الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

احتلال سيناء.. بقرار جمهورى!

احتلال سيناء.. بقرار جمهورى!
احتلال سيناء.. بقرار جمهورى!


الإدارة المصرية تقر حزمة تيسيرات جديدة لدخول الفلسطينيين عبر منفذ رفح الحدودى دون تأشيرة.. شاحنات سولار صناعى تتجه إلى قطاع غزة عن طريق منفذ العوجة البرى بوسط سيناء، تقل نحو 300 ألف لتر من السولار..
 
فلسطينيون تابعون لحركة «حماس» يقومون بشراء أراضٍ بشمال «سيناء»، وبالتحديد «الشيخ زويد» و«رفح»، بالشراكة مع بعض العائلات والقبائل السيناوية التى تربطها صلة نسب مع أهالى «غزة».. الرئيس المصرى محمد مرسى يستقبل إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة.. هنية يعرض على الرئيس مجموعة من المشروعات التنموية على جانبى الحدود المصرية مع قطاع غزة الذى تسيطر عليه حركة حماس منذ الانقلاب العسكرى الذى نفذته فى .2007
 
ستة أخبار متفرقة نقل بعضها وسائل الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية، يمثل كل منها تحسنا ملحوظا للأوضاع فى قطاع غزة الفلسطينى، وخطوة نحو رفع المعاناة عن الإخوة الفلسطينيين.. فى حين تمثل هذه الأخبار جميعا اختراقا صريحا للأمن القومى المصرى من ناحية الحدود الشرقية، دون أى تحرك من الجهات الرسمية المعنية بهذا الشأن.
 
∎ تسهيلات جديدة للعابرين
 
تتضمن سلسلة التسهيلات الجديدة إعفاء من شرط الحصول على تأشيرة مسبقة لكل من السيدات الفلسطينيات بمختلف أعمارهن، والذكور دون 18 عاما وفوق 40 عاما، وكذلك القادمون للدراسة بموجب شهادات قيد معتمدة من الجامعات المصرية، كما نصت الآلية الجديدة على إعفاء المرضى والمتوجهين للدراسة فى مصر والقادمين للعلاج بموجب تحويل طبى والأبناء القادمين برفقة والديهم المعفيين من شرط الحصول على تأشيرة مسبقة.. كما تنص على إعفاء الأسر الفلسطينية القادمة للمرور من وإلى قطاع غزة.
 
ويشترط فى جميع تلك الحالات أن يحمل الفلسطينيون جوازات سفر فلسطينية وإقامة وعودة من الدول القادمين منها لا تقل عن 6 شهور إذا كانوا يحملون وثائق سفر تلك الدول .. على أن تتولى السفارة الفلسطينية فى القاهرة وبالتنسيق مع الجهات المعنية.. نقل الرعايا الفلسطينيين الذين لا تنطبق عليهم تعليمات الدخول السابق الإشارة إليها من وإلى قطاع غزة.
 
كذلك تقرر استمرار تطبيق القواعد الخاصة بدخول الفلسطينيين القادمين من ليبيا نتيجة للظروف الحالية والتى تقضى بالحصول على تأشيرة دخول مسبقة لكافة الفئات العمرية، كما تم إلغاء نظام الترحيل بالنسبة للفلسطينيين القادمين من قطاع غزة أو المتجهين إليه عن طريق الموانئ والمطارات المصرية (ممن كان يطلق عليهم مرحلون سابقا).. حيث يتم منحهم تأشيرة دخول فورية للبلاد لمدة من 48-72 ساعة، ويكون لهم مطلق الحرية فى الإقامة والتنقل لحين إنهاء إجراءات سفرهم إلى الخارج أو العودة إلى قطاع غزة.
 
وأعلن مصدر مسئول أن الجهات المعنية مستمرة فى مراجعة موقف المدرجين أمنيا فى الوقت الماضى، وجارٍ تنقية القوائم ورفع حالات المدرجين والممنوعين من السفر إلى أن يتم رفع حالات الإدراج بصورة كاملة، ومن جهة أخرى تم تخصيص مكتب بمجمع التحرير بالقاهرة لمنح التأشيرات للفلسطينيين الراغبين فى زيارة مصر أو الدخول إليها.
 
يذكر أن لفظ المرحلين كان يطلق على العابرين لميناء رفح البرى ممن لا يحملون تأشيرات دخول أو إقامة فى البلاد.. سواء القادمين من قطاع غزة أو العائدين إليه من الدول العربية والأجنبية.. فكان يتم تجميعهم ونقلهم من وإلى ميناء رفح البرى ومطار القاهرة الدولى وباقى الموانئ المصرية تحت حراسة أمنية حتى لا يقيموا فى البلاد تحت أى مسمى.
 
