الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هالة صدقى: الشخصية المسيحية مهمشة دراميا


استطاعت «هالة صدقى» أن تحافظ على تواجدها وحفرت لنفسها مكانًا مميزًا خلال مشوارها الفنى الطويل سواء فى السينما أو التليفزيون فهى دائمًا ما تبحث عن التغيير وتفاجئ جمهورها بأدوار متنوعة تجعلك تنسى معها شخصيتها الحقيقية لتذوب داخل الشخصية التى تؤديها.. وهى تقوم حاليًا بتصوير دورها فى مسلسل «بركة»، الذى تخوض به السباق الرمضانى للعام الثالث على التوالى بعد «ونوس» و «عفاريت عدلى علام».. انطلق الحوار من «بركة» لنسألها:

 انتشرت أخبار حول قيامك فى هذا المسلسل بأداء شخصية امرأة قبطية..ما مدى صحة ذلك؟
- غير صحيح على الإطلاق، فلم يعرض علىَّ أبدًا دور شخصية مسيحية طوال مشوارى الفنى وإن عُرض لن أرفضها لأنه لا يوجد فَرق فى تقديم أى شخصية سواء كانت مسيحية أو مسلمة، فالفنان يستطيع أن يجسّد كل الأدوار والشخصيات وقد قدمت من قبل دور امرأة يهودية فى فيلم «إسكندرية - نيويورك».
 هل تعتقدين أن الدراما المصرية نجحت فى تقديم الشخصية المسيحية؟
- للأسف لا، ومازلنا نتعامل معها بسطحية شديدة على هامش الأحداث، ولكى تتواجد بشكل محترم، لا بد أن تقدم عن فَهم وأن يكون المؤلف على درجة عالية من الثقافة والفهم والدراية بكل المشاكل والسلوكيات الخاصة بالشخصية المصرية المسيحية لكى يحقق الهدف من وراء وجودها فى الأحداث، فيجب أن يكون على دراية كاملة بالديانتين ونفسية المسلم والمسيحى لأنه لايزال هناك شعور بالحرج عند الطرفين فى الإفصاح عن بعض الأشياء بشكل علنى لأننا مازلنا لا نمتلك الجرأة للتعبير عن آرائنا بحُرية ومن هنا ممكن أن تصل معلومات مغلوطة.
 تقدمين دور المرأة الصعيدية للمرَّة الأولى فى مسلسل «بركة».. هل هذا ما شجعك على خوض هذه التجربة؟
- بالفعل الدور  والشخصية التى أقدمها هى العامل الرئيسى الأول فى قبولى لهذا العمل، ولكنه ليس العامل الوحيد الذى جعلنى أقبل الدور، فمسلسل «بركة» تدور أحداثه فى إطار تشويقى وأكشن وهذا ما يستهدف شريحة كبيرة من جمهور الشباب وهذا ما لفت انتباهي وكان مهما بالنسبة لى، واعتبرته عامل الجذب الأول فى المسلسل لأن التواصل مع الأجيال الشابة مسألة مهمة.. كما أن دورى كامرأة صعيدية لا يأخذ المعنى التقليدي للمرأة الصعيدية، فهى متعلمة وتعيش فى القاهرة ولا تتحدث اللهجة الصعيدية إلا قليلا، ولكن ليس معنى ذلك أن الشخصية سهلة وأنا دائما أدقق فى اختياراتى لكى أحافظ على المكانة التى وصلت إليها فى الدراما التليفزيونية، كما أننى دائما ما أبحث عن شيء جديد يضيف لى وبطبعى أحب التغيير ولا أفضل السير على نمط واحد.
 خضت العديد من المسلسلات مع نجوم كبار مثل «صلاح السعدنى»، «يحيى الفخراني» و«عادل إمام.».ولكنك هذا العام مع نجم شاب هو «عمرو سعد» كيف ترين هذه التجربة.. وهل استهدفت جمهوره؟
- التفكير بهذه الطريقة أمر مشروع، فلماذا لا أستفيد من الشريحة الشبابية أو غيرها التى تحب «عمرو سعد» وتتابعه؟.. ولكن ليس لهذا السبب فقط قررت مشاركة «عمرو» فأنا لم أعمل مع الأجيال الجديدة بشكل كثير، فقط شاركت مع «محمد رمضان» فى فيلم «آخر ديك فى مصر»، وأعتقد أنه من المهم أن تكون هناك مشاركة وتواصل بين الأجيال لأننا فى وقت معين نكمل بعضنا البعض كما حدث معى وأنا فى هذه المرحلة العمرية وشاركت أساتذة كبارًا.
 هل وجدت أى استفادة فى مشاركتك للجيل الجديد؟
- فى كل الأحوال هم مختلفون عنى وبالطبع التعامل بين جيلين مختلفين يخلق نوعا من التعلم والاستفادة، ولكن ما يشغلنى فى المقام الأول أن يكون الفنان الذى يشاركنى العمل ممثلاً جيدًا وليس مجرد نجم لأن هناك نجومًا كثيرين ولكنهم ليسوا ممثلين جيدين.
