الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الصين تجبر هوليوود على احترامها سينمائيا

الصين تجبر هوليوود على احترامها سينمائيا
الصين تجبر هوليوود على احترامها سينمائيا


 
تسعى هوليوود للحفاظ على عائداتها الهائلة التى تحققها أفلامها فى جميع أنحاء العالم من خلال احترامها لمختلف الثقافات التى تتابع هذه الأفلام بشغف وتعرضها فى دولها وخاصة فيما يتعلق باختيار أسماء الأفلام والممثلين بدقة شديدة بما لا يثير الجدل أو يحدث إثارة تؤثر سلباً على إيرادات شباك تذاكرهم وتحديدا بالنسبة للدولة التى نجحت بجدارة فى السيطرة على صناعة السينما الأمريكية. هنا نقصد الصين والتى فرضت احترامها على هوليوود بما تملكه من تأثير اقتصادى قوى على صناعة أفلامها مما دفع هوليوود لإضافة مشاهد فى أفلامها تتملق فيها الجماهير الصينية، وتمنع أى مشهد يسىء إليهم أو إلى دولتهم. شارك فى ذلك الرقباء الصينيون الذين أجبروا هوليوود على احترامهم بقيامهم دائما بحذف أية مشاهد تسىء إليهم وتظهر الصينى على أنه مجرم أو حرامى، وهو ما تنبهت إليه هوليوود وبدأت تحذر صناع أفلامها من عدم الاقتراب من الشعب الصينى بما يسىء إليهم وكذلك الابتعاد عن إسناد أدوار الشر لممثلين صينيين.
 

 
التملق الهوليوودى للرأسمال الصينى ظهر فى العديد من الأفلام والمبادرات السينمائية منها إعادة إنتاج فيلم «الفجر الأحمر» أو «Red dawn» والذى أنتج عام 1984 وكان الممثلون الذين يهاجمون الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك صينيين بينما فى النسخة الجديدة يظهر الأعداء يحملون الجنسية الكورية الجنوبية- هنا الأهداف والمصالح الشخصية تتكلم- على الرغم من أن القصة الأصلية تقول إن الأعداء من الصين.
 
 أما شركة «كولومبيا بيكتشرز» فقد أقحمت مشهداً لمجاملة الصينيين فى فيلم «Disaster movie» حيث يظهر كبير موظفى البيت الأبيض مجاملا الصينيين ومطلقا عليهم أشخاص مثاليون بعد أن ساهم علماءهم فى إنقاذ الحضارة، بينما أدهش هذا المشهد الجماهير الأمريكية وأوروبا، لكنه بلا شك نال استحسان وتصفيق جماهير شنغهاى.
 
شركة «مارفل» اختارت أن تصور أحداث فيلمها الجديد «الرجل الحديدى»- الجزء الثالث- أو «Iron man3» فى الصين ووفقا للمزاج الصينى وأشار مسئولو الشركة إلى أنهم أرادوا إضفاء نكهة محلية إلى الفيلم وارتباط شخوص بالمكان الذى يعتبر سوقاً ضخمة لصناعة السينما الأمريكية كنوع من الجاذبية الأكبر له.
 
وفى فيلم «سفينة حربية» أو «Battle ship» الذى تنتجه حاليا شركة «يونيفرسال» يحاصر كائنات غريبة كوكب الأرض ويهاجمون «هونج كونج» وحدها من دون مدن العالم فتساعد واشنطن السلطات الصينية فى دفع هذا الخطر عنها وتحديد هوية العدو. صناع السينما فى أمريكا يخشون من ظهور جيل جديد من السينمائيين لا يعرفون سوى مجاملة الصين أو تحسين صورة شعبها فى أفلامهم.
 
معنى ذلك أن الضغوط الصينية نجحت فى فرض احترامها على السينما الهوليوودية والتى بدأت برفض المشاهد التى تقدم صورة سلبية عن الصينيين ثم وصل إلى ضرورة وجود شخصيات صينية إيجابية تتسم بالبطولة فى أفلام هوليوود التى اشتهرت بالشخصيات الصينية الشريرة. الغريب أن الأمر لم يعد يحتاج إلى حذف من الرقابة الصينية فالمخرجون وشركات الإنتاج الأمريكية أصبحت تقوم برقابة ذاتية على الأفلام وتقحم الشخصيات الصينية الإيجابية تجنبا لمقص الرقيب الصينى وطمعا فى الانتشار داخل السوق الصينية الكبيرة.
 
مقص الرقيب الصينى لا يقف عند بعض المشاهد فقط، بل قد يصل إلى حذف شخصية كاملة من الفيلم أى حذف جميع مشاهد هذه الشخصية مثلما حدث فى فيلم «قراصنة الكاريبى» أو «oirates of the caribbean» حيث حذف الرقيب الصينى شخصية أساسية فى الفيلم لمجرد أن فكرة سرقة القراصنة لشخصيات صينية ونهبهم لم ترق للرقيب.