الجمعة 4 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أغلى وأكثر جماهيرية عند الجمهور المصرى ياريتنا زى سوريا فى الإنشاد الدينى

أغلى وأكثر جماهيرية عند الجمهور المصرى ياريتنا زى سوريا فى الإنشاد الدينى
أغلى وأكثر جماهيرية عند الجمهور المصرى ياريتنا زى سوريا فى الإنشاد الدينى


«لا تحكم على الطريقة التى يتواصل بها الناس مع الله، فلكل شخص صلاته الخاصة».. بتلك المقولة أوضح الشاعر والمتصوف شمس الدين التبريزي، ماذا يعنى الغناء الصوفى واتخذها المنشدون السوريون لتطبيقها العملى ليصبح الإنشاد الدينى وفن المديح النبوى علامة فارقة وطريق الوصول إلى الله يضم فى رحابه ملايين المسلمين، الفارق لدى السوريين هو النجاح فى الدول العربية غير سوريا بينها مصر.

رغم ظروف الحرب التى تشهدها البلاد مثل فرق الإخوة أبوشعر، والرضوان، وفايز الحلو، وفرق أخرى أقل شهرة، تربعت على عرش الإنشاد الدينى فى مصر لتنافس الفرق الصوفية المصرية، وحفرت لنفسها مكانة كبيرة.
15 عاما ولت على ظهور الفرقة الصوفية «تواشيح» فى مصر «عباد الرحمن» سابقا حققت نجاحا بالغا فى سوريا وبعد الحرب تفرقت الفرقة لتجتمع مرة أخرى فى مصر لتبدع من جديد بـ15 عضواً سوريين ومصريين منظمين يقدمون التواشيح الدينية والأندلسية والإنشاد الصوفي.
فى العروض الفنية والأفراح قدمنا عرضا على دار الأوبرا المصرية- الكلام لعدنان الساسة مؤسس الفريق والمنشد - لفت انتباه الجميع وبساقية الصاوى اجتمع المعجبون من مختلف الجنسيات على تشجيع الفرقة والاندماج مع الابتهالات.
إذا شاهدنا المقاعد ممتلئة نشعر كمصريين بروعة العرض وتألق الحفل، لكن الأمر اختلف لدى السوريين فرغم الإقبال على عروض الإنشاد الصوفى إلا أن عدنان الساسة منشد الفريق يرى الفن الصوفى فى مصر لم يحظ بمكانته كسابق عهده.. ومقارنة الأمر بسوريا فهو بالكاد معدم، فحفلات الإنشاد فى سوريا كانت بعدد أيام السنة دون مبالغة وفرق الدرجة الثالثة كانت تحيى من 70 إلى 100 حفلة، أما فى مصر فأشهر فنانى الإنشاد الصوفى يحيون حفلين فى الشهر.
يرجع ذلك إلى أن سوريا كانت رائدة فى الإنشاد الدينى فى الأفراح والمآتم، العزومات والزيجات، لكن البيئة فى مصر لا تلامس سحاب الفن الصوفي.
الفرق السورية فى مصر تتسم بطبائعها الخاصة منها من يرفض الغناء فى الأفراح المختلطة فيوضع لها محظورات كفرقة «تواشيح» ومع ذلك تقدم عروضا فنية فى الأردن ولبنان والجزائر وغيرها.
ظروف هذه الفرق تشعرك أن انتشارها الواضح يرجع لانخفاض أجورهم ولكن الشيء الصادم هو ارتفاع أجور الفرق السورية الصوفية عن الفرق المصرية.. ويرجع منشد فرقة تواشيح السبب لتنظيمهم: «فالغناء الصوفى فى مصر اشتهر بالابتهال لكننا أدخلنا عليه ميزة الفرقة الكاملة وليست المبتهل فقط، ودمجنا بين عملنا وخبرتنا واستغللناها فى تفجير لون جديد من إيقاعات وألحان غربية وكلمات جديدة».
أبوشعرة:
ستة أشقاء من عائلة واحدة ورثوا الإنشاد السورى عن والدهم الشيخ موفق أبوشعرة، تأسست الفرقة فى الثمانينيات وحققت انتشارا واسعا فى السباق السورى ومن ثم وصلت شهرتها لبعض البلدان العربية الأخري، وبمجرد قدومها لمصر وهى تحيى الحفلات الدينية، مرجعين السبب لارتباط المصريين بالرسول، فنالوا حبا واستحسانا.
انتقلوا بسرعة مدهشة من الحفلات الخاصة إلى الحفلات العامة ليقفوا على مسرح الأوبرا بين كوكبة من النجوم وأصبح لهم جمهور يتبعهم أينما وجدوا وهو الشيء الداعى للاهتمام فى بلد لا يشغل الغناء الصوفى من حيزه الكثير.
