الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سوريا أنقذت مهرجان الإسكندرية السينمائى

سوريا أنقذت مهرجان الإسكندرية  السينمائى
سوريا أنقذت مهرجان الإسكندرية السينمائى


انشغلت نجمات مصر بخطوط الموضة والاستسلام لدماغ (البحيرى) واستعراض الأزياء فى حفلى الافتتاح والختام فى الدورة الـ 32 لمهرجان الإسكندرية السينمائى بينما اهتم نجوم سوريا بالتمثيل المشرف بطول وعرض المهرجان والمشاركة النشطة فى فعالياته ولم يتركوا فيلماً مهماً أو تكريماً أو وقائع ندوة إلا وشاركوا فيها بإيجابية.
 المدهش أن (يسرا) وهى الفنانة التى أطلقت إدارة المهرجان اسمها على هذه الدورة تكريما لها لم يشاهدها أحد سوى فى حفل الافتتاح وندوتها واختفت من كواليس المهرجان وكان من المفترض إشعالها لفعالياته وترك بصمة وإضافة تليق باسمها وتكريما للمكرمين أنفسهم .
رغم السلبيات التى أصبحت مرضا مزمنا فى معظم المهرجانات التى تقام على أرض المحروسة فإن الظهور السورى هذا  (العام) أضفى الحيوية والإبداع على دورة هذا المهرجان.
 الوفد السورى هذا العام كان متنوعا ومبهجا وضم النجم الكبير (دريد لحام) والعالمى (غسان مسعود) إلى جانب (سولاف فواخرجى) و(سوزان نجم الدين) و(ميسون أبوأسعد) والممثلة الصاعدة سارة والمخرج الكبير (باسل الخطيب)  الذى شارك فى فعاليات المهرجان بفيلمه الرائع (سوريون) بطولة ( محمود نصر) و(ميسون) واكتمل الحضور السورى المشرف برئيس مؤسسة السينما السورية  (مراد شاهين) وهى المؤسسة العريقة التى تدعم الإبداع رغم معاناة  الشعب السورى ونجومه.
 نجمات ( سوريا ) رغم مشاركتهن الرائعة فى فعاليات المهرجان وندواته وشهاداتهن المؤثرة على دور مصر وثقلها إلا أنهن تفوقن على نجمات مصر فى الرشاقة والجمال بـ (الهاند ميد) ولفتن أنظار الجميع وفى مقدمة هؤلاء سولاف وسوزان وسارة نخلة ملكة جمال سوريا وزوجة أحمد عبدالله محمود وميسون أبوأسعد وضربن بالتالى مثلا فى المشاركة الفعالة لنجمات مصر دون الحاجة لراعى أزياء أو (مصمم) خاص وتألقن كالعادة فى هدوء وثقة.
 وفى المقابل فرض النجم الكبير دريد لحام  حضوره ندوة  لتكريمه  أقيمت له بعد عرض إحدى روائعه فيلم ( المنتمى ) بآرائه الفنية والسينمائية العميقة بخفة دمه المعهودة فى ندوة أدارتها الناقدة ناهد صلاح .
(دريد) تحدث عن أسرار جديدة وجوانب إنسانية وخاصة من حياته ليستكمل فيها تفاصيل أخرى عن حياته ومعاناته بخلاف ما قاله فى فيلم ( المنتمى) الذى صور فى بيته وأخرجته (ماجى أنور) رغم الأوضاع  السيئة التى تحوطه فى سوريا . وتحدث ( دريد) فى الفيلم الذى يسجل ذكرياته عن طفولته ودور أمه فى تربيته مع أشقائه الـ 11 وكيف أن الحالة الاقتصادية للأسرة كادت تعصف بحلمه لمواصلة التعليم الجامعى  لولا تدخل  إحدى  المدارس التى تتبنى الطلاب وأنه قام بشراء  (بوتجاز) لوالدته لإراحتها  من وسائل الطهى القديمة .. ومن حياته الأسرية الصعبة إلى حياته العاطفية وزوجتيه الأولى التى أنجب منها ولدين والسيدة هالة التى أنجب منها ابنته وهى التى تواصل معه رحلة العطاء حتى الآن .
