الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

محمد ثروت: الكوميديا بيتى وجمهور الأطفال أجبرنى على الالتزام

يستكمل نجم الكوميديا «محمد ثروت» حالة الانتعاشة الفنية التى يعيشها فى السنوات السبع الأخيرة، بمجموعة من الأدوار على خشبة المسرح والسينما والتليفزيون أيضًا، وفى الأعمال الجديدة لم يكتفِ بتقديم الأدوار الكوميدية كما هو معتاد؛ حيث يقدم دورًا جادّا فى فيلم (ريما) وفى مسلسل (خالد بن الوليد)، كما يلعب دور «الجنّى» فى مسرحية (علاء الدين) بطولة الفنان «أحمد عز» التى عُرضت مؤخرًا على مسرح (كايرو شو).. وفى حوارنا معه سألناه، وإلى نص الحوار...



> ما الذى جذبك للعرض المسرحى «علاء الدين»؟

- جاءنى الترشيح من المخرج والمنتج «مجدى الهوارى»، على دور «الجنّى»، وسعدت جدّا به؛ لأن القصة جيدة، والدور جديد بالنسبة لى، بالإضافة إلى وجود استعراضات ورقص، وغناء، وهذه التوليفة شجعتنى على قبول الدور فى المسرحية التى استغرق التحضير لها نحو أربعة أو خمسة أشهُر، لكننى التحقت بفريق العمل بعد نحو شهرين من بدء التحضيرات.

> البعض ينتقد فكرة تقديم المسرحية بعد عرض الفيلم الأمريكى (علاء الدين)؛ خصوصًا أن المقارنة هنا واردة.. فما رأيك؟

- عمل المسرحية يعود لفكرة المخرج «مجدى الهوارى»، ولا أعرف تحديدًا السبب الذى دفعه لاختيارها، ربما يتحدث هو عن ذلك، وبالطبع هى القصة نفسها والأحداث نفسها، ولكن اللغة والحبكة والإفيهات تختلف كثيرًا، وهذه الأسطورة عربية فى الأصل، وعلاء الدين وياسمينا والسلطان وخلافه كلها شخصيات عربية، ونحن نقدمها بروحنا الشرقية، عكس الفيلم الذى يقدم الأسطورة بروح غربية أكثر، أمّا المقارنة بين العملين فهى نفسها المقارنة بين السينما والمسرح؛ فكل منهما له شكله وطريقة عرضه ونقاط القوة التى تميزه، وهذا أشبه بالفَرق بين الموبايل والتليفون الأرضى، رُغم أن المسرحية مقدمة بإمكانيات عالية جدّا، ويتوافر فيها الكثير من التكنولوچيا وعناصر الإبهار، لدرجة أن سجادة علاء الدين تطير بالفعل أعلى المتفرجين..

>بما أنك ممثل مسرحى فى الأساس وشاركت مؤخرًا فى عدد من تجارب «كايرو شو».. هل يختلف العمل على مسرح الدولة عن المسرح الخاص؟

- قواعد المسرح واحدة فى كل مكان، ويكمُن الاختلاف فى العمل والقصة والمخرج وطريقة التناول طبعًا، وأنا لا يفرق معى نوع المسرح بقدر ما أهتم بالدور.

> ولكن يُعاب على المسرح الخاص عدم إتاحته لجميع شرائح المجتمع.. ما قولك؟

- بالعكس، لا أعتقد أن أسعار التذاكر عالية، فهى تتراوح ما بين الـ ١٠٠٠ جنيه للصف الأول والـ ١٥٠ جنيهًا للمقاعد فى البلكونة، وكلٌّ حسب مقدرته، وهى تقترب فى ذلك من أسعار تذاكر السينما، رُغم أن المسرح أقيم بكثير، والمُشاهد يجلس مباشرة أمام نجمه المفضل، ويراه على الطبيعة، وهناك الكثير من المواقف التى تحدث أمامه وتجعله يشعر بروح العمل وروح الممثل، على عكس الوسائل الأخرى التى تتميز بالإمكانيات والتقنيات والجرافيك وغيره، ولكن مع كل ذلك المسرح طبيعى أكثر.

