«الزواج» فى بيت «العيلة».. أوله «عشم» وآخرته «ندم»!

فاطمة مرزوق
قد تبدو الحياة الزوجية فى «بيت العيلة» مثالية للوهلة الأولى، خاصة إذا كانت الفتاة على علاقة طيبة بأهل الزوج أثناء فترة الخطوبة، ولكن بمجرد الدخول إلى عش الزوجية ومرور الأسابيع الأولى تنقلب الحياة رأسًا على عقب، فتجد الزوجة نفسها أمام مسئولية كبيرة لم تضعها فى الحسبان، فهى لم تصبح مسئولة عن زوجها فقط، وإنما عن حماتها وأحيانًا كثيرة أشقاء زوجها، وهذا يبدو واضحًا أكثر فى الأماكن الريفية، قد تسير الأمور على ما يُرام بالود والتفاهم؛ وتعتاد الزوجة على نمط حياتها الجديد، وقد تصبح الحياة أقرب إلى الجحيم، تسودها الخلافات والصدامات التى تؤدى إلى توتر العلاقة بين الزوجين لتصل أحيانًا إلى الطلاق أو انفصالهما سكنيًا عن «بيت العيلة» ليستكملا حياتهما فى هدوء.
جلسات تخاطب تزوجت «آية. ح»، فى أحد الأماكن الريفية بمحافظة القليوبية، وهى تنتمى إلى بلد تحكمه العادات والتقاليد، زوجها هو الابن الوحيد ولديه أربع شقيقات متزوجات، تقول: «معايا ولد وبنت الحمد لله، بس من يوم ما اتجوزت والمشاكل مش بتخلص، حمايا وحماتى مستواهم المادى عالى جدًا، وعندهم بيت كبير جدًا وفاضى، وقاعدين كلهم فى بيت واحد اللى أنا اتجوزت فيه، حمايا قاعد فيه وأخواته كمان وعيالهم وكل واحد مجوز عياله فى البيت، يعنى بيت عيلة كاملة بمعنى الكلمة». تؤكد «آية» أن زوجها سئم من كثرة الخلافات بين زوجته وأهله حتى إنه طلب من والده أن ينتقل إلى بيتهم الآخر، لكنه رفض: «قالوا له تاخد مراتك وهى تقعد هناك براحتها وتبرطع لأ ميحصلش، رغم أنه ابنهم الوحيد، واللى زود الطين بلة إن حمايا جاب عياله البنات بأجوازهم معانا فى البيت وبقيت حماتى بعيالها البنات علىَّ طول الوقت، بنضف وبعمل أكل، حاولت أرضيهم بكل الطرق وبرضه بيكرهونى وبيفرقوا فى المعاملة بين عيال بناتهم وعيالى، حماتى تشيل عيال بناتها وتبوسهم وعيالى عمرها ما شالتهم أبدًا لدرجة إن جاتلهم حالة نفسية ومنعزلين وبقيت أروح بيهم جلسات تخاطب». لم يكن « بيت العيلة» عزوة كما توقعت «آية» فى البداية، حيث إنها كانت تعلم بالمناسبات التى تحدث فى عائلة زوجها صدفة: «كانوا عاملين عقيقة كبيرة ومحدش قالى، جيه حمايا قالى قبلها بكام ساعة تعالى عشان تاكلى، وحسسنى إنى زى الناس الغريبة هاكل وهمشى، وجوزى كويس معايا بس مش عارف يرضينى ولا يرضيهم، أهانونى كتير وجم علىَّ بس آخر ما فاض بيا رديت عليهم وخدت حقى، وقطعنا مع بعض بقالنا 5 شهور، كل واحد فى شقته بس ده ميمنعش إنهم بيلقّحوا بالكلام علىَّ وبيضايقونى من بعيد». خراب بيوت ظنت «هناء» أنها ستنعم بحياة زوجية هادئة، فزوجها يتيم