تفوق الأفلام الصغيرة.. وسقوط الإنتاج الباهظ

أحمد قاسم
ساعات وينتهى عام 2017 والذى شهد أحداثًا جللاً سواء على الصعيد العالمى أو الفنى، وهو العام الذى اهتزت فيه هوليود بفضائح التحرش الجنسى لكبار الممثلين والمنتجين، والعام الذى صدم فيه النجم الكبير «دانيال داى لويس» جمهوره حينما قرر الاعتزال عن التمثيل.
رغم ذلك، يبقى لعشاق السينما، الأفلام التى شاهدوها طيلة هذا العام والذى كان «دسمًا» من ناحية عدد الأفلام التى تم إنتاجها، وقد قدمت هوليوود أفكارًا مختلفة وصورًا سينمائية جديدة مبهرة ومتطورة كعادتها، وبينما جاء العديد من تلك الأفلام مخيبًا لآمال البعض على الرغم من تشوقهم لها، ظهرت أفلام كان متوقعًا لها الفشل إلا أنها أبهرت الجميع.
وفى التقرير التالى نرصد أهم الأفلام التى توقع لها الجمهور والنقاد الفشل ولاقت نجاحًا مبهرًا، وأبرز الأفلام التى انتظرها الجميع وخيبت رجاءهم:
Wonder Woman
كان هذا أحد الأفلام التى توقع الجميع لها الفشل، فبعد خيبات الأمل المتعددة التى جلبتها شركة «وارنر بروس» وشركة الرسوم المصورة التابعة لها «دي. سى» وفشل أفلام مثل «Man Of steel» و«Batman VS superman» لم ير أحد أن فيلم «Wonder Woman» سيلاقى نجاحًا جماهيرًا وفنيًا.. ولكن الفيلم حقق أرقامًا قياسية، ليكون خامس أعلى فيلم ربحًا من فئة الأبطال الخارقة داخل الولايات المتحدة، وقد تجاوزت إيراداته الـ800 مليون دولار، ليصبح الثامن على قائمة أعلى إيرادات 2017.
ورغم أن الفيلم أثار جدلاً واسعًا فى عالمنا العربى بسبب بطلته الإسرائيلية «جال جادوت»، فإن النقاد ووسائل الإعلام الغربية اعتبروه انتصارًا حقيقيًا للمرأة وأنه ساهم فى تغيير صورتها التقليدية داخل سينما هوليوود.
A Ghost Story
تخيل أنك دخلت فى شجار مع زوجتك لأنها تريد العيش فى مدينة أخرى، ثم قررت أن تكتب ما حدث فى ورقة مهترئة، هل كنت ستتوقع أن تلك الورقة ستكون البذرة الأولى لسيناريو أحد أهم الأفلام المعاصرة؟.
بالضبط هذا ما حدث مع «ديفيد لوري» مخرج الفيلم، الذى استغل شجاره مع زوجته ليعبر عن أزمته الوجودية ورؤيته السوداوية للعالم، حيث قال فى حوار أجرته معه صحيفة «جارديان» البريطانية: «قررت تصوير الفيلم سرًا، فلم أكن أتوقع أنه سيرى النور، ومع ذلك قررت تصويره لأننى لا أشعر ببادرة تفاؤل حول مستقبل البشرية».
قصة الفيلم بسيطة وحالمة وهو ليس فيلم رعب على عكس ما توقعه البعض، إذ إنه يسلط الضوء على زوجين يقرران الانتقال من منزل لآخر، ويستعدان لذلك بجمع وإعداد كل ما فى المنزل لعملية الانتقال، ثم يرحل الزوج الذى يجسده النجم «كيسى أفيلك»، ويتحول إلى شبح يرتدى ملاءة بيضاء ثم يراقب زوجته «رونى مارا» فى كل تفاصيل حياتها محاولاً مواساتها.
