الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نعمة الأوسكار.. ولعنتها

نعمة الأوسكار.. ولعنتها
نعمة الأوسكار.. ولعنتها


يوم الأحد 24 فبراير الماضى، كان العالم على موعد مع الحفل الـ91 من توزيع جوائز الأوسكار.  هذه الدورة التى تعتبر إحدى أكثر الدورات المثيرة للجدل على مدار تاريخ أعرق جائزة سينمائية فى العالم  بعد المشاكل الكثيرة التى سبقتها.إلا أن ما جعل هذا الحفل خالدًا على الأقل فى وطننا العربى، هو حصول النجم الأمريكى المصرى الأصل «رامى مالك» على جائزة أفضل ممثل عن دوره فى «رابسودية بوهيمية» الذى يروى قصة حياة مُغنى الروك البريطانى العظيم «فريدى ميركورى» ومسيرته مع أعضاء فرقته «كوين» - التى قدمت الفقرة الافتتاحية للأوسكار- متفوقًا بذلك على أسماء مخضرمة مثل «كريستيان بيل» و«برادلى كوبر» و«ويليام ديفو» و«فيجو مورتنسن». 

قد يجادل البعض أن مسيرة «مالك» لا تزال فى مهدها حتى الآن، بالطبع إذا استثنينا دوره الرائع فى مسلسل «مستر روبوت» والذى حصل عن دوره فيه على جائزة إيمى عام 2016، ومع ذلك رأيناه قد حصل على الأوسكار، ورأيناه لا يتوانى عن الدخول فى مشاريع ضخمة  مستقبلية مثل دوره المنتظر فى فيلم «الأمريكى الراديكالى» الذى سيروى قصة مسلم ذى ميول متطرفة يعمل لدى مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف. بى. آى»، وأيضًا الفيلم الكوميدى «رحلة الطبيب دوليتل» الذى سيعرض فى دور السينما عام 2020.
أيضًا «أوليفيا كولمان» التى حازت على جائزة أفضل ممثلة عن دورها فى «المفضلة» للمخرج العبقرى «يورجوس لانثيموس»، نراها وهى تستعد لاستكمال دورها العظيم فى مسلسل «التاج» الذى تجسد فيه شخصية ملكة بريطانيا الحالية «إليزابيث الثانية».
التاريخ يقول إن الممثلين الذين يحصدون الأوسكار يتخذون إما طريق المجد والعودة مرة ثانية ثالثة وأكثر للمشاركة فى ليلة هوليوود الكبيرة أو يقفون محلك سر فى مكانهم لتجرى السنوات أمامهم ولا نراهم مجددًا إلا فى أفلام من الدرجة الثانية أو الثالثة.
فى السطور التالية نستعرض لكم أبرز الممثلين الذين ظلوا يقدمون للجمهور أدوارًا سيذكرها تاريخ السينما للأبد بعد فوزهم أو ترشحهم للجائزة والذين خفت نجمهم بعد حصولهم عليها.
> نعمة الأوسكار
ميرل ستريب، الحديث عنها ضرورة لأسباب لا تتعلق بموهبتها فقط، فقدرتها العجيبة على إتقان جميع الشخصيات المركبة، فضلاً عن تلقائيتها وعفويتها جعلت منها أسطورة حية. ترشحت لحوالى 528 جائزة فازت منها بـ173 جائزة، وترشحت لـ21 جائزة أوسكار، وهو الرقم القياسى بين الممثلين والممثلات، ونالت منها ثلاث جوائز، عام 1979 فى فيلم «كريمر ضد كريمر»، وعام 1982 عن دورها بفيلم «اختيار صوفيا»، وأخيرًا عام 2011 كأفضل ممثلة فى دور رئيسى عن فيلم «المرأة الحديدية»، ومنذ ثالث ظهور لها على الشاشة وأول ترشح عام 1979 وعلى مدار أربعين عامًا لم تخذل «ستريب» جمهورها ولا مرة. جاك نيكلسون، الظاهرة السينمائية التى لن نشهد لها مثيلًا والتى حرمنا منها مرض الزهايمر للأبد - كما يشاع - صاحب أعلى ترشيحات الأوسكار من بين أقرانه الممثلين بعدد وصل إلى 12 مرة، استطاع الحصول عليها 3 مرات الأولى عام 1975 عن الفيلم الخالد «طار فوق عش الوقواق»، والثانية لدوره الثانوى بفيلم «شروط إظهار العاطفة» عام 1983، والثالثة عام 1997 لدوره فى فيلم «الأفضل ممكن».. لقد عرف الجمهور «جاك نيكلسون» بالرجل الذى حلق فوق عش المجانين، وابتسامته الفريدة وأسارير وجهه «السيكوباتية» التى يحيق بها الغموض، فكان وجود اسمه ضمن حضور حفل الأوسكار ضمانًا له إما بالترشح أو الفوز.
