الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

8 ظواهر سينمائية فى 2018

8 ظواهر سينمائية فى 2018
8 ظواهر سينمائية فى 2018


استقبلت دور العرض هذا العام 37 فيلمًا مصريًا، تنوعت ما بين الكوميديا والأكشن، والأفلام الاجتماعية، ورغم أن هذا العدد يعد أقل بحوالى 11 فيلمًا عن العام الماضى، والذي بلغت عدد أفلامه 48 فيلمًا، إلا أنه يمكن وصف عام 2018 بأنه عام مختلف سينمائيًا، والاختلاف لا يعنى بالتأكيد اكتمال العناصر الفنية داخل كافة الأعمال المعروضة، لكنه يعنى وجود بعض الظواهر السينمائية، التى لم تكن موجودة بشكل عام فى السنوات السابقة، وفى السطور التالية سنقوم بسرد  8 ظواهر سينمائية تفرد بها عام 2018


عودة الكوميديا

دائمًا ما كانت الأفلام الكوميدية تحظى بإقبال جماهيرى كبير وقت عرضها، حتى أن قائمة أعلى الأفلام دخلًا فى السينما المصرية، والتى تضم 50 فيلمًا، يتجاوز عدد الأفلام الكوميدية بها نصف العدد الكلى بقليل، منذ عرض فيلم (صعيدى فى الجامعة الأمريكية) عام 1998، والذى يحتل المركز الـ15 بحوالى 27 مليون جنيه مصرى، لكن حامل لقب الأعلى إيرادًا العام الماضى كان فيلم (الخلية) لـ«أحمد عز» بحوالى 56 مليون جنيه، استطاع اقتناصه بصعوبة من فيلم (هروب اضطرارى) لـ«أحمد السقا»، والذى حقق 55 مليون جنيه، وهو ما يعنى أن فيلم (البدلة) يتصدر هذا العام لقائمة أعلى الإيرادات فى السينما المصرية، بإيرادات بلغت 63 مليون جنيه، واقتناصه اللقب من (حرب كرموز) الذى حقق 57 مليون جنيه، وهو ما يعني أن الكوميديا قد عادت مجددًا للصدارة، مع الأخذ فى الاعتبار أن الطريقة التى يتم حساب الإيرادات بها فى مصر تفتقر للدقة، وأن المسألة تتعلق أيضًا بارتفاع أسعار التذاكر مؤخرًا، والتى تتفاوت بين المولات وسينمات وسط البلد.

صدارة الكوميديا هذا العام أيضًا تتعلق بعدد الأفلام الكوميدية التى تم عرضها والتى بلغ عددها 12 فيلمًا، وهو رقم جيد بالمقارنة بالعدد الإجمالى للأفلام.>


مشاريع مؤجلة ومصير مجهول


أخبار كثيرة تم نشرها منذ بداية العام، تضم عددًا كبيرًا من المشاريع الفنية التى أصبح مصير بعضها مجهولًا، بينما كان مصير البعض الآخر التأجيل، لينضم إلى قائمة أفلام 2019 ومن الأفلام التى لا يعرف حتى الآن ميعاد عرضها رغم الانتهاء من تصويرها، فيلم (سرى للغاية) الذى يعد الأضخم إنتاجيًا ويتقاسم بطولته 50 نجم شباك، من بينهم (أحمد السقا ومحمد رمضان وأمير كرارة وطارق لطفى وخالد الصاوى ومحمود حميدة ورياض الخولى وأحمد رزق)، وهو من تأليف الكاتب القدير «وحيد حامد» وإخراج «محمد سامى»، ويرصد الساعات الأخيرة فى حكم الرئيس السابق «محمد حسنى مبارك»، وما عاشته مصر فى تلك الفترة وحتى ثورة 30 يونيو، فى ملحمة تؤرخ وتوثق لتلك السنوات تحديدًا، كما  يواجه فيلم (3 شهور) لـ(أحمد السقا، ومنى زكى) نفس المصير المجهول، والذى تدور أحداثه ما بين مصر، وأمريكا، عن قصة مصرى تزوج وأنجب من أمريكية، لكن أزمة الفيلم بدأت من هناك، حيث اتفقت شركة ريماس مع شركة أمريكية لتنفيذ الإنتاج هناك، وسافر مؤلف العمل ومخرجه «محمد سامى» للمعاينة، لكن الشركة الأمريكية تعنتت، وطالبت بزيادة الميزانية المتفق عليها، مما أوقف كل شىء، وعاد فريق العمل دون تصوير أى مشهد.

