السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

70 % من أبناء الطلاق يعانون نفسيًا

70 % من أبناء الطلاق يعانون نفسيًا
70 % من أبناء الطلاق يعانون نفسيًا


الأطفال  الذين يتعرضون لمشاكل نفسية نتيجة انفصال الأبوين هم أكثر عُرضة للأزمات النفسية بأربع مرات عن غيرهم وذلك حسب إحصائية لمحاكم  الأسرة.
الإحصائية كشفت أن 30 % من أطفال المطلّق يقيمون مع المطلقين وزوجته، أو الزوجة وزوجها وأن 45 % من أطفال المطلقين يعيشون مع أمهاتهم،  والـ25 % الآخرين يعيشون مع أقارب الزوج أو الزوجة.

كما كشفت الإحصائية أن 70 % من أبناء المطلقين يعيشون حالة نفسية سيئة بسبب النزاعات، ولم يختلف ما وصلت إليه محاكم الأسرة عندنا كثيرًا عن الدراسات الغربية التى أكدت أن35 % من أطفال وأبناء المطلقين بحاجة إلى المساعدة النفسية.
وإن احتمال محاولات الانتحار لديهم تكون ضعف الأطفال الآخرين أكثر عرضة أربع مرات للمشكلات مقارنة مع أقرانهم إضافة إلى كونهم أكثر عدائية من غيرهم.. وأصعب ما انتهت إليه محاكم الأسرة أن 25 % من أطفال المطلقين يعيشون مع أقاربهم وهو ما قد يسبب ضررا لحالتهم النفسية فهؤلاء يصل عددهم حسب تقديرات  المهتمين بشئون الأسرة فى مصر إلى 2.5 مليون طفل.
وفى دراسة أعدها  مركز قضايا المرأة عن أبناء الطلاق فإن الغالبية  العظمى من الأطفال الذين يعيشون فى  أسر مفككة بالطلاق يتعرضون لضغوط  نفسية ومادية وهذا يؤدى إلى تشوه بنائهم النفسى فلا أحد يستطيع أن يتنبأ يقينا بما ينتهى إليه ذلك التشوه وإن لم يتم تداركه قد ينتج عن هذه التشوهات منحرفون يصبون عدوانهم على المجتمع الذى حرمهم من طفولتهم وظهور العنف والعدوان وهو نتيجة طبيعة للضغوط المصاحبة التى تحيط بالطفل والحرمان الذى يعانيه سواء الحرمان المادى أو العاطفى.
وفى دراسة مطولة أقامها المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية عن تداعيات الطلاق فى مصر التى سأل فيها عددًا كبيرًا من المطلقين والمطلقات وكان أحد أجزاء هذه الدراسة عن الطلاق واغتراب الأبناء وسألت الدراسة المطلقات عن أبنائهن.
وانتهت إلى أن هناك خصالا شخصية تتأثر لدى الأبناء من جراء الطلاق فقالت إحدى الأمهات عن ابنها: «الولد عصبى جدا» فالتمرد يزداد لدى أبناء الأسر المتصدعة وهذا ما أكدته إحدى الأمهات المطلقات قائلة: (الولد مش بيسمع الكلام فانفصال الأب عن الأم يؤدى أيضا إلى حالة انفصال بين الأبناء والمجتمع  فبعض الأمهات المطلقات أكدن أن أبناءهن رغم أنهم يعيشون مع أمهاتهم وأخواتهم فإنهم يشعرون بالوحدة وبعضهم «منطوى» وليس لديه أصدقاء.
وكشفت دراسة المركز القومى للبحوث الاجتماعية أن بعض أبناء المطلقين لديهم وعى ببعض المشكلات التى يعانون منها الأمر الذى دفع بعضهم إلى توجيه نداء للآباء بضرورة الرجوع عن الطلاق وهذا حدث فى بعض الحالات التى أخذت رأيها  فى الدراسة حيث أكد بعض الأمهات أن أبناءهن مرتبطون بوالدهم جدا وكثيرا ما يقولون عاوزين يعيش معانا إحنا الاثنين وانتهت الدراسة إلى أن هناك تأثيرات سلبية مع  الأبناء جراء الطلاق وتفكك الأسرة وسيؤدى إلى اتجاه الأبناء نحو الجنوح الاجتماعى وخصوصا المراهقين كما يؤدى إلى عدم رغبتهم فى الزواج مستقبلا ويؤدى أيضا إلى تحقيق التشاؤم للأطفال والسلوك الذى قد يتسم بالفوضى إلى حد كبير.
