الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الحب فوق الملكية أحيانًا

الحب فوق الملكية أحيانًا
الحب فوق الملكية أحيانًا


تشتهر العائلة المالكة فى بريطانيا، بأنها متشددة فى تطبيق القواعد والبروتوكولات الملكية بصرامة، ولا تسمح بالخروج عليها، خاصة أمام الجمهور، منها أنه لابد من موافقة الملكة على الزواج، ويُمنع الخوض فى أى تجربة سياسية، ويُمنع لعب المونوبولى بين أفراد العائلة، وفى الطعام يمنع أكل المحار أو الأكل إلا بإذن الملكة .
الأسبوع الماضى،شهد زواج الأمير هارى الابن الأصغر للأميرة ديانا، من الممثلة الأمريكية السابقة ميجان ماركل، ليتحدث البعض عن مخالفة الأمير للقواعد الملكية، ليصبح الجمهور –وخاصة العرب منهم- ملكيًا أكثر من العائلة المالكة، مبديًا تحفظًا عنصريًا على الزواج ليتساءل كيف يتزوج الأمير من مُطلقة؟ ليصب آفات الشرق الأوسط التى تُعادى المرأة على الزواج السعيد الذى لا يخص أحدا غير طرفيه «هارى وماركل».

تحدث كثيرون عن أن الأمير هارى أكثر أفراد العائلة، مخالفة للبروتوكول الملكى البريطانى،باعتباره ظهر فى عدة مناسبات مهمة وهو يسير متشابك الأيدى مع ميجان ماركل، وأيضًا التقطت لهما صور يتبادلان القبلات فيها أمام العامة إلى جانب اعترافه بتدخين القنب واحتساء الخمر، وارتدائه زى ضابط نازى فى إحدى الحفلات، وذهب الأمر إلى اعتبار زفاف الأمير هارى وميجان ماركل أول زفاف ملكى فى تاريخ المملكة البريطانية يحطم العادات والأعراف الملكية البريطانية.
التزمت العروس الأمريكية فى حفل زفافها بارتداء ثوب بسيط ومميز بأكمام طويلة وفتحة عنق واسعة وبنفس تصاميم الأزياء الملكية البريطانية ومعه طرحة طولها خمسة أمتار تمتد خلفها مصنوعة من الحرير ومزينة بزهور محاكة يدويا بخيوط حريرية ومن الأورجانزا إلى جانب ارتدائها تاج الملكة مارى المرصع بالألماس والذى يعود تاريخ صنعه إلى عام 1932 والذى أعارته لها الملكة إليزابيث كما ارتدت قرطين كارتييه وأساور وارتدت حذاء من الساتان، فيما التزم الأمير هارى بالزى التقليدى للعريس وهو الزى العسكرى الذى يعود ارتداؤه إلى الملك ألبرت والد الملكة إليزابيث الثانية وكسر هذا التقليد لأول مرة على يد الأمير وليام الذى اختار أن يلبس خلال عرسه زيا أحمر من الحرس الإيرلندى إذ أنه يحمل رتبة عقيد بينما عاد الأمير تشارلز إلى القواعد الملكية مرة أخرى فارتدى عام 1981 زى قائد البحرية لزفافه من الأميرة ديانا كما التزم الزوجان بالمكان وهو كنيسة سان جورج المبنية على الطراز القوطى داخل قلعة وندسور غربى لندن وهي الكنيسة التى شهدت حفلات زفاف الملكة آن (1683) وجورج الثالث (1761) وجورج الرابع (1795) والملكة فيكتوريا (1840) وجورج الخامس (1893).
البعض تحدث عن أن مشاهد الزفاف الرئيسية التي كانت مخالفة للعرس الملكى،منها وصول العروس بالسيارة إلى كنيسة سان جورج فى قلعة وندسور مع والدتها، وهو أمر نادر الحدوث، فمن المُفترض أن يحضر والدها إلا أنه لم يتمكن من الحضور وسارت فى الممر بنفسها إلى نصف الطريق حتى تسلمها الأمير تشارلز والد زوجها لكى يوصلها إلى عريسها الأمير هارى على عكس ما يحدث دائمًا فى أعراس العائلة الملكية وكما حدث مع الأميرة كيت دوقة كامبريدج فكان والدها هو الشخص الذى أوصلها إلى الكنيسة وسلمها إلى زوجها وهكذا فعل والد الأميرة ديانا أيضا.
وتساءلت الصحافة عن سر عدم مصاحبة والد ميجان ابنته وتسليمها إلى العريس على ما جرت العادة وذهب بعض تحليلات الصحف إلى أن الرجل لا يحب الظهور وذكرت بعض وسائل الإعلام أنه خضع لجراحة فى القلب منعته من السفر مسافات طويلة وقال آخرون إنه من الأفضل أن تسير العروس وحيدة وتلتقى العريس فى خرق للبروتوكول الملكى الذى يظهر تسليمها من رجل إلى رجل لإثبات أنها ليست ملكا لأحد ليسلمها لآخر.
البعض ذهب انتقاده، للتساؤل: كيف لأمير أعزب أن يتزوج من مطلقة؟ الحقيقة أنه بالفعل هناك قواعد تمنع زواج أفراد العائلة المالكة من المطلقات، لكن نسى البعض أن ذلك أمرً شخصيًا، وأنه معاداتهم للمرأة المطلقة يندرج تحت بند العنصرية التى تعانى منها المرأة عالميًا.
