السلفيون يدعون للاستشهاد فى «جمعة قندهار» الثانية!

رامى رشدى
تحت شعار: عيش.. حرية.. «شريعة إسلامية» يرفض السلفيون هذا النص حول تعريف مبادئ الشريعة. والذي يقولون أنه يمسها،حيث مبادئ الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة فى مذاهب أهل السنة.. ووفق ما قاله لنا يونس مخيون عضو الهيئة العليا بحزب النور وعضو التأسيسيةموخرا: «نريد أدلتها الجزئية لأن الأدلة الكلية لا تشمل كل الشريعة، بل معنية بالضرورات الخمس: «الدين- النفس- العقل- النسل- المال».. وما نعنيه أن المقاصد الجزئية هى ما قصده الشرع «من مصلحة تجلب أو مفسدة تدفع».
وأكمل مخيون: نرفض أيضا كلمة مقاصد الشريعة فقط لأنها تؤدى إلى نسف الشريعة بكاملها، وتعطيل جميع أحكامها، وقد مارس المعاصرون فى ذلك من ألوان العدوان على الأحكام الشرعية ما لايحصيه إلا الله، فـالحدود الشرعية منافية لمقصد الشريعة فى الرحمة وإشاعة الأمن وحد الردة مناف لمقصد الشريعة فى التسـامح والحــرية!
ولابد من تطبيق الشريعة الإسلامية فى مصر، وأن تنص المادة الثانية من الدستور على أن تكون الشريعة الإسلامية هى المصدر الوحيد للتشريع، وأن مصر تتمتع بهوية إسلامية فى دولة الخلافة!
كلمات «مخيون» كانت تمهد لما أسماه التيار الدينى «جمعة الشريعة الإسلامية» فى أول جمعة عقب عيد الأضحى المبارك، إذ يأتى ذلك عقب تأثيرات مختلفة لمليونيتى جمعة كشف الحساب وجمعة مصر مش عزبة، التى نظمها الليبراليون وعدد من قوى وائتلافات الثورة، قبل العيد مباشرة.
ويهدف السلفيون على وجه الخصوص لاستعراض القوى والعضلات فيما يمكن وصفه بـ«جمعة قندهار الثانية».. والضغط على الجمعية التأسيسية الحالية أو القادمة حال حل الأولى بحكم قضائى لتنفيذ مطالبهم، خاصة أن المسودة المبدئية للدستور الجديد لم تلق قبولا لدى السلفيين وعلمائهم ومشايخهم وأتباعهم، خاصة فيما يتعلق بتطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية فى المادة الثانية وعدد من المواد الأخرى، إذ تم توجيه الاتهامات لجماعة الإخوان بخيانة الإسلاميين وبيعهم داخل التأسيسية للدستور.
لذلك تحركت جحافل الجموع السلفية لوضع الخطط والتحركات وعمليات الحشد الكبرى للقواعد بمختلف أفكارها واتجاهاتهاوعقائدهاومدارسهاالمختلفة.. وباختلاف علمائها ومشايخهم وائتلافاتهم وأحزابهم السياسية، مثل جماعة الدعوة السلفية بالإسكندرية وحزب النور، والجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية، والجبهة السلفية وذراعها السياسية الوليدة حزب الشعب، وحركة حازمون،و ألتراس حازم صلاح أبوإسماعيل، والسلفيون الثوريون، التى تدور فى فلك الشيخ محمد حسين يعقوب.
∎ المرحلة الأولى
عمليات وخطط الحشد للقواعد السلفية لجمعة قندهار الثانية من جميع محافظات مصر وفقا لمصادرنا، تقوم فيها كل مدرسة بحشد أنصارها وأتباعها وقواعدها بخطط محكمة عبر عدد من المراحل، الأولى: التعبئة «للشباب» بواسطة الخلايا الإلكترونية المنتشرة على الإنترنت والفيسبوك وتويتر للدعوة إلى مليونية تطيبق الشريعة، ونشر بروموهات خاصة بجمعة قندهار على مواقع اليوتيوب منها برومو تصل مدة عرضه لحوالى 90 ثانية به أناشيد دينية وشعارات مرفوعة منها «عيش- حرية- شريعة إسلامية- غدا سوف تأتى دولة الخلافة الإسلامية التى تفرض نفسها بقوة ومصر دولة إسلامية- أنا نازل الجمعة الجاية قندهار 2 لتطبيق الشريعة الإسلامية ولا لنخبة الفضائيات والديموكتاتورية».
الخطوة الثانية تستهدف «سيدات المنازل وأزواجهن وأبناءهن» عبر القنوات الفضائية الإسلامية الخاصة التى تتبع السلفيين مثل قنوات «الحافظ والناس والرحمة»، للتعبئة المتواصلة طوال اليوم من أجل التعريف بالشريعة الإسلامية ومبادئ المادة الثانية وبرامج التوك شو، حيث يخصص برنامج «مصر الجديدة» الذى يذاع على قناة الناس ويقدمة خالد عبدالله، ما يقرب من 10 حلقات عن جمعة قندهار 2 والخشية على مصر من العلمانيين والليبراليين والثوريين الكفرة، الذين يسعون للفسق والفجور والسفور والإباحية فلابد من مقاومتهم والجهاد لتطبيق الشريعة الإسلامية حفاظا على النفس والعرض والدين.
