الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عودة «فرانكنشتاين».. بعد 108 أعوام

عودة «فرانكنشتاين».. بعد 108 أعوام
عودة «فرانكنشتاين».. بعد 108 أعوام


«كنت من المفترض أن أصبح «آدم» الخاص بك، لكنى بدلًا من ذلك كنت الملاك السيئ»، كانت تلك الكلمات، التى قالها الوحش إلى مبتكره، العالِم (فيكتور فرانكنشتاين). وهى الجملة الأكثر شهرة فى رواية الكاتبة الإنجليزية «مارى شيلى»، التى صدرت عام 1818.

رغم كون فيلم «فرانكنشتاين»، الذى أخرجه «جيمس ويل»، وعرض عام 1931، هو الأكثر شهرة، لكنه ليس الأول. فقد احتفت الصحف، فى صباح يوم الإثنين الماضى، بعرض أول نسخة مرممة من فيلم «فرانكنشتاين»  الأصلى، الذى تم تصويره، وعرضه فى عام 1910، على مدونة مكتبة الكونجرس الأمريكى. كما تم رفع الفيلم أيضًا مجانًا على موقع «يوتيوب»، بعنوان: «Edison٬s Frankenstein 1910».
وقد أوضح «ويندى مالونى» فى مقالته على المدونة الخاصة بمكتبة الكونجرس، بأن القصة وراء عملية استعادة الفيلم، وكيف حصلت المكتبة على تلك النسخة، هى الجانب الأكثر إثارة للاهتمام..حيث اشترت مكتبة الكونجرس تلك النسخة (بالصدفة)، فى عام 2014، مع عدد من الأفلام الأخرى. ثم اكتشفت وجودها لاحقًا، وعرف موظفوها أن تلك النسخة كانت مملوكة سابقًا لمؤرشف الأفلام الراحل «الويس إف.ديتلف»، منذ خمسينيات القرن العشرين، مؤكدًا أن «ديتلف» لم يكن أبدًا ليبيع نسخته من الفيلم، أو حتى يسمح باسترجاعها أبدًا. كما أنه دائمًا ما أحضرها معه إلى المهرجانات السينمائية لعدة عقود والذي يبدو أنه تم التصرف فى مقتنياته بعد وفاته فى عام 2005.. ومن المؤكد أن هذه النسخة ليست نادرة ولكنها الأولى.
ثم شرح باستفاضة كيف عالجت المكتبة الفيلم مرة أخرى، قائلًا: «بمجرد أن عرفت مكتبة الكونجرس بما لديها، بدأت على الفور عملية ترميم أخرى بدقة الـ(2K). ولكن عندما وضعت المكتبة الفيلم فى البكرات، أدرك موظفوها أن تسلسل عناوين المشاهد مفقود، لذلك ذهبوا إلى موقع شركة «إديسون» للإنتاج، التى أغلقت عام 1918، واستعانوا بما تحتفظ من مواد قديمة للأفلام. وبالفعل إستطاعت توفير تسلسل العناوين. ومن ثم تمكنت المكتبة من تسجيلها، وتحريرها بسهولة إلى عملية الترميم الجديدة».
وأضاف «مالونى» أن المكتبة استأجرت أيضًا الملحن «دونالد سوسين» لتأليف موسيقى تصويرية، تتلاءم مع الفترة الزمنية، لإصدار الفيلم الأول.
وفيما يخص تفاصيل الفيلم، فإنه يُعرض فى 13 دقيقة، تحتوى على ستة مشاهد. وكل مشهد يحمل عنوانًا شارحًا – وفقًا لطبيعة الأفلام الصامتة – تظهر كالتالي: «فرانكنشتاين يغادر للكلية»، «بعد عامين اكتشف فرانكنشتاين سر الحياة»، «بدلًا من إنسان مثالى..الشر فى عقل فرانكنشتاين يخلق وحشًا»، «اصطياد (الوحش) خالقه، وغيرته من حبيبته. ولأول مرة الوحش يرى نفسه»، «فى ليلة الزفاف..الطبيعة الأفضل لفرنكنشتاين تؤكد نفسها»، وأخيرًا «التغلب على خلق الشر العقلى بالحب..ويختفى (الوحش)».