الغريب أن بطلى الفيلم «كيسى أفليلك» و«رونى مارا» من كبار نجوم هوليوود، فقد رشحت «روني» للأوسكار مرتين، بينما حصل «أفليك» على الأوسكار أفضل ممثل فى العام الماضى، وقد أثار الدهشة عندما قبل أن يكون هذا الفيلم هو أول ما يقدمه بعد الحصول على الأوسكار.. خاصة أنه طوال أحداث الفيلم تقريبا لا يظهر وجهه وإنما يتخفى تحت غطاء أبيض.
بلغت إيرادات الفيلم حوالى مليونى دولار، وكانت ميزانيته 100 ألف دولار فقط، وقد لاقى إشادة نقدية واسعة، وتم عرضه لأول مرة فى مهرجان «صندانس» فى يناير الماضى قبل طرحه جماهيريًا فى يونيو.
Colossal
أحد أهم الأفلام المظلومة فى 2017، وهو بلغة أهل السينما فيلم «Underrated» وفريد من نوعه، قصته مثيرة للانتباه رغم ضعف بعض جوانبها، وهو يروى قصة فتاة تدعى «جلوريا» تجسدها النجمة «آن هاثواي»، والتى تعود إلى بلدتها التى نشأت فيها بعد أن خسرت عملها وشقتها وحبيبها، لتكتشف أن هناك مخلوقًا ضخمًا يدمر عاصمة كوريا الجنوبية وخلال الفيلم نكتشف أن هناك علاقة بينها وبين هذا المخلوق الغريب. بدأ عرض الفيلم فى أبريل الماضى، وحقق إيرادات بسيطة بلغت أكثر من 4 ملايين دولار، لكنه ومع ذلك لاقى حفاوة جماهيرة ونقدية شديدة.
Okja
أحد أهم وأجمل أفلام شبكة «نتفليكس» وترشح لجائزة السعفة الذهبية بمهرجان «كان» السينمائى، ويحمل مزيجًا غريبًا وغير مألوف من المغامرات والتشويق والكوميديا السوداء والدراما، ويحكى باختصار قصة فتاة يتيمة من كوريا الجنوبية تدعى «ميتشا» تعلقت بخنزيرها «أوكجا» وتحاول إنقاذه من شركة أغذية أمريكية، تستطيع إنتاج خنازير ذات أحجام ضخمة، لتلبية الاحتياج المتزايد على اللحوم، المتزامن مع ازدياد أعداد البشر.. الفيلم استطاع إبهار النقاد عندما عرض فى يونيو الماضي.
Good Time
عرض هذا الفيلم فى مهرجان «كان»، وبالفعل حاز على جائزة أفضل موسيقى تصويرية، واحتفت به مجلة كراسات السينما الفرنسية فى عدد يونيو الماضى، وأشاد النقاد الأمريكيون وأشهرهم الناقد «ديفيد روني» بأداء بطله «روبرت باتينسون»، حيث قارنه بأداء النجم العظيم «آل باتشينو» فى فيلمه الخالد «Dog Day Afternoon» مؤكدًا، فى تقرير له بمجلة «هوليوود ريبورتر» الأمريكية أن هذا الدور أصبح علامة فارقة فى تاريخ «باتينسون» السينمائي.
يحكى الفيلم قصة لص يشرك أخاه المريض عقليًا فى محاولة لسرقة بنك، وقد بلغت إيراداته حوالى مليونى دولار.
Fifty Shades Darker
هى حيلة متبعة منذ القدم فى هوليوود، أن تصنع فيلمًا مقتبسًا عن رواية مثيرة للجدل ذات رواج جماهيرى بميزانية منخفضة ثم تشن حملة تسويق قوية وممنهجة له، وفى النهاية يفشل الفيلم فنيًا ويحصد إيرادات عالية تغطى الميزانية بشكل مضاعف، وتقرر بعد ذلك إنتاج أجزاء أخرى بنفس «الخلطة».
هذا بالضبط ما حصل مع سلسلة أفلام «Fifty Shades» المأخوذة عن ثلاثية روائية بنفس الاسم للكاتبة البريطانية «إي. إل. جيمس» التى تأثرت عند كتابتها بسلسلة روايات «Twilight» فمع الفشل الساحق للجزء الأول من السلسلة والذى كان بعنوان»Grey» توقع البعض بتحفظ شديد أن يكون الجزء الثانى أفضل على المستوى الفنى، لكن جاء الفيلم صفعة على وجوههم.
