الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صراع العمالقة

صراع العمالقة
صراع العمالقة


«ستيفن سبيلبرج» هو واحد من أكثر المخرجين جدارة فى «هوليوود». فاستطاع خلال خمسين عامًا، إنتاج أفلام تقدر قيمتها بـ(3.7 مليار دولار)، وفقًا لموقع «فوربس»، رشح عنها لجائزة «الأوسكار» أربع عشرة مرة، فاز فيها ثلاث مرات. ولكن مع الأسف أضحى الجيل الجديد فى صناعة السينما الأمريكية، يرونه كشخص بعيد نسبيًا عن تجربة المستهلك العادى للأفلام.


ولطالما هاجم المخرج الكبير شركة «نتفليكس» الأمريكية لإنتاج الأفلام. ويعتبر أول هجوم صريح منه، ذاك الذى صرح به، فى شهر مارس 2018، عندما علق على أفلام الشركة قائلًا: «إنها مجرد أفلام تليفزيونية. فإذا كان العرض جيدًا، فإنه يمنح جائزة «إيمي»، ولكن لا تصل إلى جائزة «الأوسكار». ومن حينها، توالت تصريحاته الهجومية، التى زاد من حدتها خلال العام الماضى، ولكن تم تجاهلها إلى حد كبير.
أوضح بعض النقاد أن «سبيلبرج» يستخدم شهرته ونفوذه للتحدث نيابة عن مجموعة من صناع السينما الأمريكية، الذين يشعرون بالقلق من ابتعاد الجمهور عن السينما نتيجة لما تفعله شركة «نتفليكس»، وغيرها، بعرض أفلامهم على الإنترنت.
ورغم هجوم «سبيلبرج» الأول، والجدل الذى أثاره حينها، حول مكانة أفلام شركة «نتفليكس» فى المهرجانات، إلا أن العرض الأول لفيلم «Okja» الذى أنتجته الشركة جاء فى المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائى عام 2017، وتم عرض شعار الشركة على الشاشة.
لكن المخرج الكبير لم يهتم، وقال فى خطاب، ألقاه قبل أسبوع من حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام: «أنا مؤمن بشدة، بأن قاعات العرض السينمائى، بحاجة إلى أن تكون موجودة إلى الأبد»، تعليقًا على رأيه فى شركة «نتفليكس» وأمثالها.
ومع ذلك، فاز فيلم «روما»، وهو من إنتاج «نتفليكس» بثلاث جوائز «أوسكار»، ولكنه لم يفز بجائزة «أفضل فيلم»، ويعتقد بعض النقاد، أن الخلافات الدائرة هى السبب فى ضياع الجائزة من الفيلم. ومن جانبها نشرت جريدة «ذا وراب»، أن الشركة أنفقت ما بين 25 و30 مليون دولار، وهو مبلغ مالى غير مسبوق، فى حملة دعاية لتوزيع الجوائز لصالح الفيلم!!
ورغم انتصار  الشركة، إلا أن «سبيلبرج» لم ييأس مما حدث. واستعد -فى المقابل- لتقديم التماس إلى الأكاديمية، من أجل حظر أفلام «نتفليكس» من المنافسة على جوائز «الأوسكار»، ما لم يكن لديهم دور عرض، أو مكان مسرحى لعرض أفلامهم، لمدة تتجاوز الأربعة أسابيع على الأقل.. يذكر أن قواعد «الأوسكار» حاليًا، تتطلب أن يكون الفيلم، تم إصداره فى دور العرض، لمدة أسبوع فى (لوس أنجلوس) خلال العام، ليكون مرشحًا للحصول على الجوائز. وهذا أكثر من كافٍ بالنسبة لشركة مثل: «نتفليكس» للتأهل، لأنها عادة ما تصدر عددًا من أفلامها على الإنترنت فى وقت واحد، وفى عدد قليل من دور العرض المستقلة.
ومن جانبهم، يرى صناع السينما الأمريكية، أنه لا ينبغى شطب، أو  إهمال طلب المخرج الكبير على أنه شخص معادٍ للتغيير، لأن ما يفعله، هو محاولة أخيرة للتسوية مع شركة تغير سريعًا طريقة تفكير الناس فى السينما.
وفى المقابل، وردًا على هجوم «سبيلبرج» الأخير، أوضح موقع «فاريتي»، أن الشركة كتبت تغريدة على موقع التواصل «تويتر» تقول «نحن نحب السينما». رغم أنها لم تذكر اسم المخرج على الإطلاق. ووفقًا لصحيفة «هوليوود ريبورتر»، فتخطط الشركة لمنافسات قوية خلال عام 2019 بعدد من الأفلام، وهى: «The Irishman» للمخرج «مارتن سكورسيز»، و»The Laundromat» للمخرج «ستيفن سودربيرج»، و»The King» للمخرج «ديفيد ميشود»، و«The Last thing He Wanted» للمخرج «دى ريس»، «The Pope» للمخرج «فرناندو ميريليس»، وغيرهم.
وحتى الآن، غير معروف إجمالى عائدات شباك التذاكر للأفلام الخاصة بشركة «نتفليكس». كما يعد عدد جمهورهم سرًا مملوكًا للشركة، فلم تعلن عن عدد المشتركين، فقط العدد المحدود للمشاهدات عبر الإنترنت.>