الأبوين، وليس لديه أشقاء إناث، تخيلت أنها ستعيش حياة مستقرة دون أن ينغصها أحد، ولكن بعد مضى الأشهر الأولى من الزواج صدمت بـ «سلايفها» الثلاثة، تقول: «كلهم ستات أكبر منى وأنا أصغر واحدة فيهم، عندى 23 سنة ومعايا ولد وبنت، أجوازهم عربجية وأنا جوزى شغال حلاق، وده مضايقهم جدًا لأن مستوى جوزى المادى أحسن منهم، كانوا بيسخنوا أجوازهم ناحيتى وأول ما يشوفوا جوزى يقولوله مراتك عملت كذا وكذا، وأنا بكون فى شقتى وفى حالى مليش دعوة بحد، لدرجة إنه ضربنى كتير وبهدلنى وشتمنى، وعمل فيا ده كذا مرة فى الشارع، وده كان بيشمتهم فىَّ وبيفرحهم، مش عاوزين يشوفونى مبسوطة أبدًا». تصاعدت الأمور حتى وصلت إلى إلقاء القمامة أمام شقة «هناء» من قبلهم: «خدت عيالى وغضبت عند أهلى ومقدروش يتكلموا معايا لأنهم اللى غصبونى على الجوازة دى، وعشان أرجع شرطت عليه يعملى باب حديد على السلم عشان محدش منهم يطلع يرميلى زبالة تانى، بس مسكتوش، كنت جايبة 3 عبايات جداد ونشراهم على الحبل، طلعوا من البلكونة ولعولى فيها وباظوا كلهم، ده غير تلقيح الكلام وتجاوزات كتيرة بس أنا مش بسكت لحد فيهم، الأمور وصلت كتير للطلاق بس استحملت وعشت عشان عيالى، وجوزى هو كمان ياريته كويس معايا، أنا لما بديله على دماغه بيمشى كويس، لكن لو عاملته بما يرضى الله بيبهدلنى، ياريت أى بنت قبل ما تتجوز تفكر كويس، ولو تقدر تاخد واحد يعيشها فى شقة لوحدها هيبقى أريح لأن بيت العيلة بهدلة وقلة قيمة». انتهاك خصوصية لم تتمنّ «إيمان» أن تعيش فى «بيت عيلة» أبدًا، كانت تخشى دائمًا هذا الأمر بسبب المشاكل التى كانت تراها فى تجارب الآخرين، لكنها التقت بزوجها وأحبته وقررت أن تعيش برفقته على كل حال، تقول: «أكتر حاجة بتحصل مشاكل عليها إنى مش بنزل عند حمايا وحماتى، بس بقيت أشوفهم عاوزين إيه منعًا للمشاكل، وبيتدخلوا فى كل تفاصيل حياتنا كأنهم عايشين معانا وبيحاسبونى على فلوسى، والفلوس معانا كام، هعمل بيهم إيه، ولو حتى الخروج ليه بتخرجوا وتضيعوا الفلوس مش كل شوية خروج، وعارفين جوزى بيقبض كام، لحد ما قررت أدارى شوية لأن دى خصوصيات، قالوا عليا خبيثة وغيرت جوزى وإنى وحشة بس هو مع الوقت اتعود وهما كمان والأمور مشيت الحمد لله». تؤكد «إيمان» أن حماتها تتصيد دائمًا الأخطاء لها، ومهما تفعل لإرضائها لا تتذكر سوى ما تخطئ فيه وحسب: «دايما مهما تعملى معاها حلو بتقلب برضو عليكى، يعنى كل يوم حلوة معاها ولو قصرتى يوم واحد يالهوى الدنيا تخرب وكأنك ولا بتعملى حاجة وكمان التسخين لما جوزى يرجع، مراتك ولا بتسأل ولا بتنزل ولا بتعمل وبقولها وبطنش وتشيل النفوس، ممكن ساعتها تحصل مشكلة، ودى المواقف اللى بتعصبنى».