الأحد 18 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

ملوك ورؤساء .. بالألوان الطبيعية!

ملوك ورؤساء .. بالألوان الطبيعية!
ملوك ورؤساء .. بالألوان الطبيعية!


دائمًا كانت الملابس المُرتبطة بالثقافة المحلية في المؤتمرات الدولية تجذب أنظار الرؤساء، وذلك رغم أن العُرف العالمي اعتمد البدلة زيًا متعارفًا عليه، لكل الرؤساء، لكن تبقي الأزياء التراثية لكل بلد محط أنظار الرؤساء والملوك، ومعظمهم يربط الزي بالهوية الوطنية.

غانا .. قماش لف
«نانا أكوفو ادو» الرئيس الغانى، دائمًا ما يظهر مرتديًا الزى التقليدى لبلاده، وهو عبارة عن سترة طويلة ملونة من القماش الكينتى، ليس بها أى نوع من أنواع الحياكة، وتُلف بطريقة معينة مختلفة التصاميم وتعتمد على الألوان الصارخة كالأصفر والأحمر وارتبط هذا الزى ببداية ظهور إمبراطورية «أشانتى» وهى إمبراطورية ظهرت  غرب إفريقيا خلال القرن الـ17 الميلادى.
هناك أسطورة تحكى أنه كان هناك اثنان من المزارعين الأول يُدعى «كرجو» والثانى «واتا» يعيشان فى قرية «بونوير»، وشاهدا عنكبوتا يغزل خيوطه وانبهرا به وأخذاه إلى بيتهما ليجعلا العنكبوت يغزل لهما خيوطا أتيا بها من شجرة الرافية، وبالفعل نسجت العنكبوت قماشا أولا من الألياف البيضاء ثم الألياف البيضاء والسوداء، وبعد ذلك نسجت لهما العنكبوت بعض الألوان المتداخلة وأعجبا به وأخذ المزارعان القماش المنسوج وقدماه كهدية للملك «نانا أوسى توتو» الذى حكم إمبراطورية أشانتى من 1701 حتى 1717 وأطلق عليه قماش الكينتى ويعنى السلة باللغة الأشانتية وطلب منهما الملك أن يخصصا ما ينسجانه للعائلة المالكة فقط، وأن تكون جزءًا من المراسم الملكية وفيما بعد  أصبح الكينتى يستخدم فى بعض المناسبات الاجتماعية والدينية وتقديمها هدايا أو استخدامها فى طقوس تسمية المولود أو طقوس البلوغ والتخرج وحفلات الزواج وطقوس غسل الموتى والدفن ومراسم ذكرى الأجداد وتسمى كل قطعة منها باسم مستوحى من الأحداث التاريخية والإنجازات الفردية والأمثال والمفاهيم الفلسفية والأدبية.
بوركينا ترتدى «الكانزى»
الرئيس البوركينى روش مارك كريستيان كابورى من الرؤساء المتمسكين بالزى التقليدى حيث يظهر فى كل جولاته الخارجية مرتديا الكانزى هو القميص التقليدى للرجال بالأكمام الطويلة ليس له أزرار وبنطلون من نفس لون القميص وأحيانًا يرتدى زى «البوبو» وهو رداء بأكمام واسعة يرتديه معظم الرجال فى غرب إفريقيا وارتدته شعوب توكولور الإسلامية فى القرن الثامن وخلال عهد إمبراطوريات مالى وسونجاى فى القرن الـ13 وهو يعتبر زيا رسميا لمعظم الدول الإفريقية والذى يتكون من 3 قطع من الملابس زوج من السراويل المضمومة عند الكاحل وقميص بأكمام طويلة وثوب واسع بلا أكمام يلبس فوقها، عادة ما تكون من نفس اللون والتى كانت قديمًا تُصنع  من الحرير الخالص وأصبح معظمها يُصنع من القطن وأقمشة اصطناعية تشبه الحرير وتتميز بأشكالها الهندسية.
المغرب بأزياء عالمية
محمد السادس ملك المغرب لجأ فى الفترة الأخيرة لارتداء ملابس التراث المغربية فى معظم إطلالاته، سواء فى الاحتفالات الرسمية أو المناسبات الدينية.
