انفراد أسرار اتصالات قيادات الإخوان.. والمنزل الآمن فى «تركيا» برعاية أمريكية
ايمن غازى
لحظات تاريخية تلك التى تعيشها الدولة المصرية العريقة.. كلمة «شرف» كانت العقد النهائى بين الشعب والمؤسسة الوطنية العسكرية.. التى حمت إرادته ومطلبه فى الإطاحة بنظام ماسونى اتخذ مقرا له فى ضاحية المقطم إيذانا ببدء الألفية الثانية لنشر فكر «حراس المعبد الماسونى» الذى أدى فيه «خيرت الشاطر» القسم الاقتصادى بداية العام الحالى.. كممثل شرعى له فى الشرق الأوسط
.
«روزاليوسف» حصلت على التفاصيل الكاملة «لنهاية» التنظيم الذى بدأ فى مقهى بمحافظة الإسماعيلية «كبديل عن الاحتلال الانجليزى وقتها» لضرب المقاومة الوطنية من الداخل
.
بينما كان شهر مايو الماضى يقارب على الانتهاء كانت التيارات الإسلامية تحاول «التودد» إلى المؤسسة الوطنية العسكرية.. عبر اتصالات تفيد أنهم يريدون الجلوس مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى.. إلا أن الرد جاء عليهم بأن الجلوسيجب أن يضم جميع التيارات الموجودة فى الدولة المصرية إذا كانت هناك نية للحل.. إلا أن «المرشد الروحى للجماعة المقبوض عليه حاليا» محمد مهدى عاكف كان أن طلب عقب الرد النهائى الذى جاءه من المؤسسة الوطنية العسكرية «لا لقاء إلا بكل أطياف المجتمع المصرى» نسيج الوطن «إن طلب من قيادات التنظيم الدولى أن تقوم بدورها بإجراء اتصالات موسعة مع عدد من أصحاب رءوس المال الدولى» لسحب استثماراتهم فى القاهرة حتى تحدث أزمة «كساد اقتصادى» تتدخل بعدها الجماعة بثقلها فى الشارع المصرى للحصول على تأييد المواطن العادى.. كان أن سبقها خلال شهر أبريل الماضى مع إعلان حملة «تمرد».. الدعوة لسحب الثقة من ممثل مكتب الإرشاد فى رئاسة الجمهورية «محمد مرسى» قيام أعضاء مكتب الإرشاد بدعم واضح من «خيرت الشاطر» بطباعة أوراق بنكنوت «مزيفة» لطرحها فى الشارع حتى تحدث أزمة داخلية فى محاولة منهم للضغط علىالمؤسسة العسكرية.. حيث نجحت «جهات سيادية» فى غضون هذه الأجواء فى إحباط هذه المخططات فى أول ظهور لها.
إلا أن الجماعة حاولت مثل الأفعى «استخدام ورقة» الشعب الفلسطينى فى الضغط على مؤسسات الدولة بحيث يسمح لهم استخدام سلطة الرئيس المخلوع محمد مرسى فى تحييد المؤسسة العسكرية تحت دعوى «شرعية الصندوق».. عبر «خالد مشعل.. وإسماعيل هنية» قيادات الجماعة فى غزة والمعروفة إعلاميا باسم «حركة حماس».. من خلال الترويج فى الشارع المصرى بأن تأخر المصالحة الفلسطينية نتيجة عدم إعطاء الرئيس الإخوانى الفرصة لاستكمال باقى المؤسسات .. أعقب ذلك اجتماع بين السفيرة الأمريكية بالقاهرة وعدد من التيارات الدينية ويوسف القرضاوى «المنظر الجديد للماسونية العالمية فى الشرق الأوسط»، إضافة إلى خيرت الشاطر الذى طلب من القرضاوى أن يتوسط له عند أمير قطر للذهاب إلى غزة لمدة 24 ساعة فقط يعود بعدها إلىمصر، بضمان السفيرة الأمريكية التى أشرفت على اللقاء بإحدى الشقق السكنية الفخمة المملوكة للشاطر شرق القاهرة.. وهى نفس الشقة التى ضغط فيها على المستثمر السعودى «الشربتلى» ليتنازل له عن توكيل شركة استقبال التركية للأثاث.. أعقب ذلك رصد سيارة أموال تابعة لنائب جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر فى طريقها إلى إحدى المحافظات الصحراوية.. عقب لقاء ضمه مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين على رأسهم »محمود عزت.. والشيخ المسن يوسف القرضاوى» فى ضاحية عباس العقاد وسط 5 حراس شخصيين من حماس وكتائب عز الدين القسام.. ذهب بعض من فيها بإغراءات مالية لما يسمى القبائل العربية من أجل تأييد «مرسى».