وتدور قصة الفيلم حول الطالب (فيكتور فرانكنشتاين)، الذى يدرس فى كلية العلوم. وبعد وفترة وجيزة يستوعب أسرار الحياة، والموت إلى درجة تنسيه كل شيء آخر. ويصير طموحه، هو خلق إنسان، وفى النهاية يتحقق حلمه، بعد أن يجد طريقة لهذا. ولكن النتيجة تكون اختلاق وحش بشع ومخيف من المواد الكيميائية المشتعلة داخل وعاء ضخم بمختبره، بدلًا من خلق أعجوبة من الجمال الجسدى. وبعدما يكتشف ما فعله يهرب من الغرفة خوفًا، ومن ثم يجد الوحش ينظر إليه من خلف الستائر فيقع مغشيًا عليه ، وبعد بضعة أسابيع من المرض، يعود إلى المنزل، ليستعد لزواجه القريب. ولكن فى إحدى الليالى، بينما كان جالسًا فى مكتبته، يرى (فرانكنشتاين) انعكاس صورة الوحش، الذى فتح باب غرفته، وخوفًا من أن تعلم حبيبته حقيقته، يخفى الوحش وراء الستار، ومن ثم يشعر الأخير بالغيرة، لدرجة أنه ينتزع من معطف (فرانكنشتاين) الوردة، التى أعطتها حبيبته له، ثم يتعارك معه. وأثناء العراك، ينظر الوحش فى المرآة، ليرى للمرة الأولى شكله المروع والمرعب، مما يدفعه للهروب. ولكنه يعود مرة أخرى فى ليلة الزفاف. لتراه العروس وترتعب، فتحدث معركة بين العالِم الضعيف والوحش القوى العملاق. وأخيرًا عندما يحظى حب (فرانكنشتاين) لعروسه بالقوة الكاملة، سيكون له تأثير على عقله، بأن الوحش يمكن أن يختفى، ومن المفترض أن تظهر هذه النظرية فى المشهد الختامى. ولكن نظرًا للسينما الصامتة، وضعف الإمكانيات حينها لم يحدث ذلك على الشاشة. فنجد أن الوحش إختفى فقط وأصبح صورة فى المرآة لـ«فرانكنشتاين»، ثم تتغير الصورة ليعود شابًا من جديد.
الفيلم من إخراج «سيرل داولى». وإنتاج شركة «Edison Manufacturing Company». وهو من بطولة: النجم «أوجسطس فيليبس» فى دور (دكتور/ فيكتور فرانكنشتاين)، و«تشارلز أوجول» الذى يجسد الوحش، والنجمة «مارى فولر» فى دور خطيبة الدكتور.
رواية «فرانكنشتاين» كانت مثالًا مبكرًا للخيال العلمى، وكان لها تأثير كبير على الأدب، والثقافة الشعبية، وأنتجت أجيالًا كاملة من قصص الرعب، والأفلام، والمسرحيات بنفس الوتيرة..كما ألهمت القصة العديد من الروايات التى تروى، أو تواصل قصة «فرانكنشتاين»، أو وحشه المخيف. ويوجد بالفعل حوالى 27 عملًا بين فيلم، ومسلسل، ومسرحية أمريكية تدور قصتها فى نفس الإطار، منذ عام 1823 فى أول تسجيل مسرحى من الرواية، بمسرحية «مصير فرانكنشتاين».
أما الأعمال الحديثة حول قصة «فرانكنشتاين»، يبدو أنها لم تتلق إقبالًا، أو إعجاباً سواء على مستوى النقاد، أو الجمهور. فكان آخر فيلم، هو «Victor Frankenstein»، أو «فيكتور فرانكنشتاين»، وهو فيلم رعب، خيال علمى أمريكى عرض عام 2015. لكنه اعتمد على التعديلات المعاصرة للرواية الأصلية. مما أدى لانتقاده بشكل سلبى، وبلغ إجمالى أرباحه 34.2 مليون دولار، بينما كلفت ميزانية 40 مليون دولار. وهو من إخراج «بول ماكجيجان»، وسيناريو «ماكس لانديس». وبطولة النجم «دانيال رادكليف» الذى جسد دور (فرانكنشتاين)، ونجم فيلم «هارى بوتر»، الممثل «جيمس ماكافوى» فى دور (إيجور)، أو الوحش.
والأمر نفسه للفيلم الذى سبقه، ويدعى «I، Frankenstein»، أو «أنا، فرانكنشتاين»، الذى عرض عام 2014. ولكن تعد قصته نسخة معدلة من القصة الأساسية..حيث استندت إلى رواية مصورة للكاتب «كيفن جريفيو». فلم يتلق الفيلم نجاحًا باهرًا، حيث حقق إيرادات على مستوى العالم وصلت لـ 71 مليون دولار، بينما كلفت ميزانيته 65 مليون دولار. الفيلم من سيناريو، وإخراج «ستيوارت بيتى». ومن بطولة: «آرون إيكهارت، بيل نيجى، وإيفون ستراهوفسكى».
أما آخر عمل عن قصة «فرانكنشتاين»، فكان المسلسل الأمريكى «Second Chance»، أو «فرصة ثانية». لكن شركة «فوكس» للإنتاج، أوقفت عرضه بعد أقل من أربع شهور من انطلاقه على شاشاتها فى 13 يناير 2016، نتيجة للتصنيفات الضعيفة التى لاقاها فى الحلقتين الأولى والثانية، مما جعل إدارة القناة تقرر أن يكون عرضه فى أيام الجمعة فقط. ثم تم إلغاء العرض رسميًا فى 12 مايو 2016. 