الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وثائق المخططات الاقتصادية للبيت الأبيض: لا يوجد شرق أوسط!

وثائق المخططات الاقتصادية للبيت الأبيض: لا يوجد شرق أوسط!
وثائق المخططات الاقتصادية للبيت الأبيض: لا يوجد شرق أوسط!


تتغير الإدارات الأمريكية، ولا تختلف نظرتهم حول السيطرة على موارد منطقة «الشرق الأوسط» تحديداً. فيستمر صناع القرار داخل «البيت الأبيض» فى تحديث خططهم الخبيثة، مع تغير الأحداث فى المنطقة. والآن يبدو أن إدارة «ترامب» الحالية تعكف هى الأخرى على استكمال مخطط «الشرق الأوسط».


إحدى الوثائق الصغيرة المسربة، كانت عبارة عن تقرير مختصر، حول خطة ورؤية اقتصادية أمريكية سرية تجاه المنطقة، لم يكتشف أمرها بعد. كان قد كتبها الملياردير الأمريكى المحنك، (لبنانى الأصل) «توماس  باراك»، أحد أقرب المقربين للرئيس الأمريكى الحالى، تحت عنوان «ورقة بيضاء»، بتاريخ 10 مارس ٢٠١٧.
الوثيقة أرسلت إلى موظفى «مجلس الأمن القومى» الأمريكى، في ٢٨ مارس ٢٠١٧، من قبل أحد مديرى شركة «IP3» ،وهى شركة أمريكية لتنمية الطاقة النووية السلمية فى السوق العالمية.المديرة التى كتبت الرسالة هى «فرانسس فراجوس تاونسند»، التى عملت كمساعد للرئيس «جورج بوش» (الابن) لشئون الأمن الداخلى ومكافحة الإرهاب، وترأست أيضاً مجلس الأمن القومى الأمريكى. كما شغلت منصب نائبة مستشار الأمن القومى الأمريكى لمكافحة الإرهاب فى الفترة من مايو 2003 إلى مايو 2004. وقضت أيضاً 13 سنة فى وزارة العدل الأمريكية، فى ظل إدارات «جورج بوش (الأب)، وبيل كلينتون، وجورج بوش (الابن)».
وكان تقرير «توم باراك» ضمن تقارير خطة، عرفت باسم «مشروع مارشال للشرق الأوسط»، التى تم إرسالها كاملة إلى الرئيس الأمريكى «ترامب» فى سرية تامة. ورغم أن اسم الخطة مقتبس عن مسمى «مشروع مارشال» الاقتصادى لإعادة تعمير «أوروبا» بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلا أن الهدف الأمريكى من خطة «الشرق الأوسط» الجديدة ليس إعادة إعمار، أو إنعاش السوق الاقتصادية للمنطقة، بل الاستمرار فى نهب خيراتها، من خلال فتح مزيد من الشركات الأمريكية فى جميع أنحاء المنطقة و من ثم تحويل أرباحها إلى «واشنطن». هذا إلى جانب أن الخطة الاقتصادية ستسهل -من وجهة نظر صناع القرار الأمريكى- اتفاق سلام بين فلسطين والحكومة الإسرائيلية، أى أنها ستتدخل فى اقتصاد بعض دول المنطقة من  أجل الضغط عليها اقتصادياً، حتى تنفذ سياسات وجدول أعمال «الولايات المتحدة» فى «الشرق الأوسط».
كشفت الوثيقة عن مشاركة كل من «وزارة الخارجية، وزارة الدفاع، وزارة المالية، وزارة الطاقة، ومدير وكالة المخابرات المركزية (CIA)» فى هذا المخطط.
أوضحت الوثيقة كيف يفكر عقل الدولة العميقة الأمريكى، حيث كتب: «تركز الخطة على عناصر رئيسية تعتمد عليها أى «مبادرة سلام» فى الشرق الأوسط تضم إسرائيل، وفلسطين. لكن فى الحقيقة، «لا يوجد شرق أوسط». هناك فقط قبائل، وأعلام وكيانات،وولاءات محلية، التى نادراً جداً ما تتعاون فى قضايا «الدين»،و»«الجغرافيا»، و «اللغة»،و«الأنظمة السياسية» .
وفى سياق الكلام، أوضح «باراك» أن الخطة الأمريكية ستوفر 200 ألف فرصة عمل فى «الشرق الأوسط»، مقابل 500 ألف وظيفة فى (الولايات المتحدة)، دون الإشارة إلى أى تفاصيل أخرى. مضيفاً أن الخطة سوف يقودها خبراء الصناعة والتجارة والمالية الأمريكيين، فى مجالات متنوعة مثل: «الطاقة، وتوزيعها»، «الزراعة، ومعالجتها، وتوزيعها حسب السكان»، وشركات «الغذاء»، ومشاريع «المياة، والغاز»، و«فن إدارة الأعمال والتجارة»، الذين سيعملون جنباً إلى جنب مع القنوات الدبلوماسية والمناطق المرادة.
ومن جانبه، أرسل مستشار الأمن القومى السابق «مايكل فلين»، إلى «ترامب» فى نفس الوقت، رأيه فى الخطة، وفريق عملها، فى وثيقة مسربة أخرى، حيث كتب للرئيس الأمريكى: «ستعجب بهذا الفريق جداً، لأنهم لم يطوروا فقط استراتيجية قوية للتعامل مع المخاطر الجيوسياسية الضخمة، بل تواصلوا مع رجال الصناعة الأمريكية، طالبين مساعدتهم فى تنفيذ الخطة. وبالفعل، تمكن كبار رجال الصناعة الأمريكية من المشاركة. أود أن تقابل هذا الفريق غداً. أخيراً، تعد الميزة النهائية الكبيرة للخطة، هى دفع بعض دول منطقة «الشرق الأوسط» ثمن الخطة، وليس من خلال دافعى الضرائب الأمريكيين. وقد اضطلع «توم باراك» جيداً على هذه الاستراتيجية، ويريد تنفيذها من أجلك. إنه شخص مثالى لهذا المنصب».
وبالفعل، وقع عدد من المديرين التنفيذيين لكبرى الشركات الأمريكية بأسمائهم على خطة «مشروع مارشال للشرق الأوسط».>