ورغم أن ميزانية الجزء الثانى كانت 55 مليون دولار، فإن إيراداته العالمية كسرت حاجز الـ300 مليون دولار، وظل الفيلم «كارثة فنية» فى نظر النقاد وأغلب الجماهير.
Justice League
على عكس «Wonder Woman» يعتبر هذا الفيلم هو أفشل أفلام عالم «دي. سي» السينمائى، وقد كثر عنه الحديث سواء فى الإعلام الغربى أو العربى، ولكن الكل أجمع أنه كان «فوضي» وعانى من أزمة هوية لظروف كثيرة ومتشعبة أهمها تحكم شركة الإنتاج وانتحار ابنة المخرج «زاك سنايدر» واعتذاره عن العمل، كل ذلك على الرغم من أن الجميع كان متشوقًا للفيلم.
وصلت ميزانية الفيلم إلى 300 مليون دولار، وبلغت إيراداته العالمية حوالى 650 مليون دولار.
Alien: Covenant
فيلم انتظره طويلاً عشاق سلسلة الخيال العلمي «Alien» ومخرج أول جزءٍ منها، الذى صدر عام 1979، البريطانى القدير «ريدلى سكوت» الذى لم يوفقه الحظ حينما قرر إعادة ابتكار السلسلة بشكل جديد عندما أخرج فيلم «Prometheus» عام 2012.
للأسف لم يرض الفيلم الجديد طموح الجماهير والنقاد رغم جماليته البصرية والإخراجية، إذ تمحورت عيوبه حول العامل السردى والقصصى، وقال عنه النقاد إنه عانى من أزمة هوية وارتباك شديد فلا هو جزء ثانٍ من «Prometheus» ولا تصور جديد من «Alien».
Ghost in the Shell
انتظر عشاق الرسوم المصورة اليابانية أو ما تعرف باسم «المانجا» هذا الفيلم المقتبس عن «مانجا» بنفس الاسم، وعندما طرحت شركة «دريم وركس» الإعلان التشويقى الأول للفيلم، طار عقل الجماهير وتوقعوا أن الفيلم سيكون أحد أنجح أفلام العام.
وللأسف خيب رجاءهم، وكان الفيلم متواضعًا من ناحية رسم الشخصيات والحبكة الدرامية على عكس الـ«مانجا» الأصلية، كما انزعج بعض النقاد من الفصل الثالث من الفيلم وفشله فى إيصال رسالته بشكل واضح، رغم أنهم أجمعوا على أنه تحفة بصرية.
حصل الفيلم على تقييم نقدى متوسط، وكانت معظم الانتقادات السلبية على أداء البطلة «سكارليت جوهانسون»، فيما حقق إيرادات عالمية بالكاد كسرت حاجز الـ170 مليون دولار، وهو مبلغ صغير مقارنة بميزانيته التى بلغت 110 ملايين دولار.
The Dark Tower
هذا الفيلم مقتبس عن رواية بنفس الاسم لسيد أدب الرعب العالمى «ستيفن كينج»، والذى أخذت منه شركة الإنتاج «إم. آر. سي» حقوق الرواية منذ 2007 وظلت فى حالة حرب كى يخرج المشروع للنور، ومنذ ذلك الحين ترقب الجمهور الفيلم بشوقٍ شديد، وحين جاء موعد عرضه للمرة الأولى فى الولايات المتحدة فى أغسطس الماضى، فشل فشلاً ذريعًا، وبلغت إيراداته العالمية 111 مليون دولار فقط.
عاب النقاد على الفيلم ركاكة إخراجه وسطحية شخصياته، فضلاً عن الارتباك الواضح فى أسلوبه السردى، فطيلة الفيلم تسير القصة على نمط واحد سريع دون تقديم أى دوافع لتصرفات شخوصه أو شرح لخلفية قصة العالم الذى تدور فيه الأحداث.