الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وثائق الاحتلال العثمانى للدراما الرمضانية

وثائق الاحتلال العثمانى للدراما الرمضانية
وثائق الاحتلال العثمانى للدراما الرمضانية


نجحت الدراما التركية فى تثبيت أقدامها، وخطف جمهور الدراما العربية حتى إن أبطالها أصبحوا النجوم المفضلين.
 
ساهم فى كل هذا حالة الفراغ الدرامى، الأزمة الاقتصادية والانفصام الثورى، لدرجة أنها أصبحت تزاحم الدراما المصرية بقوة، بعد أن فرضت نفسها على الشارع المصرى وأصبحت بمثابة «قدر» على الشاشات العربية بصفة خاصة ومادة أساسية فيها.
المنتجون والمخرجون من جانبهم لجأوا إلى تطبيق العولمة الدرامية والاستفادة من هذا الهجوم التركى الكاسح، فبدلاً من محاربته قرر عدد من صناع الدراما المغامرة بالذهاب للموج بدلاً من انتظار الطوفان، حيث لجأ عدد منهم إلى التعاقد مع نجوم «أتراك» للمشاركة فى المسلسلات المصرية التى يتم تجهيزها لرمضان القادم فى سابقة هى الأولى دراميًا، بينما يبقى السبق للنجمة التركية الكبيرة «هوليا كوتشيد» فى المشاركة فى أعمال سينمائية مصرية مع الراحل فريد شوقى من خلال فيلمى «عثمان الجبار»، و«عصابة النساء» فى بداية الثمانينيات.
 
والمسلسلات التى سيشارك بها نجوم أتراك وصل عددها حتى الآن خمسة مسلسلات، يشارك فيها سبعة نجوم، والعدد قابل للزيادة مع دخول أعمال درامية أخرى إلى ماراثون السباق الرمضانى، أو كشف شركات الإنتاج عن أسماء نجوم أخرى يعتبرونها مفاجآت الحلقات.
قائمة النجوم الأتراك يتصدرها «سونجول أودان»، الشهيرة بـ«نور» التى قدمتها فى المسلسل الذى حمل نفس الاسم، والذى كان بداية الغزو التركى للشاشات العربية، وتشارك فى بطولة مسلسل «تحت الأرض» من إنتاج دينا كريم، وبطولة أمير كرارة وإخراج أحمد جبر، وتجسد نور شخصية حبيبة كرارة الأولى التى تعاود الظهور بعد غياب طويل، وبعد زواجه من أخرى وهو ما يقلب الأحداث رأسا على عقب.
 
المنتج صفوت غطاس من جانبه نجح فى الحصول على توقيع 4 نجوم أتراك للمشاركة فى مسلسل «قلب أم»، الذى ينتجه غطاس، وعلى رأسهم إنجين أكيوريك الشهير بكريم فى المسلسل الشهير فاطمة، حيث يقدم دور ابن زوج سميرة أحمد الذى تزوج فى الخارج وأنجبه، والذى يعود لمصر بعد علمه بوفاة والده للمطالبة بميراثه، ويقع فى حب ابنة شقيقتها، المتوقع أن تجسد ابنتها فى الواقع «جليلة» والتى تحاول سميرة إقناعها بخوض تجربة التمثيل، إلا أن جليلة تكتفى بتأليف المسلسل فقط، الذى كتب له السيناريو حازم الحديدى، وإخراج مريم أبوعوف.
 
المسلسل الثالث مرشحة لبطولته النجمة التركية «بيرين سات» بطلة مسلسل «فاطمة» وصاحبة دور سمر فى مسلسل «العشق الممنوع» وتدور أحداثه حول قصة حب تجمع بين شاب من الأقصر وفتاة تركية، ورغم محاولات المنتج عصام شعبان إخفاء تفاصيل مشاركتها فإن مصدرًا موثوقًا به داخل الشركة أكد أن المنتج حسم أمره وسافر بالفعل إلى تركيا منذ أسبوعين للاتفاق مع «بيرين» بشكل نهائى للقيام ببطولة مسلسل «عصر الحريم» بعد موافقة المخرجة إيناس الدغيدى مخرج العمل الذى تشارك التونسية درة فى بطولته، وتأليف مصطفى محرم.
ورغم إعلان منتجى المسلسلين السابقين عن تأجيل تنفيذهما إلى موسم 2014 فإن الترشيح والاتفاق قائم وربما يشهد التنفيذ انضمام أسماء أخرى لهما.
 
