التفاصيل الكاملة لمجالس الحرب الإخوانية لإجهاض 30 يونيو!
رامى رشدى
«تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى».. هذا هو حال الإسلاميين سواء كانت تياراتهم سلفية أو جهادية أو جماعة إسلامية أو إخوان، لكن الإخوان وحلفاءهم الإسلاميين تجمعوا من جديد فى محاولة لوأد ثورة 30 يونيو الجديدة وحماية عرش الإخوان وعرشهم.
يحاولون بشتى الطرق قطع الطريق على حملة تمرد.. يخشون يوم الزحف نحو الاتحادية نهاية الشهر الحالى! خطة «رديف» الإسلاميين بعد انقلاب الدعوة السلفية عليه ظهرت فى اللقاءات ومجالس الحرب التى عقدت بقيادة الجنرال عصام العريان وبمساعدة جنرالات الجماعة الإسلامية على رأسهم طارق الزمر وكرم زهدى وعدد من الأحزاب الأخرى على رأسها «الشعب» الذراع السياسية للجبهة السلفية و«الراية» التابع لأبوإسماعيل والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التى يديرها الشاطر من الباطن وبها ما يزيد على 511 عالما من علماء السلفيين من مختلف المدارس العلمية والحركية.
كل المشايخ والعلماء والقيادات والمنظرين عقدوا اجتماعا أشبه بالاجتماع الحربى صباح الخميس دعا إليه حزب الحرية والعدالة لمناقشة سبل مواجهة الاحتقان فى الشارع وسبل الخروج منها، ولكن الاجتماع كان فى حقيقة الأمر هو وضع خطة لسبل مواجهة يوم الزحف على قصر الاتحادية لسحب الثقة من مرسى بصفته الرئيس الشرعى المنتخب ولابد من الدفاع عن الشرعية والشريعة.
جاء هذا المجلس الحربى عقب الاجتماع المغلق الذى عقده الرئيس مرسى مع الأحزاب الإسلامية على رأسها حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية بحضور طارق الزمر وكرم زهدى وسعيد عبدالعظيم، ولم يتم الإعلان عنه بشكل رسمى، ليستمر أكثر من ثلاث ساعات حتى الحادية عشرة مساء.
وفقا لمصادرنا التى كشفت لنا ما دار داخل اجتماع مرسى ورموز التيار الإسلامى كان سببه الرئيسى الدعوة لتظاهرات 30 يونيو ولقاء مرسى جاء فى إطار الخطة التى يدشنها الإخوان لإجهاض تلك التظاهرات قبل موعدها بفترة كافية كخطوة أولى ثم وضع سيناريو لمواجهتها يوم 30 يونيو نفسه، والمهمة التى أوكلت للقوى الإسلامية على رأسها الجماعة الإسلامية واستعادة أمجادها الدموية القديمة والاعتماد على قواعدها الشبابية المنتشرة فى بعض بقاع مصر خاصة فى محافظات أسيوط وأكتوبر، وتم تكليف الجبهة السلفية وذراعها السياسية الشعب بجمع المناصرين له فى القاهرة، بالإضافة إلى تكليف حزب الراية وأنصار أبوإسماعيل بحشد أنصارهم بتكليف من الرئيس خاصة أنه الطرف القوى الذى يتمتع بقدرة كبيرة على حشد أعداد ضخمة من أنصاره من ناحية ولديه ميليشيات قادرة على التحرش بالقوى المدنية.
مع الاستعانة بالمساجد التى تسيطر عليها تلك الجماعات الإسلامية بالإضافة لمساجد الإخوان التى يسيطر عليها علماؤهم ومشايخهم التابعون لقسم الدعوة والإرشاد بمكتب إرشاد الجماعة وهو السلاح الذى تنوى الجماعة استخدامه بضراوة فى معركتها مع تظاهرات يونيو، حيث طلب مرسى بشكل واضح أن يتم استخدام المساجد يوم الجمعة فى محاولة احتواء المواطنين وشن هجوم على دعوات التظاهر واستخدام السلاح المعتاد فى الهجوم على رموز الداعين لحملة تمرد.
ناهيك عن تكليف الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح ورموزها ومشايخها على رأسهم الشيخ سعيد عبد العظيم نائب رئيس الهيئة ورجل الإخوان الأول ولم يتخلف عن هذا، وتم إصدار العديد من الفتاوى الشرعية التى تحرم من جانبه الخروج فى 30 يونيو، وقال عبد العظيم: إن قيادات التيار الإسلامى ترفض دعوات إسقاط الرئيس مرسى وإنها ستنزل لدعم الشريعة والشرعية، مضيفا: إن دعوات تمرد انقلاب على الدستور والقانون والعقل والفطرة، وأهل العلم وذوو البصيرة والمحبون للوطن والاستقرار تتضافر جهودهم لصد تمرد التى تكرس للوضع غير السوى فى المجتمع.
