السبت 26 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وماله لو نصبر.. بس نعوم

وماله لو نصبر.. بس نعوم
وماله لو نصبر.. بس نعوم


الشعب أثبت قدرة استثنائية على «شد الحزام».. لكنه ينتظر حصد الثمار.
على الحكومة ألا تأمر الناس بالتقشف وتنسى نفسها.. والتحسن الاقتصادى التدريجى ضرورة لمحاربة اليأس.
أن يكون الإصلاح مؤلمًا، فهذا منطقى ومقبول، وقد أثبت الشعب المصرى العظيم، فى منعطفات تاريخية مشهودة، جلدًا وصبرًا استثنائيين، وأيضًا مبهرين.
إذن ليس مهمًا أن يكون قرار تحرير سعر الجنيه مؤلمًا، بل إن الغلاء القادم، من الأمور التى سيتحملها شعب علمته المحن «شد الحزام»، فالمنشود هو الإصلاح، والمهم حقًا أن يشعر المواطن أن الإصلاح إصلاح.
لا أحد يزايد على عظمة المصريين، ولا على صدق عشقهم لأرض هذا الوطن الذين يحلمون به وقد ارتقى مكانته التى تليق بريادة أسلافهم.
تقول الحكومة إن الإصلاح له فاتورة، ويقول محافظ البنك المركزى إن المواطن سيجنى الثمار الاقتصادية بعد عام ونصف العام، بينما يتوجس المواطن خيفة، فالتجارب المتراكمة تؤكد أن «كلام الحكومة مدهون بزبد، إذا طلعت عليه الشمس يسيح»، لكنه على ذلك يؤثر التروى، عسى أن يجعل الله مع العسر يسرًا.
الحقيقة أن المواطن وإن وافق على تعويم الجنيه، مازال يحس خوفًا من مزيد من التقهقر الاقتصادى، الأمر الذى يستدعى أن تضع الحكومة وعودها محل التنفيذ الفورى، والمنتظر أن التحسن الموعود، لن ينبثق فجأة كعفريت يخرج من القمقم، أو سيحدث حينما يهتف أحدهم: «جلا جلا»، فالأمر تراكمى، واجب ولازم أن يتدرج التحسن، مهما كان بطيئًا، بما يروى بذور الأمل، فى أعماق شعب ابن أرض زراعية، انطبع عبر الحقب والعصور، بطبيعة نشاطه الزراعى، حيث يعزق الأرض، ويقلب بفأسه التربة، فيغرس البذور، فيثابر على سقايتها، حتى تخرج البراعم، فى عملية تُعلّم «طولة البال»، فالصبر دائمًا عنده مفتاح الفرج.
لكن.. ولأن للصبر حدودًا، فعلى الحكومة أن تحذر، فإذا أمرت الناس بالتقشف، ألا تنسى نفسها.
فعلى الحكومة أن تسرع بإطلاق مشروعات اقتصادية «حقيقية»، وإصلاح منظومة التشريعات الخاصة بالاستثمار، ووقف معاملات «ما تحت الترابيزة»، بما يحقق انتعاشة حقيقية، بحيث يطمئن الناس إلى أن القادم أحسن، وحتى يحتسبوا الألم قربانًا فى حب مصر، وكى يصبح لسان حال الجميع: «طولة البال تبلغ الأمل».