احترام الإنسان وسماحة الإسلام
اقبال السباعي
أعتقد أن ما حدث فى قرية دهشور بالبدرشين من اشتباكات دامية بين المسلمين والمسيحيين والتى أدت إلى تدمير وإحراق عدد كبير من منازل القرية ووفاة شاب فى التاسعة عشرة من عمره وإصابة العديد من الأهالى ورجال الشرطة له علاقة بالتعايش السلمى وترسيخ مفهوم التآخى والمساواة بين المواطنين، فمن الغريب أن تتحول مشادة كلامية بسبب قيام مكوجى مسيحى بحرق قميص شاب مسلم إلى مواجهات شرسة يتم حشد المئات لها من الأهالى الذين يستخدمون جميع أنواع الأسلحة وزجاجات المولوتوف ويظلون يضربون ويحرقون ويقتلون لساعات وأيام غير عابئين بحرمة هذا الشهر الكريم، فالمشكلة هنا تكمن فى الناس أنفسهم لأن المشاجرات والمشاحنات التى غالبا ما تحدث بصورة دائمة تتحول سريعا إلى فتنة طائفية إذا ما كانت بين مسلم ومسيحى والسبب يرجع إلى ضعف الانتماء للوطن وعدم الالتفاف حول كلمة واحدة هى «مصر».
والسؤال هو: كيف يعيش الناس إخوة متحابين بعضهم مع بعض؟!
فى رأيى أن الإجابة تأتى من سماحة الإسلام الذى يقول: «لكم دينكم ولى دين»، ومن مواقف الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - عندما مرت عليه جنازة يهودى ووقف لها فهو صلى الله عليه وسلم فى ذلك الموقف احترم الجسد والإنسان بصرف النظر عن العقيدة والأديان، لذلك لا يجب أن ننظر للأمور من جوانب دينية متعصبة أو نجعل العقائد والديانات سببا فى الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، وإنما لابد أن ننظر للأمور من جانب أن جميع من يعيشون على أرض هذا الوطن هم إخوة مصريون فعلى كل وطنى مخلص أن يعلى مصلحة الوطن وأن يساهم الجميع فى مرحلة البناء والاستقرار وأن يتجهوا إلى العمل والنماء من أجل صنع غد أفضل.
وعلى مؤسسات الدعوة ضرورة تحديث وتطوير الخطاب الدينى ليكون مواكبا للأحداث وملائما للظروف التى يعيشها المجتمع المصرى الآن حتى يؤتى أثره المفيد فى رأب الصدع وترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال.∎∎