السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مذيعات.. وسقطات!

مذيعات.. وسقطات!
مذيعات.. وسقطات!


يعانى الوضع الإعلامى المصرى بشكل عام من بعض الأمور التى تجعله غير مريح، ومهزوز، فعلى الشاشة نجد بعض الإعلاميين الذين يتسابقون فى تلفيق واختلاق قصص غير حقيقية من أجل تحقيق (سبق). نجد أنفسنا أمام شاشات وقنوات وبرامج تسعى لابتزاز الضيوف وانتهاك الخصوصيات، فبركة القصص، وتعريض حياة الأشخاص للخطر، تصريحات غريبة، عبارات غير لائقة، وغيرها الكثير من السقطات الإعلامية.

من «ريهام سعيد» إلى «منى عراقي» وبينهما الكثير مشهورون أو غير كذلك، إعلاميون اقترنت أسماؤهم بأقسام الشرطة والتورط فى المشاكل، نعم يحصلون على براءات سريعة ويعودون للظهور على الشاشة؛ ولكن هذه النماذج تؤكد الحاجة إلى ترسيم الحدود بين الهوجاء والعمل الصحفي، والحاجة لإعادة غربلة من يخرجون على الشاشات لتشكيل الرأى العام والتأثير فى المجتمع.
ما هو موقف القائمين على الإعلام وكيف يتعاملون مع أصحاب المغامرات الصحفية التى ربما تأتى بحثًا عن الشهرة والإعلانات؟
نقيب الإعلاميين «حمدى الكنيسي» فقد أوضح رأيه قائلا: «إن النقابة لا تحاسب الإعلاميين إلا من خلال ما تتم إذاعته على وسائل الإعلام للجمهور، وأنه فى حال ثبات تورط أحدهم فى قضية ما، سيكون القضاء هو الفيصل، الذى سيبتّ بإدانته أو تبرئته ولا تعليق على أحكام القضاء أو النيابة.. أما بالنسبة لتلفيق واختلاق القصص الوهمية بحثًا عن الشهرة، وارتكاب الأفعال الإجرامية أو التورط فيها، فهذا لا يمت للإعلام بصلة، و يجب على كل إعلامى أن يعمل بالوسائل المسموعة والمرئية والإلكترونية أن يلتزم بنصوص ومواد ميثاق الشرف الإعلامى ومدونة السلوك المهنى وعلى رأسها أن يتحرى بالدقة والأمانة والصدق وإسناد الأخبار والمعلومات إلى مصادرها الأصلية، والالتزام بالموضوعية فى التناول، والتوازن فى عرض وجهات النظر، وعدم تغليب المصالح الخاصة على الاعتبارات المهنية والوطنية، وعدم تحريف ما يبث. كذلك تجنب استغلال الأساليب الفنية المختلفة فى تضليل الجمهور، ولمن يخالف ذلك فالنقابة ستتولى المساءلة والعقاب والتأديب، والعقوبات متدرجة تبدأ بلفت النظر، والإنذارات، والوقف لمدة زمنية محددة، وقد تصل إلى الشطب النهائى»..
وأكد «الكنيسي» أن النقابة تقوم بدورها كاملاً، وبشكل غير منقوص بموجب نص القانون، فى الوقوف بكل صرامة وحزم تجاه أى تجاوز يخالف المعايير المهنية والأخلاقية.. كما أوضح أن للإعلامى الحق فى المساندة القانونية - فى حالة طلبه- من قبل نقابة الإعلاميين والمؤسسة التى يعمل بها حال تعرضه لأى مساءلة قانونية مرتبطة بأداء عمله.
الأمين العام للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام «أحمد سليم» تحدث عن هذه الظاهرة قائلا: «إن هناك فرقًا كبيرًا بين السبق الإعلامى وبين الالتزام بالمعايير المهنية، ولا يجوز للإعلامى أن يرتكب الخطأ المهنى من أجل تحقيق صحفي، وعندما تصل القضايا لساحة القضاء يكون من الصعب إلقاء التهم أو الإقرار بالبراءة لأن الأمر أصبح فى حوزة النيابة الأقدر على التحقيق، وأنا أتمنى أن يكون كل الإعلاميين أبرياء، وأتمنى ألا يأخذهم شىء إلى هذه المنطقة.. وبالنسبة للعمل الاستقصائى العملى فهو عمل رائع، وبعض الصحف متميزة فيه، والكثير من الزملاء نالوا الجوائز عنه، وهو جهد محترم قد يأخذ عامًا من التحضير والمتابعة، وهذا يختلف تمامًا عن صناعة قضية من أجل عمل سبق ما.. فالصحافة الاستقصائية هدفها كشف الفساد ومعالجة القضايا، وهذا مطلوب جدًا، ولكن مع الالتزام بالمعايير المهنية..وهناك أكواد مهنية موضوعة لتغطية ومتابعة الأحداث جميعها على الساحة الإعلامية، ومن يخرج عنها ستتم معاقبته من خلال نقابته، ومن خلال المجلس، وسوف تعاقب الوسيلة التى ينتمى إليها أيضًا، فالخطأ يكون مشتركًا بين المذيع وفريق التحرير والقناة».
تحدثنا إلى «محمد عبدالوهاب» المدير التنفيذى لشبكة قنوات النهار فقال: «منذ أزمة ريهام سعيد، أصبحت برامجنا مسجلة، من أجل أن تفادى وقوع الإعلاميين فى أخطاء من هذا النوع، وحتى يكون هناك مجال أكبر للسيطرة على ما تتم إذاعته على عكس ما يحدث على الهواء، وأصبح هناك إشراف أكبر وتركيز على مضمون الحلقات وموضوعاتها، وكذلك على الضيوف، ليس تعنتًا، ولكن لأن المذيع من الممكن ألا ينتبه لبعض الأشياء التى قد تخلق فيما بعد العديد من المشاكل.
وبسؤاله عن المتسبب والمسئول فيما يحدث من اربتاك فى البرامج قال: «فريق التحرير مسئول عن جلب الأخبار وأفكار التحقيقات والموضوعات للمذيع  الذى بدوره يجب أن يكون على وعى وخبرة وثقافة تمكنه من تقييم الموضوعات المهمة التى تستحق التناول وكيفية تناولها، ومن الوارد أن تحدث بعض المشاكل التى لا ينتبه إليها المذيع بدون قصد مما يتعارض مع السياسة أو مع الدولة أو مع القانون، فالخطأ وارد، ولكننا  نحاول طوال الوقت ألا يحدث بالحرص على المزيد من التركيز فى المواد التى نقدمها، فالخطأ أمر سلبى خاصة مع الظروف التى تمر بها البلد».
الحالات التى نشهدها الآن تجعلنا نشعر طوال الوقت بالدهشة من تورط الإعلاميين فى مثل هذه الأمور الشائكة التى تكون فى بعض الأحيان مشينة، بينما لم نكن نشهد أبدًا هذه الفوضى فى سنوات ماضية كان يقتصر فيها الإعلام على عدد محدود من القنوات والبرامج والإعلاميين.. من هنا تحدثنا إلى الإعلامية الكبيرة «سناء منصور» لمعرفة رأيها فيما يحدث على الساحة الآن فقالت: «الإعلامى الحقيقى لا يحتاج لكل هذا، والتورط فى مثل القضايا والمشكلات من هذا النوع لا يحتاج لتعليق أو كلام، فهذه أساليب رخيصة لجذب الإعلانات أو غيرها والإعلام برىء منها ولا تمت للمهنة بصلة.. وبشكل خاص أرفض التعليق على أية وقائع بعينها».>