الإثنين 19 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

السيسى فى واشنطن قريبا.. وترامب تلقى الدعوة لزيارة مصر

السيسى فى واشنطن قريبا.. وترامب تلقى الدعوة لزيارة مصر
السيسى فى واشنطن قريبا.. وترامب تلقى الدعوة لزيارة مصر


مع اقتراب تسلم الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب لمنصبه فى العشرين من الشهر المقبل، توالت زيارات مسئولين مصريين للعاصمة الأمريكية واشنطن، ونقلا عن مصدر قريب من البنتاجون فإن البلدين شهدا على مدى الأيام العشرة الأخيرة اتصالات مكثفة وتوافد مسئولين، أحدهم جاء لمدة 48 ساعة إلى واشنطن، استباقا لاجتماع مرتقب بين السيسى وترامب.
وكان المعلن من الزيارات زيارة وزير الخارجية سامح شكرى الأسبوع الماضى وهى الزيارة التى تضمنت لقاءات بالكونجرس الأمريكى واجتماعًا مع نائب الرئيس ترامب الذى قدم من نيويورك إلى واشنطن، وكذلك لقاءه مع نظيره الحالى جون كيرى، ولكن كان من الواضح أن هناك رسالة أتى بها وزير خارجية مصر فى توقيت تستعد فيه الولايات المتحدة لتنصيب رئيس جديد وسياسات جديدة ربما غير مسبوقة منذ عقود، وقد سألت الوزير شكرى عن مضمون لقائه ونائب ترامب فقال:
«اللقاء كان مهمًا للتوصل مع الإدارة الجديدة قبيل توليها مقاليد الأمور، وكانت بغرض توصيل رسالة من الرئيس السيسى للرئيس المنتخب ونائبه فى تواصل بالحوار الذى تم بينهما فى سبتمبر الماضى وما تلا ذلك من حديث هاتفى بعد انتخابه للتهنئة، وتضمن الاهتمام بتنمية العلاقات «المصرية - الأمريكية»، وإعادة زخمها وطبيعتها الاستراتيجية، والتوافق فى كثير من المصالح المصرية الأمريكية والقدرة على العمل المشترك  لاستعادة الاستقرار فى الشرق الأوسط والعمل على تعزيز قدرات ومكانة مصر فى إطار ما تقدم عليه من إصلاحات وسياسية. اللقاء إيجابى وأعرب فيه نائب الرئيس المنتخب عن تثمينه لهذه الرسالة وأنه سينقلها للرئيس المنتخب، وأن هناك تطلعًا للتواصل وللعمل الوثيق مع مصر. وكشف شكرى عن دعوات بين الرئيس السيسى وترامب لزيارات متبادلة فى أقرب وقت - أى لمصر ولواشنطن - منذ الحملة الرئاسية الأمريكية وخلال المحادثة الهاتفية التى هنا فيها الرئيس السيسى الرئيس الأمريكى بالفوز».
الوزير شكرى لم يذكر موعدا محددا، ولكنه أشار إلى أن الأمر يخضع لجدولى أعمال الرئيسين، لكن حسب مصادر فى واشنطن فإن زيارة رئيس مصر للولايات المتحدة ستكون فى أقرب وقت ممكن، نفس المصادر أضافت: «لقد أغضبتم البريطانيين، فقد كانت مصر أول من هنأ الرئيس الأمريكى المنتخب بفوزه، فكسرتم تقليدا عريقا كان فيه رئيس الوزراء البريطانى هو أول من يهنئ الرئيس الأمريكى المنتخب بالفوز قبل فتح الخطوط مع باقى دول العالم».
وسألت نفس المصدر عن تصوره لأجندة المصالح والسياسات «الأمريكية - المصرية» تحت إدارة دونالد ترامب فقال: «دعينى أؤكد لك أولا أن البنتاجون يريد الاحتفاظ بعلاقات عسكرية قوية مع الجيش المصرى»، أما للإجابة على سؤالك فالأمر يحتاج جلسات تقييم طويلة، لكن باختصار فإن ترامب سيكون مختلفا تماما، صحيح فى خياراته للحقائب المهمة اختار أسماء ومنهم أشخاص أصلا من البنتاجون ومعروف عنهم صلابة الرأى أو التشدد، إلا أنه فى النهاية سيركز على الشأن الداخلى ومحاولة استرجاع الشركات الأمريكية المهاجرة للتصنيع من الخارج، وهو ما سيجعله فى نهاية الأمر يسعى لخفض ضرائبهم هنا. وقد تتدخل ملفات خارجية فى تنفيذ هدفه هذا كملفات العلاقات مع الصين وكوريا الجنوبية واليابان على سبيل المثال، إلا أن هناك ملفات خارجية مهمة ومنها ملف الشرق الأوسط المكتظ، والقضية الأولى بالنسبة لترامب ستكون مسألة التعامل مع داعش، فترامب لن يدخل فى حرب مباشرة بالشرق الأوسط، وكذلك الجنرالات فى البنتاجون ضد إنزال أمريكى على الأرض، وبالتالى الكونجرس أيضا، لذا أتفق معك حول الاحتمال الأكثر ترجيحا وهو «الحرب بالوكالة» وإن كنت أفضل القول إن الحرب على داعش للقضاء عليها ممكن أن تكون تحت إدارة ترامب بكل ما فيها من صقور فى إطار تحالف من قوى شريكة بالمنطقة أولها مصر لاسيما فى مجالات مكافحة الإرهاب والأمن وأيضا هناك الأردن والإمارات، بل روسيا، ولربما يتم قبول مساعدات من إيران فى هذا التحالف. هذه القوى بما لديها من خبرة تستطيع أن تقوم بالدور الأهم لاسيما على الأرض وجوا فى سوريا والعراق.
ولكن ماذا بشأن تركيا والسعودية مثلا؟
القضاء على داعش سيقلق تركيا بعد سقوط حليف مهم لهم، وبالتالى فتح الطريق أمام الأكراد لتعجيل إعلان دولتهم، والأمر هنا لن يكون فقط تهديدا بحرب، ولكن بحروب من قبل تركيا والعراق وإيران أى كل الدول التى بها أكراد مازالوا فى مناطق بعينها بتلك الدول بانتظار إعلان دولتهم. وعموما فواشنطن وإسرائيل موافقتان على استقلال الأكراد.
«كان هذا جانبًا من حديثى مع هذا المصدر المهم وكانت خلاصته مقلقة لمعرفتى بأن القرار الأخير سيكون بيد مجموعة ترامب داخل مجلس الأمن القومى والمسئولين عن وضع الاستراتيجيات، وهى المجموعة التى تشى خلفياتها المفرطة فى اليمينية بأنها حكومة «إدارة حرب»، وبالتالى فإن شهر العسل المتوقع معها سيكون قصيرا بالنسبة للبعض الذين سيكونون مطالبين بالقيام بكل شيء وتحمل التكلفة الباهظة بالمال والأرواح.