يصطف الأشقاء على مقاعد المسرح خلفهم قارعو الطبول وراقصو التنورة ذات الأصول الصوفية، هكذا تجد الفرقة فى معظم حفلاتها، بجانب ذلك أصدرت الفرقة ألبومات مثل الهاشمى الذى سجل فى دبى 2006 وأشجان المحبين 2007 وأول فيديو كليب كان فى 2008 بعنوان «كلما ناديت يا هو».
لم تجد الفرق الصوفية الشبابية فى مصر إقبالاً أو تشجيعاً من أحد ورغم وجودهم إلا أن الشعور بهم غير مرئى حتى الآن وتحتل الفرق المعروفة منذ عقد من الزمان مساحة الإنشاد الصوفى دون منافس مصرى حتى أتى المنافس السورى ينحيها جانبا ويعلمهم كيف يكون المبتهل وكيف تكون الفرقة المنظمة.
عبدالحليم عجم:
فرقة عبدالحليم عجم بدأت فى مصر منذ ثلاثة أعوام لتكون فرقتها من جديد بعد أن طال الانتظار فى العودة لدمشق، وصل انتشارها لأعضاء مجلس الشعب والحرس الجمهوري، أصبحت تقدم العروض فى الأعراس وبالنوادى التابعة للقوات المسلحة وفى افتتاح المحال السورية أيضا لتحقيق ثنائية الدعم والدعايا.
نجحت فى تحقيق جماهيرية كبيرة لدى شريحة عريضة من المصريين والسوريين بمصر ليصبحوا دراويش لها، فرقة سورية بمهندس صوت مصرى تألقت فى أسلوب النقشبندى للمساحة الصوتية الجبارة لدى المنشدين، وتحدت الجميع فى الإنشاد الصوفى للشيخ طه الفشنى أحد كبار المنشدين القدماء فلم يستطع المنشدون الكبار تقديم هذا اللون لصعوبته.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد فتغطية اللون المصرى والسودانى المغربى السورى وجد طريقه لدى الفرقة، أيضا مستعدون لتنظيم عرض ضخم بدار الأوبرا المصرية فى الأيام القادمة إيمانا من الفرقة أن المسرح هو جهة التوثيق الرسمية لهم والغناء لثلاث ساعات متواصلة على مسرح الأوبرا شهادة رسمية لتألقهم.
الفرق الصوفية السورية فى مصر حرصت على أن يكون الأعضاء رجالاً فقط، فلم يسلموا من الانتقاد والتعرض إليهم أثناء العروض المقدمة واتهامهم بالكفر والتحريف، والابتداع فى الدين وعلى صفحات التواصل الاجتماعى من قبل الإسلاميين المتشددين، وهو ما صعد الخوف من تواجد الفتيات فى العروض.
الرضوان:
فرقة الرضوان السورية أيضا أصبح لها مساحة فى الإنشاد الدينى فى مصر منذ دخولها 2012 يقول محمد ياسين المرعشلى مدير الفرقة وهو مدرس موسيقي: إن الفرقة التى يقودها والده عبدالقادر المرعشلى تأسست أواخر السبعينيات ونشأت ضمن عائلة فنية، الفرقة تقدم العديد من التراث الصوفى الأندلسى كما أنها قدمت الكثير من ألوان الإنشاد مثل التركى والعراقى والمصرى والخليجى والمغربى حتى الشرق آسيوي.
شاركت الفرقة فى العديد من المهرجانات العربية والمصرية، مثل مهرجان سماع الدولى الذى يقام فى القاهرة سنويا، بجانب الحفلات الكبيرة التى تخص الأوقاف والمناسبات الإسلامية الدينية.
تتميز الفرق السورية ببساطة التجهيز لها، كما أن سعر تذكرة حفلاتها يتراوح بين 35 - 40 جنيهاً، ولأن الفرق السورية أكثر إتقانا للإنشاد الدينى من المصرية حيث اللغة والعزف.
الأمر الذى أدى إلى رواجها فى الأفراح وافتتاح المحال التجارية والمناسبات الدينية وهو ما يجعلها أكثر تمرسا وتطورا، بينما الفرق المصرية منحصرة فى بعض المناسبات الدينية والحفلات العامة، وربما يكون الاستعانة بها من باب العادة أو الفلكلور دون أن يكون لها تأثير حقيقى وشعبية بين الناس.