روبرت دي نيرو.. إن الحديث عن موهبة بحجم «روبرت دي نيرو» يعد من قبيل الإجحاف! فبينما يراه البعض أحد أعظم الممثلين فى تاريخ هوليوود، يجادل الكثيرون بأن السينما الأمريكية لم تكن لم تصبح ما هى عليه الآن لولا وجوده.. فمنذ بداية مشواره مع صديق عمره «مارتن سكورسيزى» واشتراكهما فى فيلم «شوارع شريرة» شرعت مدرسة أفلام الشوارع فى التشكل لتصل أوج مجدها فى فيلم «سائق التاكسى» الذى يعد واحدًا من أعظم الأفلام على الإطلاق، ومن قبلها دوره العظيم بفيلم «العراب» الذى فاز بسببه بالأوسكار عام 1974، ليفوز أيضًا بالجائزة عام 1980 فى «الثور الهائج» وهو ثالث أفلامه مع «سكورسيزى».. ترشح «دي نيرو» أيضًا للأوسكار عام 1978 عن دوره فى فيلم «صائد الغزلان»، وعام 1990 عن دوره فى فيلم «الصحوات»، وعام 1991 عن دوره فى فيلم «رداء الخوف».
ليوناردو دى كابريو.. هناك شبه إجماع بين النقاد وعشاق السينما على أن الأوسكار الذى فاز به «دى كابريو» عن فيلمه (العائد) عام 2015، لم يكن مستحقًا. بدعوى أن الدور لم يكن أحد أقوى أدواره عندما نقارنه بأعماله الأخرى، وأنه فاز بهذه الجائزة تقديرًا لتفانيه فى العمل على مدار أكثر من عشرين عامًا. يعتبر «دى كابريو» أحد أبرع ممثلى جيله حول العالم، فيما قارنه البعض بالعظيم «روبرت دى نيرو»، خاصة أن كليهما كانا ولا يزالان مفضلين لدى المخرج العبقرى «مارتن سكورسيزى»، فضلًا عن أن مشواره الفنى يخلو من أى «دراما» فهو متسق للغاية بلا كبوات أو أفلام فاشلة، فمنذ بداية مشواره وهو يرشح للأوسكار ففى عام 1994 رشح عن دوره فى فيلم (ما الذى يأكل جيلبرت جراب) وفى 2005 عن (الطيار) وفى 2007 عن (الدم الماسي) وفى 2014 عن (ذئب وال ستريت)، وفى السنوات التى لم يرشح فيها كانت هناك انتقادات كبيرة للقائمين على التصويت بعدم اختيارهم له عن أدواره فى أفلام (تايتنيك، الراحلون، جى ادجار، جزيرة شاتر، جاتسبى العظيم أو استهلال).. وما زال «دى كابريو» بعد فوزه بالجائزة، يستعد لمفاجأة جمهوره بعد أن عاد مجددًا للمخرج «تارنتينو» فى أحد أكثر الأفلام المرتقبة للعام الجارى: (حدث ذات مرة فى هوليوود)، والذى سيظهر فيه النجم «براد بيت» و«آل باتشينو» فى أول لقاء يجمع بين الثلاثة.
>لعنة الأوسكار
نيكولاس كيدج، يتربع على عرش قائمة الممثلين الذين فشلت مسيرتهم الفنية بعد حصولهم على جائزة الأوسكار، رغم أنه أحد أكبر المواهب الفنية التى تعيش فى وقتنا الحالى،  فعندما حاز جائزة الأوسكار عام 1996 عن فيلمه (العيش فى لاس فيجاس)، حقق ذروة أدائه المذهل فى وقت قصير، ثم سرعان ما شارك فى عدد كبير من أفلام الأكشن المميزة وأيضًا بعض اللوحات الدراميّة مثل فيلم (التكيف) عام 2002 والذى ترشّح عن دوره فيه لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل فى دور رئيسى.. يرجع بعض النقاد سبب فشل مسيرة «كيدج» السينمائية إلى اختياراته السيئة وتراجع كاريزمته الشخصية، حيث يرى البعض أن الجمهور أصبح لا يستطيع تحمّل مشاهدته على الشاشة الكبيرة خاصةً بعد الأعمال المخيّبة للغاية التى شارك بها مؤخرًا.
هالى بيرى.. منذ 15 عامًا، فازت بلقب أكثر النساء إثارة على وجه الأرض، وقبلها بأعوام قليلة، وبالتحديد فى 2002، حصلت على جائزة الأوسكار أفضل ممثلة عن دورها بفيلم (كرة الوحش) من إخراج «مارك فوستر»، ورغم ذلك وفى نفس العام ظهرت فى أحد أسوأ الأفلام فى التاريخ (المرأة القطة)، لتنحدر مسيرتها الفنية منذ ذلك الوقت وحتى عام 2017، لتظهر بفيلم (الاختطاف) الذى لاقى فشلًا مدويًا فى شباك التذاكر.
أدريان برودى.. يعتبر أحد أشهر ضحايا الأوسكار، فمنذ فوزه بجائزة أفضل ممثل عام 2002 عن دوره الرائع بفيلم (عازف البيانو) من إخراج «رومان بولانسكى»، غاب عن عقول الجماهير بشكل مؤسف، وذلك رغم الموهبة الضخمة التى يمتلكها.
هيلين هانت.. بعد أن حققت شهرة منقطعة النظير حينما فازت بجائزة الأوسكار أفضل ممثلة عن دورها بجانب العملاق «جاك نيكلسون» فى فيلم (الأفضل الممكن)، انهالت عليها بعدها العروض السينمائية للاشتراك مع مخضرمى هوليوود، إلى أن ظهرت فى فيلم (انقل الخبر)، الذى فشل سريعًا فى شباك التذاكر وواجه هجومًا شديدًا من جانب النقاد، لتسقط «هانت» من قوائم المنتجين وتعكف على اختيار أفلام سيئة أغرقتها فى بحر النسيان. >