الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

موسم الهجرة إلى «ماسبيرو»!

موسم الهجرة إلى «ماسبيرو»!
موسم الهجرة إلى «ماسبيرو»!


فيما شهدت ساحة الفضائيات خلال الفترة الماضية، موجة من عمليات الدمج والهيكلة، أصبح الرجوع إلى ماسبيرو خيارًا مطروحًا للبعض وأمرًا مفروضًا لا مفر منه عند البعض الآخر.

خصوصًا أن تأثير غلق عدد من الفضائيات، وتقليص حجم العاملين فى عدد آخر لا ينسحب فقط على مقدمى البرامج، فخلف الكاميرات جيوش من العاملين فى قطاعات مختلفة، كالإخراج، والتصوير، والهندسة الإذاعية، وغيرها، تشير التقديرات إلى أن عدد من قام منهم بـ«قطع إجازته» ليعود مجددًا إلى صفوف العاملين بالتليفزيون الرسمى للدولة قد تجاوز المئات حتى الآن، لكن حصر الرقم بدقة أمر شبه مستحيل، حيث لا توجد حتى اليوم قاعدة بيانات مركزية تضم العاملين بالمبنى بشكل كامل، ليتم التعرف من خلالها على حركة الإجازات، فهو أمر يختص به شئون العاملين بكل قطاع من قطاعات المبنى، وإجمالًا، فإن الأمر ذاته يمكن اعتباره سلاحًا ذا حدين، فالبعض ينظر له كخطوة نحو إصلاح طال انتظاره، يأتى هذه المرة على يد أبناء المبنى، وليس بأيادٍ خارجية، فشلت من قبل فى انتشاله من عثرته، بينما يراه البعض الآخر عبئًا جديدًا، يضاف إلى أعباء كثيرة كبّلت ماسبيرو، وأعاقته عن تحقيق الإصلاح المزعوم، وفى السطور التالية نحاور العائدين بعد غياب، فى محاولة للتعرف على ما ينوون تقديمه بعد العودة، وما وجدوه من تغيير بعد الغياب، كما نتعرف على آراء أبناء المبنى فى عودة زملائهم، خصوصًا مع وجود تيار نمى على استحياء، رافضًا هذه العودة، واصفًا إياها بـ «عودة المضطر» لا عودة المحب، حيث ضاق الحال، وغلقت الأبواب..
>النجوم عائدون
«يوسف الحسينى»، و«تامر أمين»، الاسمان الأبرز ضمن قائمة الإعلاميين المرشحين للعودة، حيث تردد اسماهما كثيرًا دون نفى أو تأكيد منهما، ليس فقط لكونهما قد حققا خارج المبنى ما لم يستطيعا تحقيقه بداخله من نجومية، لكن لأنهما عملا سنوات طويلة فى ماسبيرو قبل رحيلهما عنه، حيث عمل «الحسينى» مذيعًا فى الفضائية المصرية منذ 1998، ولمدة 9 سنوات قدم خلالها العديد من البرامج الناجحة، قبل انتقاله بين عدة القنوات، حتى استقر به الحال فى 2011 فى قناة ON T.V، التى عمل بها حتى العام الماضى، حيث قدم خلال السنوات الست عددًا من البرامج الرئيسية داخل القناة، مثل صباح أون، والسادة المحترمون، وبتوقيت القاهرة وغيرها، أما «تامر أمين» فقد عمل لسنوات كأحد الكوادر الأساسية فى قناة النيل للأخبار، لينتقل بعدها فى عام 2004، لتقديم برنامج «البيت بيتك» أحد أنجح البرامج التى قدمت على شاشة التليفزيون المصرى على الإطلاق، الأمر الذى أثر على ارتفاع أسهم «أمين»، حيث انتقل بين عدة قنوات فضائية، كان آخرها قناة الحياة، والتى يبدو أن لها تأثيرًا واضحًا فى عدم قدرته على تحديد مصيره بشكل واضح فى الأيام المقبلة، حيث سألناه عن كواليس العودة، وشكلها، فقال: «لم أحدد بعد الجهة التى سأذهب إليها، وكل ما يتردد عن العودة لا يخرج عن كونه تكهنات، قد تكون قابلة للتحقق، فلدى أكثر من عرض من أماكن عديدة، ماسبيرو أحدها، ومن الوارد جدًا أن يكون ماسبيرو هو خيارى فى الفترة المقبلة، فلا أزال فى مرحلة المفاضلة بين العروض، لكن خطوتى الأهم الآن هى الحصول على مستحقاتى المالية من قناة الحياة، فرغم انتهاء التعاقد مع القناة، فإننى لم أحصل على كافة حقوقى المالية، وأعتقد أننى إذا أنهيت هذه الخطوة فى الأيام المقبلة –كما أتمنى- سأحسم وجهتى قريبًا جدًا».
>خبرات متراكمة
