أحد الأحزاب ولكنه يمثلهم!! من الذى أقحم حزب النور فى اختيار ليس من شأنهم ولا من حقهم فهم لم يشاركوا فى 30 يونيو. وولاؤهم كان ولايزال لجماعة الإخوان التى تحاول أن تفتك بمصر. والأدهى أن معظم المنتمين لهم معتصمون فى رابعة العدوية والنهضة مع أنصار مرسى. فعن أى فصيل تتحدثون؟ وأى قوة فى الشارع تمتلكون؟ وهل تتصورون أن شباب الدعوة السلفية من الممكن أن يضعوا بكم ثقتهم من جديد والتى لم تكونوا أبدا أهلا لها. وطبقتم على مدار ثلاث سنوات آيات المنافق الثلاث. الكذب والخيانة والحنث بالوعد. ولنتذكر ما فعلتموه.
عقب ثورة 25 يناير فوجئ الجميع بأن بعض أنصار الدعوة السلفية قرروا إنشاء حزب يمثلهم ويكون الذراع السياسية لهم، وهو حزب النور الذى يمكنهم من المشاركة فى الحياة السياسية.. المفاجأة أن أنصار الدعوة السلفية أو المنتمين لها من المفترض أن دورهم دعوى فى الأساس ولا يقتربون من السياسة أو العمل العام. على خلاف جماعة الإخوان مثلا التى كانت تشارك فى الحياة على الأرض. بإنشاء مستوصفات خيرية على سبيل المثال. وكان الأساس هو تجمع السلفيين فى المساجد للحديث عن أمور الدين فقط.. أما وجود حزب يعمل على الأرض ويتفاعل مع مبادئ المجتمع والدولة الحديثة من مواطنة وسيادة القانون فهو ضد مبادئ الدعوة التى تتنافى مع هذا ومع ذلك تم إنشاء الحزب.
الحزب تلقى دعما هائلا من الخارج وخاصة دول عربية خشيت من سيطرة الإخوان المسلمين على الشارع، والتى لا تزال هى الراعى الرئيسى لحزب النور، أيضا رغم القوانين الخاصة بمنع التمويل من الخارج.
 النور من أكثر الأحزاب المفككة والتى لا تتفق قيادتها سواء مع بعضهم البعض أو مع المنتمين للحزب أو غيرهم من شباب الدعوة السلفية. التى من المفترض أن يكون الحزب واجهتها.. وقد اختار قيادات الحزب منذ البداية دمج أهدافهم ومواقفهم مع الإخوان والسير فى ذيل حزب الحرية والعدالة. ليكون بمثابة وصيفة للإخوان تساند مواقفهم وتدعمها وتنال ما تحن عليهم به الجماعة من بقايا ما تلتهمه من مكاسب.. إلى أن انتهت مصلحة الإخوان مع حزب النور بفوز الإخوان بالرئاسة واقرار الدستور. فما كان منهم إلا إقالة عضو حزب النور خالد علم الدين من وظيفة مستشار الرئيس ومن هنا بدأت الأزمة. وابتعد قيادات حزب النور تماما عن الإخوان.. لم يتخذوا مواقف مع أو ضد الإخوان - كقيادات - فى حين ظل الشباب والشيوخ المنتمون للحزب أو للدعوة السلفية تحت مظلة الإخوان وذلك حتى الآن. وحتى لا يتصور البعض أن قادة النور الذين يجلسون على طاولة الحديث حول خارطة طريق جديدة لمصر.. أن هؤلاء القيادات يعبرون عن فصيل أو عن مجموعة من المصريين المنتمين له فهم لا يعبرون إلا عن أنفسهم وشبابهم والمنتمين لهم يرابطون فى رابعة العدوية منذ بداية الاعتصام مع أنصار مرسى. وشيوخهم يعتلون منصة رابعة ليخطبوا فى المعتصمين بضرورة استمرارهم أمام ما حدث. ويصفون مواقف النور بأنها خيانة وأن قيادات الحزب حفنة من العملاء والمأجورين.
ولأن حزب النور كان يسير فى ذيل الجماعة فقد اتخذ كل المواقف المناهضة للثوار مثلما فعل الإخوان بداية من أحداث محمد محمود. التى رفضتها الجماعة لأنها تعرقل سير انتخابات مجلس الشعب وبالفعل ظهر ذلك بوضوح عندما استحوذت الجماعة على 235 مقعدا من مقاعد مقعداً فى مجلس الشعب ويليها حزب النور بـ123 مقعدا أى أن الاثنين يمثلون 66٪ وباقى التيارات تمثل بنسبة 34 ٪ فقط. ومن بعد ذلك مجلس الشورى ليحصل الحرية والعدالة على 105 مقاعد والنور على 45 أى 150 مقعدا وباقى التيارات تنال فقط 30 مقعدا.. والغريب أن حزب النور كان واثقا من أنه سينال نصيبه من مجلس الشورى فقام بترشيح أى شخص ينتمى للحزب وخاصة فى القوائم. وهو ما أثار الجدل داخل الحزب.