وفقا لمرسوم الزيجات الملكية الذى أصدره الملك جورج الثالث عام 1772، يُحظر على أفراد الأسرة المالكة الزواج من شخص مطلق أو كاثوليكى ومن أفراد الشعب، مثلما حدث مع إدوارد الثامن عندما حرم من حقه فى تولى العرش مقابل حصوله على حب حياته واليس سمبسون، لكن الأمور تغيرت كثيرًا منذ 13 عامًا وتحديدًا عندما فعلها الملك تشارلز فى 2005 وتزوج من حبيبته كاميلا باركر، رغم أنها مطلقة ومن عامة الشعب.
أصحاب الأفق الضيق نصبوا المشانق للأمير هارى وزوجته باعتبارهما أول من يخرق تلك القواعد التى بالطابع هى وغيرها لا يُمكن أن تصمد أمام سلطان الحب، إذن لماذا العنصرية ضد هارى وزوجته ذات الأصول الإفريقية.
من الانتقادات التى وجهت للحفل أيضًا الاستعانة فى الزفاف الملكى وللمرة الأولى فى تاريخ العائلة المالكة البريطانية بكورس إنجيلى والذى أنشد Stand by Me كتحية لجذور العروس ميجان ماركل الإفريقية.
 الليدى جين فيلوز شقيقة الأميرة ديانا ألقت كلمة كتبها أسقف أمريكى هو مايكل بروس كارى بالإضافة إلى إلقاء القس مايكل كارى وهو أمريكى الجنسية للعظة الحماسية وهو قس من أصل أفريقى وكان موضوع عظته عن قوة الحب ويعتبر أيضًا القس الأول فى التاريخ الذى يستعين بجهاز آيباد من أجل تذكيره بأبرز نقاط العظة التى أثارت إعجاب الحضور والمشاهدين حول العالم أيضا حيث بدأ عظته بقوله هناك قوة فى الحب لا تستهينوا بها، إذا لم تصدقونى فكروا فى الوقت الذى وقعتم فيه فى الحب لأول مرة. كما اقتبس بعض مأثورات بطل الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج ثم اقتبس من نصوص دينية وأشعار تعود للعصور الوسطى وتجارب العبيد فى جنوب أمريكا وانهى عظته بالمباركة للزوجين.
ورأى البعض أن هارى خالف التقاليد البريطانية بارتدائه دبلة مودرن فى حفل الزفاف مصنوعة من مادة البلاتينيوم حيث إن رجال العائلة المالكة البريطانية لا يلبسون خاتم عرس، لكن الحقيقة أن هارى ليس أول من يفعلها أيضًا، إذ فعلها من قبله الأمير تشارلز الذى ارتدى خاتم زفافه من الأميرة ديانا فى إصبعه الصغير وتركه حتى بعد وفاتها لم يخلعه إلا عند زواجه مرة أخرى عام 2005.
كما سمح لمطران الكنيسة أن ينادى عليهما بأسمائهما الرائجة هارى وميجان بعد أن لقبهما فى البداية بأسمائهما الرسمية ريتشل ميجان وهنرى تشارلز ألبرت دايفيد، والغريب هو سماع أصوات زغاريد وسط الهتافات لا يعرف مطلقها حتى الآن ولا مصدرها بعد خروج الأمير هارى وعروسه من الكنيسة.
كما استغل المدعوون لزفاف الأمير هارى وميجان شهرته حول العالم وبدأوا باستغلال الحدث للتربح ماديا منه باعتبار أنه مناسبة تاريخية ولأول مرة فى تاريخ العائلة المالكة البريطانية تعرض هدايا الزفاف للبيع أون لاين حيث عرض بعض المدعوين حقيبة الهدايا المجانية التى تلقوها أو التى تم توزيعها على 1200 من الجماهير خلال حضورهم الزفاف الملكى فى قلعة وندسور وذلك عبر موقع إى باى العالمى للتسوق الإلكترونى وعرض البعض هذه الحقيبة للبيع على الموقع مقابل أكثر من 400 جنيه استرلينى وعرضت أخرى على نفس الموقع ب 800 جنيه استرلينى وصوروا كل محتوياتها وتتضمن عملات تذكارية من الشوكولاته ومياه معبأة ومغناطيس دائرى قديم وأمر ملكى ووعد أحد البائعين لحقيبته عبر موقع إى باى أن المال الذى سيحصل عليه من بيعه لها سيخصص للأعمال الخيرية.
لم تكن ميجان ماركل أول من حطم قواعد العائلة المالكة البريطانية، إذ سبقتها الأميرة ديانا من قبل بكسر القاعدة وفضلت أن تختار خاتم خطبة لها من بين مجموعة garrad للمجوهرات وكان خاتما مرصعا بالياقوت الأزرق والالماس الحر وقد جرت العادة أن تختار الأميرة من بين المجموعة الملكية أو يقوم أحد مصممى المجوهرات الملكية بتصميم خاتم خصيصا لها ولكنها رفضت وقام وليام بتقديم خاتم الأميرة ديانا لكيت دوقة كامبريدج وقت زفافهم وفى مراسم عهود الزواج أيضا تجاوزت الأميرة ديانا العهد بالطاعة لزوجها الأمير تشارلز فى كنيسة سانت بول عام 1981.