الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كيدهن عظيم حتى فى الإرهاب!

كيدهن عظيم حتى فى الإرهاب!
كيدهن عظيم حتى فى الإرهاب!


تحقيقات أمن الدولة فى إحدى القضايا كشفت عن أول امرأة مصرية تنضم إلى تنظيم داعش الإرهابى وقررت النيابة حبسها 15 يوما على ذمة التحقيقات. وهو الأمر الذى استغربه المتخصصون الأمنيون فى شئون الجماعات الإرهابية وطالبوا بسرعة تعاون الجهات الأمنية المختصة مع المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية لإجراء دراسة حول أسباب دخول المرأة المصرية فى تنظيمات الجماعات الإرهابية، وأسباب التحول من مجرد ناقل رسائل فى التسعينيات إلى عضو فى التنظيم الإرهابى.

قررت جهات التحقيق المختصة حبس المتهمة سارة جمال محمد السيد 15 يوماً على ذمة التحقيقات فى القضية 148 حصر أمن دولة لسنة 2017 والمعروفة إعلاميا بـ«إعلام داعش» واتهامها بالانتماء لجماعة محظورة والترويج لفعل إرهابى.
قوات الأمن رحلت المتهمة لسجن شبين القناطر ووجهت جهات التحقيق لها جرائم التورط فى تأسيس شبكة إرهابية بمحافظات الدلتا لاستهداف المنشآت الحيوية والاشتراك فى إطلاق موقع على الإنترنت تابع لوكالة «أعماق» الإلكترونية وارتكاب جرائم الانضمام لتنظيم داعش الإرهابى، والتخطيط لقلب نظام الحكم وبث أخبار كاذبة وتصوير مقاطع فيديو للعمليات الإرهابية ومعاداة أجهزة الدولة وتكفير الحاكم وتبنى أفكار متطرفة والتحريض على التظاهر.
وتضمنت القضية 23 متهما هم: محمود صبحى محمد ومحمود الشال وأحمد إبراهيم ومصطفى السيد محمود ومحمد إبراهيم محمد ومحمود محمد أحمد وعبدالرحمن محمد نصر ومحمد إسماعيل سيد وشقيقه مصطفى وأمير أحمد ممدوح ورمضان أنور ونبوى محمود إبراهيم وشقيقه عبدالرحمن ومحمد خميس رمضان وإبراهيم مصطفى عطية وعمرو أحمد ومنصور حسين محمد ووائل محمد أحمد ومحمود محمد على ومؤمن محمد عباس وإسلام مبارك محمد ومحمد أشرف عبدالمنعم.
متخصصون فى دراسات المنظمات الإرهابية أرجعوا انضمام مصرية للتنظيم نتيجة للهزائم المتتالية التى لحقت به ومقتل وفرار معظم عناصره.
تقارير دولية متخصصة أشارت إلى أن ثلث أعضاء «داعش» من النساء، كما أن ما لا يقل عن 500 امرأة أوروبية انضممن للتنظيم خلال العامين الماضيين.
ويقول الخبراء إن هذه الظاهرة تعود إلى أسباب نفسية وللطبيعة العاطفية للمرأة، فهى أكثر تجاوباً للخطاب التحريضى الذى يبثه التنظيم على وسائل التواصل الاجتماعى.
التقارير أوضحت أن الكثير من النساء يرغبن فى تغيير الصورة النمطية من المرأة الضعيفة إلى المرأة القوية القادرة على حمل السلاح وتنفيذ عمليات القتل الوحشية إضافة إلى أن الكثير من المراهقات يتم تجنيدهن عبر وعود بالزواج وعن طريق الرواتب المرتفعة.
أما أسباب انضمام الأوروبيات للتنظيم فتختلف كثيراً والأسباب ترجع إلي حب بعض النساء الأوروبيات للمغامرة والرغبة فى التكفير عن ذنوب الحياة الصاخبة.
