الثلاثاء 20 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

«دير القديس أنطونيوس».. من زار عرف!

«دير القديس أنطونيوس».. من زار عرف!
«دير القديس أنطونيوس».. من زار عرف!


على بُعد 230 كيلو مترا من القاهرة بطريق سلاسل جبال الجلالة القبلية، على الشاطئ الغربى لخليج السويس، عند سفح جبل القلزم المقابل لمحافظة بنى سويف تجد أقدم دير مسيحى فى تاريخ البشرية، وهو «دير القديس الأنبا أنطونيوس»، والذى أُنشئ منذ 1700 عام، وصاحبه أول راهب يدون اسمه فى كتب التاريخ العربية والعالمية.
يحضر إلى الدير زوار من 143 دولة، على مستوى العالم، احتفاءً به، وتقديرًا له ولأثريته، وطلبًا للبركة. 
 
«روزاليوسف» زارت الدير للتعرف على تفاصيله، والبداية باستقلال سيارة خاصة للوصول للدير، فهو موجود وسط الصحراء إلا أن سكان البحر الأحمر والقادمين إليه يعرفون تفاصيله جيدًا، واستغرقت رحلة وصولنا للدير 4 ساعات.
أثناء السير فى طريقنا قابلتنا 4 بيوت صغيرة على جانبى الطريق تنتمى للدير، وكأنها تطمئن الزوار أن الدير يقترب، فى لحظة وصولنا إلى بوابة الدير الضخمة، استقبلتنا أسوار الدير التى بنيت عام 2003 وافتتحها البابا شنودة الثالث.
بعد المرور بإجراءات التفتيش، دخلنا ساحة ضخمة للدير وهى الساحة الرئيسية التى تستقبل الزوار، فكان الدير وملحقاته من كنائس وأماكن أثرية على جانب، والجانب المقابل للدير عشرات المحلات التجارية والأبنية الخدمية والمصانع والورش التابعة للدير، وموقف خاص أمامها للسيارات.
أشرف على تحركاتنا فى الدير القمص «رويس»، وكان معه 3 شباب من الدير، وقال لنا: «لكم مطلق الحرية فى تفاصيل الزيارة لكن هل تريدون بدء الزيارة بالصعود للمغارة لأن زيارتها تحتاج إلى ساعة للصعود وسط الجبال، فوافقنا وكانت قبلتنا الأولى إلى مغارة القديس أنطونيوس الموجودة أعلى جبل القلزم داخل الأسوار الجديدة من الجهة الغربية القبلية، وكان الوصول إلى نقطة الصعود يحتاج سيارة فهى تبعد عن الدير نحو كيلو متر.
مغارة القديس
الوصول للمغارة يتم عبر سلم  أسواره صغيرة من الحديد للاتكاء عليها أثناء الصعود لطول المسافة، وعتباته من الجرانيت المدفون داخل الجبل لتسهل الحركة إلى أعلى، وكان فى رفقتنا بعض الزوار الحاضرين لزيارة المغارة، ومع أول درجة للصعود كتب عليها أمامك 1210 درجات للصعود إلى سفح الجبل للوصول لمغارة القديس.
الشابان اللذان بدآ الرحلة معنا، قالا إن الرحلة تتطلب 45 دقيقة من السير المباشر على السلم دون التوقف للوصول السريع، لنكتشف تفاصيل الوصول إلى المغارة فى شكل مغامرة حقيقية، بـ300 متر أفقي.
هناك لافتات صغيرة من المعدن على جانبى السلم الحديدي، بها نصائح وآيات من الإنجيل، وأقوال للقديس منها: «لتكن مُتعبًا فى عمل يديك فيأتيك حبر الله»، «الزم الحزن على خطاياك كمن عنده ميت»، «إن دنا أنفسنا رضى الديان عنا» «الأنبا أنطونيوس»، «ارفض الكبرياء واعتبر جميع الناس أبر منك»، «الوديع ولو صنعوا به كل الشر لا يتخلى عن المحبة» «ماراوغاريس»،«إن أردت أن تكون معروف عند الله فاحرص ألا تكون معروفًا عندالناس» ق باسيليوس.