خلال هذا التوقيت وتزامنا مع التظاهرات الشعبية الحاشدة فى الشوارع والميادين قام بعض أنصار التيارات الإسلامية التى ذهبت وفودها لدعم محمد مرسى قبيل انطلاق تظاهرات 30 يونيو نشر خطط وأماكن تمركزالقوات المسلحة وضباط وأفراد وزارة الداخلية على مستوى الجمهورية، وقال عدد من أنصار الرئيس الإخوانى فى محافظات الدقهلية والغربية والشرقية ممن حضروا اللقاء إن «مرسى» أطلعهم على التقارير التى أرسلت إليه من جانب أجهزة سيادية والقوات المسلحة الوطنية المصرية، ووزارة الداخلية بنوعية التأمين وطريقة التنفيذ فى حال حدوث أى اعتداءات.. على المتظاهرين السلميين، وهو ما يعنى فى عرف قانون العقوبات المصرى «خيانة عظمى» فى وقت «السلم».. وأن مرسى طلب من إدارة الرئيس الأمريكى «أوباما» الضغط بأى شكل من أجل استمرار ما سماه هو «شرعية الصندوق»!
المؤسسة الوطنية العسكرية كانت على دراية تامة بكل هذه التحركات وكان ردها واضحا ومحددا «نرفض تماما أى تدخل فى شئون مصر الداخلية»، وأبلغت ذلك لجميع المعنيين بهذا الأمر عقب قيام السفيرة الأمريكية بلقائها بقيادات من الجماعات الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين وعدد من المعارضة لبحث التطورات الجارية فى البلاد وكان ذلك قبيل إعلان بيانه على الشعب المصرى.
قبيل إذاعة البيان كان أن وردت تفاصيل مفادها أن قنوات «الجزيرة.. الحافظ.. الناس» سوف تقوم بحشد المتظاهرين المناصرين لمرسى بشكل مختلف من خلال الدفع بسيدات تابعات للجماعة دون حجاب للرأس يقمن بإشاعة ان هناك حملة اعتقالات لأسرهن فى المحافظات.. الأمر الذى سيدفعهم إلى انفلات أعمى ضد الجيش والشعب.. ووفقًا لهذه المعلومات أيضا حدث اتصال من جانب محمود عزت ورشاد بيومى القياديين الإخوانيين بقيادات التنظيم الدولى وعلى رأسهم القيادى إبراهيم منير.. ويوسف ندا.. وإبراهيم صلاح حيث قالا لهم: «إحنا انتهينا.. تحركوا دوليا من أجل إنقاذ الرأس».. وهى نفس كلمة السر التى كان متفقا عليها مع قناة الجزيرة.. الحافظ.. الناس.
قانونيا وعقب استلام المستشار عبدالمجيد محمود منصبه الخميس الماضى قرر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود منع 36 شخصا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين على رأسهم الرئيس المخلوع محمد مرسى من السفر، وتضم قائمة الممنوعين من السفر، حسب ما أورد بيان للنيابة العامة محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان، ونائبه خيرت الشاطر ومحمد البلتاجى وسعد الكتاتنى وصبحى صالح وعصام سلطان وعصام العريان وطارق الزمر وحازم أبوإسماعيل وأبو العلا ماضى وعبدالمنعم عبد المقصود ومحمود غزلان وصفوت حجازى والمذيع نور الدين الشهير بخميس.. وأمره بإعادة التحقيق فى القضايا التى راح ضحيتها الصحفى الحسينى أبوضيف ومحمد الجندى وجابر الشهير بجيكا، إضافة إلى عرض قضية أحمد دومة وباقى المتهمين معه على غرفة المشورة المختصة وقوله خلال المؤتمر الحاشد الذى عقده القضاة بمقر قاعة المستشار عبد العزيز فهمى، بدار القضاء العالى الخميس الماضى احتفالا بعودته لمنصبه، إنه لنيتشفى بأحد ولن يصفى حسابات مع أحد، وسيحتكم للقانون فى جميع الإجراءات التى سيتخذها.
