«محمد عبدالرحمن».. الإفيهات (عمال على بطال) مملة!

الممثل الكوميدى الناجح هو من يتفهم جيدًا إمكانياته ولا يحاول أن يزيد عليها حتى لا يُفسد أداءه ويتحوّل لمبالغة لم تعد مطلوبة فى زمن صارت فيه الضحكة من أصعب الأشياء. و«محمد عبدالرحمن» أو «توتا» يدرك جيدًا أن مجرد حضوره على خشبة المسرح أو فى مشهد درامى أو سينمائى يبعث بوعد ودعوة مجانية للضحك.. لذلك فهو لا يكثر من الأداء الحركى لجسده أو الانفعالى لوجهه..
ولا يطيل فى الإفيهات التى يلقيها فى نوع من الاقتصاد الذى كان لصالحه طوال مشواره الفنى.. ويبدو أنها حكمة يسير عليها ويؤمن بها.. والاقتصاد أمر عظيم لأى ممثل كوميدى ولكنْ القليلون فقط هم من يدركونه ويتبعونه..هذا العام يشارك «توتا» فى بطولة مسلسل (الواد سيد الشحات) الذى بدأنا حوارنا انطلاقًا منه.
> كيف جاء ترشيحك لمسلسل (الواد سيد الشحات)؟
- البداية كانت أن تلقيت عرضًا من النجم «أحمد فهمى» للمشاركة فى المسلسل وكان مجرد فكرة فقط، وفى ذلك الوقت كنا نبحث عن الشخصية الثالثة التى ستشارك فى المسلسل. فالأحداث تدور حول ثلاث شخصيات رجلان وامرأة، إلى أن تم اختيار النجمة «هنا الزاهد» وكل هذا والمسلسل مجرد فكرة دون سيناريو ومن بعدها تم تكوين ورشة كتابة، وكنت سعيدًا جدّا أن الفكرة تحولت إلى سيناريو، وذلك بسبب تحمسى الشديد للحدوتة التى يدور حولها العمل والتى تدور حول شاب فقير يتزوج من فتاة غنية جدّا، ويفاجأ بأنه مطارد من رجل عصابة خطير لأن عائلة هذا الشاب سرقوا أموال ذلك الرجل. ومن هنا تبدأ رحلة الشاب وزوجته وأخيه – الذى أقوم بدوره - فى محاولة البحث عن بقية أفراد العائلة واسترداد المبلغ، وفى رحلة البحث هذه تظهر شخصيات مختلفة نجسدها نحن الثلاثة. لكن فى وجود خط درامى ثابت للأحداث تتخلله مواقف كثيرة فى إطار كوميدى.. ويشارك معنا أيضًا مجموعة من ضيوف الشرف، منهم «هيفاء وهبى» و«أكرم حسنى».
> من الشخصيات التى تقدمها «الملك زرزور» وهى الشخصية التى جسّدها الفنان الراحل «محمود عبدالعزيز» فى فيلم (إبراهيم الأبيض) هل شعرت بالخوف من المقارنة؟
- وجه المقارنة هنا غير موجود، وشخصية «الملك زرزور» هى حلمى وحلم أى ممثل، فهذه الشخصية كانت جبارة للغاية والعملاق الراحل «محمود عبدالعزيز» جسّدها بمنتهى الاحترافية وتجسيدى لها ضمن أحداث المسلسل أسعدنى جدّا؛ خصوصًا أننى حاولت بكل الطرُق الاقتراب من الشخصية من حيث الشكل والملابس ولكن الأداء سيكون كوميديّا وفقًا لأحداث المسلسل.
> اعتدنا من نجوم (مسرح مصر) الارتجال على المسرح، فهل هذا يحدث أيضًا فى الدراما؟
- بالطبع، فالارتجال أصبح شيئًا طبيعيّا حتى نجوم هوليوود أصبحوا يرتجلون. فالارتجال هنا ليس بمعنى الاستظراف أو حتى لإضحاك الجمهور بل هو مواقف تأتى ممزوجة بعبارات مضحكة بما يسمى الموقف الكوميدى.. ففكرة الإفيهات التى تسرد (عَمّال على بطال) أحيانًا تُشعر المشاهد بالملل. وكون الممثل الكوميدى مسئولًا عن إضحاك الجمهور شىء فى غاية الصعوبة ويجعله يجتهد كثيرًا للوصول إلى منطقة الاحترافية وكيفية إحداث موقف مضحك.
> هل كواليس المسلسل الكوميدى يكون بها ضحك أكثر مما يراه الجمهور؟
- سأكشف عن شىء غريب، فالبعض يقول إن كواليس العمل مليئة بالضحك والمزاح وغيرهما من أساليب البهجة. ولكنى أعتقد أن التعبير قد خانهم، فرُغم أننا نقدم مسلسلًا كوميديّا؛ فإن كواليس المسلسل جادة جدّا وعبارة عن خلية نحل. فالهدف من المسلسل ليس أن نضحك بل أن نعمل لإضحاك الناس، وهذا يحتاج لجهد وتركيز وتفكير وحفظ وتدريب طوال التصوير.
> أنت دائم التنوع فى أدوارك حتى إن كانت كلها كوميدية، كيف تفعل ذلك؟
- فن الكوميديا من أصعب الأشياء، رُغم أن البعض قد يراه سهلًا، ولكن طبيعة الشخصيات التى أقدمها واجتهادى عليها هو الذى يجعل هناك اختلافًا وتنوعًا بين كل شخصية وأخرى.
> أصبح للكوميديا مكانة كبيرة فى سباق رمضان، هل تخشى المنافسة؟
- بالطبع المنافسة دومًا موجودة ولكنى «أتركها على الله» وهو الموفق والمستعان.
> متى ستنتهون من التصوير ؟
- نحن نسابق الزمن، فلم ننتهِ حتى الآن سوى من تصوير30% من المسلسل.
> على عكس العام الماضى فمسرحيات (مسرح مصر) متوقفة هذا العام، لماذا؟
- السبب انشغال أغلبنا فى تصوير الأعمال الدرامية الرمضانية.. وإن كانت هناك مسرحيات جديدة سيتم عرضها خلال الفترة المقبلة على فترات متباعدة، ولكن ليس مثل العام الماضى الذى كانت تعرض به مسرحية جديدة يوميّا فى رمضان.
> ماذا عن أعمالك المقبلة؟
- انتهيت من فيلم (سَبْع البُرمبة) لـ «رامز جلال» والمقرر عرضه فى عيد الفطر، وتدور أحداثه حول مهندس معمارى ينتحل شخصية ضابط شرطة من أجل الوصول لحبيبته، طبعًا الأحداث فى إطار كوميدى، وهو من تأليف «لؤى السيد»، وإخراج «محمود كريم».. ولانزال نواصل تصوير فيلم (لص بغداد) لـ«محمد إمام» الذى سيظهر بشكل فنى جديد على السينما المصرية من حيث القصة والأداء والتصوير ومشاهد الأكشن التى يتخللها الفيلم؛ حيث تم التعاون مع «أندرو ماكنزى»، مصمم معارك سينمائية، ليتم تقديم مستوى من الأكشن لم يحدث فى مصر من قبل.>