كما أن المدرجين والممنوعين من السفر من وإلى قطاع غزة فهم القوائم التى أعدها جهاز أمن الدولة المصرى أو الأمن الوقائى الفلسطينى.. وكان يتم منعهم من مغادرة قطاع غزة أو الدخول إليها، وكذا منعهم من دخول مصر.
 
∎ حركة العبور من وإلى القطاع
 
وباستعراض الحركة خلال السنوات الأخيرة نجد أن إجمالى عدد العابرين خلال عام 2009 بلغ 61 ألف فرد من الجانبين، كما تم خلال نفس العام إدخال 825 شاحنة من المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة إلى قطاع غزة، فى حين بلغ إجمالى عدد العابرين لميناء رفح البرى خلال عام 2010 حوالى 164 ألف فرد، تم إدخال 619 شاحنة تقل المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة إلى القطاع.
 
فى المقابل بلغ إجمالى عدد العابرين خلال عام 2011 حوالى 257 ألف فرد، كما تم إدخال آلاف الأطنان من الأدوية والمساعدات الطبية والإنسانية ومواد الإغاثة.. وخلال العام الحالى 2012 بلغ إجمالى عدد العابرين خلال الشهور الماضية 240 ألف فرد، كما تم إدخال عشرات القوافل الإغاثية.. إلى جانب آلاف الأطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية والمساعدات الإنسانية والإغاثية.
 
على مستوى محافظة شمال سيناء .. تم وضع جميع مرافق وأجهزة المحافظة فى حالة طوارئ واستعداد تام.. وأعلن د. طارق خاطر مدير عام الصحة بشمال سيناء أنه تم توفير أطقم عمل إضافية ويتم تسهيل الإجراءات وكذا توفير عيادات طبية متنقلة وكوادر طبية متخصصة وسيارات إسعاف لرعاية المرضى والحالات الحرجة وتقديم العلاج اللازم لهم.. وهناك تيسيرات خاصة بهم فى الجوازات والجمارك وغيرها.
 
∎ نقل الوقود للقطاع
 
من ناحية أخرى أعلن مصدر مسئول أن 6 شاحنات سولار صناعى تتجه إلى قطاع غزة عن طريق منفذ العوجة البرى بوسط سيناء، وتلك الشاحنات تقل نحو 300 ألف لتر من السولار، مشيرا إلى أنه سبق إدخال 105 شاحنات نقلت حوالى 5 ملايين و225 ألف لتر من السولار إلى قطاع غزة خلال الأسابيع الماضية، بما يمثل ربطا عمليا للقطاع بالأراضى المصرية.
 
∎ بيع أراضى رفح والشيخ زويد
 
المصادر أكدت أن أشخاصًا فلسطينيين تابعين لحركة «حماس» يقومون منذ عدة أشهر بشراء أراضى بشمال «سيناء»، وبالتحديد «الشيخ زويد» و«رفح»، بالشراكة مع بعض العائلات والقبائل السيناوية التى تربطها صلة نسب مع أهالى «غزة»، وأوضحت المصادر أن أسعار الأراضى المشتراة حتى الآن تعدت عشرات الملايين من الجنيهات، مؤكدة أن الهدف هو إقامة مشاريع استثمارية تكون العمالة فيها لأهل «غزة» و«سيناء»، وهى الخطوة الأولى التى تسبق تنفيذ مخطط توطين سكان القطاع فى شبه جزيرة سيناء وهو المخطط الذى جرى التحذير منه مرارًا وتكرارًا، ولكنه دخل الآن حيز التنفيذ بعد وصول الإخوان إلى الرئاسة.
 
من جهته استنكر اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمنى أن تتم عمليات البيع تلك بالمخالفة للقانون الذى يمنع بيع أراضى سيناء للأجانب، قائلا: لا أعلم كيف يتم ذلك تحت سمع وبصر الجهات المصرية المختصة دون تحريك أى ساكن، وقال: آمل أن تكون السلطات المصرية لديها معلومات تفصيلية بعمليات البيع والشراء والتملك لأن هذا اختراق صريح للأمن القومى المصرى.
 
∎ الأمن المصرى خط أحمر
 
فى الوقت الذى يرى فيه السفير سعيد كمال أمين عام مساعد جامعة الدول العربية الأسبق أن التسهيلات التى أقرتها مصر تعد إضافة إلى رصيد المساعدات المصرية للفلسطينيين، فإنه يعتبر الاعتداء على الأمن القومى المصرى خطا أحمر لا يجب الاقتراب منه مشيرا إلى أن تحمل مصر جزءا من احتياجات القطاع لا يعنى عودته للإدارة المصرية مثلما كان عليه الوضع قبل هزيمة .1967
 
من جانبه رحب الباحث الفلسطينى سمير غطاس مدير مركز مقدس لدراسات الشرق الأوسط بأى إجراء من شأنه رفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى، لكنه حذر فى الوقت ذاته من انجراف مصر تحت شعارات عروبية أو إسلامية فى تنفيذ المخطط الإسرائيلى المعلن منذ سنوات بإلقاء مسئولية قطاع غزة تدريجيا على مصر وكذا الحال بالنسبة للضفة الغربية مع الأردن، وبذلك تتم تصفية القضية الفلسطينية نهائيا على حساب مصر والأردن.
 