وكان عدد اللافتات فى حدود 90 لافتة، وتميز الطريق الجبلى للمغارة بوجود استراحات تتسع لاستضافة 20-25 فردًا للاستراحة فى الصعود للأفواج.
وتميز طريق سلم الصعود بالنظافة، وعلى جانبى الجبل وضع الزائرون رسوما للصليب من الحجارة والبلاستيك.
كنيسة بولس التلميذ
بعد المرور على 5 استراحات فى الطريق، قابلتنا كنيسة صغيرة مغلقة عليها لافتة تقول إن القديس «بولس البسيط» تلميذ الأنبا أنطونيوس، ووضع أمام الكنيسة الصغيرة لافتات أخرى تذكر تاريخها وأهميتها، وأكدت اللافتة أن الكنيسة بناها التلميذ لنفسه ليكون قريبا من معلمه وهى فى منتصف الطريق للمغارة، وبعد المرور على ما يقرب من 9 استراحات و90 لافتة وصلنا إلى مدخل المغارة.
مدخل المغارة
فى مدخل المغارة وجدنا ساحة كبيرة على سفح الجبل تحميها أسوار عالية من الحديد، وتتسع لاستقبال من 100 إلى 150 شخصًا، ولافتة مكتوبا عليها «بحبك جدًا يا رب».
ووجدنا على جانبى الاستراحة قصائد شعر مكتوبة فى حب ومدح القديس أنطونيوس من الرهبان، وعلى بعد 5 أمتار وجدنا قطعة سجاد صغيرة على باب المغارة، وفى مدخل ضيق للغاية لا يمر منه سوى شخص واحد منحنيًا وبعد الدخول 10 أمتار فيه تجد مغارة غير منتظمة الشكل ويبلغ طولها حوالى 5 أمتار وعرضها نحو مترين إلا أنها تضيق إلى أعلي،  والرؤية فيها تبدو منعدمة إلا باستخدام الإضاءة ولا يتسع المكان بالداخل إلا لجلوس فردين فقط، ووجدنا مذبحا بناه الرهبان داخل المغارة.
المحتويات
من الداخل كان بها 3 صور متوسطة الحجم للقديس «أنطونيوس» والعديد من بقايا الشموع التى يستخدمها الزوار فى إضاءة المكان أثناء الزيارة فى الداخل، فمعظم الزائرين يضيئون الشموع فقط، ووضعت الصور على صندوق معدنى صغير بجوارها صندوق من اللون الأحمر به قلم حبر للكتابة وبه وريقات صغيرة، وبفتحها كانت خير دليل عن نفسها فهى أمنيات الحضور إلى الدير.
والطريف فى الأمر أن الأمنيات لم تكن فى الصندوق فقط، بل أثناء التأمل لرصد تفاصيل المكان كانت الأمنيات فى جميع مداخل الصخور الصغيرة فى المغارة.
كانت الأمنيات مفتوحة للجميع ووضعها الزوار فى الصندوق ليصلى الرهبان بها ليستجيب الرب لمطالبهم ودعواتهم التى حضروا من أجلها، وفى الجانب وجدنا خزانة صغيرة بها عشرات الكتب الخاصة بالديانة المسيحية.
مينا أحد شباب الرهبان قال: «نحن نحفظ تاريخ المغارة فهو تاريخنا، فأنا من الشباب الرهبان هنا منذ 10 سنوات فى خدمة الدير، فالمغارة عاش فيها القديس أنطونيوس فى وحدة كاملة أغلب حياته التى عاشها فى الوحدة بعيدًا عن البشر للعبادة فقط».
