الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الأستاذة ماما!

الأستاذة ماما!
الأستاذة ماما!


حالة من الغضب انتابت العديد من أولياء الأمور بعد مرور ما يقرب من شهر على بدء العام الدراسى، فى ظِل عجز المدارس عن توفير العدد الكافى من المعلمين لجميع المراحل التعليمية، الأمر الذى دفع البعض منهم إلى التطوع للعمل كمعلمين فى مدارس أبنائهم لسد العجز فى أعضاء هيئات التدريس.
وزارة التعليم أعلنت خلال الأسبوع الماضى عن حاجتها للتعاقد مع 120 ألف معلم بنظام العقود المؤقتة لمدة عام يجدد لـ3 سنوات مقبلة؛ لسد العجز الشديد فى جميع التخصصات بأغلب محافظات الجمهورية، وأطلقت بوابة إلكترونية للتوظيف لسرعة إتمام التعاقد؛ لسد العجز فى أعضاء هيئة التدريس.

كشفت الوزارة أن التعاقد مع 120 ألفًا سيكلف الوزارة 1.6 مليار جنيه من مواردها الخاصة بعيدًا عن الموازنة العامة، نظرًا لعدم وجود بنود لتعيينات فى الدولة، وبدأت فى استقبال بيانات الخريجين الراغبين فى العمل ضمن مسابقة التعاقد؛ حيث تم تفعيل التسجيل على البوابة الإلكترونية تستمر عدة أيام، على أن يتم التواصل مع المتقدمين إلكترونيّا بالبريد الإلكترونى أو من خلال خدمة «الواتس آب» و«فيس بوك»؛ لتحديد موقف المتقدم من المسابقة والخطوات التالية للتعاقد.
قال محمد عمر، نائب الوزير لشئون المعلمين، إن العناصر التى تتمتع بالكفاءة ضمن المسابقة المؤقتة السابقة سيتم التجديد لها. موضحًا، إن الوزارة نجحت فى تدبير احتياجاتها المالية التى تعالج المشكلة المستعصية العاجلة وهى سد العجز فى المعلمين. لافتًا إلى أن رواتب العاملين الجُدد لن تقل عن 1200 جنيه شهريّا.
التأخر فى الإعلان عن وظائف التعليم لما بعد بدء العام الدراسى، فضلًا عن الإجراءات التى ربما تستمر لما يزيد على شهر، وهو ما يعنى انقضاء الجزء الأكبر من الفصل الدراسى الأول؛ دفع العديد من أولياء الأمور إلى التطوع للعمل كمدرسين فى مدارس أبنائهم لسد العجز واللحاق بخطة المنهج الموزعة على المدارس، حتى لا يضيع العام على أبنائهم هباءً.
«معًا  أنا متطوع».. هو عنوان الحملة التى أطلقها أولياء أمور  للعمل على سد نقص المعلمين بالمدارس، وقرر الكثير منهم، الحاصلين على مؤهلات عليا، التبرع بجهودهم الذاتية لخدمة أبنائهم بالمدارس المختلفة، وسد النقص فى التخصصات المختلفة داخل المدرسة دون الحصول على أجر.
وقالت نهلة عبدالنعيم، إحدى أولياء الأمور بمدرسة جمال عبدالناصر الرسمية للغات، بمصر الجديدة، ومؤسسة حملة «أنا متطوع»: فوجئنا مع بداية العام الدراسى بالعجز  فى عدد المدرسين فى جميع مدارس الجمهورية ، بما فيها مدرسة أبنائى، قررنا طرح الأمر على صفحات أولياء الأمور  الخاصة بالمدرسة، بعدها شكلنا فريقًا من أولياء الأمور، بعد موافقة مدير المدرسة بالمتطوعين فى المدرسة،  وانتقلت  الفكرة لصفحات أولياء أمور مدارس أخرى، ومن هنا تم تشكيل فريق للمتطوعين من أولياء الأمور، على صفحة الحملة «معًا أنا متطوع، وجروب واتساب، داخل العديد من المدارس: الهرم ، 6 أكتوبر ، الدقى، مصر الجديدة، عين شمس، الزيتون، المطرية، والعبور، الإسكندرية، كفر الشيخ، الفيوم، ومحافظات الصعيد».
أقبل عدد كبير من أولياء الأمور على المشاركة فى الحملة، حتى وصل عدد المتطوعين إلى 80 من أولياء الأمور،  خلال أسبوعين فقط، أغلبهم من الأمهات، تقول نهلة: «نسعى لمساعدة المدارس الحكومية التجريبية فقط ؛ لأن من الصعب أن نطبق بالمدارس الحكومية العادية؛ لأن أغلب أولياء الأمور فى تلك المدارس غير متعلمين، ولا يستطيعون التطوع بالتدريس ولا الإشراف بالمدارس».
وتضيف مؤسسة حملة «أنا متطوع»: «نحاول  سد العجز  داخل المدارس، من خلال تواجدنا كأولياء أمور داخل المدارس؛ خصوصًا أن بعضنا حاصلون على مؤهلات تربوية ، بالتالى نستطيع أن نساعد المدرسين  بالفصول أو بالحصص الاحتياطى، إضافة إلى الأنشطة الأخرى (الرياضى، الموسيقى، الثقافى).  والعمل الإدارى بداية من ترتيب الجداول وقوائم الأرشيف فى جمع البيانات على أجهزة الكمبيوتر؛ لعمل ملف لكل طالب، وترتيب وتنظيم فترة «البريك»، ورعاية الطلاب فى الملعب.