 سيرة ومسيرة دريد فى الفيلم والندوة  جذبت الجميع لما تحتويه من مواقف  صنعت منه نجما كبيراًَ.واستكمل النجم الكبير غسان مسعود الدور السورى فى المهرجان بندوة اتسمت بالطابع السياسى وتبدأ الندوة بالحديث عن قصة ترشحيه للفيلم العالمى (مملكة الجنة) وتجسيد شخصية صلاح الدين ثم التأكيد على تأثير السينما كسلاح  قوى وكيف أن أمريكا غزت العالم بالسينما قبل الرهان على حاملات الطائرات .. (مسعود) اتهم رأس المال العربى بأنهم جبناء وأنهم لا يساهمون فى دعم صناعة مهمة وهى صناعة السينما رغم تأثيرها الكبير وأن بعض الأثرياء العرب يدفعون مليارات ويبخلون على دعم فيلم لا تزيد تكاليفه على 23 مليون دولار.
 الفنان العالمى وجه (رسالة) للاهتمام بالصورة. وبالسينما كسلاح قوى للعرب لغزو العالم كله كما فعلت أمريكا .
 بين دريد وغسان أكدت سولاف فواخرجى وسوزان نجم الدين حضورهما فبينما أقيمت ندوة سوزان بعرض فيلمها (أنا وأنت وأمى وأبى) ، للمخرج الكبير عبداللطيف عبدالحميد، ويناقش قضية الحب فى زمن الحروب والدمار .. فى حين فجرت سولاف فواخرجى مفاجأة بقولها إنها حزينة على السينما المصرية ومستوى الأفلام الأخيرة التى لا تليق باسم  وتاريخ مصر وأنها فضلت الإقامة ببلدها حتى تسترد عافيتها رغم القذائف والقصف على مدار الخمس سنوات الأخيرة.
أما مسك الختام فى الحضور السورى فهو فيلم (سوريون) للمخرج باسل الخطيب والذى استحق جائزة أفضل مخرج فى المهرجان .. وهو وثيقة سينمائية تسجل الواقع السورى الأليم ويكشف الوجه القبيح لتجار الدين وجرائم  الدواعش فى سوريا الجميلة .. (باسل) قدم صورة حقيقية لما يحدث فى سوريا بتفاصيل هزت مشاعر جميع من حضروا الفيلم من خلال أسرة بسيطة دفعت ثمن الإرهاب ومن خلال قصص إنسانية مؤثرة لبطلى الفيلم (ميسون أبو أسعد) و(محمود نصر) .. (الخطيب) قال فى الندوة التى عقدت عقب عرض الفيلم الجميل والمؤثر والمتكامل فنيا: أقدم ما أومن به وما قدمته هو نقل وحشية الدواعش على الأراضى السورية وكشف المؤامرة الممنهجة  للقضاء على الجيش والدولة السورية.
 الفيلم حرص على حضوره المخرجة الكبيرة إنعام محمد على والمصور السينمائى الشهير رمسيس وأشادا بالفيلم ورسالته.
(إنعام) و(رمسيس) ومعهما الكاتب الكبير (محفوظ عبدالرحمن) والمخرج (على عبدالخالق) والمخرج الكبير (محمد فاضل) و(فردوس عبدالحميد) قدموا نموذجا رائعا للمشاركة المصرية فى المهرجان والإصرار على حضور الندوات والأفلام والتكريمات ومنحوا هواة المنظرة والأزياء درسا فى تمثيل مصر وليس فى استعراض خطوط الموضة والتعالى على الفعاليات الحقيقية للمهرجان العريق .