زوار أجانب ومصريون
ماريا شابة ثلاثينية، قالت: «أنا أسترالية الجنسية من أصول عربية، حضرت إلى هنا من أستراليا للحصول على البركة، وكل 3 سنوات لا أنقطع عن الزيارة برفقة أسرتي، ورغم عناء السفر فإننى لا أرتاح سوى هنا، فهى مزار لعشرات الأسر المسيحية فى أستراليا من أصدقائي، فالجالية المسيحية هنا لها رحلات ثابتة إلى دير القديس أنطونيوس على مدار العام لا تنقطع».
وأضافت: «المشقة التى نواجهها فى الصعود إلى المغارة تغسل قلوبنا وتقربنا إلى الله، ولنا طقوس فى الزيارة، فلا ندخلها بالحذاء لأنها مكان مقدس، وبمجرد الوصول إليها نقف لبضع دقائق على بابها لقراءة الأدعية ونؤهل أنفسنا للجلوس أمام الله، ثم ندخل بذهن صاف للخلوة بأنفسنا ولا نخرج من داخل المغارة إلا بحياة جديدة خالية من الهموم والصراعات والمشاكل».
إلهامى رجل خمسيني، يحمل الجنسية الألمانية، قال: «رغم كبر سنى فإننى أحضر كل عام مرة واحدة للراحة النفسية والبحث عن ذاتى بالعبادة والجلوس فى المغارة ،فهى الخطوة الأولى التى أتبعها فى الزيارة، ثم الجلوس مع الرهبان للحصول على النصائح، وفى حالة مرض أحد من أسرتى يحضرون معى للدعاء بالشفاء فالمكان مبارك والدعوات مستجابة».
وأضاف: «الزيارة لها قداس فى الداخل بقراءة الأدعية ولها قداس آخر خارج المغارة بالأدعية فى الهواء الطلق بشكل منفرد لأن صعود المغارة من الصعب وصول مجموعات مع بعضها نظرًا لطول المسافة، ويحترم الجميع أن يترك البعض للجلوس بمفرده فى الهواء الطلق مع ربه».
وتابع: «يحضر إلى هنا الأطفال والكبار والنساء والجميع لمن يستطيع الصعود فهو أمل لدى الجميع، ومن لا يستطيع الصعود يرسل أمنياته عن طريق الآخرين».
شادي، شاب عشريني، قال: «حضرت من مطروح لزيارة المغارة، فكل شهر أحضر إلى هنا لأدعو الرب، وفى تلك الزيارة يكون يوم إجازة فى عملى وأحضر برفقة شقيقى ويحمل جيبى العديد من الدعوات الخاصة بأمى المريضة التى لا تستطيع الحضور ووالدى وأشقائى وأتركها».
وبعد دقائق من الرحلة قررنا مغادرة المغارة للتعرف على باقى تفاصيل الدير، وبعد وصولنا إلى أسفل الجبل مرة أخري، كان يقابلنا عشرات الزوار على مسافات متفرقة يصعدون إليها.
ووجدنا بجوار سلم الصعود، كنيسة مغارة الصليب وهى كنيسة محفورة فى باطن الجبل ونحتت فيها الصور.
الرحلة الداخلية
بدأنا رحلتنا للتعرف على باقى الدير مع القمص «رويس الأنطوني» الرجل السبعيني، الذى استقبلنا فى مكتبه بالدير داخل مكتبة ضخمة بكتب معظمها أجنبي، وروى لنا السيرة الذاتية لصاحب الدير القديس «أنطونيوس».
«رويس» قال: «هنا أول دير فى العالم، أُنشأه منذ 1700 عام، القديس أنطونيوس أبو الرهبان فى العالم وأولهم، ويوجد راهبان باسم أنطونيوس فى العالم، الأول هو أنطونيوس الأكبر القديم منذ القرن الرابع وهو الشخص الخاص بالدير، وأنطونيوس الآخر أنطونيوس البدوانى إيطالى الجنسية ظهر فى القرن الـ12من 800 سنة.