بالإضافة إلى دعوة الناس للتصويت على المشاركة فى جمعة قندهار من خلال رسائل إس إم إس على شريط أخبار تلك القنوات أو من خلال قنوات الجزيرة والجزيرة مباشر ومباشر مصر، للوقوف على حصد نجاح الحملة ومعرفة عدد المشاركين.
ناهيك عن الدعوات التى يقوم بها عدد من مشايخ الفضائيات للناس للنزول لتطبيق الشريعة من خلال برامجهم على تلك القنوات أمثال الشيخ محمد حسان والشيخ محمود المصرى وتصل نسبة مشاهدتهم فى تلك البرامج إلى الملايين فى شتى أنحاء مصر والوطن العربى، ناهيك عن برنامج مجلس شورى العلماء الذى يقدمه الشيخ محمد حسين يعقوب، ويضم هذا البرنامج عددا كبيرا من علماء السلفيين فى مصر، منهم على السالوس أمين عام الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، والدكتور عبدالله شاكر رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية، وأبو إسحاق الحوينى وغيرهم من رموز ومنظرى التيار السلفى فى مصر، هذا البرنامج فقط قادر على حشد أكبر عدد ممكن من تلاميذ هؤلاء المشايخ فى مصر لجمعة قندهار.
الخطوة الثالثة تتمثل فى تعبئة الشارع نفسه من خلال الندوات والمؤتمرات التى تعقد فى كل ربوع مصر فى الوقت الحالى والتى يحاضر فيها عدد كبير من علماء الدعوة السلفية ومشايخ السلفيين خلال الأيام القادمة قبل موعد جمعة قندهار فى 2 نوفمبر، على أن تعقد تقريبا ندوة يوميا فى كل محافظة من محافظات مصر ويكون عنوان الندوة «اعرف دستورك» وأول ندوة عقدت فى الإسكندرية مساء السبت الماضى، وحاضر فيها الدكتور ياسر برهامى عضو المجلس الرئاسى لجماعة الدعوة السلفية بالإسكندرية، وشهدت حضور آلاف من الشباب السلفى، وقال بالنص: «وجدت نفسى فى غاية الدهشة عندما أسمع أصواتاً مرتفعة فى الإعلام أن تستورد لمجتمعاتنا مشاكل المجتمعات الأخرى، التى تشقى لمخالفتها لشرع الله أو لتناقض وتضارب مواقفها، آن الأوان لأبناء أمتنا أن يدركوا الجوهرة الثمينة، بل والله أغلى ما فى أيدينا، أعنى شريعتنا الغراء وديننا الحنيف، فيقفوا جميعا صفا واحدا لمواجهة محاولات التغريب فى دستورنا بعد الثورة.
بالتوازى مع هذا المؤتمر عقد مؤتمر للجماعة الإسلامية فى الجيزة للدكتور صفوت عبدالغنى عضو الجماعة الإسلامية.. قال خلاله عبدالغنى بالنص: لابد أن نقاتل من أجل الشريعة الإسلامية ومعركتنا القادمة هى معركة الشريعة ومستعدون لتقديم الدماء وآلاف الشهداء.
∎ المرحلة الثانية
بدأت عشية وقفة عرفات.. وتستمر حتى موعد المليونية إذ تلعب فيها المساجد والزوايا دورا بارزاً، خاصة مع ساحات صلاة عيد الأضحى المبارك وأيام التشريق والدروس والندوات التى تعقد فى المساجد، وذلك باستغلال تواجد العلماء السلفيين كل فى مسقط رأسه، لحث الناس للمطالبة بتطبيق الشريعة فى خطب العيد وفى صلاة الجمعة التى توافق يوم العيد أيضا، ويتولى تنفيذ تلك المرحلة جماعة الدعوة السلفية بالإسكندرية والجماعة الإسلامية من خلال المساجد التى يسيطرون عليها، والمشايخ الذين ينتمون فكريا لهم أو من خلال الاتصال بين قيادات تلك الجماعات، ورؤساء الجمعيات الشرعية.
ووفقا لشهود العيان يحاول السلفيون من خلال أئمة المساجد، حث الجماهير على المشاركة فى مليونية تطبيق الشريعة الإسلامية، لأنها من قبيل الواجب الدينى والوطنى،ولم ينسوا الاستعانة بالواعظات المنتقبات فى حشد السيدات من بورسعيد لأسيوط.
∎ المرحلة الثالثة
التنظيم ونقل المتظاهرين من محافظاتهم النائية إلى ميدان التحرير فى جمعة قندهار وتجهيز وجبات الغذاء وكيفية الاتصال وفقا للمعلومات التى حصلنا عليها أن كل مدرسة سلفية سوف تقوم بتجميع أنصارها،بالتعاقد مع عدد من أتوبيسات النقل الجماعى لنقلهم إلى ميدان التحرير ليلة الخميس عشية يوم جمعة قندهار،على أن يقوم بيت المال التابع لجماعة الدعوة السلفية بالإسكندرية بتوفير جميع النفقات الخاصة بالأكل والشرب للمشاركين فى جمعة قندهار.
ورفض السلفيون أن يقوم مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم الذى قام بإلقاء العديد من خطب المليونيات بإلقاء خطبة جمعة قندهار ومن بين المرشحين الشيخ محمد حسان.