محدش فاهم حاجة .. حكايات جرجس مع عم نصر وزمن التهجير الجميل

محمد عادل مصطفى ماهر
دهشور.. لا ميه.. ولا نور.. ولا أقباط!
سيناريو كوميدى خيالى آخر.. كان لا بُد لنا أن نكتبه.. ليس هو تأدية «واجب» أو سُخرية مِمَا حدث ويحدث وما سوف يحدث - نتمنى العكس - فى «إمبابة - دهشور.. وغيرها».. إنما هدف ما كتبناه هو عرض وجهة نظر قد تبدو بسيطة للبعض، لكنها تضع قدم من يقرأه على حقيقة ما نحنُ فيه الآن، مُستعينين بسلاح فتاك هو «الكوميديا» لأننا نعلم تماماً أنه لا يُقاوم، خاصةً ونحنُ نتحدث عن المصريين أصحاب «أخف دم» على الكرة الأرضية.. فقط اقرأ واستمتع، والأهم بعدها أن تُفكر فيما قرأته.. نحنُ لا نضغط على الجرح أو نفتحه من جديد، بل هو مُجرد تذكير ومُحاولة لتطهيره.
دهشور - قبل نص الليل
يسير «عم نصر» و«جرجس» «مأنجين بعض».. بيد «جرجس» المُصحف وبيد «عم نصر» الصليب.. يمران على مقهىَ تتردد فى جنباته أغنية «أنت أكيد فى مصر».
مي سليم: «ده كلام» «جرجس» و«عم نصر».. يبقى أنت أكيد فى مصر
جرجس: أنا بحبك قوى يا «نصر»
عم نصر: مش أكثر منى يا «جرجس»
يمران على موقف أوتوبيس ملئ باليُفط، مكتوب على يافطة «للأقباط فقط - اركب قبل ما يركبوك».. يافطة ثانية «اللى يحرق قميص أخوه مايطلبش المسلمين يحموه».. الموقف ملئ بالحشود من غير قمصان.
رجل عجوز فى النُص: ياه فكرتونى بزمن التهجير الجميل
يتأمل «جرجس» و«عم نصر» ما يحدث.. يُغطى تعبير الدهشة ملامح «جرجس»، ينظر بغضب لـ«عم نصر».
جرجس: «يرد المُصحف لعم نصر» أنا مش بحبك يا نصر
عم نصر: «يرد الصليب لجرجس» وإحنا من النهاردة بقينا روحين
يحمل لهما النسيم من بعيد صدى أغنية «عمرو دياب» من موقف الأوتوبيس.
عمرو دياب: تقدر تتكلم عن روحك.. يا حبيبى خلاص.. ما بقينا اتنين
دهشور - نص الليل
لقطة من بعيد، تُظهر منزلين مُتقابلين.. «عم نصر» يجتمع مع جماعته المُسلمة فى منزله.. وفى المنزل المُقابل يجتمع «جرجس» مع جماعتة المسيحية.
تقف من بعيد مُراسلة صحفية «هُدى المصرى» أمام إحدى كاميرات التليفزيون.
هُدى المصرى: وها نحن الآن أمام منزلى «عم نصر» و«جرجس»، ونسمع من منزل «عم نصر» صدىَ أغنية.
تامر: أيوة بافوق.. لما باروق.. وأحاسب نفسى بكام سؤال.. أنا زعلان من نفسى حقيقى.. أنا غلطان وضعيف وأنانى
نانسى: أنا قبطى وأبويا قبطى.. وسمارى ولونى قبطى.. وكل قبطى الله عليه
«عم نصر» يُسلم أفراد جماعته مجموعة من الأشياء قبل الاجتماع، وهى: «الجلاليب البيضاء القصيرة» كاوتش باتا «ذقون طويلة».. يجلس أعضاء الجماعة بترتيب مُعين، حيث الأكثر ذهاباً للجامع فالأقل حتى الأدنى.
فى المُقابل «جرجس» يُسلـــم جماعــته «زعف نخيل صُلبان - made in china ماكينات حلاقة عشان ما يبقاش عندهم ذقن».
عم نصر: «لجماعته» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جرجس : «لجماعته» مساء الخير
عم نصر: تفتكروا ده مقصود؟
عبدالمتعال: مافيش غيره
مينا: تفتكر؟!
عم نصر: وليه مايكونش الثانى؟
جرجس: أنا مُتأكد
عبد المُتجلى: لا الثانى كان معايا على القهوة
عم نصر: والله.. لا والله.. آه والله.. لا هو أكيد والله
أبانوب: هو القميص مشجر ولا كاروهات؟
عبدالعظيم: يبقى هو الأولانى
بيشوى: هو إيه اللى حصل؟
عبدالعزيز: أنا أصلاً مش من دهشور!