د. فادية أبو شهبة أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث أقامت العديد من الأبحاث عن الأسرة المصرية وعن السجون قالت لنا: «لا بد أن نعترف أن التفكك الأسرى  والطلاق هما العامل الرئيسى وراء انحراف الأبناء وأن أكثر قضايا المخدرات فى السجون أبطالها من أسر متفككة بالطلاق ثم يأتى  غياب الأب للسفر أو عدم اهتمام الأب والأم بالتربية نتيجة انشغالهم فى العمل».
وأكدت (أبوشهبة) أن  أطفال الطلاق أغلبهم يصابون بأمراض نفسية فالأكثر يصابون بالتبول اللاإرادى والفزع بالليل نتيجة انتقالهم من أماكن منشئهم فى الأسرة إلى  أماكن أخرى مع الأم أو مع الجدة، كما أن الأطفال الذين ينتقلون للعيش مع أقاربهم أطفال أكثر عرضة للأمراض النفسية نتيجة لشعورهم بأنهم يعيشون عالة على أسرة أخرى أو نتيجة لمعايرة أبناء الأسرة الأخرى لهم وبالتالى يكونون أكثر حساسية.
والنتيجة تجد أطفالاً معقدين نفسيا ومنحرفين إذا كانوا يعيشون مع أمهاتهم أو جدتهم التى تقوم بتدليلهم وهذه كارثة مجتمعية فنجد بعضهم مجرمين والبعض الآخر كارهًا للمجتمع والبعض الثالث عندما يتزوجون يطلقون أيضًا.
والآن هناك ظاهرة لاحظناها كأساتذة اجتماع وهى وجود ظاهرة عدم التوافق الزواجى والانفصال بين الزوجين كل منهما فى مكان بعيد عن الآخر والأبناء بينهما، وبالتأكيد الأبناء ينشأون فى هذه الحالة فى بيئة غير طبيعية أيضًا.
فتحى كشك المحامى المتخصص فى الأحوال الشخصية يقول: لا بد أن نؤكد أولا أن أبناء المطلقين الآن وصل عددهم لأكثر من عشرة ملايين طفل وأن محاكم الاستئناف الآن بها أكثر من مليون قضية أحوال شخصية ففى عام 1975 كان هناك دائرة واحدة بمحكمة استئناف  القاهرة للأحوال الشخصية وكانت تنظر قضايا محافظات القاهرة والجيزة والسويس والرول أو  محضر الجلسة ينظر فيه 6 قضايا فقط.
 أما الآن محاكم استئناف الأحوال الشخصية بالقاهرة  التى تنظر قضايا محافظتى القاهرة والجيزة بها 36 دائرة وكل جلسة ينظر بها أكثر من مائة قضية وبحسبة بسيطة هذه المحاكم تنظر أكثر من 250 ألف قضية وعادة قضايا الأحوال الشخصية أول درجة لا يستأنف إلا نصفها، وهذا يعنى أن محاكم الأحوال الشخصية القاهرة والجيزة تنظر أكثر من 750 ألف قضية هذا طبعا بخلاف  باقى المحافظات.. وأضاف: لا بد أن نعترف أيضا أن الغالبية العظمى من الجرائم التى تتم فى مجتمعنا الآن من سرقة ومخدرات وإرهاب وتحرش الغالبية العظمى منها من أبناء المطلقين والسبب فى ذلك قانون الأحوال الشخصية الحالى الذى يعطى الحضانة للأم حتى سن 15 عامًا ثم يقوم القاضى بسؤال الأبناء مع من تحب أن تجلس باقى عمرك عادة ما يقول الأبناء الأم لأنها تقوم بتدليلهم وتلبية طلباتهم وتركهم على حريتهم والنتيجة أطفال أو شباب بلا قيم ولا مبادئ والبعض منهم مدمن.
لهذا جميع المحامين طالبوا منذ أكثر من 15 عامًا بتعديل قانون الرؤية وإعطاء الحق للأب لاستضافة أبنائه يومًا فى الأسبوع ويومًا فى الأعياد وأسبوعًا فى الإجازات وإذا كانت - الكلام ما زال لفتحى كشك - المنظمات المهتمة بشئون المرأة والأمهات خائفة من أن يخطف الأب أبناءه هذا له حل سهل جدًا وهو أن يقوم الأب باستلام أبنائه على يد محضر فى قسم الشرطة ويسلمهم فى اليوم التالى على يد محضر وإذا تخلف عن تسليمهم تتم إقامة جنحة خطف أبنائه ويحبس لمدة عام المهم مصلحة الأبناء، فلا بد أن يشعروا بآبائهم ويقوموا بتوجيههم فالمادة 20 من قانون الأحوال الشخصية 25 لسنة 1929 التى لم يتم تغييرها منذ 90 عامًا حددت الحضانة بالترتيب للأم ثم أم الأم ثم أم الأب ثم الأب ثم الخالات والعمات وطوال عملى فى الأحوال الشخصية منذ أكثر من 50 عامًا كل أبناء المطلقين يذهبون إلى المطلقات و1 ٪ يذهب للآباء وفى معظم الأحيان تقوم الأم بإبعاد الأبناء عن الآباء.
