الإخوان تعلق أملها على قرض صندوق النقد لانتشال مصر من الهاوية الاقتصادية

مرفت الحطيم
قالت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية أنه مع تأرجح مصر على شفا الهاوية الاقتصادية، تعلق جماعة الإخوان المسلمين، وشركاؤها آمالهم فى النجاة على قرض صندوق النقد الدولى الذى تبلغ قيمته 8,4 مليار دولار، وأوضحت أن أفضل السيناريوهات المتوقعة هو أن يسهم القرض فى إلغاء حظر حزمة أوسع من التمويل الخارجى والسماح بتدفق حوالى 5,14 مليار دولار إلى البلاد، موضحة أن التزام القاهرة بإجراءات التقشف التى حددها الصندوق بما فى ذلك زيادة ضريبة المبيعات وخفض دعم الوقود، من شأنها أن تعيد الثقة فى الاقتصاد واستئناف عمليات الاستثمار وخلق فرص جديدة للعمل.
واعتبرت الصحيفة أن الدعم السياسى المحلى أمر حاسم لإنجاح هذا السيناريو، بل قالت إنه شرط مسبق لمنح القرض الذى تعهد به صندوق النقد الدولى، لكن رغم ذلك توضح الصحيفة أن هناك الكثير فى رحلة مصر السياسية منذ قيام ثورة 2011، الذى يبرهن على أن هذا السيناريو ربما يصبح ضربا من الخيال، مشيرة إلى أن كل خطوة سابقة فى المرحلة الانتقالية أسهمت فى تفاقم الصراع وتعميق الاستقطاب بين الإسلاميين وخصومهم، وهذا أمر من غير المرجح أن ينتهى فى المستقبل القريب، خاصة مع الدعوات إلى الانتخابات البرلمانية فى أبريل القادم.
ورأت الصحيفة أن مصر لا تحتاج فقط إلى قرض صندوق النقد الدولى بل إلى توافق سياسى حقيقى يمكنها من تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الصعبة والتعامل مع العواقب التى تسهم فى زعزعة الاستقرار على المدى القصير، وقالت إن عبء تحقيق هذا التوافق يقع على عاتق الرئيس محمد مرسى، الذى ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين أكبر قوة سياسية فى البلاد، والتى سوف يحملها الكثيرون مسئولية أى فشل اقتصادى.
وقالت إن جماعة الإخوان تأمل فى أن تمكنها انتخابات أبريل القادمة من تشكيل حكومة يناط بها تنفيذ برنامج صندوق النقد الدولى، موضحة أنه من الممكن إقناع المصريين بابتلاع دواء الإصلاح المر، كى تتعافى ديمقراطيتهم الوليدة وينتقلوا بها نحو مستقبل أكثر صحة.
لكنها أشارت إلى أن كل الإصلاحات اللازمة، ومنها تقليص مظاهر البيروقراطية وإعادة هيكلة قوة الشرطة وتنفيذ نظام فعال يضمن عدم وصول السلع المدعومة لغير الفقراء، ستكون مصحوبة بالعديد من المخاطر، خاصة أن مصر دولة ليست غنية وتعانى من انقسامات عميقة وحالة من التقلب السياسى المستمر منذ عامين.
وقالت إن على أعداء مرسى الكثيرين - بما فى ذلك فلول النظام السابق - الالتزام بضمان مساندة تحقيق الإصلاحات حتى لا تأتى بنتائج عكسية، ونقلت عن محللين قولهم إن ضعف المعارضة الممثلة فى جبهة الإنقاذ لا يخفى وجود مشاعر مناهضة للإخوان.. بينما يقول مراقبون أن التحدى الحقيقى الآن هو استعادة الرئيس للثقة فى قيادته، مؤكدين إن فوز جماعته فى الانتخابات البرلمانية لن يكون كافيا لحدوث ذلك.