هذه الإجراءات القانونية كان سيتخذها عبد المجيد محمود .. قبيل الإعلان الدستورى بأسبوع كامل من شهر نوفمبر من العام الماضى عندما تسلم ملفا كاملا بشكل رسمى وقانونى يضم فيديوهات كاملة وسى ديهات تخص وقائع قتل المتظاهرين منذ ثورة يناير وحتى اليوم ومنها جمعة كشف الحساب التى قدمت بلاغات قانونية ضد قيادات إخوانية تورطت فى الاعتداء على المتظاهرين، وهذه السى ديهات والتفريغات الخاصة بالفيديوهات اتضح من خلالها تورط قيادات كبيرة بالصوت والصورة فى قتل المتظاهرين.. حيث تم إعداد قائمة كاملة بأسماء هذه القيادات تمهيداً لانتداب قاضى تحقيق مستقل للتحقيق معهم من جانب وزير العدل، وهو الأمر الذى دعا إلى الإطاحة بالنائب العام المستشار عبدالمجيد محمود خاصة أنه كان قد عقد العزم على الانتهاء من استدعاء من ورد اسمه فى الفيديوهات التى صورت وقدمت إليه من جانب الجهات المعنية للتحقيق الفورى العاجل.. ويعضد هذه الرواية الصادرة من مسئول قضائى كبير بمحكمة النقض ما أعلنه المستشار عبدالمجيد محمود نفسه بقوله أثناء انعقاد الجمعية العمومية الطارئة للقضاة خلال شهر أكتوبر الماضى «اشمعنى قضايا اقتحام السجون لا تفتح؟
ماحدش سأل على قضايا اقتحام السجون فى وقت واحد واللى راح ضحيتها شهداء كثيرون، السجون اللى خرج منها من يحكم اليوم.. إضافة إلى حقيقة باتت مؤكدة أن النائب العام المقال قد بدأ التحقيق فعلياً فى تسويد مليونين ومائتى ألف بطاقة انتخابية لصالح مرسى وأرسلت جميعها إلى الوجه القبلى.. حيث أظهرت التحقيقات التى جاءت إلى مكتب النائب العام عقب بلاغ بهذا الشكل قبيل إصدار الإعلان الدستورى أيضاً.. أن جماعة الإخوان ومندوبى حزب الحرية والعدالة «استغلوا» ترك مندوبى المرشح الرئاسى السابق أحمد شفيق لأماكنهم فحصل مندوبو حزب الحرية والعدالة على أماكنهم وأصبح مندوبو شفيق هم أنفسهم مندوبى المرشح الرئاسى وقتذاك محمد مرسى.
عيسى: الحكومة الذكية توفر علينا كثيرا!
د. حسام عيسي يكتب:
الدكتور حسام عيسى - أستاذ القانون الخاص بجامعة عين شمس، والقيادى السابق بحزب الدستور: إن مصر تعيش مشهدا من الأمل والفرح والتفاؤل بالمستقبل القريب بعد العيش فى كآبة وسخط فالشعب استعاد نفسه وبلاده وهو الشىء المذهل من شباب صغير يقوم بأكبر شىء عبقرى فى مصر وسيذكره التاريخ للأجيال القادمة فحركة تمرد أعادت شحن بلد بأكمله فى شهرين لإنقاذه مما كان فيه.
وأكد أن حالة الوفاق وتجمع الشعب المذهل وعودة الشرطة مرة أخرى إلى قلب الأمة واحتضان الشعب ولحمة الجيش وموقفهم الرائع مع الشعب وتنفيذ مطالبه المشروعة التى عبروا عنها فى إطار من السلمية والديمقراطية كلها أمور تؤكد أن مصر بدأت خطة واضحة لفرض الحرية والديمقراطية والمشاركة الحقيقية للشعب والبناء سيزيد من حالة التلاحم وارتباط الشعب بالحكومات لإيمانها بأن الفقير له حق أكثر من الغنىفعلهم أن يعملوا على تحقيق الاستقرار للفقير، وهذا على عكس ما كان يقوم به خيرت الشاطر وحسن مالك، فالثورة أعادت الكرامة والحقوق للشعب المصرى ككل بكل أطيافه ومؤسساته.
وتمنى حسام أن تكون هناك حكومة سياسية ذكية تعمل على الإنتاج وليس الاستهلاك، وقال: التاريخ سيذكر أن الثورة المصرية دائما تبتدع كل يوم أدوات مذهلة للتعبير عن نفسها وتستعيد حيويتها وتمرد أبدعت الجديد فى الثورة المصرية واستطاعت تغيير وجه الحياة السياسية فى مصر وعاد الجيش والشرطة للانضمام للشعب مرة أخرى، وهذا هو سر عبقرية هذا النجاح الذى تعيشه مصر.