عندك حق يا أمى

> مقدرش أخلف دلوقتى يا أمى إمكانياتى لا تسمح اتفقت أنا ومراتى إننا نأجل الخلف شوية.
- ليه بس يا بنى العيل بيجى برزقه هو أنت اللى بترزقه.
> أيوه يا أمى لكن أجيب منين مصاريف الحمل والولادة وإنت  شايفة ظروف الحياة صعبة ويادوب المرتب بيكفى بالعافية.
- يا بنى ده اعتراض على إرادة ربنا هو أنت اللى بتجيب ولا إنت اللى بترزق دى حاجة مش بتاعتك ولا بإيدك.
> لا يا أمى إحنا بنفكر نجيب طفل واحد بس كمان ثلاث سنوات على ما نكون عملنا حسابنا وكونا نفسنا.
- يا لهوى يا بنى إنت عايزنى أموت قبل ما أشوفلك حتة عيل وبعدين طفل واحد بس إيه اللى إنت عايز تجيبه العيال عزوة ولازم يكون له إخوات كتير عشان يقفوا كلهم جنب بعض ويبقى ظهرهم فى ظهر بعض ثم حرام عليك تمنع الخلفة ده اعتراض على حكم ربنا.
> خلاص يا أمى عندك حق أنا اقتنعت بكلامك.
هذا ما يحدث على أرض الواقع الذى نعيش فيه فالموروثان الثقافى والدينى اللذان تواترا عبر الأجيال يلعبان دورا أساسيا فى ظاهرة الانفجار السكانى الذى تعانى منه مصر الآن، وإن لم نسارع بالتصدى لتلك الأفكار ستكون الطامة الكبرى التى تقضى على الأخضر واليابس معا، فلا يخفى على أحد أن زيادة النسل تمثل عائقا خطيرا على التنمية وتأثيرا سلبيا على مستوى معيشة الفرد لذلك لابد من مواجهة ظاهرة الإنجاب والزواج المبكر من خلال خطة استراتيجية تشترك فيها جميع المؤسسات والجمعيات المعنية بشئون الأسرة وتنظيم النسل لتعزيز الاتجاه نحو مفهوم الأسرة الصغيرة وعلى المؤسسات المدنية أن تتبنى خطابا دينيا يوضح عدم تعارض تعاليم الدين الإسلامى أو المسيحى مع تنظيم الأسرة مع العمل على التصدى للأفكار الدينية المتشددة التى تلوى عنق الآيات وتوظفها لمآربها الشخصية.
وأخيرا بقى أن تسعى الحكومة جديا لاستصدار تشريعات تضبط إيقاع الزيادة السكانية مع ربط الدعم الأسرى بعدد أفراده.>