مشروعات «مرسى».. مبارك» سابقا

اغاريد مصطفى و محمد عادل
التهليل والتطبيل للرئيس سمة كل نظام، لكن فى عصر الرئيس مرسى زاد عليهما التزييف.
ففى سبتمبر 2012 أعلن الرئيس «مرسى» تصريحه فى مؤتمر جماهيرى بإقامة المحطة النووية فى الضبعة، ووعد بتعويض أهالى المنطقة عن الأرض التي لم يحصلوا على مقابل عادل عنها، لكن ذلك لم يقنع الأهالى، فنظموا عدة تظاهرات تطالب برفض المشروع، وعلى أثر ذلك - ومنذ هذا التاريخ - لم يتحدث مسئول بخصوص مشروع «الضبعة» الذى ذهب مع الريح، مثلما كان أيام «مبارك»، الذى ظهر عدم تحمسه للمشروع النووى المصرى أو توعية الشعب بأهميته، وخلق شعورا وطنيا عاما بحتمية دخول المجال النووى للأسباب العملية العديدة، وأهمها ردع العدو الصهيونى الذى يمتلك مئات القنابل الذرية، إلى رفض أصحاب أرض «الضبعة» والمنطقة المحيطة بها إقامة المفاعلات النووية فى الموقع.
وفى نوفمبر 2012 كانت الفضيحة التاريخية حينما قام الرئيس «مرسى» بافتتاح مشروع «الستيرين» و«البولى ستيرين» بميناء الدخيلة، والأدهى أن المشروع كان موجودا بالفعل، بل تم افتتاحه من قبل فى عهد «مبارك»، وقد افتتحه وزير البترول الأسبق سامح فهمى.. الفضيحة لم تقف عند هذا الحد، بل إنه تم نشر الخبر بشكل متطابق، حتى بالأرقام، وبنفس فرص العمل، وهو الخبر نفسه الذى تم نشره بتاريخ 10 نوفمبر 2011!
وفى يناير 2013 وتحديدا بعدما تم الإعلان عن مشروع «الصكوك الإسلامية» سرعان ما نشر وقتها أن هذا المشروع هو نفسه «مشروع الصكوك» الذى قدمه وزير الاستثمار محمود محيى الدين فى عصر «مبارك» الذى تولاه وقتها جمال مبارك! ومشروع «صكوك مبارك» يهدف إلى توزيع الأسهم المملوكة للدولة فى الشركات العامة على المواطنين، فتتحول ملكية الشركات والأصول المملوكة للدولة إلى ملكية جهات أخرى ذات إمكانات مالية كبرى فى الغالب، كانت ستتمثل فى المستثمرين الأجانب، كما حدث سابقا فى التجربة التشيكية.. وهو نفسه «مشروع الصكوك الإسلامية» الذى يهدف أيضا إلى تنفيذ المشروعات، حيث تكون المشروعات مملوكة لمستثمرين آخرين، وقد حاول بعض المحللين الماليين الدفاع عن مشروع «مرسى» بقولهم إنه لن يكون هناك مكان للأجانب فيه، إلا أن الرد وقتها قيل: «قد يقوم الأجانب أو العرب بعرض بعض المصريين عليهم كستار يعملون من ورائهم»! وبالتالى فمشروع «مرسى» هو نفسه مشروع «مبارك» أو مثلما صرح «حزب غد الثورة» أن مشروع الصكوك الإسلامية إعادة لإحياء مشروع «جمال مبارك»! بل إنه استنادا إلى التصورات الإخوانية والرئيس مرسى الاقتصادية والاجتماعية، فإنها تبدو محافظة، بمعنى عدم قيامها على تغييرات جذرية كما كانت فى عهد مبارك لا فى علاقات الملكية كغلبة القطاع الخاص ومد دوره الإنتاجى والتوزيعى، ولا فى علاقة الدولة بالسوق، ولا كذلك فى علاقة مصر بالاقتصاد العالمى ممثلا فى التجارة وانتقالات رءوس الأموال، والالتزام بمشروطية المؤسسات المالية العالمية كالصندوق والبنك الدوليين وهيئة المعونة الأمريكية.