وبدأ مؤخرًا فى ارتدائها فى زياراته الخارجية واستقباله الرسمى للرؤساء والمسئولين، وحاز تمسكه بالزى التراثى المغربى على إعجاب شعبه، فتداولوا على مواقع التواصل الاجتماعى صورا للملك بالجلباب التقليدى ودائما ما يفضل ملك المغرب الجلباب التراثى بألوان متنوعة وزخارف بارزة وهو عبارة عن لباس طويل يمتد حتى الكاحل ويتوافر به من الخلف غطاء للرأس وغالبًا ما يكون لون الجلباب الصيفى  أبيض أو مزيجا بين خطوط بيضاء وصفراء أو غيرهما من الألوان الهادئة، أما الشتوية والتى يعتمد فى حياكتها على أثواب صوفية فألوانها غالبا قاتمة كما أنه أحيانا يلبس معه الطربوش المغربى الأحمر أو العمامة و الخف الجلدى الأصفر المسمى بالبُلغة بالإضافة إلى ظهوره فى بعض الأوقات مرتديا القفطان المغربى الذى يعتبر من أقدم الألبسة التقليدية ويعود ظهوره إلى العصر المرينى وانتشر بعد ذلك فى الأندلس بفضل موسيقى زرياب فى بداية القرن التاسع الذى كان يرتدى هذا الزى عندما ذهب للأندلس، لكن أهم ما يميز اللباس التقليدى فى المغرب هو التنوع الكبير الذى يستمده من الزخم والتنوع الثقافى والجغرافى، فقد نهل الزى المغربى من كل الثقافات التى مرت عليه على مر العصور فقد تأثر بالطابع الأمازيغى والعربى والأندلسى والصحراوى والإسلامى واليهودى أيضًا مما جعله من أكثر الملابس تميزًا ولها شهرة عالمية.
 زامبيا الأقل تأثرًا بالتطوير
لا يزال الرئيس الزامبى يرتدى الجلباب الأبيض التقليدى، رغم تطور الزى الشعبى الإفريقى، إلا أن زامبيا ومعظم دول  شمال غرب إفريقيا الأقل تأثرًا بالثقافات الغربية وبقى فى العصور المظلمة لمدة  (لبس شمال غرب إفريقيا) ولديه خصائص متشابهة مع الرداء الإفريقى الداشيكيس والقفطان والذى يرجع تاريخه إلى القرن الثامن عشر.
 ماليزيا تُفضل كلانتين
ملك ماليزيا محمد الخامس يتمسك بارتداء زى الـباجو ميلايو وهو ثوب يلبس مع السروال ويكمل عادة بلف (سامبين) أى قطعة قماش قصيرة تلف حول الوسط لتغطى الساقين وأيضًا مع «سونجكوق» وهى العمامة الماليزية التى تلبس على الرأس.
عُرف الزى الماليزى مع نشأة الممالك القديمة وارتداه الملوك وحاشياتهم وهو مصنوع من الأقمشة الفاخرة المصنوعة يدويًا على الأنوال والخيوط المتشابكة والمصنوعة بإتقان فائق رغم أن  السكان الأصليين ما زالوا يرتدون الملابس المصنوعة من ورق الشجر والخرز، واحتفظ الزى الماليزى بشكله الأول مع اختلاف أنواع الاقمشة وألوانها حتى صار يخيط من قماش «سونجكيت» الأثرى الملكى المغزول بالذهب منذ زمن بعيد، ورغم ازدهار التجارة الأجنبية وظهور فى البلاد العديد من الملابس والمنسوجات مثل تلك المصنوعة من الحرير الصينى ونسيج البوليكات الهندى أو السارونج المنقوش والعباءات العربية ذات الأكمام العريضة (الجبة) وغيرها من الملابس.
 لم يتأثر الزى الماليزى التقليدى بالثقافات المجاورة، لكنه اقتصر على الملوك والأثرياء، أما العامة فكان لهم الكثير من أشكال الملابس التقليدية الماليزية متعددة الثقافات مثل السارى الهندى المعروف بـ«تشيونجسام» وهو الزى التقليدى الصينى للرجال.
إندونيسيا ترتدى «الباتيك»
الرئيس الإندونيسى جوكو ويدودو دائم الظهور بقمصان الباتيك وهو نوع من الملابس يتميز بالبساطة المطلقة وعادة ما تكون هذه القمصان بهيجة الألوان ومنقوشة بنماذج كبيرة وزهور وطيور أو مجموعة من النقاط والمربعات والأشكال الهندسية ويصنع القميص على قدر الإمكان من أفضل أنواع القماش مثل الحرير الذى يتطلب عدة ساعات للرسم.
«الباتيك» نوع من الوشم على القماش وهى طريقة يدوية تعرف بالرسم على القماش بالشمع الساخن وهى أسلوب قديم للزخرفة، ويقال إن رسم الباتيك غير التقليدى مستوحى من الأساطير الدينية فى إندونيسيا
ويعتبر الشعب الإندونيسى الباتيك جزءًا من التراث الثقافى للدولة  حيث تسعى الحكومة هناك لإدراجه فى قائمة اليونيسكو للتراث الثقافى غير الملموس.