ميلاد: ولا أنا
عم نصر: اتفقنا
أوربت - دهشور اليوم
يظهر لوجو على ركن الشاشة «غير مسموح لأقل من 18 سنة».. وجه «عمرو أديب» يحتل الكادر بالكامل.
عمرو أديب: عايز أقول لكل اللى بيشعللها.. عندها.. ها.. عندها.. ومش أنا بس اللى باقول.. ده كمان الكبير بيقول.. ده مش الكبير.. ده أبوكبير.. ده الأستاذ «نُصة أبوكبير» رئيس تحرير جريدة «الغروب».. احكيلى عن المعلومات اللى ناوى تنشرها بخصوص اللى بيحصل فى «دهشور».
نُصه أبوكبير: فى البداية اكتشفنا إن الكهرباء كانت قاطعة، فإزاى تمت عملية «الكوى»؟.. وبعدين المكواة كانت بخار، فإزاى حصل فعل «اللسع»؟.. وكمان كان جنب المكوجى المسيحى، واحد تانى مسلم، والسؤال هنا: ليه الطرف المسلم مارحش للطرف اللى زيه؟.. وده يؤكد إن اللى خطط للعملية «دكر»، وكدا وصلنا لنص الخيط، وبما إن المرأة نص المُجتمع، يبقى «الدكر» هو النص الثانى.. وكفاية عليكم كدا بقى
عمرو أديب: من الآخر عايز تقول إيه؟.. «دهشور'» كُلها «دكوره»؟
ونصه أبوكبير: اسأل مِجرب.
∎∎∎
إمبابة - ثلث الليل
على غرار فيلم «300».. تقف جماعة «عم نصر» فى مواجهة جماعة «جرجس».
فجأة يظهر مجموعة أفراد مُرتدين ملابس «أبيض x أبيض».
أبيض x أبيض: «للجماعتين» عيب يا جماعة.. دى مش أخلاق النينجا
عم نصر: هُما خلوا فيها نينجا والمُعلم «رشدان»
جرجس «غاضبا»: اسكت يا ابن «المُسلمة».
عبد العليم: «غاضبا» اخرس يا «مسيحى»
وفجأة يظهر رجال مُلثمون، مُرتدين «فانلة حمالات».. وفجأة يحدث هرج ومرج، ولا يعرف أحد من يتحدث مع من أو يضرب من؟!.
1 : الطقم بتاعنا أهو
2 : عيب كدا يا حسام
3 : أى أى
4 : أما.. عايز أشرب
5 : بوم بوم طِش
6 : أبويا الجتة جه
7 : عيب كدا يا حسام
8 : شايف نار فى الكنيسة
9 : اسكت يا «أندرو» ما تعملش فتنة
10 : بابا.. شايف نار فى الجامع
11 : ماتعرفش تفرق بين كنيسة وجامع يا «سيد»!
12 : إيه ده هو إحنا مش بنتخانق على القميص؟!
13 : أما.. عايز آكل
14 : كُل ده عشان بعدتوا عن الدين.. ونسيتوا أخلاق النينجا
∎∎∎
دهشور - رُبع الليل
تظهر المُراسلة الصحفية «هُدى المصرى» وهى مُحاطة بسكان «دهشور».
هدى المصرى: تفتكروا مين اللى عمل كده؟
عمرو: «بسم الله الرحمن الرحيم».. أنا شايف الكنيسة وهى بيطلع منها شِرز، وشبك فى قميص واحد من البلطجية.. وده سبب الفتنة
جورج: اللى عمل كدا مكوجى سلفى.. وعرفت على طول إنه سلفى لما شوفته ماسك سِواك
عبدالغفور: أنا باشوفهم كل يوم بيولعوا شمع فى الكنيسة
جون: أنا باشوفهم كل يوم بيولعوا بخور فى الجامع
هدى المصرى: حد فيكم شاف القميص بعد ما اتحرق؟
الجميع: أنهى قميص؟!
∎∎∎
دهشور - بعد نص الليل «كلاكيت تانى مرة»
يعم السكون والظلام موقف الأوتوبيس.. يتطاير فى الهواء مُلصق يحمل صورة «مُرسى».. تلتقطها يد طفل ينتظر مع والده دورهما فى التهجير.. يبتسم الطفل.. يبدأ فى الشخبطة على المُلصق.. يتركه ليتطاير فى الهواء من جديد.
(تمت)
دهشور - بعد نص الليل «برضه»
تقف طفلة نوبية مع والدها فى نفس موقف الأوتوبيس.
الطفلة : «للأب» هو إحنا رايحين النار؟∎