وكشفت عن أن دخول أولياء الأمور بالحصص الاحتياطى للتدريس أو الإشراف يكون من خلال التنسيق مع مديرى المدارس والإدارات التعليمية، فهناك أولياء أمور التحقوا بفصول لتدريس مواد، والبعض بالإشراف على الأدوار. مشيرة إلى أنهم يركزون على مرحلة رياض الأطفال والابتدائى، لأنها أكثر المراحل التى تعانى من عجز مدرسين، إضافة إلى أن المراحل الأخرى كالإعدادى والثانوى  تستطيع سد العجز بالدروس الخصوصية.
وعن طريقة عملية التطوع للتدريس، تقول: إن ذلك يجرى بعد تحديد المواد الدراسية التى بها عجز  ومن ثم نشكل فريقًا تطوعيّا، يحدد خلاله كل ولى أمر الأيام المناسبة له، ويحدد جدول كل ولى أمر  حسب الأيام الخاصة به، وكل ذلك تحت إشراف مديرى المدارس ومديرى المديريات التعليمية.
نسمة أحمد، من أولياء الأمور وإحدى المتطوعات، تقول: إن الأمهات المتطوعات بالتدريس، حاصلات على مؤهلات عليا ما بين كليات (التربية، الآداب، الحقوق، الصيدلة، الخدمة الاجتماعية، العلوم)، ونحاول سد العجز فى الحصص الاحتياطى، على ألا  يقل عدد المتطوعين عن 10 فى المدرسة، حتى نستطيع سد العجز.
وأكدت أن تدريس المتطوعين بالفصول يكون تحت إشراف مديرى المدارس؛ حيث  يشترط مدير المدرسة أن يكون ولى الأمر حاصلًا أو حاصلة على مؤهل عالٍ، ويتمتع بحُسن الأخلاق ، والأولوية  لحملة مؤهلات  الآداب أو التربوية. مشيرة إلى أنه خلال الفترة المقبلة سيتم تعميم الحملة ووضع آليات للمشاركين فيها من خلال تقديم عدد من الأوراق  (صورة بطاقة، المؤهل )،  بعد موافقة المدرسة، وكذلك صورة الصحيفة الجنائية حتى ترسلها إدارة المدرسة إلى الجهات الأمنية، بعدها يخضع للاختبارات  التى تحدد إدارة المدرسة للمتطوع، لكن فى حالات التطوع للإشراف والأنشطة لا تحتاج إلى تأهيل أو تدريب، بل حُسن السير والأخلاق.
وأكدت نسمة: أنهم يسعون إلى إيجاد مقر رئيسى للحملة، وألا يكون التطوع فقط على عجز التدريس، بل أصحاب المهن والحِرَف اليدوية كمهنة النجارة والحدادة والسباكة  بهدف صيانة المدارس بشكل دورى، فى الفنون الجميلة لتعليم الأطفال الرسم،  وخريجى الخدمة الاجتماعية لمساعدة الأطفال عند حدوث أى أزمة.
نهى حلمى، إحدى أولياء الأمور فى مدرسة عثمان بن عفان بالعبور، لديها طفلان فى المرحلة الابتدائية تطوعت هى و30 من أولياء الأمور، بعد أن طلبت إدارة المدرسة سد عجز التدريس والإشراف وأعمال الإدارى.
توضح «نهى» أنها متطوعة بمدرسة أبنائها وتقوم بالأعمال الإدارية والإشراف، وما دفعها ذلك شعورها بالخوف على أبنائها. مؤكدة أن المدرسة تعانى من عجز كبير فى المعلمين، التى ازدادت هذا العام، ما دفع إدارة المدرسة لزيادة كثافة الطلاب  داخل الفصل الواحد، ولجأت المدرسة إلى الاستعانة بأولياء الأمور لتعويض العجز فى المدرسين.
وفى مدرسة الفيوم الجديدة الرسمية بمحافظة الفيوم،  بدأت  «ضحى محمد»، مهندسة زراعية إحدى أولياء الأمور،  رحلتها بالتطوع  فى مدرسة أبنائها بزراعة النجيلة والأشجار  بالمدرسة،  للحفاظ على صحة  الأطفال، وسعت إلى تعليم الأطفال كيفية الزراعة.
تقول «ضحى» وهى أم لـ3 تلاميذ فى المرحلة الابتدائية، إن احدى أولياء الأمور متخصصة تخاطب تقوم بمساعدة الأطفال الذين يعانون من صعوبات فى النطق، إضافة لتدريس مادة اللغة الإنجليزية. موكدة أن المدرسة تعانى من عجز كبير  بالمدرسين، فلا يوجد فى المدرسة سوى 15 معلمة فى جميع المراحل الدراسية، ومنذ بدء العام الدراسى لم يدخل مدرس مادة الإنجليزى سوى مرّة واحدة، وهكذا فى باقى المواد، ما دفع مديرة المدرسة لعقد اجتماع مع مجلس أمناء المدرسة؛ للتوصل إلى حل لسد عجز المدرسين  من أولياء الأمور.
وأضافت: «هناك أولياء أمور محاسبون يعملون فى الحسابات وبعض الشئون الإدارية، وخريجو كليات الآداب والتربية والحقوق والزراعة والخدمة الاجتماعية والتجارة  ما بين التدريس والإشراف، إضافة إلى تطوع بعض المدرسين على المعاش، وتم الاتفاق مع مديرة المدرسة على توفير المادة العلمية التى يستعين بها أولياء الأمور لشرح المناهج للطلاب.