الأحد 8 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أطفـال "سنة أولي مطبخ"

أطفـال "سنة أولي مطبخ"
أطفـال "سنة أولي مطبخ"


تحرص جميع الأمهات على إشراك أطفالهن فى جميع الأعمال المنزلية، من أجل تعويدهم على تحمّل المسئولية وحب العمل الجماعى، إلا أن العمل داخل المطبخ له سحر خاص فى اكتشاف ميول ومواهب وإبداعات الأنامل الصغيرة فى إعداد وتجهيز الطعام.

الشيف «منى البنا» رَفعتْ شعار «مرحبًا بأنامل الصغار فى المطبخ»، وتحفيزهم على المشاركة فى إعداد مائدة الطعام، من خلال كورس طهى خاص للصغار، وتقديم عروض لأشهى الأطباق الرئيسية على المائدة مجهزة خصيصًا للأطفال فى سن الخمس سنوات، من أجل الكشف عن قدرة البراعم على الإبداع داخل المطبخ، فمشاركة الطفل فى إعداد المائدة وسط الأجواء الأسرية تُعدُّ محفزًا فى البحث عن هواياته الخاصة، وإعداد طبق خاص يُعبر عنه وعن تفاصيل ملامحه، فضلاً عن أن تعلّم الطهى للأطفال يعزز العلاقة بين الطفل والأم.
أوضحت منى البنا أنها قدّمت فكرة تعليم الأطفال الطبخ منذ سنوات، من خلال «يوتيوب» ببث فيديوهات متنوعة لأشهى الأكلات، ووجدت الفكرة قبولاً من شريحة كبيرة من المشاهدين، قائلة: «كانت أحلامى وخبرتى فى الطهى تتجمع فى تنفيذ الحلم على أرض الواقع، ونجحت فى ذلك بفتح مدرسة متخصصة فى الطهى بمدينة 6 أكتوبر عام 2014 لتعليم الطهى لجميع الفئات العمرية، إلا أن طلبات الأمهات لتعليم أبنائهن الطهى كانت عرضًا دائمًا وكانت مشجّعة لى فى دعوة الأطفال للحضور إلى المركز لتعلم فنون الطبخ.
الطريف فى الأمر أنه رُغم صغر عمر الأطفال فإن الأمهات كنّ يحضرنهم إلى المركز ويشجعنهم على التخصص والإبداع فى الطهى كنوع من الفنون. تكمل منى حكاية مدرسة الطبخ: وهنا قمت بتحديد الفئة العمرية التى تحضر إلينا هنا من سِنّ 5 سنوات إلى 14 عامًا فقط»، واستقبلت المدرسة العشرات من الأطفال من سكان مدينة 6 أكتوبر، أعمارهم متفاوتة ونجحت فى تخريج أجيال مبدعة رُغم صغر سنهم، ورُغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على بدء تنفيذ الفكرة فإنها لاتزال تجد قبولاً كبيرًا، فالأطفال لديهم حب الاستطلاع وقدرة كبيرة على الاستيعاب والفهم والتنفيذ.
وعن الأكلات التى يتعلمها الأطفال فى كورسات الطبخ، تقول منى: نُعلّم الأطفال طريقة عمل البيتزا، ونقدمها فى أكثر من حصة، كما يتم تدريبهم على طهى المكرونات بأنواعها، وجميع أنواع الحلويات الشرقية والغربية، وذلك خلال ثلاث مرات أسبوعيّا، وسعر كورس الطهى من 300 إلى 500 جنيه للطفل الواحد، ويحضر فى الكورس أطفال مصريون وعرب وأجانب.
وتؤكد مدربة الطبخ أنه بعد انتهاء كورس الطهى على مدار ثلاثة شهور، نستطيع أن نُخرِّج طفلاً طباخًا ماهرًا يستطيع دخول مطبخ منزله بجوار والدته ومنافستها أيضًا، لكن ننصح دائمًا بوجود أحد معه من أسرته فى المطبخ حتى لا يتعرض لخطر مفاجئ بمفرده، وفى بعض الأحيان يحضر  أولياء الأمور الكورسات لمساندة أبنائهم بالتطبيق فى المنزل.
لا يقتصر الكورس الخاص بتعليم الأطفال الطهى على دخول المطبخ وإعداد الوجبات فقط، بل هناك قواعد وأسس لآداب المطبخ لا بُدَّ أن يَعلمها الطفل جيدًا، منها النظام فى الحركة بالمطبخ والاستخدام الصحيح للأوانى والحفاظ على نظافة المطبخ وترتيب كل ما يتم استخدامه فى المطبخ فى نهاية الطهى، وعدم تحويل المطبخ إلى مكان مزدحم، فالخطوات تكون متتالية حتى لا تحدث أخطاء تؤدى إلى كوارث فى المطبخ، وكيفية التعامل مع الأدوات الحادة.
ويُعَد كورس الطهى اكتشافًا للطباخ الماهر، وليس الاحتراف، فالاحتراف يأتى مع الخبرة على مدار السنين، فالموهبة أولى خطوات الطريق ومن خلال التدريب يستطيع الطفل أن يبرزها، ونحرص على متابعة الموهوبين وعزلهم لتكثيف الكورسات لهم.
يحضر الكورس من 15 إلى 20 طفلاً كحد أقصى،  ويتم تقسيم الكورس إلى عدة مراحل تبدأ بالتدريب الشفوى فى الحصة الأولى ثم يكون باقى الكورس عمليّا. موضحة أن ثقافة تعليم الأطفال الطبخ انتشرت فى مصر منذ سنوات ووجدت قبولاً كبيرًا.
ومن النصائح الموجهة للأمهات لنجاح الطفل فى تعلم الطبخ، ألا تُظهر أى نوع من القلق أثناء وجود الطفل معها فى المطبخ؛ لأن الطفل يستمد منها الثقة فى خطواته أثناء التعامل فى إعداد الأطباق، بالإضافة إلى حِرص الأم على الاعتماد على الطفل فى مشاركتها ومساعدتها فى المطبخ كجزء من الحياة الأسرية المترابطة، ولا بُدَّ من تدريب الطفل على مصطلحات أدوات المطبخ كاملة، وفى النهاية الطفل المبدع يخرج من مطبخ والدته، فهى الدافع الأول فى المنزل للطفل فى النجاح، خصوصًا فى اكتساب المهارات. 