> لأول مرّة يُعرض لك على إحدى المنصات الإلكترونية وخارج رمضان مسلسل (اللعبة).. ما رأيك فى ذلك؟

- هذا العمل فى البداية كان للعرض بموسم رمضان الماضى، وتم بيعه بالفعل لبعض القنوات، ثم تم تأجيله للعام المقبل، حتى تفاجأنا جميعًا بعرضه على منصة «شاهد. نت»، وأنا شخصيّا سعدتُ بذلك؛ لأن نسب المشاهدات التى يحققها العرض على تلك المنصات تكون حقيقية جدّا ودقيقة ولا يتم التلاعب بها أو شراؤها أو تزويرها مثل العرض المجانى على «اليوتيوب» وخلافه، مثل إيرادات السينما التى لا يمكن التلاعب بها، وهذا شىء جميل جدّا، ولا مشكلة أبدًا من عرضه خارج رمضان؛ فهذا خدَم المسلسل كثيرًا.

> تشارك أيضًا لأول مرّة فى عمل تاريخى ودينى وهو مسلسل (خالد بن الوليد) المقرر عرضه فى رمضان.. ما طبيعة دورك؟

- العمل فعلًا مختلف جدّا بالنسبة لى، وسعدتُ جدّا بترشيحى له؛ لأنه عمل مُشرف ويمثل إضافة لاسمى، وتلك الأعمال تُذكرنى بمسلسلات (الكعبة المشرفة) و(محمد رسول الله)، فهى الأعمال التى تضع اسمك فى التاريخ، وأنا أجسّد فى المسلسل شخصية قائد رومانى اسمه «كيدر» تدور بينه وبين البطل معركة ما، وهى شخصية جادة تمامًا، وتُعتبر ثانى أدوارى التى تخلو من الضحك، فالأول كان بفيلم (ريما) الذى سيُعرض قريبًا، وأجسّد فيه شخصية خارج عن القانون ومجرم وقاتل ومدمن مخدرات وكان فى مصحة نفسية.

> هل هذا يعنى أنك ستتخلى عن تصنيفك كفنان كوميدى وستتوسع فى تقديم الأدوار الجادة؟

- أحب الأدوار الكوميدية عمومًا، وأحب كثيرًا شعور أن يضحك الناس عندما يشاهدوننى، والكوميديا هى بيتى، ولكن من وقت لآخر أحب أن أقدّم للجمهور ما يبرز شخصيتى كممثل ويبرز إمكانياتى فى تقديم شىء مختلف.

> فى السينما أيضًا تنتظر عرض (ديدو) و(البعض لا يذهب للمأذون مرّتين).. ما الجديد الذى تقدمه من خلالهما؟

- (ديدو) تجربة جديدة كليّا، فالفيلم كله قائم على الجرافيكس، وكل الأبطال بحجم عُقلة الإصبع، وفى كل الأحداث تتم ملاحقتنا، والفيلم ممتع جدّا، والبطل صديقى «كريم فهمى» الذى تجمعنى به كيمياء حلوة جدّا منذ أن تعاونا معًا فى فيلم (على بابا).. وأشارك فى (البعض لا يذهب للمأذون مرّتين) كضيف شرف، بنحو ثلاثة أو أربعة مَشاهد، وظهور الشخصية التى أجسدها «إفيه» فى حد ذاته، وهذا ثانى عمل يجمعنى بالنجم «كريم عبدالعزيز» الذى ظهرتُ معه لأول مرّة فى فيلم (ولاد العم) فى لقطة واحدة فقط؛ عندما قلت له (هتعاود ولا إيه؟) وقالى (مش دلوقت)، أمّا هذا فأول تعاون حقيقى بيننا، ووجدته شخصية محترمة جدّا وجميلة، يخلق بينه وبين الممثلين كمياء فى التعامل، ويوسع لمن أمامه حتى يقدّم أفضل ما عنده، وأنا سعيد جدّا بهذه التجربة؛ لأن كان هناك الكثير من الترشيحات قبل ذلك للعمل معه ولكن بسبب صعوبة التنسيق بين الأعمال اضطررت للاعتذار.

>كيف تختار شكل وطريقة وأسلوب الشخصية التى تقدمها؟

- حسب الدور، فأنا أقرأ الشخصية، وأرسم لها ملامح وتاريخًا، وأتفق مع المخرج على بعض التفاصيل غير المرئية للجمهور؛ لأن كل عمل فنى غالبًا ما يكون فترة واحدة من عمر الشخصية وليس حياتها كلها، فيجب أن أعود لما يسبق شكلها الحالى، ولأن أيضًا كل شخصية أقدمها يجب أن تختلف عن الأخرى من حيث المظهر وطريقة الحديث وطريقة التعامل مع باقى الشخصيات والتفاعل مع الأحداث، إلى أن نصل لشكل ما، ثم أثناء التصوير وعلى الهواء غالبًا ما تحدث ارتجالات وإفيهات جديدة وغير محسوبة وتكون طبيعية أكثر من تلك المُحَضَّر لها سابقًا فى البروڤات.