وفى إحدى القضايا حصلت موكلتى على الطلاق وفوجئنا بنيابة مدينة نصر تستدعيها حيث كان الأبناء مع والدتهم وذهبنا للنيابة، فطالبت النيابة الأم بتسلم أبنائها لتنازل الزوج عن حضانته لهم لسفره للخارج وفوجئت أمام النيابة أن موكلتى ووالدها رفضا الأبناء بشدة وأصر وكيل النيابة أن يصدر أمرًا بمبيتهم فى قسم الشرطة على أن يسلموا الأبناء لإحدى دور الرعاية بطبيعتى قمت بنهر موكلتى ووالدها واستعطفتهما أن يأخذا الأبناء إلا أنهما رفضا بشدة.
وعندى أحد موكلى اكتشف بالصدفة عندما ذهب لاستخراج إحدى الشهادات من الأحوال المدنية أن ابنته التى تربت مع مطلقته تزوجت وأنجبت دون علمه؟!
وأكد كشك أن أسباب الطلاق فى مصر الآن هى الضرب والشتم والهجر وعدد ضخم من الطلاق يتم الآن بالخلع، وما نحتاجه هو تعديل قانون الأحوال الشخصية وقضاة متخصصون فى الأحوال الشخصية فى المحاكم لأن هناك كثيرًا من القضايا يتم نقلها من محاكم الجنح إلى محاكم الأحوال الشخصية والحقيقة أن قضايا الأموال الشخصية قضايا معقدة لا بد أن تتم فيها مراعاة الجانب الاجتماعى والإنسانى به فإذا كان قانون الأحوال الشخصية حدد من يكون له الحضانة بالترتيب فمن حق القاضى إذا رأى أن مصلحة الطفل أن تكون حضانته مع والده أن ينقل الحضانة للوالد.
وبالتأكيد مع وجود قضاة متخصصين فى الأحوال الشخصية سوف نجد أحكاما بها نوع من الإنسانية والمصلحة التى تعود على الطفل ولها بعد اجتماعى ولم نجد ما نشاهده الآن من أن بعض القضاة يكون لديهم «اسطمبا واحدة» للأحكام وهذا بالتأكيد لم نره من القضاة الذين لهم خبرة فى الأحوال الشخصية التى تعتبر من القضايا المهمة والخطيرة التى لها الصلة المباشرة بتماسك المجتمع.
د. محمد سمير عبد الفتاح أستاذ علم النفس الاجتماعى بجامعة عين شمس قال:
أولا لا بد أن تقوم الأم باحتواء أبنائها وتشعرهم بأنه لاتزال العلاقة طيبة بينها وبين آبائهم.
ثانيًا: لا بد ألا تمنع الأم أبناءها عن والدهم وتسعى إلى أن تجمع بينهم وذلك حفاظًا على بنائهم النفسى،
ثالثًا: لا بد أن يعطى الزوج لزوجته جميع حقوقها ويلتزم ماليا تجاه أبنائه حتى لا ينحرفوا.
رابعًا: على الإعلام المصرى والمسلسلات أن تراعى شعور أبناء الطلاق ولا بد أن يظهرهم فى المسلسلات بالعلاقات الطيبة بينهم وبين والدتهم ووالدهم.
وأضاف: عالميًا أى مجتمع به من 1: س2 مصابون بأمراض نفسية وتزداد هذه النسبة فى الفئات التى لديها مشكلة مثل المطلقين والباحثين عن عمل وغيرهم،
وعادة ما يصاب المطلقون بأمراض القلق والوساوس القهرى خاصة المطلقات اللاتى قد يصبن بعد الطلاق بالقلق اللا شعورى ولوم أنفسهن لعدم استمرار الزواج.
أما التأثير الأكبر والمشكلة فى الطلاق فهى أطفال الطلاق الذين يصابون بالعديد من الأمراض النفسية وتأثير بنائهم النفسى فقد يصابون بالقلق والانحراف والفشل الدراسى وعدم الاستقرار.
ويؤكد الدكتور عبدالفتاح أن العنوسة فى مصر سببها انتشار الطلاق وعدم رغبة الذين لم يتزوجوا خوض تجربة الزواج فعلينا إذن أن نعود إلى تغلب القيم الدينية والحفاظ على الأسرة وعلى القيم المادية التى أصبح أمامها كل شىء سهلاً.