كما تم تأجيل فيلم (يونس) لـ«أحمد عز» بعد تصوير دام 48 ساعة فقط مطلع العام، أعلن حينها أن التأجيل لأجل غير مسمى، بسبب عدم وجود سيولة مالية لدى شركة الريماس المنتجة للفيلم، لكن مخرجه «أحمد علاء» أعلن منذ أيام قليلة مضت عودة تصوير الفيلم بعد تغيير اسمه إلى (العارف..عودة يونس) الأمر الذى تكرر أيضًا مع (ولاد رزق2) و (قرمط بيتقرمط) لـ«أحمد آدم»، و(الثعلب) و (ابتسم أنت فى مصر) والذى يلعب بطولتهما «عمرو واكد»، والأخير إنتاج مصرى روسى مشترك.

ومن الأفلام التى انتهى تصويرها بالفعل فى 2018، لكن تقرر تأجيل عرضها لتكون فاتحة العام الجديد هى (الضيف) عن قصة «إبراهيم عيسى»، ومن بطولة «خالد الصاوى»، وإخراج «هادى الباجورى»، و(نادى الرجال السرى) لـ«كريم عبد العزيز»، من إخراج «خالد الحلفاوى»، و(122) من بطولة «طارق لطفى»، وإخراج «ياسر الياسرى»، و(الكنز 2) من إخراج «شريف عرفة».>


تراجع البطولات النسائية


شهدت السينما المصرية خلال العام 2018 تألق العديد من النجوم الشباب، في وقت تراجعت فيه البطولة النسائية على نحو ملحوظ، باستثناء الفنانتين «ياسمين عبدالعزيز» و«ياسمين رئيس»، ومن أبرز الأسماء التي تألقت سينمائيًا هذا العام (محمد عادل إمام وأمير كرارة وتامر حسني)، إلى جانب (محمد رمضان، وعمرو سعد، وآسر ياسين)، واقتصرت البطولة النسائية على «ياسمين عبد العزيز» بفيلم (أبلة طمطم) وكذلك «ياسمين رئيس»، التي قدمت فيلم (بلاش تبوسني) مع المخرج «أحمد عامر».>



قلة تكلفة وتمويل ذاتى


اتسم العام بظاهرة أخرى خاصة تتعلق بإنتاج عدد كبير من الأفلام التي اعتمدت على الإنتاج قليل التكلفة مقابل الأفلام مرتفعة التكلفة، حيث تم إنتاج أعمال مثل (خلاويص، جدو نحنوح، عقدة الخواجه، رغدة متوحشة، علي بابا، نورت مصر، الكهف) وغيرها، مقابل (حرب كرموز) و(تراب الماس) وغيرها من الأفلام صاحبة التكاليف المرتفعة، لكن على  الجانب الآخر اعتمد فيلم (ليل خارجى) فى صناعته على طريقة جديدة، لم تعهدها السينما المصرية، وذلك بالاعتماد على التمويل الذاتى من الشركة، وصناع الفيلم فى مرحلة التصوير دون الحصول على أي دعم مادي خارجي أو داخلي، ورغم صعوبة التجربة إلا أنه يمكن اعتبارها طاقة أمل للعديد من صناع الأفلام الذين يعيقهم عدم وجود التمويل. >