كما أن اهتمام التنظيم بتجنيد النساء يرجع إلى سعيه لتكوين جيل من الأطفال المقاتلين يلقنون عقيدة الكراهية منذ الصغر.
جامعة «جورج واشنطن» الأمريكية رصدت مؤخرا تزايدًا ملحوظًا لدور النساء فى داعش، حيث أصدرت الجامعة تقريراً ذكرت فيه أن النساء يشكلن 7 % من مجندى داعش الذين تم القبض عليهم فى الولايات المتحدة الأمريكية منذ 2014، وهو ما يشير إلى ازدياد عدد النساء المنضمات إلى صفوف داعش، وبحسب جريدة «ديلى ميل» البريطانية فإن التقرير أشار إلى أن النساء أصبحن يلعبن دوراً أكبر فى تنفيذ الهجمات الإرهابية بداعش ضد الأهداف الغربية.
الجريدة أضافت أن هناك تزايداً فى عدد النساء اللاتى على استعداد لتنفيذ العمليات الإرهابية ومنهن الباكستانية «تاشفين مالك»، إحدى منفذى مجزرة كاليفورنيا التى قتل خلالها 14 شخصاً، ومنذ مارس 2014 اتهم أكثر من 71 شخصاً بأنشطة ذات صلة بالدولة الإسلامية فى أمريكا، منهن 10 من النساء، وفى عام 2015 تم القبض على 56 شخصاً على الأقل، وهو يعتبر رقماً قياسياً فى الاعتقالات المتعلقة بالإرهاب منذ أحداث 11 سبتمبر، ورغم أن الغالبية العظمى من المجندين فى الدولة الإسلامية «داعش» من الرجال، فإن هناك تزايداً ملحوظاً لعدد النساء اللاتى يقدمن على تنفيذ العمليات الإرهابية.
ووجدت الأبحاث أن داعش يستخدم وسائل التواصل الاجتماعى مثل: فيس بوك لتجنيد أعضاء جدد، حيث استخدم على الأقل 300 «أكونت» أو حساب شخصى على الفيس بوك، وثلث هذه الأكونتات تديرها نساء بحسب تقرير جامعة «جورج واشنطن» الأمريكية.
وذكر كاتب التقرير أن هناك عددا من الدراسات التى حاولت التعرف على أسباب انجذاب النساء فى الدول الغربية للانضمام إلى داعش، ومن هذه الأسباب «البحث عن الهوية الشخصية والرغبة فى بناء مجتمع إسلامى صارم»، كما يعتقد أيضاً أن النساء أقل عُرضة لإثارة الشكوك حولهن بعكس الرجال وتتنوع أدوار النساء الداعشيات ما بين نشر الدعاية، وتكون المجندات زوجة الجهادى ووالدته.
وقال تقرير لموقع «سايت» الأمريكى المختص بمتابعة أخبار التنظيمات «المتطرفة»، نقلته وكالة سبوتنيك الروسية إن حوالى ثلاثة أرباع مقاتلى «داعش» قتلوا خلال الغارات الجوية والعمليات العسكرية البرية فى العراق وسوريا وأن أفراد التنظيم تقلص عددهم إلى ما بين 12 إلى 15 ألف مقاتل، بينما كان عددهم قبل ذلك يقترب من 60 ألف إرهابى.
وأشار الموقع إلى أن هذه الخسائر جعلت للمرأة دورًا كبيرًا فى العمليات العسكرية للتنظيم والتى أهمها العمليات الانتحارية. وكشف الموقع أن عدد النساء المقاتلات فى صفوف التنظيم الإرهابى يصل إلى 500 امرأة غالبيتهن أوروبيات وانضممن للتنظيم خلال العامين الماضيين.
وأوضح الموقع أن التنظيم يعتمد كذلك على الأطفال لنفس السبب: نقص مقاتليه من الرجال، وأضاف التقرير أن «ما لا يقل عن 35 ألف امرأة أنجبن أطفالا فى الأراضى التى يسيطر عليها داعش».  