كما يرتدى الرئيس الإندونيسى، زى الـ«باجو ميلايو» فى المناسبات القومية والاحتفالات الرسمية وهو عبارة عن قميص طويل من لون واحد وبنطال من اللون الأسود وجاكيت أسود وغطاء للرأس وهو أقرب للزى الماليزى المتعدد الثقافات، لكن اندونيسيا نجحت من خلال مصمميها فى خلق روح ثقافية لهذه الأزياء، فأضافت لها نقوشا ورسومات من التراث والحضارة. 
 سلطنة عمان والحفاظ على التراث
سلطنة عمان من الدول التى استطاعت المحافظة على الموروث التقليدى من الأزياء العمانية بنسبة كبيرة حيث يعد الزى العمانى زيًا رسميًا يلبسه جميع مواطنى السلطنة بداية من السلطان وحتى الأطفال الصغار، فدائمًا ما يحرص السلطان قابوس على الظهور بزيه الوطنى وهو عن ثوب طويل ذى عنق مستدير يحيط به شريط رفيع عبارة عن خيوط رقيقة يختلف لونها بحسب لون الثوب وأحيانًا بلون مختلف يتناسب مع لون الثوب الأساسى ويُطلق عليه محليًا «دشداشة» وفى بعض المناطق المتطرفة مثل «ندوره» وعلى الصدر تتدلى مجموعة من الخيوط المربوطة وتسمى «الفراخة» أو «الكركوشة» وتطرز أطراف الثوب بشريط من نفس اللون ويرتدى على رأسه عمامة تسمى الكمة، وتعد من أهم مفردات الزى والتى تضفى عليه مزيدا من الخصوصية وتجعلها تختلف عن باقى دول الخليج ويكتمل الزى العمانى بالخنجر الفضى والعصا المنقوشة بالفضة والبشت الأسود المطرز بالذهبى.
تختلف أشكال الدشداشة العمانية فى شكل تطريزها من مكان إلى آخر وتختلف كثافة التطريز حسب الفئة العمرية.
 الهند تفضل «كورتا»
الرئيس الهندى رام ناث، أحيانًا يرتدى زى «كورتا» الخاص بالرجال وهو عبارة عن قميص طويل فضفاض بطول يصل للركبة أو أقصر، ومؤخرًا أصبح يرتديه الرجال والنساء بالإضافة إلى «التوربان»، وهو عبارة عن قطعة قماش طويلة غير مخيطة تلف حول الرأس وهو يحمل الكثير من الأهمية بالنسبة للهنود.
كما يظهر  الرئيس الهندى فى المناسبات مرتديًا زى دهوتى كورتا وهو عبارة عن قطعة من القماش مخيطة عادة تكون بطول 4 أمتار ونصف المتر تربط حول الخصر والساقين ويختلف اسم هذا الزى حسب المنطقة فيعرف بـ«بلاشا» فى البنجاب وبدهوتى فى البنغال.
 زى الأفغان إسلامي
الرئيس الأفغانى أشرف غنى، يفتخر دائمًا بالزى التقليدى ويرتديه فى معظم المؤتمرات والزيارات الدولية الخارجية.
ولباس الرجال لدى الأفغان من الألبسة المعروفة فهو عبارة عن عمامة ورداء وصدرية، وقميص بدون أزرار ويعود تاريخ اللباس الأفغانى إلى العصر الإسلامى حيث اعتبره البعض تطورا للجلباب الإسلامى التقليدى حتى يصبح زيًا ملائما للظروف المناخية المختلفة عن مناخ منطقة الخليج العربى، وهذا اللباس نفسه يختلف من مناسبة إلى أخرى وازداد الزى الأفغانى التقليدى شهرة بعد أن حصل الرئيس الأفغانى السابق حامد كرزاى على لقب اكثر الرجال أناقة فى العالم من مجموعة غوتشى العالمية، حيث منح توم فورد أشهر مصمم للأزياء المبتكرة فى بيت غوتشى للأزياء فى إيطاليا لقب أكثر الرجال أناقة فى العالم للرئيس الأفغانى السابق واعتبر الزى التقليدى الذى ارتداه كرزاى أثناء تنصيبه من أزياء ألف ليلة وليلة وأفلام هوليوود فى الثلاثينيات والرداء عبارة عن عباءة باللونين الأزرق والأخضر وقبعة (قلبق) رمادية مصنوعة من صوف الاستراكان المحلى.