وفى مارس 2013 افتتح الرئيس مرسى المرحلة الثالثة من المشروع القومى للإسكان بـ «حى الكوثر» بمحافظة سوهاج التى تضم 1272 وحدة سكنية، وسلم الرئيس خلال زيارته للمحافظة 8 عقود إسكان لعدد من شباب سوهاج، وحضر الافتتاح - وقتها - د. هشام قنديل رئيس الوزراء ومحافظ سوهاج د. يحيى عبدالعظيم مخيمر، إلا أن صفحة «آسف يا ريس» على الـ FacEbook فاجأت الجميع بما نشرته وقتها، فكتب: «سرقة تاريخ الرئيس مبارك مازالت مستمرة، مشروع الإسكان بسوهاج، الذى ذهب الرئيس مرسى لافتتاحه، الرئيس مبارك افتتحه عام 2005وقام بتوزيع عقود تملك هذه الوحدات السكنية فى سوهاج، ومن ضمن أهالى الصعيد الذين حصلوا من الرئيس مبارك على هذه العقود أحمد عبدالحليم شعبان وحمدية عبدالهادى حسنين وزياد عزوز همام وولاء محمد نجيب! وهو ما جعل محافظ سوهاج يرد وقتها بالنفى، وقال إن الرئيس مرسى لم يفتتح أى مشاريع تم افتتاحها من قبل، وأكد أنه تم افتتاح المرحلة الخامسة من مشروع الإسكان، رغم أن ما نشر وقتها أن الرئيس مرسى افتتح المرحلة الثالثة وليس الخامسة من المشروعات، وهو ما أدى لإثارة الشك!
وفى مايو 2013 فجر مزارع بقرية «بنجر 15» التى افتتح الرئيس مرسى شونة قمح بها مفاجأة حيث قال إن المكان الذى كان يتفقده مرسى هو مشروع مبارك القومى لشباب الخريجين، وهو تسليم 6 فدادين لشباب الخريجين بدل الوظيفة، وأن المشروع يعمل منذ عام 1986وأن مرسى لم يضف أى جديد، وأن الاحتفال الذى تم كان بمشروع «مبارك» القومى لشباب الخريجين، وليس لمرسى أى علاقة به!
وفى مايو من نفس العام وفى إطار الاحتفالات بذكرى تحرير سيناء افتتح الرئيس مرسى والفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى عددا من مشروعات الطرق الاستراتيجية، والتى كان من ضمنها كوبرى للمشاة بالجلاء.. وهو ما دفع الكاتب والإعلامى عبدالرحمن يوسف يكتب على صفحته الشخصية بموقع Twitter وقتها: «كنا نسخر من الرئيس مبارك لأنه يفتتح كبارى السيارات، فجاءنا الرئيس مرسى ليفتتح كبارى المشاة! لك الله يا مصر».
وهو ما دفع الكثيرين للمقارنة بين مشروعات مرسى ومشروعات مبارك، فكتب عضو مجلس الشعب السابق محمد أبوحامد على Twitter: استمرارا لمسلسل الخداع والكذب على الشعب.. الرئيس مرسى يفتتح مشروعات وهمية كانت قد افتتحت بالفعل وقت الرئيس مبارك.. وهو ما أكده محمود الريحانى المستشار الإعلامى لحزب الغد حينما قال: الرئيس مرسى زار الصعيد لافتتاح مشروعات الرئيس السابق مبارك، فكل ما فعله الرئيس مرسى هو مباركة مشروعات ومدن صناعية كانت موجودة منذ 5 سنوات، وهى مشروعات كان قد أسسها النظام السابق، ولم يتم تفعيلها بالشكل اللازم.