> اختلفت الكوميديا التى تقدَّم حاليًا عن ما كان يقدمه كبار النجوم سابقًا.. لماذا؟

- الكوميديا «موضة» كما يقولون فعلًا، وإمكانية استمرار الكوميديان من وقت لآخر تعود لقدرة الممثل على تطوير نفسه وقدرته على استيعاب العقول التى أمامه، مثل «إسماعيل يس» الذى قدّم فى عصر ما إفيهات كان يضحك عليها الجميع واليوم لا يضحك عليها سوى الطفل الصغير، وذلك بسبب اختلاف الأجيال وتطور العقول، أمّا الزعيم «عادل إمام» الذى ظهر منذ الستينيات ومستمر حتى الآن فقدرته على استقبال العقول بكل تغييراتها وتأقلمه مع كيمياء الضحك المتغيرة هو سبب استمراره.

>لك سابقة أعمال طويلة من البطولات الجماعية، ومؤخرًا قدمت بطولات مطلقة.. ماذا أضافت لك؟

- أنا لا أرجّح البطولة المطلقة، فكلما زاد عدد الأبطال كان العمل أقوى وزاد نجاحه، وأعتقد أن سينما البطل الواحد لن تكون موجودة فى المستقبل، أو ستقتصر على نجوم الجيل السابق مثل «محمد هنيدى» و«أحمد حلمى» وغيرهما، أمّا الجيل الحالى فستكون مجموعات من اثنين أو ثلاثة أو أربعة.

> هل تشغلك بوسترات الأعمال وموضع اسمك على التترات وخلافه؟

- بالنسبة للتترات لا تشغلنى أبدًا لأنه ليس هناك أحد يهتم بها، وغالبًا عند عرضها يكون المتفرج يشترى الفشار استعدادًا لمشاهدة الفيلم، أمّا البوستر وخلافه فكلها أشياء تُنسَى، وغالبًا ستأكل الناس عليها غدًا أو سيتم تدويرها لأغراض أخرى، وما يبقى فعلًا هو العمل نفسه والشخصية التى نالت إعجاب الناس وعلقت فى الأذهان.

> ما هى أفضل أدوارك من وجهة نظرك؟

- شخصية «زئرو» فى (بنك الحظ)، التى أحببت مواقفها وطريقة كتابتها، وشخصية «فرج» فى ( فى اللالا لاند) التى كانت مركبة جدّا وبها العديد من الجوانب المتناقضة والكوميدية والإنسانية، وقد احترنا فيها كثيرًا أنا والمخرج الكبير «أحمد الجندى» حتى استقررنا على شكلها النهائى لها، وكنا نصور مَشاهد الشخصيتين فى وقت واحد معًا عن طريق كاميرتين، وتلك النقلات المفاجئة بين الشخصيتين المتعاكستين تمامًا من أصعب أنواع التمثيل وتُعتبر تمرينًا لحرفية الممثل، وبالفعل يتم تعليمها لدارسى التمثيل فى الجامعات والورش.

> ما هى أصعب أدوارك أيضًا؟

- كل عمل قدمته كان فيه من الصعوبة؛ خصوصًا لأننا جيل قدّم مَن كانوا قبله كل شىء، فأنت فعليّا (بتدوَّر فى خُرم إبرة) عن شىء جديد حتى لا تُتهم بتقليد الآخرين، وتشتغل كثيرًا على نفسك حتى لا تُتهم بتكرار نفسك، وكل هذا صعب جدّا.

> ما هى الأدوار التى لا تقبل بها؟

- لن أقدّم أى دور به ابتذال، أو استخفاف بعقل المُشاهد، أو دورًا يفقدنى الجمهور المحترم، أو دورًا يجعل الآباء يمنعون الأطفال من مشاهدتى، واكتشفت أن ثلاثة أرباع جمهورى من الأطفال؛ وهذه مسألة تسعدنى وترعبنى فى الوقت نفسه، فأنا أصبحت قدوة بشكل غير مباشر ودون أن أدرى، وهذا أجبرنى على انتقاء ألفاظى وشخصياتى والمعانى المشار إليها لأن الأطفال يكررون كل شىء.>