أما المفاجأة الحقيقية ففى ترشيح النجم عادل إمام لمريام نجمة المسلسل التركى الشهير «حريم السلطان» للمشاركة فى مسلسل «العراف» الذى يفرض عليه حالة من السرية والذى يشارك فى بطولته عدد كبير من النجوم الشباب، منهم أحمد فلوكس، ومحمد إمام، ومحمود البزاوى، وإخراج رامى إمام.. نجمة تركيا يعتبرها منتج المسلسل ونجمه عادل إمام مفاجأة.
 

 
فى المقابل اختار المخرج محمد النقلى الممثل «أوكان يالبيك» الشهير باسم «إبراهيم باشا» فى المسلسل نفسه «حريم السلطان» الذى لا يزال يلاقى نجاحًا كبيرًا خلال عرضه على شاشة إم بى سى وتليفزيون الحياة، وسيجسد شخصية شاب تركى خلال مسلسل «الشك» الذى تقوم ببطولته رغدة ومى عز الدين، ويجسد دور شاب تركى يقع فى غرام مى عز الدين، نظرًا لصداقته للنجمة رغدة التى تظهر بشخصية سورية.
 
عن مشاركة النجوم الأتراك فى الدراما المصرية، ومدى تأثيره على مستقبل الدراما المصرية بالسلب أو الإيجاب قال: نقيب الممثلين أشرف عبدالغفور إنه لا يرى مشكلة، فمصر تفتح أبوابها دائمًا أمام المبدع الأجنبى، لأن الفن لا يعترف بالجنسية، وهناك فنانون من سوريا ولبنان وتونس بنوا مجدهم الفنى من العمل فى مصر التى تحتضن المواهب حتى فى أصعب الظروف التى نعيشها حاليًا، ولا يوجد ضرر فى ظهور ممثلين أتراك بالأعمال المصرية.
 
المنتج صفوت غطاس الموجود في تركيا حاليا يتفق مع عبدالغفور ولكنه أضاف: بالتأكيد سوف نستفيد من صناعة الدراما فى تركيا، التى لا تدلل الأبطال، وبالتالى تنخفض الميزانيات والأجور، وإذا احتاج العمل 10 عمال يتم الاستعانة بهم فقط دون غيرهم، لكن لا حاجة لسكرتير للفنان أو اللبيس والماكيير والكوافير.
 
أما الفنانة القديرة سميرة أحمد فقد دافعت عن قبولها لوجود النجوم الأتراك فى مسلسلها بقولها: لم أقصد أن أغازل جمهور الدراما التركية فى مصر، ولكن إعجابى بالدراما التركية يرجع إلى أنها تقدم القضية وتعالجها، كما أنها تهتم بالمناظر والديكورات والممثلين، وبالتالى تجذب إليها كل من يشاهدها.
 
 السيناريست ناصر عبدالرحمن الذى يعكف حاليًا على كتابة فيلم سينمائى تاريخى تجرى أحداثه بين مصر وتركيا، ويحكى قصة العمال المصريين الذين قام السلطان سليم الأول فى القرن السادس عشر بترحيلهم إلى الأستانة «إسطنبول» لبناء الدولة هناك.
 
يتحدث ناصر عن الأضرار المتوقعة على الدراما المصرية بقوله: أتصور أنها ستكون ضئيلة جدا مقارنة بالمكاسب، فى ظل فتح الدراما المصرية لذراعيها للوافدين من الجنسيات الأخرى طوال تاريخها.
 

 
أما المنتجة دينا كريم منتجة مسلسل «تحت الأرض» فقد بررت الاستعانة بـ«نور» إلى حاجة النص الدرامى إلى شخصية تركية، واعترفت بأن الممثلة التركية ستتقاضى أجرًا قليلاً مقارنة بغيرها.
 
وأضافت: اكتشفت أن النجمة سونجول لديها ثقافة وخلفية واسعة حول الدراما المصرية، وأبدت استعدادها للمشاركة فى المسلسل ولم تغال فى الأجر.
 
 
دينا كريم قالت أيضا أن الدراما المصرية تعانى من أزمات طاحنة قد تعصف بالموسم الدرامى هذا العام، وأنها تتوقع تناقضًا شديدًا فى عدد المسلسلات فى شهر رمضان.