هذا الصراع على الاستحواذ على مقاعد مجلس الشعب. وعلى الرغبة من التيارات الإسلامية على وضع الدستور. ثم الرئاسة وتبعاتها من وزارات ومحافظات. ظهر مع استفتاء مارس 2011 عندما كانت القوى الثورية تعلن رفضها لقبول التعديلات الدستورية حتى يتم وضع دستور جديد قبل أى انتخابات تؤدى إلى استحواذ فصيل دون الآخر وفرض مصلحة تيار على مصلحة المجتمع.. بدأ شيوخ الدعوة السلفية يحثون أتباعهم ومنهم بالطبع المنتمون لحزب النور كما فعلت الجماعة مع أتباعها أيضا أن يقبلوا التعديلات حتى لا يتم الإطاحة بالمادة الثانية. وحتى يدخلوا الجنة بالـ «نعم» وحتى لا يمنع الأذان من المساجد!! وبدأت غزوة الصناديق وأخذ الشيخ يعقوب يحث المصلين فى المساجد على أن يقولوا (نعم للدين).
تحقق لهم ما أرادوه وجاءت انتخابات مجلسى الشعب والشورى قبل الدستور. واستحوذت التيارات الدينية متمثلة فى ذراعيها الحرية والعدالة والنور على اللجنة التأسيسية. وقبل حزب النور بكل توجيهات الحرية والعدالة له لإقرار الدستور بأقصى سرعة. وظهر المشهد جليا عند مناقشة الدستور. عندما اعترض نائب حزب غد الثورة «محمد محيى الدين» على التعجل. فما كان من محمد البلتاجى ونادر بكار إلا أن ذهبا بأقصى سرعة لهذا العضو وأجبراه على الجلوس والسكوت.
الفضائح لم تبدأ ولم تنته هنا. وواضح أنها لن تنتهى أبدا. فأعضاء حزب النور قاموا بعدد من التصرفات المشينة بداية من عدم احترامهم بالوقوف للسلام الجمهورى. أو الأفعال التى قاموا بها تحت قبة البرلمان من عرض لأفكار لم تكن لتؤدى إلا إلى العودة بهذا الوطن عشرات السنين للوراء منها مطالبة أحدهم بإلغاء اللغة الإنجليزية أو اقتراح الآخر بما أطلق عليه مضاجعة الوداع، زواج الأطفال وغيرها.. بالإضافة لعدم قدرتهم على التعامل تحت قبة البرلمان بالشكل اللائق فنائب يرفع الأذان وآخر يحمل يافطة كتب عليها «عايز أروح الحمام». وخارج المجلس الموقر تنتشر الفضائح لرجال هذا الحزب، فمنهم من يدعى أنه تم الاعتداء عليه كذبا ليدارى لجوءه لإجراء عملية تجميل فى أنفه ثم إعلان إحدى المغنيات عن علاقتها به. وآخر يتم القبض عليه على أحد الطرق وبرفقته فتاة.
والموقف الأكثر سخفا من أعضاء هذا الحزب كان عندما امتنعوا فى أولى جلسات مجلس الشعب بعد وفاة البابا شنودة عن الوقوف دقيقة حداد.. وفى نفس الوقت أرسل حزب النور برقية تعازى للكنيسة.. هذا الحزب الذى كان قد أعلن عند تأسيسه أنه يضم خمسين عضوا قبطيا.. وهو أمر غريب ويوضح التناقض الذى يعانى منه هذا الحزب ومبادئه التى تتجزأ. فهو يعلن عن وجود أقباط بين أعضائه حتى يؤكد أنه يقبل التعايش مع الحياة المصرية كما هى. وليس كما يريدها أن تكون.. وبعد شهور من إنشاء الحزب يتجلى هذا الرياء عندما يعلن أكثر من أمين من أمناء حزب النور فى مختلف المحافظات أن تهنئة الاقباط فى أعيادهم ما هو إلا نفاق سياسى. ويفتى فى ذات الوقت شيوخهم بحرمانية هذا الأمر.
كل هذه الأفعال التى قام بها حزب النور لا تخرج عن قول الله تعالى فى سورة النساء بسم الله الرحمن الرحيم «مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا» صدق الله العظيم.
استتروا يا سادة النور فأنتم لستم فى حاجة لمزيد من الفضائح.