الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الشيطان فى التفاصيل

الشيطان فى التفاصيل
الشيطان فى التفاصيل


بالنظر للأبعاد الحقيقية لقرارات ترامب بشأن القدس والمستوطنات واللاجئين ندرك جيدا أن الشيطان يكمن دائما فى التفاصيل.
اتخاذ قرار ترامب الاستباقى يجعل القدس العربية عاصمة رسمية وأبدية للكيان الصهيونى وتلازمه فى التوقيت بإعلانه عن صفقة لحل الصراع العربى - الإسرائيلى والتى سميت بصفقة القرن ودون الإفصاح عن محتواها إلا القليل من التسريبات، التى تدل على أنها تقنين أو بالأحرى شرعنة لما حرص الطرفان: «نتنياهو وترامب» على أن يجعلا منها أمرا واقعا سواء بالاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة أبدية للصهاينة وإقرار قانون يهودية الدولة الصهيونية الذى يجعل من تلك الأرض المغتصبة وطنا قوميا لليهود دون غيرهم مما يشطب واقعيا قضية عودة اللاجئين والتى من المفترض أنها كانت إحدى قضايا التفاوض حول الحل النهائى بحسب ما قضت به تفاهمات «أوسلو» يتبع هذا كله ممارسات قمعية ووحشية بتوسعات الإدارة الصهيونية للمستوطنات وطرد سكانها العرب من ديارهم بكافة الأراضى الفلسطينية المحتلة بشكل يحول واقعيا واستباقيا لأى حل نهائى دون قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية.
وهنا السؤال للقادة العرب هل ترك ترامب ونتنياهو شيئا بعد الذى سبق التفاوض عليه؟ وعن أى صفقة، ووضع أسوأ مما يعانيه الآن الشعب الفلسطينى وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الأمريكى معلقا على عدم حضور الفلسطينيين لمؤتمره بوارسو، بل زاد فى تباهيه بأنه ولأول مرة فى التاريخ الحديث يشاهد العالم وفدا إسرائيليا إلى جانب وفود عربية معربا عن أسفه لعدم مشاركة فلسطينية.
فى هذا المؤتمر تحولت القضية المركزية للعرب إلى قضية فرعية حيث جاءت تصريحات بعض وزراء الخارجية العرب الذين حضروا بأن هناك قضية أهم وأخطر من القضية الفلسطينية.
جاء تصريح وزير الخارجية البحرينى بأن «التهديد الإيرانى» يعد أخطر وأهم من القضية الفلسطينية فى الوقت الحالى. فيما أقر نظيره الإماراتى بشكل ضمنى بحق الصهاينة فى الدفاع عن أنفسهم ضد الوجود الإيرانى بالأراضى السورية، هذا حدث فى وقت خرجت تسريبات عن صفقة القرن كمشروع «غزة الكبرى» والذى بمقتضاه يعزل القطاع عن الضفة الغربية وينقطع صلته بالقضية الفلسطينية على حساب أرض مصرية فى سيناء كوطن بديل. طلب مستحيل تحقيقه فى بلد حارب طوال تاريخه من أجل تأكيد مصريتها وإيمانه بالحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، وقالها رئيس مصر أكثر من مرة أننا لن نتنازل عن حبة رمل واحدة من أراضينا وأن الموقف الثابت هو الدعم الكامل للقضية الفلسطينية باعتبارها لب الصراع فى الشرق الأوسط والقضية الأولى للشعوب العربية.
هذه صورة مقربة للأوضاع فى مختلف الدول العربية فى هذه اللحظة، تهاوت الأحلام بوحدة الأمة وتحرير الأرض، حيث نعيش فى حالة تفكك وضياع..
تحيا مصر