السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خواجة فلس..!

خواجة فلس..!
خواجة فلس..!


طيب.. إذا كانت الحكومة قد فشلت فى حصار الأسعار وعجزت عن السيطرة على غول التضخم.. فلماذا لا تستورد على الموضة خواجة خبيرا يرشدها إلى معالم الطريق؟!
المسألة ليست عيبا ولا انتقاصا من كفاءتنا الإدارية وإرادتنا الوطنية.. والمسألة أننا فى حاجة لمن يفهم آليات وأسرار ومخانيق الأسواق.. ويتصرف بتجرد وحياد وموضوعية.. لأنه من الواضح أن حكومتنا الرشيدة غشيمة تماما فى مسائل المال والأعمال والاقتصاد والأسواق الحرة وغير الحرة..!

نحن نبحث عن الأفضل والأوفق لانتشالنا من الورطة.. ثم إنها ليست بدعة فى الاعتماد على الخواجة.. ونحن نعتمد عليه كثيرا بالمناسبة.. وانظر حولك فى ملاعب الرياضة.. وسوف تجد أن الخواجة يتعامل معنا كالليمونة فى البلد القرفانة..!
وانظر حولك وسوف تجد أن الجيران فى دبى يعتمدون تماما علي الخواجة فى التخطيط والتنسيق والبناء والتعمير.. وقد بنت مجدها  العقارى والاقتصادى بيد الخواجة..  وقد بلغ الجبروت بهم.. أنها تبنى ناطحتين  للسحاب فى وسط غابة استوائية ممطرة فى وسط الصحراء.. يعنى  اخترعوا غابة استوائية ممطرة وأقاموا داخلها ناطحتى سحاب.. والبركة فى الخواجة..!
ولو استعنت بالخواجة فربما يجد لك حلا فى أزمة السحابة السوداء التى فشلت جميع الحكومات وخلال ربع قرن أن تجد لها حلا ومازالت لغزا يراود الوزراء..!
وانظر فوقك وحاول أن تستكشف السماء والنجوم.. وسوف تكتشف أنها تحتجب خلف السحابة.. وسوف تدرك أنها خيبة مهببة أنك تعيش فى بيئة التلوث وتحتاج لاستيراد الخبير الخواجة يفسر لك ما عجز عن تفسيره حضرات الخبراء المحليين الذين لم يقدموا لنا سببا مقنعا وتفسيرا علميا لفزورة الدخان..!
ميزة الخواجة أن كلمته واحدة.. هو يزن كلمته بميزان الذهب.. فلا يعشم المواطن أن الرخاء قادم حالا.. والرخاء بعيد حبتين.. وزمان عشم أنور السادات المصريين بالرخاء القادم فورا.. وأنهم سوف يخرجون من عنق الزجاجة بحلول عام 1980 وهو ما لم يتحقق أبدا.. لأن كلام رئيس الجمهورية الراحل كان مجرد كلام فى الهواء.. مدهون بالزبدة والعسل.. لزوم الاستهلاك المحلى.. عكس كلام الخواجة الذى إن وعدك فسوف يفى بالوعد.. ولو قال لك الرخاء قادم فسوف يحدد بالساعة والدقيقة موعد وصول الرخاء لنكون فى شرف الاستقبال..!
أقصد أن الخواجة لا يعرف الملاوعة.. هو يلتزم فى كلامه.. يقتصد فى وعوده.. لا يعرف كلام فض المجالس.. لا يعتمد على أن ذاكرة الناس كذاكرة الفراخ.. تنسى بعد ساعتين فتطلق سعادتك التصريح وأنت مطمئن أن لا أحد يحاسبك أبدا.. وهل حاسبت محافظ القاهرة الذى أطلقها بالفم المليان أنه يتعهد بأن تكون القاهرة خلال ستة شهور منافسة لأوروبا فى نظافتها.. وموت يا حمار..!
وشر البلية  ما يضحك..  والدولة تعانى الأزمة وتمد يدها.. وإعلانات التسول تسد عليك الشاشة..  ومع هذا تتعاقد مع الخواجة لتدريب فرق الكرة بالشىء الفلانى.. ومن الأفضل إذن التعاقد مع نفس الخواجة لتدريب فريق الاقتصاد.. عسى أن ينفخ الله فى صورته فتتحسن الأحوال..!
وبلاش الاقتصاد.. وربما تسبب ذلك فى حساسية للأصدقاء.. وربما اتهمنى الزملاء بالخيانة والعمالة.. بلاها اقتصاد.. تعالوا نستورد  خبيرا خواجة لزوم رفع المخلفات والزبالة من الشوارع والبيوت وأمام المدارس والمستشفيات.. خبيرا بيئيا يفسر لنا كيف تغلبت جميع الدول على مشكلة الزبالة والتى صارت عندهم مصدرا للدخل.. وتخلفنا نحن!
تعالى نستورد الخواجة وخلاص.. ثم نعامله معاملة المصريين.. والمرتب بالجنيه المحلى.. والضرائب فوق العادة.. ولعلها فرصة لنحكم على سلوكه بالضبط.. وربما تناولنا ذلك فى موضوع قادم. 