عودة السينما المصرية للمحافل الدولية


شهد العام الحالى عودة السينما المصرية للمحافل الدولية الكبرى بمشاركة مهمة لفيلم «يوم الدين» للمخرج «أبو بكر شوقى»، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان «كان»، وذلك بعد 6 سنوات منذ آخر مشاركة لفيلم «بعد الموقعة» للمخرج «يسري نصرالله»، وعودته بجائزة فرانسوا شاليه، بالإضافة إلى حصوله على عدة جوائز أخرى، واستمرار مشاركته فى المهرجانات. حيث إنه من المنتظر أن يعرض فى مهرجان بالم سبرينجز فى الولايات المتحدة الأمريكية مطلع 2019، لكن لا يمكن وقف أهمية هذا الفيلم على تمثيله لمصر فى مهرجانات مهمة، فالفيلم تجربة إنسانية فريدة من نوعها، ومختلفة عما هو سائد فى السينما المصرية. وعلى الجانب الآخر، شارك فى بطولة فيلم (حرب كرموز) أحد الممثلين الأجانب الذين لديهم شهرة نسبية، وهو «سكوت أدكنز»، الشهير بـ(يوركا) بعد أن تردد سعى «السبكى» لضم «فان دام» للمشاركة به، لكن الأخير طلب أجرًا يوازى ميزانية الفيلم بالكامل، مما صعب أمر الاستعانة به، وقد برر «السبكى» تلك الخطوة برغبته فى تقديم فيلم عالمي، لكن فى الحقيقة، لم يثبت أن تلك الخطوة قد أثرت على التوزيع الخارجى للفيلم. >


عودة الخط السياسى


هذا العام شهد عودة المخرج «خالد يوسف» إلى بلاتوهات التصوير بفيلم (كارما) بعد غياب 6 سنوات، انشغل خلالها بالسياسة عن الفن، وهو الفيلم الذي شهد عودة التعاون من جديد بين «يوسف» والثنائي (عمرو سعد وغادة عبدالرازق) بعد سنوات، لكنه شهد أيضًا عودة البعد السياسى فى الأفلام، والذى يتميز به «خالد يوسف»، حيث الحديث عن المساوة بين الغني والفقير وحقوق الفقراء وعدم وجود اختلاف بين مسيحي ومسلم في مصر، لكن اللغط السياسى الحقيقى ظهر بمجرد عرض فيلم (عيار نارى) الذى صدم الجمهور بالمسكوت عنه فى ثورة يناير، الأمر الذى لم يتم تقبله من أوساط كبيرة، شعرت بتعمده الإساءة للثورة.>


ظهور محمد خان بعد سنوات من الرحيل


استخدم فيلم (بلاش تبوسنى) الذى لعبت بطولته «ياسمين رئيس» أسلوبًا غير مألوف فى السينما المصرية، وهو المزج بين الروائى والتسجيلى، وهو ما أحدث مفاجأة للجمهور الذى لم يعتد هذه النوعية من الأفلام، بجانب موضوعه المختلف، الذى يتحدث عن (القبلات) فى السينما المصرية وما آل إليه الوضع، فى الآونة الأخيرة، لكن المفاجأة الكبرى تحققت بمجرد ظهور المخرج الراحل «محمد خان» على الشاشة، بشخصيته الحقيقية، حيث صورت تلك المشاهد قبل رحيله، فخلقت نوعًا من الحنين، خاصة أن من يشاركه تقديم تلك المشاهد صديق عمره «خيرى بشارة».>


فيلم مصرى بعيون سورية


يعد فيلم (كدبة بيضا) الذى عرض سبتمبر الماضى تجربة متميزة، وجريئة، رغم عدم تحقيقها حجم إيرادات يذكر، وتكمن جراءة التجربه فى الفكرة التى ناقشت اختلاف العادات والتقاليد بين مصر وأمريكا بشكل قريب جدًا من الواقع، ووجود كوميديا حقيقية وغير مفتعلة فى المشاهد التى جمعت بين ممثلين أجانب ومصريين، ولا سيما (هالة فاخر، وناهد السباعى)، لكن التحدى الأكبر الذى نجح الفيلم فى اجتيازه هو إخراج فيلم شديد المصرية بعيون مخرجة سورية لا تزال تتحسس طريقها إلى الإخراج اسمها «نور أرناؤوط».>