وتابع الأب «رويس»: «اسم أنطونيوس يونانى بمعنى «تعويض» أو بديل أو مكافأة، فالقديس أنطونيوس من سكان «قمن العروس» فى بنى سويف ولد عام 251 ميلاديا وتوفى عام 365 ميلادي، عاش 105 أعوام، فى عائلة مسيحية غنية،  واعتاد الذهاب إلى الكنيسة، وكان هناك موحدون فى ذلك الوقت، وانعزل بنفسه للعبادة على النيل والأعمال اليدوية، وعندما شاهد نساء فى مياه النيل، قالت إحدى النساء لماذا تنظر إلينا؟ فقال لها أنا أجلس بمفردى لعبادة الله، فقالت له إذا أردت العبادة فلابد أن تذهب للصحراء بعيدًا عن حياة البشر، ومن هنا قرر الانعزال فى الصحراء، وأنشأ أول دير للرهبنة وكانت فكرة الدير أنه يريد الابتعاد عن البشر فى الصحراء بعيدًا عن مغريات الحياة بالقرب من منبع للمياه.
وأضاف: «استصلح القديس أراضى المكان وزرعها، ثم تبعه تلاميذه متوحدو برية الميمون، وصارت الصحراء ديرا وتحول صمتها إلى ترنيمة له، والآن يحضر للدير زوار من 143 دولة.
مدخل أثري
قال «رويس»: إن المدخل أثري، ويطلق عليه البوابة الأثرية، قد بنيت فى القرن التاسع عشر فى عهد البابا كيرلس, ولم تكن تفتح للزائرين، تأمينًا للدير من هجمات البدو، بل كانت تفتح مرتين فقط فى العام لاستقبال القافلة التى كانت تحضر احتياجات الدير المعيشية، وعند زيارة البابا، وبجوار مدخل البوابة الأثرية توجد فتحة أخرى وهى الساقة الأثرية والتى استخدمت فى رفع الأشخاص عن طريق حبل سميك، أحد طرفيه مثبت فى بكرة، والطرف الآخر معلق به ما يراد إدخاله الدير يرتفع عن سطح الأرض 11 مترًا، وعن طريق شرفة بحجرة الساقة كانت فتحة المطعة الأثرية التى كان يخرج منها ربان الدير الطعام لمن يطلبه عن طريق حبل مثبت ببكرة دون دخول الدير.
أوضح الأب «رويس»، أن كنيسة الأنبا أنطونيوس تعد الأقدم فى مبانى الدير، حيث يرجع زمن بنائها إلى عهد الأنبا أنطونيوس نفسه، وتتحلى جدران الكنيسة بلوحات جدارية رائعة الجمال، يرجع تاريخ أغلبها إلى القرن الثالث عشر، وقد رسمت بالأكاسيد، ويوجد على جدرانها هيكل لوحات جدارية، ويظهر على يمين عرشها صورة للسيدة العذراء مريم وهى صورة نادرة من بين 8 صور فى العالم للسيدة مريم وهى ترضع السيد المسيح.
وأشار الأب «رويس» إلى أن الدير يحتوى على 13 كنيسة، و25 مذبحًا خاص بالصلوات المسيحية، وتتزين الكنائس بالأعمال الخشبية، والفنية، وبعضها أثرى مثل حامل أيقونات الكنيسة الأثرية، وكنائس الرسل والأنبا مرقس والعذراء، ومنها ما تم تنفيذه حديثًا فى ورشة النجارة بالدير.