بعد غلق القناة الإخبارية ON LIVE، واستحواذ شركة إعلام المصريين على مجموعة قنوات cbc وهو ما يعزز شائعة سرت منذ أشهر بنية دمج قناة extra news الإخبارية، مع قناة dmc news المتوقع انطلاقها قريبًا، بات مقدمو النشرات، والبرامج الإخبارية بين شقى الرحى، فكان أمر العودة حتميًا لبعضهم، بداية من المخرجة «منال الدفتار»، التى قُبلت استقالتها من رئاسة dmc news قبل أيام، حيث شغلت هذا المنصب لمدة عام ونصف العام، تأجل خلالها إطلاق القناة عدة مرات، لتعود مرة أخرى لمنصبها فى ماسبيرو كرئيس الإدارة المركزية للأخبار، كما عاد أيضا الإعلامى «محمد ترك»، بعد غياب دام 15 عامًا عن المبنى، كان خلالها أول مراسل لقناة العربية الإخبارية من داخل مصر، ثم انتقل للعمل فى قناة mbc، استقر بعدها منذ عام 2009 فى قناة ON T.V كواحد من أقدم مقدمى الأخبار بها، لكنه عاد مجددًا إلى قطاع الأخبار مطلع الشهر الجارى، ليقدم نشرات الأخبار، والبرامج الحوارية التى يشترك فى تقديمها أكثر من إعلامى من أبناء القطاع.
وعن قصة العودة، والتغييرات التى طرأت على المبنى يقول: «عدت لأجد المبنى قد أصابه العجز، رغم محاولات الإصلاح التى نتمنى أن تؤتى ثمارها فى الفترة المقبلة، إذا ما توافرت وسائل تحقيق الرغبة فى الإصلاح، لأن الأمر لا يتعلق بالأشخاص وحدهم، لكنها منظومة عمل متكاملة». وأشار إلى أن الخطوة الأولى لوضع ماسبيرو على طريق المنافسة هو محاولة إعادة الرغبة للعاملين بالمبنى، ومنحهم الدافع المعنوى للعمل، بالإضافة إلى تحسين أوضاعهم المادية، وعن الأصوات المنتقدة للعودة من داخل المبنى، يقول: «قوبلت بكل ترحاب من الزملاء، خصوصًا أننى لم أكن فى إجازة، بل كنت معارًا من التليفزيون للجهات التى عملت بها بالخارج، ومع ذلك فإن حرص الزملاء على تجديد إجازاتهم سنويًا من قبل نشوب الأزمة، كان سببه أن الجميع لديه يقين بأن التليفزيون المصرى هو الأصل، وأن العودة قادمة لا محالة، ومن المؤكد أن العائدين يمتلكون خبرات متراكمة ستحدث فرقًا إذا ما سمح لهم بتطبيقها داخل أماكن عملهم».
> غياب العدالة
«حسانى بشير»، هو أحد مؤسسى القناة الثامنة بأسوان، وأول من قرأ نشرة الأخبار بها، ليتم اختياره بعد ذلك بسنوات، وتحديدا عام 1999 للمشاركة فى تقديم برنامج «صباح الخير يا مصر» كل اثنين، حيث كان يحضر من أسوان إلى القاهرة أسبوعيًا لهذا الغرض، لمدة خمس سنوات، حيث انتقل عام 2005 إلى قطاع الأخبار، وبعد عدة أشهر انتقل بين عدة فضائيات عربية، ليستقر بعد ثورة يناير 2011 فى ON.TV، لكنه قرر العودة مؤخرًا بعد إجازة دامت لأكثر من 13 عامًا، وعن ذلك يقول: «غبت طويلًا، لكننى عدت لأجد نفس روح المودة والحب بين الزملاء، لكن أكثر ما أزعجنى هو تقلص المساحة الإخبارية التى يتم تقديمها، وأعتقد أن عودة الطيور المهاجرة إلى المبنى العريق يسهم بنسبة كبيرة فى رفعته وتطويره، خصوصًا أن تلك الكوادر البشرية العائدة قامت على أكتافها قنوات خاصة، لكن نظرة من الدولة أيضًا لحال المبنى، ومحاولة تحسين الأوضاع المادية لأبنائه ستسهم بشكل أو بآخر فى استعادة بريقه المفقود، خصوصًا مع عدم اللجوء إلى غيرهم لتحسين أوضاعهم، فهم أكثر من يعلمون مشاكله وخباياه، بشكل لا يتمكن منه القادمون من الخارج».
وعن الأصوات المنتقدة خطوة العودة يقول: «البيت أولى بأصحابه، خصوصًا أن من ابتعد عن المبنى تعرض لتضييق دفعه إلى اتخاذ تلك الخطوة، فالمحاباة، والمجاملة، وغياب العدالة، كانوا أسبابًا لرحيل أبناء المبنى عنه».
> توقيت العودة
وعلى الجانب الآخر، يرى «محمد الطوبجى»، المذيع فى قناة نايل فاميلى، والمحاضر فى المجلس الأعلى للإعلام، لتطوير مهارات مقدمى البرامج، والمتاح للإعلاميين الأفارقة والعرب، أن العودة بعد غياب طال أو قصر، هو حق مشروع لأبناء المبنى، لا ينازعهم فيه أحد، لكن التحفظ الوحيد هو توقيت عودتهم، فقد عادوا بعد أن أغلقت الأبواب الخارجية أمامهم، ويضيف: «كنت آمل أن يعودوا فى أوقات سابقة، ليقفوا بجانب المبنى فى محنته».
وعن مدى مساهمة تلك الخطوة فى تطوير المبنى، وخروجه من عثرته، يقول: «تطوير ماسبيرو لن يتحقق بعودتهم فى حد ذاته، لكن حسن اختيار المذيع الذى يتناسب مع طبيعة البرنامج، والدليل أنهم أحضروا «خيرى رمضان»، و«رشا نبيل» إلى برنامج «مصر النهاردة» على القناة الأولى، ولم يحقق نجاحًا يذكر، فلماذا لم يأتوا بأبناء المبنى مثل «تامر أمين»، و«معتز الدمرداش»، وغيرهما ممن لهم أرضية، ويتمتعون بمهنية عالية؟».>