موسيقى «عبدة الشيطان» تشهر إسلامها

اسلام عبد الوهاب
ليست مبالغة!.. فلقد اكتشفت «روزاليوسف» خلال تحقيقها فى أسرار موسيقى الهيفى ميتال أنها بالفعل أشهرت إسلامها وأصبح أغلب عازفيها متدينين حتى إن بينهم مغنية محجبة، بل ألفوا أغانى على طريقة الإنشاد الدينى ومنها للإسراء والمعراج وثانية عن سيدنا «جبريل».
السؤال الذى يطرح نفسه الآن: هل موسيقى الميتال تصل بالشباب إلى الإلحاد وعبادة الشيطان.. وما سر المظهر الذى يظهر به الشباب عند غنائهم هذا النوع من الموسيقى من «تى شيرتات» سوداء «و«حلقان» فى الأنف وأشياء أخرى؟! كلها أسئلة تحتاج إلى إجابات وتوضيح من أصحاب هذه الفرق «الباندات» التى تقيم هذه الحفلات التى بدأت ساقية الصاوى برعايتها.
ولكن قبل أن الإجابة عن هذه الأسئلة بالتعريف عن موسيقى الميتال.. فسنجد أنها أحد ألوان موسيقى الروك.. تطور فى ستينيات القرن العشرين من البلوز والروك.. ويمتاز نوع منها وهو «الهيفى ميتال» بصوت الجيتار القوى مع استعمال الدرامز والباس جيتار، وتختلف كلمات الأغانى من نوع إلى آخر وتتحدث فى المجمل عن الموت وقصص الفانتازيا وميثولوجى والحروب والحزن وخصوصا المشاكل الاجتماعية.
مؤخراً تحولت موسيقى الميتال الشرقى إلى ميتال دينى بل يطلق عليه البعض «الميتال الصوفى» وهو أمر ربما يبعد شبهة الإلحاد أو عبادة الشيطان.. وهذا يظهر من خلال حفلاتهم التى أحياناً يرتدون فيها الجلابيب وأحياناً يقدمون فقرات إنشاد دينى «كفقرة التنورة» و«ليلة الإسراء والمعراج» وهو أمر يستحق التوقف، لأن هذا النوع لم يكن موجوداً من قبل! فهل أشهرت الميتال إسلامها؟
روزاليوسف فتحت ملف موسيقى الميتال.. وهل هى ضد الدين أم لا؟ وهل بالفعل يروجون لعبادة الشيطان عن طريق هذه الموسيقى؟ وما هو الميتال الدينى الذى ظهر مؤخراً فى حفلاتهم؟
البداية كانت مع شريف طارق مكون باند «أوريجن» وهى من أهم الفرق التى تقدم هذه الموسيقى فى مصر وتقيم حفلاتها فى ساقية الصاوى.
شريف بدأ كلامه لـ«روزاليوسف» قائلاً: إن موسيقى الميتال موجودة فى مصر منذ فترة كبيرة، وإن هناك ست فرق مصرية تقدم هذا النوع من الموسيقى وهى: دنيستى، سنتسيان، توم كارت، اناريكى، سيم بروفى، وهذه الفرق تقدم حفلاتها فى ساقية الصاوى، بالإضافة إلى الفرقة السادسة والأشهر «أوريجن».
عن الموسيقى قال شريف إنهم يعزفون الموسيقى من الجانب الروحى.. خصوصاً أن كل مطربى الباند ذو مرجعية دينية وهو ما ينفى تهم الإلحاد وعبادة الشيطان عن هؤلاء.
شريف لم يبد قلقه من بلاغ محامى جماعة الإخوان المسلمين الذى اتهمهم بأنهم عبدة شيطان ويقيمون حفلات ليس لها علاقة بالدين قائلاً: هذا هراء وافتراء.. فنحن نقدم الموسيقى للتقرب من الله وندعو إلى جانب من جوانب الطرق الصوفية ونقيم بعض الفقرات مثل فقرة التنورة.. فأين الإلحاد فى ذلك والتنورة هى فقرة دينية بالأساس؟
شريف أضاف أن عائلاتهم يحضرون تلك الحفلات ومعظم العائلات بمختلف طبقاتهم فى الساقية يحضرون هذه الحفلات، ولذلك فإننا مؤمنون بالله وكل ما نشر سبب لنا ضرراً وأهاننا على المستوى الشخصى ..مردفاً أنهم سيستمرون فى إقامة هذه الحفلات فى مصر.