 هل يشغلك التواجد كل عام فى الموسم الرمضانى ؟
- بالعكس أنا لست من الفنانات اللاتى يسعين وراء العمل، بل يؤخذ على ومن أحد عيوبى أننى غير دؤوبة، ولكن التواجد فى الموسم الرمضانى مهم، رغم أن الناس لم تعد تتابع المسلسلات بسبب كثرتها، ولذلك أشعر أن هناك مجهودا كبيرا يضيع بلا فائدة. وأنا مع عودة الموسم الجديد الذى يعرض المسلسلات بعيدا عن الماراثون الرمضانى أسعى لتقديم عمل به.
 من وجهة نظرك هل اختلفت الدراما التليفزيونية الآن عما كانت عليه سابقا؟
- اختلفت بكل تفاصيلها، أولا أصبح هناك جيل كامل من الكتاب والمخرجين. أذكر أننا كنا ندخل التصوير – فى الماضى - ومعنا السيناريو كاملا، حيث نقوم بعمل بروفات تحضيرية للمسلسل وكان هناك التزام كامل بالحوار وكانت الموضوعات تحمل بداخلها فلسفة وفكرا وأدبا وكانت غاية فى الروعة، أما الآن فالصناعة والمنظومة كلها تغيرت وغياب قطاع الإنتاج أثر بشكل سلبى على صناعة الدراما.
 هل ترين أن لجنة الدراما التى تم وضعها من الممكن أن تعيد أمجاد هذا الزمن الجميل؟
- من الممكن، ولكن الأزمة الحقيقية فى أنه لابد من تواجد كتاب ومؤلفين على ثقافة عالية لأنهم يقومون بتصدير فكر للمجتمع ويلعبون دورا خطيرا فى توجيه العقول، فمثلا يعرض لى حاليا عدد من المسلسلات القديمة منها «رحلة المليون» الذى قدمته فى بداية مشوارى الفنى، و«أرابيسك» «زيزينيا» وهى أعمال كتبها مؤلفون حقيقيون لديهم مقومات الكتابة السليمة التى تساعد تلك الأعمال على البقاء.
 لماذا لا تقدمين سوى عمل واحد فقط كل عام؟
- أولا لأننى أختار أعمالا ضخمة، ولأننى أحترم نفسي وأحترم مهنتي وأحترم الشخصية التى أقدمها، وصحيح أن هذه مهنتى الوحيدة التى ليس لدى مصدر رزق غيرها، لكننى لابد أن أحترمها لكى أستمر، لأنه فى النهاية الاختيارات والخطوات التى يتخذها الفنان هي التى تجعله يدخل دائرة «الغربلة»، فهناك كثيرون من جيلى ظهروا معى ولكن على مدار هذا المشوار من الذى استمر ومن اختفى؟!
 ألا تفكرين فى عمل يجمعك مع الفنانتين الكبيرتين «إلهام شاهين» و«ليلى علوى» خاصة بعد تجربتكن الناجحة فى السينما فى فيلم «يا دنيا يا غرامى»؟
- فعلا أفكر فى ذلك ولدى فكرة تجمعنى مع «ليلى» و«إلهام» سأعمل عليها بعد انتهاء شهر رمضان. وإن كنت لم أقرر حتى الآن هل ستكون فيلما أم مسلسلا ولكنها فكرة من الممكن أن تتبلور فى أى شكل عندما نبدأ التحضير لها مع المؤلف والمخرج.
 لماذا تم اختيارك فى مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية لاستلام التكريم الخاص بالفنان «أحمد زكى»؟
- فى الحقيقة أن نجله «هيثم» هو من كان سيستلم التكريم، ولكنه لم يحضر وفوجئت بأننى سوف أتسلم التكريم بدلا منه.. وقد تم اختيارى بسبب ارتباطي به فى فيلم «الهروب» الذى يعد من أهم وأجمل أفلامه. و«أحمد زكى» بالنسبة لى فنان كبير، دائما أترحم عليه وأذكره بالخير لأنه كان ممثلا مختلفا بكل المقاييس عن أى ممثل آخر.. والعمل معه أضاف لى الكثير، ولكننى لم أستغل هذا النجاح فى هذه الفترة بالطريقة الصحيحة بسبب قلة خبرتى، ولكن فى حقيقة الأمر يظل فى تاريخى الفنى واحدا من أهم أفلام السينما المصرية، وأنا محظوظة بهذا.. والحق يقال أن من أحدث نقلة فى حياتى الفنية هو المخرج «عاطف الطيب» الذى كسر التابوت الذى وضعنى فيه المنتجون فى ذلك الوقت حينما اختارنى فى فيلم «قلب الليل» وأعتقد أنه لو ربنا كان أمد فى عمره لكان وضعى فى السينما سوف يتغير تماما.