ويشير غطاس إلى أن إسرائيل بدأت تنفيذ مخططها بالانسحاب أحادى الجانب من قطاع غزة الذى قاده رئيس الوزراء الأسبق إرييل شارون، متشككا فى أن تكون الصفقة الإخوانية - الأمريكية لتمرير فوز محمد مرسى تضمنت تصفية القضية الفلسطينية بالإضافة إلى الحفاظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل دون أى تعديل، لافتا إلى أن سفير بريطانيا الأسبق لدى المملكة السعودية طالب مؤخرا الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة برفع المساعدات التى تعطيها للسلطة الفلسطينية حتى تتحمل إسرائيل مسئوليتها القانونية كاملة عن الأراضى الفلسطينية باعتبارها سلطة احتلال.
 
زاوية جديدة أضافها غطاس تتعلق بالزيارة الأخيرة لإسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة فى قطاع غزة إلى الرئيس المصرى، فرغم كونها جاءت بعد لقاء الرئيس بمحمود أبومازن إلا أنها تعطى شرعية للحكومة المقالة منذ ما يزيد على خمس سنوات حتى الآن وتدخل مصر طرفا فى الانقسام بين حركتى فتح وحماس بدلا من أن ترعى المصالحة بينهما مستغلة ما لدى القيادة الإخوانية من أوراق ضغط على الجانب الحمساوى المعطل للمصالحة خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن لجنة تنقية كشوف الناخبين فى قطاع غزة أوقفت عملها فور إعلان فوز الرئيس محمد مرسى.
 
∎ تقدير القيادة السياسية
 
إن ترسيم الخط الفاصل بين رفع المعاناة عن الفلسطينيين وحماية الأمن القومى المصرى هى مسألة شائكة وحساسة وتعتمد على حكمة وتقدير القيادة السياسية.. هكذا تحدث د. جمال عبد الجواد رئيس وحدة العلاقات الخارجية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ورغم ذلك فهو يرى أن هناك ضغوطا حمساوية قوية لتغيير الموقف المصرى من الأطراف الفلسطينية المنقسمة، وأن الميول الإخوانية قد تساعد على هذا الأمر الذى يؤثر سلبا على مستقبل القضية الفلسطينية برمتها.. عبدالجواد يرى أيضا أن استقبال الرئيس مرسى لإسماعيل هنية يدخل مصر طرفا فى الصراع (الفلسطينى - الفلسطينى ) ويخرجها من موقفها السابق كوسيط نزيه فى عمليات المصالحة.
 
∎ سيناريوهات السلم والحرب
 
نبقى أمام سيناريوهين، يحتمل حدوث أى منهما خلال الأيام المقبلة، الأول سلمى وهو أن تجد الكتلة السكانية المتزايدة فى قطاع غزة (عدد سكان القطاع مليون ونصف) فى أراضى سيناء - التى ترتبط من خلال مشروعات تنموية معها - ملجأ لها من ضيق المساحة ومحدودية الموارد وبالتالى تنتقل تدريجيا إلى داخل الأراضى ذات الكثافة السكانية المنخفضة وذلك طبقا للتصور الإسرائيلى شعب بلا أرض (الفلسطينيون) وأرض بلا شعب (سيناء).
السيناريو الآخر غير سلمى ويقوم على هجوم مسلح أو صاروخى تقوم به ضد إسرائيل، حركة حماس التى تسيطر على القطاع أو أى من الجماعات الجهادية المتماثلة مع تنظيم القاعدة فى القطاع أو فى شبه جزيرة سيناء والتى يبلغ عددها 6 جماعات حتى الآن، مع العلم بأن الموساد يخترق بالفعل كثيرا من هذه الجماعات، وتكون النتيجة أن ترد إسرائيل بهجوم برى عسكرى على قطاع غزة، فيقوم الرئيس المصرى الإخوانى بفتح الحدود للفلسطينيين بحجة إنقاذهم من الآلة العسكرية الصهيونية، ويتم إدخال مئات الآلاف منهم إلى أرض سيناء تحت وصف لاجئين وتمنع إسرائيل عودة الفلسطينيين إلى القطاع مرة أخرى، وبذلك يتم توطين الفلسطينيين فى سيناء.. وتذهب دماء من حرروها هدرا وتذهب معها آخر ذكرى لوطن كان يسمى فلسطين!