وأضاف عبد العظيم فى فتواه المثيرة: إن الشعب يعى جيدا ضرورة استمرار الرئيس فى مدته، مشيرا إلى وجود دعوات للنزول إلى الميادين للدفاع عن الشرعية والشريعة الإسلامية، لكن الهيئة لم تستقر على شورى محددة، وأنهم سيحسمون الأمر الأيام المقبلة ليتوافق عليها كل قيادات التيار الإسلامى، مضيفا: هناك محاولة لأن يسلك الأقباط وتمرد مسلكاً غير شرعى، فتوى عبد العظيم جاءت بعد تكليف من الرئيس للإخوان وبعد لقائه بخيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون فى اجتماع عقد مطلع هذا الأسبوع فى مقر الهيئة بمدينة نصر بحضور الشاطر وعلى السالوس واستمر لما يقرب من الساعتين وضع لهما الشاطر خطة مواجهة حملات تمرد بإطلاق العديد من الفتاوى الشرعية التى تؤيد الرئيس وتحرص على الشرعية والشريعة، بالإضافة إلى استخدام المساجد ودعم حملة تجرد وحث الناس على المشاركة فيها.
طارق الزمر عرض تقريرا مفصلا لما وصلت إليه حملة تجرد من استمارات توقيع دعم الرئيس لإكمال مدة 4 سنوات والتى وصلت إلى 6 ملايين صوت وبحث سبل إمكانية حث الناس على توقيع استمارات تجرد من خلال الفضائيات الدينية وحشود أنصار المشايخ وغيرهم من الإسلاميين الذين تستخدمهم الجماعة لخدمة أهدافها، مقابل الحصول على بعض الهبات والعطايا من الإخوان سواء فى قصر الرئاسة أو البرلمان القبل أو الحكومة.
وكعادة جماعة الإخوان لابد أن تستخدم إحدى القوى الإسلامية فى الواجهة وتتعامل معه على أنه اللاعب الرئيسى فى العملية السياسية فى جميع المواجهات وتدير هى المؤامرات والصفقات من الخلف، وهذه المرة هى تحالف الجماعة الإسلامية والجبهة السلفية وأنصار أبوإسماعيل، فى الوقت الذى شغلوا الدعوة السلفية المعارضة جدا لهم بالتضييق على قيادتهم ياسر برهامى حتى تم وضعه على ترقب الوصول!
برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، قال إنه فوجئ بمسئولى الأمن يبلغونه بأنه تم وضعه على قوائم ترقب الوصول، مؤكداً أن ما حدث يتعارض مع ما ورد فى الدستور الذى يكفل حرية المواطنين، رغم صدور اعتذار رسمى من مطار برج العرب.. قائلين بأنه لم يتم وضع اسمه على قوائم الممنوعين من السفر، مشيرا إلى أنه كانت هناك بعض الإجراءات المعتادة فور وصول الطائرة من الرياض، حيث تم الكشف على كل الركاب كإجراء اعتيادى إلا أنه رفض ذلك واعتبرها إهانة له، فى نفس الوقت.. وطلب يونس مخيون رئيس حزب النور من مؤسسة الرئاسة الكشف عن الجهة التى وضعت اسم الدكتور ياسر برهامى على قوائم الترقب والوصول خاصة أن وزارة الداخلية وجهاز المخابرات نفيا علاقتهما بالحادث، قائلا إما أن تعلن الرئاسة عن الجهة التى أدرجت اسمه أو تكون هى من أمرت بذلك.
وفقا لمصادرنا فإن برهامى يعلم جيدا أن الجماعة هى من ضيقت عليه خاصة أنه صار على وتيرة مختلفة ويقدم نفسه بديلا، وتريد أن تقطع الطريق على أصدقائه السعوديين الداعمين له ماديا ومعنويا خاصة أنه قبلة السلفيين ومصدر إلهامهم ومنظريهم ابن باز وابن عثيمين، بالإضافة إلى أن المملكة العربية السعودية لا تريد حكم الإخوان فى مصر فى نفس الوقت تفتح قلوبها للسلفيين ولرجلها الأول ياسر برهامى الذى سافر للسعودية بحجة إقامة شعائر العمرة فى الأشهر الـ5 الأخيرة 3 مرات.. تقبل الله.
وضع برهامى على قوائم الترقب أزعج الدعوة السلفية كثيرا وقررت درس الموضوع وطرق الرد القانونية على ذلك، لكن الرجل القوى فى الدعوة السلفية رد على طريقته الخاصة على الإخوان وأعلنها صراحة قائلا: خرج ملايين زى اللى خرجوا فى الثورة، سأطلب من الرئيس مرسى أن يستقيل لأن لهذا طريقة دستورية، لو وصل العدد فى الشارع أكثر من اللى انتخبوا مرسى، أنا هقوله إنه يستقيل وفى حال رفضه الاستقالة، فإن المصريين مقبلون على نفق مسدود وحذر الجميع سواء الإخوان أو المعارضة باللعب بالنار وسفك الدماء.
فى نفس الوقت وفقا لمصادرنا هناك محاولات من الإخوان لاحتواء الأزمات المتكررة بين الجماعة وسلفية الإسكندرية قبل يوم 30 يونيو المقبل.. فيما يسعى خيرت الشاطر لاسترضاء المشايخ الكبار فى السلفيين الذين خرجوا من عباءته قبل هذا اليوم الحاسم على رأسهم الشيخ محمد حسان الداعية السلفى الكبير والرمز السلفى، والشيخ محمد إسماعيل المقدم.