الدراسات العالمية التى أجريت على انضمام النساء لداعش كشفت عن السبب بين العنف الجسدى والتهميش والزواج قسراً وأحياناً قصص الحب الفاشلة، وجدت المرأة مبرراً لكى تُلقى بنفسها بين براثن التنظيم الإرهابى داعش لتجد بين تدريباتها القاسية وحروبهم العاتية ما يجعل لها تواجدًا حقيقيًا فى هذا العالم رغبة فى الظهور وتحقيق الذات حتى إذا كان على حساب النفس،كانت من ضمن الدوافع القوية لاشتراك المرأة فى التنظيمات الإرهابية.
ففى عدد من الدول العربية كان الدافع إلى انضمام النساء إلى هذا التنظيم الإرهابى سوء الأوضاع والظروف الاقتصادية والاجتماعية التى تدفعهن إلى الوقوع فى هذا الفخ والبحث عن ذاتهن فى وسط الحرب، وأن فقدان الأهل والأحباب كانت أسبابًا منطقية لانضمام الكثير من النساء إلى التنظيم الإرهابى، كما أن تعرضهن للإهانات اللفظية والجسدية كانت أحد أشهر الدوافع التى أكدتها الكثير من السيدات المُنضمات حديثاً إلى هذا التنظيم الإرهابى.
ظاهرة تجنيد النساء فى داعش برزت بشدة فور سيطرة التنظيم على مدينة الرقة وتم تأسيس كتيبتين للنساء: الأولى تحمل اسم الخنساء، والثانية باسم أم ريحان مهمتهما شرح تعاليم الإسلام للنساء والقيام بمهمات تفتيش النساء على الحواجز، ويحرص التنظيم على دفع أجور الداعشيات المجندات كل شهر بمبلغ لا يتجاوز 200 دولار، ومن شروط الالتحاق بكتائب داعش النسائية أن تكون الفتاة عزباء وألا يقل عمرها عن 18 عاما ولا يزيد على 25.
أخطر 7 نساء فى داعش هن التوأم البريطانيتان سلمى وزهرة «صوماليتا الأصل» اللتان انتقلتا إلى سورية قبل شهرين للانضمام إلى داعش والزواج من رجال التنظيم وأطلقت إحداهما على نفسها اسم أم جعفر.
وذكرت صحيفة الديلى ميل البريطانية أن التوأم تعهدتا بعدم عودتهما لبريطانيا وتتدربان على استخدام القنابل اليدوية وبنادق الكلاشينكوف، أما الثالثة فهى أم المقداد والمعروفة بأميرة نساء داعش، والمسئولة عن تجنيد الفتيات والسيدات بالأنبار وهى سعودية عمرها 45 عاما تمكنت القوات العراقية من القبض عليها فى يناير الماضى، والرابعة أم مهاجر «تونسية الجنسية»، وهى المسئولة عن كتيبة الخنساء فى الرقة بسورية التى تتكون من 60 امرأة، وقد انتقلت من العراق إلى سورية برفقة زوجها بعد تزويج بناتها لكبار المسئولين بداعش، وتشتهر تلك الكتيبة باللثام الأسود على وجوههن وحمل الأسلحة الفتاكة دائما، خامسا ندى معيض القحطانى أخت جليبيب وهى أول مقاتلة سعودية تنتمى لداعش انضمت مع أخيها أحد مقاتلى التنظيم ولقبت نفسها بأخت جليبيب، وقالت إن سبب انضمامها لداعش وترك زوجها وأطفالها هو تخاذل أكثر الرجال، كما أعلنت نيتها القيام بعملية انتحارية لتكون بذلك أول انتحارية فى داعش، وسادسا أم ليث وهى سيدة مهاجرة من إنجلترا إلى سورية ودائما تخاطب النساء الغربيات ليحذين حذوها وينضممن لداعش، سابعا أم حارثة وهى صديقة أم ليث ولها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى وتكتب بالإنجليزية، كما أنها عضو بكتيبة الخنساء وتحرص على نشر صور انتصارات داعش، منها صور فصل رءوس الجنود عن أجسامهم!