عين الماء
انتقل معنا الأب «رويس»، إلى عين الماء، وهو عبارة عن مكان مزخرف بالخشب فى سفح الجبل داخل الدير، وقال: «تنبع  المياه من داخل المغارة، ومصدرها مجهول، ولا تتوقف ليلا أو نهارًا، وترتفع تلك العين ما يقرب من 450 مترًا عن سطح البحر، ويستخدمها الرهبان فى الدير للشرب والغسيل والزراعة وهى سبب مكوث القديس أنطونيوس فى تلك البقعة، وكانت المصدر الرئيسى الوحيد للدير، حتى  وفرت الدولة خطا آخر يحمل المياه للدير، ويبلغ طول هذا الخط 21 كيلو مترا وعليه 6 محطات لرفع المياه إلى الخزان الرئيسى للدير، واستغرق العمل فى تنفيذه عاما وتم تشغيله عام 2005.
كما شاهدنا فى الدير أثناء الزيارة مع الأب «رويس» معصرة الزيتون الأثرية التى تعود إلى القرن السادس عشر، وطاحونة الحبوب التى يرجع تاريخها إلى 900 عام، بجوارها طاحونة البن القديمة.
الحصن
أكد الأب «رويس» أن الرهبان كانوا حريصين على الابتعاد عن أذى الآخرين، لذلك بنوا «الحصن»، وهو مكان مرتفع بُنى فى عهد الإمبراطور جوستيان537 لحماية الرهبان والمقدسات من هجمات البدو، ويبلغ ارتفاعه 15 مترًا، وهو مكان مجهز للرهبان يجلسون به وقت الحصار مهما طالت المدة وملحق به كنيسة معروفة باسم «ميخائيل».
المائدة الأثرية
فتح الأب وريس بابا آخر بداخله المائدة الأثرية التى كان يقدم عليها طعام الرهبان، فقد بنيت فى القرن السادس الميلادي، وهى عبارة عن حجرة مستطيلة يعلوها سقف مقبى وفى وسطها مائدة مبنية بالحجارة، وعلى جانبيها مقعدان بطول المائدة وفى الطرف الداخلى للمائدة مكان صغير لوضع الكتاب المقدس عليه للقراءة شخص للرهبان أثناء الطعام.
ووجدنا مكتبة أثرية أيضًا فى الدير، لكن لا يدخلها سوى الرهبان، ومتحف أثرى مغلق حاليًا، واختتمنا الرحلة بزيارة مقبرة للرهبان، واختتم الأب رويس كلماته عن الأماكن الأثرية فى الدير أنه يحضر إليه الدبلوماسيون والسفراء من كل دول العالم بشكل يومي، والدول الأجنبية فى المقدمة، بالإضافة إلى أنه فى عهد مبارك قد حضر وزار الدير.
البرنامج اليومى للرهبان
أكد الأب رويس، أن البرنامج اليومى للرهبان يبدأ من الرابعة صباحًا بساعتين تسابيح حتى السادسة ، ومن 6 إلى 8 قداس، ومن 5 فى منتصف اليوم حتى الساعة 7 تسابيح، بالإضافة إلى 7 مرات صلاة فى قلاية كل راهب.
 اقتصاديات الدير
الدير يعتمد على الصناعة التى يقوم بها الشباب وسكان الدير وهى عبارة عن مشروعات إنتاجية لخدمة المجتمع من أخشاب ومعادن وكابلات كهربائية وإنتاج ملابس بجودة عالية، وزيوت، وتوابل، وخبز، وأدوات منزلية، وورش للشموع، فكل منتج له مصانع وعمال يعملون، ومزارع حيوانية «عجول» و«دواجن».
كما شاهدنا مجموعة من الأبنية الطبية التى تقدم الخدمة الطبية، يديرها أكثر من 10 رهبان أطباء، فالدير به جميع التخصصات العلمية، ما بين صيادلة وأطباء علاج طبيعى وعيون وباطنة، ويقدمون خدماتهم للزوار العرب والبدو والأشخاص الذين يتعرضون للحوادث والعمال مجانًا، وفوجئنا فى نهاية الرحلة بوحدة للطاقة الشمسية أُنشئت بشكل أهلى فى الدير منذ 2012. 