وحول قصة الكلمات الخاصة بأغانى الميتال التى قد تحتوى على سب فى الذات الإلهية، اعترف شريف بأن هذا يحدث بالفعل خارج مصر، ولكنه لا يوجد فى مصر أبداً، وهو ما أرجعه شريف إلى ثقافة الدولة نفسها، لأن مصر لا يوجد بها نسبة كبيرة من الإلحاد كما أن أعضاء الفرقة متدينون ونحن الوحيدون بين الفرق الحاضرة التى تلمس جانبا دينياً فى الأغانى التى نقدمها لأننا نستخدم التنورة والجلابيب فى الغناء ونقدم بعض الأغانى التى تتحدث عن رحلة الإسراء والمعراج وعن خلق الله للكون، وشرح شريف جزءا من كلمات أغنية للفريق التى تتحدث عن رحلة الإسراء، وكيف أن سيدنا جبريل خيّر سيدنا محمد بين اللبن والخمر، فاختار بالفطرة اللبن، لأنه المادة الخام، فقال له سيدنا جبريل: هديت إلى الفطرة وهديت أمتك إليها.
أما مصطفى راشد أحد مطربى باند أورجين فقال: إن هدفهم فى إقامة هذه الحفلات هو مزج الموسيقى الغربية بالموسيقى الشرقية، وأضاف «أننا أردنا تعريب الميتال» وتقديم فن راق يتحدث عن الإيمان بالله وخلق الكون.. هو ما ينفى شبهة الإلحاد عنا.. مصطفى قال أيضاً: إننا أقمنا حفل التنورة منذ عدة أسابيع وكان بها عزف مقاطع عن خلق الله للكون والإيمان بالله.. وأوضح أن هناك هدفاً فنياً يتمثل فى تحويل الميتال الغربى إلى ميتال صوفى وهذا ما نريده.
مصطفى نفى أن يكون هو أو أى من زملائه يعبدون الشيطان وعن سر ملابسهم السوداء التى يذهبون بها قال بالحرف الواحد: «دى حرية شخصية وموسيقى الميتال ليس لها أى علاقة بالملابس التى نرتديها».
مصطفى قال إنه يسعى مع زملائه بعد تعريب الميتال إلى تصديره للغرب من أجل نشر الثقافة العربية والإسلامية فى الغرب وانهى كلامه قائلاً: بالله عليك ده منظر واحد بيعبد الشيطان؟!
أما لينا الجوهرى «22 عاماً» فتقول: «أنا مسلمة ومحجبة والغناء لا يتعارض مع المعتقد الدينى الإسلامى.. وأسعى كى أكون نجمة فى مجال الغناء بمرافقة فرق موسيقى الميتال، وهى الموسيقى التى ارتبط اسمها بعبادة الشيطان.
وأضافت «لابد أن تتغير نظرة المجتمع المصرى لنا لأنه لا تناقض بين ما نقدمه وبين ثقافة المصريين.. لينا أضافت «أنا أصلى وبراعى ربنا.. فى ناس شايفه إنى مادام بغنى ميتال يبقى المفروض أصلا مبقاش مسلمة.. وأنا بالنسبة أعرف واجبى ناحية ربنا.. بل وذهبت لأداء فريضة الحج أما المزيكا دى الجزء الثانى من حياتى.
سيد رجائى مطرب فى فرقة «بروفسير» قال: ساقية الصاوى هى المكان المفتوح لنا لتقديم حفلاتنا.. ولكن المشكلة أن المجتمع لم يعتد بعد على هذه النوعيات من الموسيقى سواء الميتال أو الروك أو الراب وغيرها.. وبالتالى يمكن أن تنشط الشائعات والأكاذيب على الفرق التى تقدم هذا النوع من الموسيقى وهم تارة يتهموننا بالملابس التى نرتديها لأنها غير مألوفة وتارة أخرى بالإكسسوارات التى نظهر بها.. ولكن فى النهاية كل هذا ليس له علاقة بالإلحاد أو عبادة الشيطان.. ومع ذلك نحن سنستمر فى طريقنا الذى بدأناه حتى نصحح المفاهيم ونغير طريقة التفكير ونعكس النظرة لنا ونأمل أن يحضر حفلاتنا مختلف الأسر المصرية لأننا لا نعصى الله.