السؤال الآن وبعد القبض على أول امرأة مصرية تنضم إلى التنظيم: هل سنجد أخريات مع داعش وما الأسباب التى تدفعهن لذلك؟
العميد حسين حمودة خبير مكافحة الإرهاب الدولى قال: إن ظاهرة النساء الجهاديات بدأت من أفريقيا وبرزت فى الشرق الأوسط واستقطاب النساء أصبح موضة عند المتطرفين لتنفيذ العمليات الانتحارية، فقد أصبحت ظاهرة النساء الانتحاريات أو «الجهاديات» من أهم التحديات الأمنية التى تواجه مختلف دول العالم من أفريقيا مرورا ببؤر التوتر فى الشرق الأوسط إلى آسيا الوسطى، وأصبح مشهد التفجيرات الانتحارية النسائية أو تنفيذها لعمليات إرهابية مألوفا فى بعض المناطق الساخنة فى العالم.
ففى الماضى كانت النسوة من ضحايا الحرب يتم سبيهن ويتحوّلن من أميرات إلى جاريات، أما اليوم فتغيرت المعطيات، لقد ولى عهد «الأميرات» و«الجاريات»، وحلّ عهد الجهاديات و«الانتحاريات» و«المقاتلات» بعد أن تحوّل «حجابها» من ستار تخفى به جمالها إلى ستار يخفى تحته تصميما على تحويل هذه السوق أو ذاك التجمّع البشرى إلى مقبرة لعشرات الأبرياء تنفيذا لأجندات المجموعات الإرهابية والمتشددة التى تستقطبهن!
وفيما يتعلق بانخراط العناصر النسائية المصرية فى التنظيمات الإرهابية المتأسلمة:
فمن أبرز الحالات التى رصدتها الأجهزة الأمنية عقب ارتكاب عدة عمليات كان من بين عناصر الخلايا الإرهابية عناصر نسائية فقد تمكنت أجهزة الأمن المصرية فى غضون شهر سبتمبر 2015م من ضبط خلية داعشية تضم شقيقتين و4 عناصر آخرين تورطت فى تنفيذ الهجوم على سفارة النيجر بالهرم التى أسفرت عن مقتل مجند وإصابة 3 آخرين، وكشف مصدر أمنى آنذاك هوية الفتاتين، حيث إحداهما تدعى سارة وتعمل طبيبة نساء والثانية تدعى يارا وهى صيدلانية وأنهما تنتميان لتنظيم «داعش» واشتركتا مع آخرين فى العديد من العمليات الإرهابية بالجيزة، كما تورطتا فى حيازة أسلحة نارية ومتفجرات والتخطيط لاستهداف سفارات وهيئات دبلوماسية ومنشآت شرطية.   
وقال العميد حمودة: بعد حادث البطرسية والقبض على امرأة تنتمى إلى داعش الأسبوع قبل الماضى يعنى أن المرأة فى مصر بدأت الانضمام إلى هذه المنظمات الإرهابية بعد أن كانت فى تسعينيات القرن الماضى، وعند القبض على أعضاء من تنظيم الجهاد أو الجماعات الإسلامية كانت زوجاتهم يربين الأولاد، ولم يكن لهن عمل فى الجماعة وأقصى ما كانت تفعله نقل رسائل من أزواجهن فى السجون إلى عناصر الجماعة خارج السجون.
أما الآن فالنساء فى الجماعات دخلن مرحلة جديدة يجب معها القيام بدراسات اجتماعية وجنائية يقوم بها المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية لرصد هذه الظاهرة وتحليلها للوقوف على سبل حلها والتعامل معها.>